إيران تتدخل لإنهاء خلافات صالح والحوثي.. وخطة عسكرية لاستعادة ذمار

الخميس 21/يناير/2016 - 08:05 م
طباعة إيران تتدخل لإنهاء
 
دخلت إيران على الخطة بقوة من أجل انهاء الخلافات المتصاعدة بين جماعة انصار الله "الحوثيين" والرئيس اليمني السابق عيل عبد الله صالح، فيما اعلنت الحكومة اليمنية رسميا تأجل المفاوضات، مع استمرار تقدم الجيش اليمني.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
على صعيد الوضع الميداني، قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد الركن سمير الحاج إن سيطرة قوات الشرعية على سلسلة جبال هيلان، يتيح لها إتمام السيطرة على محافظة مأرب والبدء في التقدم نحو العاصمة صنعاء.
وجاءت سيطرة القوات الشرعية على الجبال، بعد اشتباكات استمرت ليوم أمس الأربعاء، مع مليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في أطراف جبال هيلان غربي محافظة مأرب، وذلك بحسب قناة سكاي نيوز عربية.
وأكدت مصادر أمنية أن استعادة جبال هيلان سيفتح المجال أمام قوات الشرعية باستعادة ما تبقى من مناطق المحافظة من أيدي المتمردين الحوثيين وحلفائهم.
فيما كشف محافظ ذمار علي بن علي القوسي عن خطة عسكرية لاستعادة المحافظة من مليشيا الحوثي وقوات صالح، وأكد في حديث للجزيرة أن السيطرة على ذمار (جنوب العاصمة صنعاء) ستغير موازين المعركة مع الحوثيين.
وقال القوسي -المُعين حديثا بقرار من الرئيس عبد ربه منصور هادي- شكلنا في البداية مجلسا تشاوريا والمجلس الأعلى للمقاومة، الذي يضم كافة الشخصيات الوطنية والعسكرية والقبلية من مختلف التيارات والأحزاب السياسية.
وفي السياق نفسه، قال قادة المقاومة بالمحافظة نفسها، ومنهم عبد الكريم الجعوري، إنه تم تدريب ألوية للمقاومة، وإنهم جاهزون لتحرير المحافظة، وبدء معركة الحسم، وطالبوا القبائل بالوقوف صفا واحدا للتخلص من الحوثيين لتعود المحافظة، التي لا تبعد عن العاصمة صنعاء إلا مئة كيلومتر، لحاضنة الحكومة الشرعية.

خلافات صالح والحوثي:

خلافات صالح والحوثي:
وعلى صعيد خلافات بين الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وجماعة أنصار الله، كشفت مصادر إعلامية يمنية أن إيران تسعى إلى رأب الصدع بين ميليشيات الحوثيين، وفلول المخلوع صالح، وأن بعض أعضاء السفارة الإيرانية الذين لا يزالون في صنعاء يقومون بهذه المهمة.
وأضافت المصادر أن عناصر السفارة زاروا رئيس ما يسمى بـ"اللجنة الثورية العليا"، محمد علي الحوثي، والتقوا بأعضاء المجلس السياسي للجماعة الانقلابية، وطالبوهم بتضييق هوة الخلاف مع المخلوع، ومحاولة الوصول إلى حد أدنى من الاتفاق بين الجانبين.
كما التقوا بممثلين عن المخلوع صالح، وعرضوا التوسط بينه وبين الحوثيين، وشددوا على ضرورة وقوف الجانبين صفا واحدا لمواجهة المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية، وذلك بحسب ما نشره موقع "الأمناء. نت".
وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن مندوبي السفارة الإيرانية حذروا الجانبين من مغبة استمرار التراشق الإعلامي بينهما، وأكدوا أنه في حال تمكنت قوات الشرعية من استعادة صنعاء وطرد الانقلابيين، فإن ذلك يعني نهايتهما معا، لأن مصيرهما واحد.
وأضاف المركز أن طهران أوعزت لحلفائها بعدم معاداة صالح، ومحاولة استمالته من جديد، وفي الوقت نفسه توخي الحذر في العلاقة معه، وعدم بناء استراتيجيتهم على أساس المضي قدما في التحالف مع صالح، إذ إن طهران ترى أنه يمكن أن يتخلى عنهم في أي لحظة، إذا ما حصل على صفقة تؤمن نجاته وأفراد أسرته.
وتابع المركز، أن سياسة إيران تجاه تعامل الحوثيين مع المخلوع تقوم على مسارين متوازيين: الأول، عدم استعدائه وضمان حياده، إن لم يكن موالاته وتعاونه مع الحوثيين، وفي الوقت ذاته عدم الاعتماد بصورة كاملة على استمرار التحالف القائم حاليا معه، كما أبدت شكوكا حول إمكان الاعتماد على صالح كحليف استراتيجي موثوق، مشيرة إلى أنه اعتاد اللعب بالمتناقضات في وقت واحد، وتغيير قناعاته وتحالفاته بصورة مستمرة.
وأكد المركز أن ميليشيات الحوثي الانقلابية بدأت تنفيذ النصائح الإيرانية، وأوعزت إلى وسائل الإعلام الموالية لها بعدم مهاجمة صالح أو استفزازه، وفي الوقت ذاته اتخذت كثيرا من الخطوات التي تضمن لها الإمساك بمفاتيح القرارات السياسية والعسكرية، مثل إقالة عناصره من كل المواقع القيادية، وإحلال حوثيين مكانهم، وهو ما تسبب بدوره في تزايد الفجوة وانعدام الثقة بين الطرفين.
وكان المخلوع قد دعا خلال الفترة الماضية إلى حل ما تسمى بـ"اللجنة الثورية العليا"، التي يرأسها محمد علي الحوثي، وإعادة البرلمان المحلول، وتشكيل حكومة مشتركة بين طرفي التمرد، وهي الطلبات التي رفضتها الجماعة الانقلابية فورا، وعندما ألمح صالح إلى إمكان الطلب من أتباعه النزول إلى الشوارع والاعتصام بها، لم تتوان الجماعة عن التهديد باعتقاله فورا، وفق ما أعلنه القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، أمين عاطف الذي حاول التوسط بين الجانبين.

علاقة الحوثيين وايران:

علاقة الحوثيين وايران:
قامت إيران موكب تشييع رسمياً وبحضور مسؤولين وقادة عسكريين لـ4 من قتلى ميليشيات الحوثيين دفنوا في مقبرة "ناصر الحق" بمدينة آمل، بمحافظة مازندران (شمال إيران) صباح اليوم الخميس.
ووفقاً لوسائل إعلام إيرانية، فإن سبب اختيار هذه المقبرة يعود إلى كونها تضم أبو محمد الحسن بن علي الأطروش، ويعود نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب، والملقب بـ"ناصر الحق" عند الزيديين والشيعة، وهو الذي أسقط دولة السامانيين الفرس في القرن الثاني الهجري، وأقام "الدولة العلوية" في طبرستان والديلم قديما (شمال إيران) وقد حكم لمدة 4 سنوات ومات في آمل ودفن فيها.
ووفقا لوكالة "مهر" الإيرانية، فإن القتلى هم كل من: محمد أحمد حسين ‌الفخري وعلي ‌محمد علي‌ أحمد المرواني وعاطف علي حزام‌ البشاول وأکرم محمد محمد الغفاري، والذين لقوا مصرعهم بمستشفيات في إيران، متأثرين بجروح أصيبوا بها خلال المعارك في اليمن.
وأضافت الوكالة أن دفن هؤلاء الحوثيين في هذه المقبرة تم بتعليمات من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بأن تكون مقبرة "ناصر الحق" مخصصة لقتلى الحوثيين.
يذكر أنه بالإضافة إلى تخصيص هذه المقبرة بشمال إيران لقتلى ميليشيات الحوثيين فقد خصصت إيران مقبرة أخرى في مدينة قم بالقرب من طهران، لقتلى الميليشيات الأفغانية والباكستانية والعراقية المقاتلة تحت إمرة الحرس الثوري، والذين يقضون في سوريا.
و التقى وفد من جماعة الحوثي في طهران ، الدكتور علي ولايتي، مستشار المرشد الإيراني  علي خامنئي للشؤون الدولية، وكذلك علاء الدين برجرودي، رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني.
كما التقى الوفد الحوثي، بمسؤولي النظام وكذلك بعض المراجع الشيعية في مدينة قم، منذ أسابيع، دون أن تحظى هذه الزيارات بتغطية وسائل الإعلام الإيرانية التي اكتفت بنقل خبر مجيء هؤلاء الحوثيين إلى إيران ولقائهم مسؤولين كبارا ومراجع شيعة.
كما اجتمع الوفد الشهر الماضي، والذي ضم كلاً من محمد القبلي، عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله الحوثية، ومحمد البخيتي، القيادي الحوثي، وطاهر محمد حيدر، الأمين العام للمجلس الصوفي، وحامد محمد السنوي، من الطائفة الزيدية، وأحمد محمد شمس الدين، رئيس المجلس الشافعي في مدينة تعز، مع عضو مجلس الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني النائب مهدي دواتكري، في فندق "استقلال" بطهران.
وكان مجلس الشورى الإيراني عقد جلسة استثنائية لمناقشة الوضع في اليمن، في 9 يناير الجاري، وشرح فيها رئيس لجنة الايرانية لدعم الحوثيين قائد الشرطة الإيرانية السابق اللواء أحمدي مقدم، أبعاد التدخل الايراني في هذا البلد العربي، وقال إن "هذه الحرب ستكون حرب استنزاف وسيستمر الوضع على هذه الحال خلال العام الحالي 2016"، على حد تعبيره.
وقال نوذر شفيعي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الإيراني، لوكالة الأنباء الايرانية، إن "اللواء أحمدي مقدم أكد على استمرار إرسال المساعدات لليمن (للحوثيين) وتشكيل لجنة سياسية مهمتها إيصال صوت اليمنيين (الحوثيين) إلى المحافل الدولية".
وأكد النائب الإيراني أن بلاده مهتمة بالشأن اليمني وتعمل على تحقيق النصر للحوثيين وحلفائهم، منوها إلى أن إيران مستعدة لتوفير كافة ما يحتاجه الانقلابيون.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، أعلن الناطق باسم الحكومة اليمنية راجح بادي تأجيل المحادثات التي كانت مقررة هذا الشهر بين الحكومة الشرعية والحوثيين وأتباع علي صالح. 
وقال بادي في تصريحات لصحيفة الحياة اللندنية، نشرتها اليوم الخميس، إن سبب التأجيل هو "تعنُّت الأطراف الأخرى وإصرارها على مواقفها المتشدّدة ورفضها السلام والمفاوضات".
وطالب بادي المجتمع الدولي بتحديد الطرف المتعنّت الرافض تطبيق القرارات الدولية.

المشهد الإقليمي:

وعلى الصعيد الاقليمي، أصدرت سلطنة عمان قراراً طلبت فيه من كل أقارب المخلوع علي عبدالله صالح، مغادرة أراضيها، والعودة إلى صنعاء، بعد انتهاء فترة تأشيرة إقامتهم، وذلك عقب اتخاذها قراراً بإغلاق حدودها مع اليمن.
وأشارت مصادر يمنية إلى أن قرار السلطنة الجديد، يأتي اتساقاً مع مواقف الدول الخليجية، الرامية إلى قطع الإمداد عن المتمردين الحوثيين وفلول المخلوع صالح، لاسيما بعد وقوع عدد من محاولات لتهريب الأسلحة والذخائر عبر الحدود العمانية، وهو ما رفضته السلطنة، وذلك بحسب صحيفة الوطن السعودية
وكانت السلطنة أعلنت الاثنين الماضي إغلاق حدودها مع اليمن، وقالت مصادر محلية في محافظة المهرة التي لها حدود طويلة مع عمان إن الأخيرة أغلقت منفذي شحن وصرفيت البريين، وألغت التعامل بتأشيرات مرور مؤقتة كانت تمنحها للمواطنين اليمنيين الراغبين في السفر إلى دول أخرى، انطلاقاً من مطارات عمانية، وأصدرت قراراً بوقف أي تأشيرات مرور للمسافرين اليمنيين.

المشهد اليمني:

يبدو ان تحالف "الحوثي- صالح"، مهدد بالانتهاء في ظل الانتصارات العسكرية التي يحرزها الجيش الوطني اليمني والمقامة ومع تضيق الخناق علي مليشيات الحوثي والقوات المتحالفة معهم.. وهوما يشير الي ان الحل العسكري سوف يستمر في اليمن، حتي اشعار آخر.

شارك