"الذئاب المنفردة".. استراتيجية داعش لاستهداف الجيش والشرطة
الخميس 21/يناير/2016 - 03:09 م
طباعة

صرح مسئول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية أنه في الساعات الأولى من اليوم الخميس 21 يناير 2016، قام مجهولون بإطلاق الأعيرة النارية تجاه القوة الأمنية المعينة لملاحظة الحالة بميدان العتلاوي دائرة قسم شرطة ثالث العريش .
وعلى الفور قامت القوة بمبادلتهم الأعيرة النارية، وقد أسفر التعامل عن استشهاد كلٍ من:-
1- المقدم / تامر تحسين أحمد ذكي العشماوي .. من قوة مديرية أمن شمال.
2- النقيب / محمد نادر السيد ديناصوري .. من قوة قطاع الأمن المركزي
3- النقيب / محمد فؤاد شحاتة.. من قوة قطاع الأمن المركزي .
4- العريف / محمود عبد الواحد السيد.. من قوة مديرية أمن شمال سيناء .
5- المجند/ رجب إبراهيم .. من قوة قطاع الأمن المركزي .
كما أسفر التعامل عن إصابة 3 مجندين من قوة قطاع الأمن المركزي.
وهرعت سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث لنقل جثث الشهداء والمصابين إلى المستشفى، وأخطرت الجهات المعنية للتحقيق.

وكانت مديرية أمن شمال سيناء، تلقت إخطارا أوليًّا بانفجار عبوة ناسفة بمدرعة بميدان العتلاوي بالعريش، فيما كشفت التحقيقات الأولية تعرض كمين للشرطة إلى إطلاق النار من عناصر تكفيرية، ووقعت اشتباكات عنيفة مع المهاجمين.
وهذا ما كنا قد حذرنا منه خلال الأيام الماضية بأن جماعة الإخوان الإرهابية والموالين لها سوف يقومون بعمليات سريعة وخاطفة لإثبات الوجود سواء كانت تلك العمليات على امتداد الوادي أم في شبه جزيرة سيناء، وأن ما يسمى بتنظيم ولاية سيناء سوف يتعامل من خلال استراتيجية الذئاب المنفردة؛ حيث تعتمد العمليات الإرهابية على الهجوم الفردي لعدد من العناصر الإرهابية وليس بطريقة جماعية، وهي نظرية تعتمد عليها الجماعات الإرهابية بعد فشلها في تنفيذ هجمات بعدد كبير من الإرهابيين، مثلما حدث من قبل، وطبقًا لهذه الاستراتيجية يكون كل شخص في الجماعة أو اثنين أو ثلاثة متواجدين في مكان ويستطيعون تنفيذ العملية بمفردهم.

ومن الجدير بالذكر أن نظرية الذئاب المنفردة ظهرت على ساحة الإرهاب العالمي مؤخراً، خاصة بعد حادث فرنسا، وهي نفس النظرية التي تحاول تنفيذها العناصر الإرهابية بسيناء. ويستخدم تنظيم ولاية سيناء هذه الاستراتيجية؛ نظرا لأن أعداد العناصر الإرهابية في سيناء انخفض جداً بعد القضاء على أعداد كبيرة منهم، وأنهم لا يستطيعون تنفيذ عمليات منظمة بأعداد كبيرة، وكل ما يحاولون القيام به حاليًا هو تنفيذ عمليات إرهابية بشكل فردي؛ من أجل إثبات تواجدهم فقط، والتصعيد بالتزامن مع ذكرى ثورة 25 يناير.
وهناك مصادر أمنية تقول أن: "أجهزة الأمن رصدت خطط جماعة الإخوان وقياداتها في الخارج واتصالاتها مع العناصر الإرهابية في سيناء؛ من أجل التصعيد مع قرب ذكرى ثورة 25 يناير"، مؤكدة أن قوات الأمن قادرة على التصدي لهم.
يُذكر أن عدد من التقارير أوضحت أن ظاهرة "الذئاب المنفردة" أو الجنود التائهة، كانت أحدث النظريات الأمنية في التعامل مع ملف الإرهاب الدولي، وتتحدث باختصار عن وجود جماعات صغيرة العدد أو حتى أفراد يعتنقون الأفكار الجهادية، ويرتبطون أيديولوجيًّا بتنظيمات متشددة على غرار القاعدة، ويخططون لعمليات إرهابية بصورة مستقلة، ووفقًا لمقتضيات الواقع والبيئة التي يعملون بها.

