ألمانيا تواصل مساعيها لمحاربة داعش عسكريًا ومنع تدفق اللاجئين

الخميس 21/يناير/2016 - 11:41 م
طباعة ألمانيا تواصل مساعيها
 
تواصل ألمانيا مواجهة تدفق اللاجئين إليها للقارة الأوروبية عامة، من خلال مواصلة جهودها في البحث عن طرق واضحة لمواجهة تنظيم داعش، وفى الوقت الذى ترفض فيه المانيا صراحة المشاركة عسكريا في الحرب على داعش، أكدت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين تأكيد عزم برلين على محاربة التنظيم، موضحة بقولها "إرادتنا بعدم التراجع أمام الإرهاب قد تعززت"، مشددة على ضرورة اتخاذ "موقف مشترك في المعركة ضد تنظيم داعش".
الجيش الالمانى لا
الجيش الالمانى لا يشارك بعمليات عسكرية
أضاف خلال زيارة قامت بها إلى قاعدة انجرليك الجوية التركية، التي تنتشر فيها طائرات استطلاع ألمانية، أهمية التحالف الدولي في المعركة ضد الإرهاب"، حيث أنه لأول مرة منذ أن سمح للبرلمان الألماني بالمشاركة في التحالف الدولي ضد "داعش"، تزور وزيرة الدفاع الألمانية فون دير لاين وحدات ألمانية في قاعدة انجرليك التابعة لقوات الناتو في تركيا، والتي أوكلت إليها مهام استطلاعية فقط.
وتجدد النقاش قبل زيارة الوزيرة بشأن وجود قصور في أنظمة التسلح الخاصة بالجيش الألماني وذلك عندما عرف أن طائرات التورنادو الألمانية في قاعدة انجرليك لا تستطيع القيام بمهامها الاستطلاعية ليلا بسبب عيوب فنية، حيث تتركز مهمة طائرات التورنادو الألمانية على تزويد دول أخرى مشاركة في التحالف بصور لأهداف عسكرية للتنظيم يتم قصفها فيما بعد خلال الغارات الجوية. ولا تقوم الطائرات الألمانية بأي قصف لهذه الأهداف.
ويشارك الجيش الألماني أيضا بطائرة تزويد بالوقود جوا بالإضافة إلى الفرقاطة "أوغسبورغ" التي تحمي حاملة طائرات فرنسية في الخليج. وكان البرلمان الألماني قد سمح للجيش بالمشاركة بما لا يزيد على 1200 جندي في مهمته في سوريا.
يأتي ذلك في الوقت الذى تقوم فيه طائرات التورنادو الألمانية المتمركزة في قاعدة انجرليك، بالقيام بأكثر من 30 طلعة استطلاع فوق العراق وسوريا، كما شاركت طائرة من طراز اي310 ام.ار.تي أيضا في حوالي أربعين مهمة إمداد لحساب التحالف، في ظل الموقف الألماني بعدم شن أي غارة، خلافا للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، إلا أن وزيرة الدفاع الألمانية أعربت عن ارتياحها  من أن نتائج مهمات الاستطلاع التي تقوم بها طائرات التورنادو، تتسم بنوعيتها، مضيفة بقولها " نقدم مساهمتنا في منع تنظيم داعش من إحراز تقدم".
يذكر أن النواب الألمان صوتوا في إجراء سريع في ديسمبر، الماضي لصالح انتشار عدد أقصاه 1200 جندي وست طائرات وفرقاطة للمشاركة في العمليات ضد تنظيم "داعش"، لدعم فرنسا بعد اعتداءات باريس.
وكانت أوزولا فون دير لاين صرحت من قبل لصحيفة بيلد" الألمانية أكدت على أن ألمانيا لا يمكنها أن تتنصل من مسؤوليتها في تقديم إسهام في هذا الأمر، وذكرت الوزيرة أن الأهم الآن هو تحقيق الاستقرار في هذه الدولة المهددة من جانب متطرفين إسلاميين والاهتمام بتشكيل حكومة فعالة بها، موضحة أن تلك الحكومة ستحتاج إلى مساعدة عاجلة لتطبيق القانون والنظام في هذا البلد الشاسع.
أزمة ميركيل
أزمة ميركيل
