"الفلوجة" العراقية على مسار "مضايا".. والمدنيون في انتظار المساعدات

الخميس 21/يناير/2016 - 09:02 م
طباعة الفلوجة العراقية
 
الجيش العراقي يحاصر
الجيش العراقي يحاصر داعش
يبدو أن الأزمة الإنسانية التي تمر بها مضايا السورية تنتقل إلى الفلوجة العراقية، فى ضوء تزايد دعوات إنقاذ أهالي الفلوجة المحاصرين من قبل تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، والتحذير من حدوث مجاعة وسط عدم توفر السلع الغذائية، وهو ما يمثل تكرارًا لما تشهده بعض القري السورية المحاصرة وأبرزها مضايا.
من جانبه دعا عضو مجلس النواب العراقي فارس طه الحكومة العراقية والمنظمات الإنسانية بإنقاذ سكان الفلوجة المدنيين المحتجزين من قبل تنظيم داعش من مجاعة مخيفة يعانون وطأتها، والإشارة إلى أن السكان المدنيين بالفلوجة وضواحيها من الصقلاوية وقرى أبو سديرة والبقارة والسجر والكرمة يعانون من حصار شامل منذ ثلاثة أشهر وأن غالبيتهم بدأ يأكل الحشائش وعلف الحيوانات وأن أطفالهم تحت وطأة مجاعة مخيفة تهدد بموت الكثير منهم". وأضاف أنه قد يحدث بالفلوجة وأطرافها ما حدث لسكان مضايا السورية.
يأتي ذلك فى ظل تقديرات منظمات إنسانية وحكومية محلية بالأنبار، فإن عدد السكان المدنيين بالفلوجة، الواقعة على بعد 50 كيلومتر غرب بغداد، يبلغ حوالي 30 ألف مدنيا أجبرهم داعش على عدم الخروج لمناطق آمنة وأجبرهم بالعيش كرهائن يحتمي بهم في المواجهات المسلحة ضد القوات الأمنية.
من ناحية أخرى أشار العقيد فيصل محمد من شرطة الأنبار أنه يتواجد ما يزيد على 2000 عنصر من تنظيم داعش في الفلوجة وأطرافها، ويتعاملون بقسوة وجرم غير متوقع لكل إنسان، وأضاف: "كل من يريد أن يخرج من هذه المناطق يعتبره داعش مرتدا عند حكم ما يسمى بالدولة الإسلامية "
المحاصرون فى انتظار
المحاصرون فى انتظار المساعدات
ونقلت تقارير إعلامية عن المواطن جمعة الفلوجي (60عاما) "لقد نفد الخبز والحليب من الأسواق منذ شهر أكتوبر الماضي، وآثار الجوع ظهرت لدى الأطفال وكبار السن والنساء".
يأتى ذلك فى الوقت الذى تقوم فيه القوات الأمنية العراقية بتوفير ممرات آمنة للسماح بخروج المدنيين من قضاء الفلوجة التابع لمحافظة الأنبار، تمهيدا لتنفيذ عملية عسكرية بهدف استعادة المدينة من سيطرة تنظيم داعش، وأعدت القوات الأمنية خطة بالتنسيق مع حكومة الأنبار المحلية لتوفير ممرات آمنة لخروج المدنيين.
وقال عضو مجلس المحافظة شلال الحلبوسي إن هناك مقترحات ودراسات لأكثر من مركز لخروج المدنيين مشيرا إلى أن الجهات الأمنية على علم بها. وأضاف أن آلية وضعت لإعلان تلك المنافذ، إلى جانب تأمين مخيمات للنازحين لاحتوائهم بعد خروجهم من الفلوجة، موضحا أن الفلوجة تضم أعدادا كبيرة من السكان، فضلا عن النازحين من المناطق المجاورة مثل الكرمة والصقلاوية.
كانت القوات العراقية قد فرضت سيطرتها على معظم المناطق المحيطة بقضاء الفلوجة باستثناء بعض القرى الخاضعة لسيطرة داعش.
وفى هذا السياق تواصل القوات العراقية التقدم داخل محافظة الانبار غرب العراق، مع بدء عملية عسكرية لتحرير مناطق السجارية وجوبية "شرق الرمادي"، فيما حررت قوات الحشد الشعبي المعمل الاخضر والازرق بأطراف الفلوجة، ودمرت أكبر معمل لـ"داعش" لتفخيخ السيارات والشاحنات وصناعة العبوات الناسفة، بعد أن استطاعت القوات من الجيش العراقي والحشد الشعبي من السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية، مبيناً انه يقف تحديداً على ركام أكبر معمل لتنظيم "داعش" الارهابي لتفخيخ السيارات وصناعة العبوات الناسفة، وقد اصبحت هذه المنطقة بالكامل تحت سيطرة قوات الحشد الشعبي التي قامت بالدخول وتحريرها من الدواعش، بالإضافة الى انها فككت مئات العبوات الناسفة في هذه المناطق.
الفلوجة العراقية
ونقل شهود عيان انه تم قصف اكبر معمل ومستودع للتفخيخ وتصنيع العبوات الناسفة بمنطقة الحرارات التي تبعد كيلومترين ونصف عن مدينة الفلوجة، مشيراً الى أن المعمل قصف من قبل سلاح الجو العراقي، فيما سيطرت قوات من الحشد الشعبي على الارض، وسقوط اعداد كبيرة من القتلى بينهم نساء، ومازالت جثثهم تحت الانقاض،  بعد أن دمرت القوات العراقية حصون تنظيم "داعش" الارهابي بأطراف الفلوجة بعد قتل عشرات المسلحين.
وحتى حررت القوات العراقية مناطق البوغانم والبومحل شمال الرمادي، كما وسيطرت على شارع الصوفية التي لا تزال تشهد مواجهات عنيفة بين الجيش العراقي وعناصر تنظيم "داعش" الارهابي.
 وسبق أن كشف تقرير للأمم المتحدة عن مقتل خمسة أشخاص الأسبوع الماضي في بلدة مضايا السورية الأسبوع الماضي. كما ذكر عاملو إغاثة محليون أن 32 شخصا ماتوا من الجوع خلال الشهر الماضي ووصلت الأسبوع الماضي قافلتان من إمدادات الإغاثة إلى 42 ألف شخص يعيشون في البلدة المحاصرة منذ شهور، والإشارة إلى أن عشرات الأشخاص يحتاجون إلى رعاية طبية متخصصة على الفور خارج مضايا حتى لا يموتوا، لكن عاملين في مجال المساعدات تابعين للمنظمة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري لم يتمكنوا سوى من إجلاء عشرة أشخاص فقط. وأضاف التقرير الذي نشر في وقت متأخر أمس الأحد: "منذ 11 يناير ورغم تقديم المساعدة أفادت تقارير بموت خمسة أشخاص بسبب سوء تغذية حاد وشديد".
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الأطراف المتحاربة في سوريا، لاسيما حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، ترتكب "أفعالا فظيعة" وأدان استخدام التجويع كسلاح في الحرب التي أوشكت على دخول عامها السادس. 
وحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن نحو 450 ألف شخص محاصرون في حوالي 15 منطقة بسوريا، من بينها مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات مقاتلة أخرى، وذكر التقرير أن الأمم المتحدة قدمت سبعة طلبات في 2015 لتوصيل قافلة مساعدات لبلدة مضايا وحصلت على تصريح بتوصيل المساعدات إلى 20 ألف شخص في أكتوبر، وبعد عدة طلبات أخرى سمحت الحكومة السورية بدخول شحنة مساعدات يومي 11 و14 يناير الجاري.

شارك