ردود الأفعال
وفي أول رد فعل على هذه العملية الإرهابية قال الشيخ سعد الفقي، وكيل وزارة الأوقاف بكفر الشيخ، تعليقًا على حادث استشهاد 3 ضباط، ومجندين وإصابة 10 شرطيين في هجوم مسلح على كمين بمدينة العريش، إنهم «من الشهداء الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون».
وأضاف «الفقي»، في تصريحات صحفية، الخميس، أن «ما ذنب هؤلاء حتى يلقوا هذا المصير؟ وما هي جريمتهم حتى يلقوا هذا المصير؟!»، مؤكدًا أن «شهداءنا في الجنة وقتلى الإرهابيين في النار». وهو نفس الخطاب الإخواني الذي نرفضه من الجانبين فالذي يحدد من هو في الجنة ومن هو في النار ليس هؤلاء الشيوخ من الجانبين بل الله عز وجل.
وتابع: «لا نملك إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون»، مؤكدًا أن «الضباط والجنود هم من قيل فيهم عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله».
ومن جانبه، قال المهندس علي عبدالستار، رئيس مركز ومدينة مطوبس: إن الشهداء الأربعة من مركز مطوبس، مشيرًا إلى أنه سيتم أداء صلاة الجنازة على الشهداء الأربعة بمسجد الاستاد الرياضي بمدينة كفر الشيخ، ثم يتم تشييع كل جنازة شهيد بمسقط رأسه.

إعلان مسئولية الهجوم
فيما أعلنت جماعة "ولاية سيناء" المبايعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الخميس 21 يناير 2016، عن تبنيها الهجوم المسلح الذي استهدف كمين (حاجز) "العتلاوي" بالعريش بمحافظة شمال سيناء، وكان هذا من خلال حسابات تابعة لأنصار الجماعة، على "تويتر" تداولت بياناً تبنى فيه التنظيم العملية، مشيرًا أن "جنود الخلافة في ولاية سيناء، يباغتون أحد كمائن الشرطة المصرية وسط العريش، وسقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، ويستولون على مدرعة، وليست هذه هي العملية الأولى الذي يتبناها التنظيم فقد أعلن من قبل تبنيه الهجمات الإرهابية التي استهدفت وحدات للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية بمدينة العريش. وقال تنظيم ولاية سيناء إنه المسئول عن الهجوم الموسع والمتزامن في مدن العريش والشيخ زويد ورفح، واستهداف الكتيبة العسكرية 101 والمنطقة الأمنية بضاحية السلام بثلاث سيارات مفخخة، وقصفه كمائن الغاز بجنوب وشرق العريش وهجومه على كمائن البوابة وأبو طويلة والجورة ومعسكر الزهور بالشيخ زويد، والهجوم على كمائن الماسورة برفح، ما أسفر عن 29 شهيدا وإصابة 80 آخرين معظمهم من العسكريين.