أوضحت ضرورة الحيلولة دون تشكيل محور للإرهاب الإسلامي في شمال إفريقيا، موضحة أن تنظيم "داعش" يبحث في ليبيا عن الاتصال بتنظيم "بوكو حرام" الإسلامي المتطرف في وسط إفريقيا، وقالت: "إذا حدث ذلك سينشأ محور للإرهاب يمكنه زعزعة الاستقرار في أجزاء واسعة من أفريقيا، عواقب ذلك ستكون موجات جديدة من اللاجئين، وهو ما لا ينبغي لنا السماح به".
 ودعت الوزيرة مجددا إلى زيادة واضحة في ميزانية الدفاع، وقالت: "الجيش الألماني مطلوب في مهام متعددة على مستوى العالم، عندما نطلب كل هذا من جيشنا فإنه يتعين علينا الاستثمار في أفراده وفي إمداده بمعدات حديثة وآمنة. سأوضح ذلك بالمبررات لوزير المالية الألماني".
على الجانب الاخر أكد وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله ضرورة توفير مليارات اليورو لتلبية احتياجات اللاجئين في المعسكرات التي يتم إنشاؤها في الدول المجاورة لسوريا ومناطق الأزمات الأخرى؛ وذلك بهدف الحد بشكل فعال من تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
أكد على أنه بالرغم من أن ذلك سيكلف أوروبا عدة مليارات أكثر مما هو عليه الآن؛ إلا أنه أمر ضروري بشكل ملح، موضحا أن الأزمات والصراعات في أفريقيا والشرق الأوسط هي أيضا مشكلة أوروبية "فأي خلل يحدث هناك لا يصب في الولايات المتحدة أو أستراليا بل في أوروبا".
وفى نقاش حول "مستقبل أوروبا" بمنتدى دافوس الذى  يشارك فيه رئيس وزراء كل من فرنسا واليونان وهولندا، أكد شويبله أنه تبين أن الخلاف داخل الاتحاد الأوروبي بشأن آليات توزيع اللاجئين غير مثمر وأنه يدعو لذلك لإنشاء "تحالف الراغبين" يضم الدول القادرة على المساهمة بأموال في إعاشة اللاجئين في المنطقة وقال إن ألمانيا لديها الآن متسع مالي أكثر، مضيفا: "أدعو في بلدي لأن نستثمر في المنطقة مع دول أوروبية أخرى كل ما نمتلكه".
وعلى صعيد موجة الانتقادات التي تواجهها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل منذ أسابيع داخل صفوف حزبها "الحزب المسيحي الديموقراطي"، وحليفها البافاري "الحزب المسيحي الاجتماعي"، ظهرت أخيراً بعض الأخبار السارة لميركل بخصوص النقاش الدائر حول موضوع اللاجئين، من وزير العدل الاتحادي هايكو ماس "الحزب الاشتراكي الديموقراطي".
وزير المالية الألماني
وزير المالية الألماني
وأدلى هايكو ماس بتصريح لصحيفة "راين نيكار تسايتونج"، يدعم فيه ميركل قائلاً: "نحن جميعا متفقون حول نفس الهدف، وهو مساعدة الناس الذين يمرون في محنة كبيرة. كما يجب علينا خفض وتيرة تدفق اللاجئين إلى مستوى معقول".
من جانبه توقف وزير العدل عند انتقادات شركاء التحالف الحكومي الآخرين لسياسة ميركل، خصوصاً تلك التي يقف خلفها رئيس حكومة ولاية بفاريا ورئيس الحزب المسيحي الاجتماعي. 
أوضح هايكو ماس "التهديدات المستمرة لميركل من طرف الحزب الاجتماعي المسيحي لا تساعد كثيرا على الوصول إلى اتفاق، تماما كما هو حال حملة جمع التوقيعات داخل صفوف حزبها".
يذكر أن رئيس حكومة ولاية بافاريا الألمانية، هورست زيهوفر يمارس مزيداً من الضغوط على المستشارة الألمانية في الخلاف حول النهج السليم الذي ينبغي اتباعه لمواجهة أزمة اللاجئين. 
وسبق وأن صرح زيهوفر" بقوله" في غضون 14 يوماً سنطالب الحكومة الاتحادية خطياً بإعادة تطبيق القواعد القانونية الخاصة بالحدود، إذا لم تفعل الحكومة الاتحادية ذلك، لن يتبقى أمام حكومة الولاية شيء آخر سوى التقدم بدعوى أمام المحكمة الدستورية الاتحادية".

شارك