تنظيم ولاية سيناء
وبعد تلك العمليات النوعية الإرهابية الشرسة والغادرة يجب أن نعرف مَن هو تنظيم ولاية سيناء من خلال المعلومات العشر الخطيرة التالية.
1 ـ نشأ تنظيم ولاية سيناء في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 تحت اسم تنظيم أنصار بيت المقدس، وأعلن في بادئ الأمر عداءه لإسرائيل؛ لكنه فور عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي قرر نقل نشاطه من الجبهة مع إسرائيل إلى مهاجمة قوات الجيش والشرطة في عدد من المدن المصرية.
2 ـ يعد تنظيم ولاية سيناء هو المسئول عن تفجير مبنى مديرية الأمن في الدقهلية ومبنى مديرية أمن القاهرة، وتفجيرات أنشاص، فضلًا عن تفجيرات مديرية أمن جنوب سيناء، واستهداف الكمائن الشرطية في عواصم المحافظات المصرية في العام ونصف العام الماضي، ومؤخرًا تبنى عددًا نوعيًّا من العمليات الإرهابية التي استهدفت عسكريين ومدنيين مصريين.
3 ـ يبلغ متوسط أعضاء تنظيم ولاية سيناء من المقاتلين المدربين 200 عنصر إرهابي مسلح، وتقول تقديرات بحثية علمية: إن أعداد إرهابيي تنظيم ولاية سيناء ما بين 150 إلى 250 فردًا كحد أقصى.
4 ـ يقسمُ التنظيمُ مقاتليه إلى مجموعات وخليات تتكون من بين 7 إلى 10 إرهابيين لكل خلية تتحرك بسرعة وخفة وسط المدن السيناوية، ومن ثم يمكنها التنقل إلى داخل المحافظات مع ضعف الرقابة الأمنية في الكمائن على طول الطرق المؤدية إلى محافظات الدلتا والقاهرة.
5 ـ يرى بعض الباحثين أن تنظيم ولاية سيناء جمّع سلاحه من تجار الأسلحة السيناويين، خاصة أولئك المنتمين إلى قبيلتي السواركة والرشايدة واللذين تضررت تجارتاهما جراء قرار السلطات المصرية تدمير الأنفاق مصدر رزقهم الوحيد دون إيجاد بديل تنموي يمكنهم من الحياة الشريفة.
6 ـ دخل تنظيم ولاية سيناء في معركة عدائية مع حركة حماس؛ ما أدى بحركة حماس أن تطرد عناصر التنظيم خارج قطاع غزة بسبب أفكارهم الجهادية التكفيرية، وقيل: إن حركة حماس حصلت على فتوى من القرضاوي باستباحة دماء أعضاء السلفية الجهادية، وتم قتل أحد مراجعهم على منبر مسجد في قطاع غزة.
7 ـ بدأ تنظيم ولاية سيناء بالمصريين ثم ما لبث أن ضم عددًا من الجهاديين التكفيريين من ليبيا والسودان، وبعد ذلك تطور الأمر بأن ضم التنظيم عناصر أجنبية دخلت مصر بتأشيرات سياحية قادمة من أوروبا.
8 ـ تعد قبيلة عرب شركس هي نقطة الارتكاز الأساسية التي يعتمد عليها عناصر التنظيم في الإيواء والمناورة والتحرك، وقيل: إن تنظيم ولاية سيناء الإرهابي يخزّن بها معظم عتاده العسكري واللوجيستي ولا تتعاون تلك القبيلة مع السلطات المصرية في تسليم الإرهابيين.
9 ـ بايع تنظيم ولاية سيناء تنظيم "داعش" على الولاء والطاعة، كما بايع التنظيم "أبو بكر البغدادي" خليفة له، ونشر تنظيم ولاية سيناء عبر صفحاته الإلكترونية أنه أصبح جزءًا من الدولة الإسلامية، في إشارة إلى تنظيم داعش في العراق والشام، ورفع علم داعش في عملياته التي نفذها في الأشهر الأخيرة.
10 ـ زعيم تنظيم ولاية سيناء هو أبو أسامة المصري، واسمه الحقيقي: محمد أحمد على، عمره 36 عامًا، وهو من مواليد مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء، لكنه كان مقيمًا لفترات كبيرة بمحافظة الشرقية شمال القاهرة، وهناك اعتنق الفكر الإرهابي، وبعد ذلك سافر إلى خارج مصر وتلقى تدريبه على يد أحد تنظيمات الإرهاب الدولي.