تواصل المعارك في عدة مدن يمنية.. وخلافات صالح والحوثي تتصاعد

السبت 23/يناير/2016 - 03:14 م
طباعة تواصل المعارك في
 
تتواصل المعارك بين المقاومة الشعبية اليمنية، وجماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، فيما أدى 4 وزراء جدد اليمين الدستورية أمام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. 

الوضع الميداني

 الوضع الميداني
وعلى صعيد الوضع الميداني، تتواصل المعارك بين المقاومة الشعبية اليمنية والمتمردين في تعز؛ حيث تصدت قوات الشرعية لهجوم المتمردين على أحياء ثعبات وكلابة، فيما قُتل العشرات من ميليشيات الحوثي وصالح إثر استهداف التحالف مواقع لهم إلى الغرب من تعز.
فقد سقط عشرات القتلى والجرحى من عناصر ميليشيات الحوثي وصالح، وتم تدمير عربات عسكرية ومدرعات تابعة للميليشيات إثر استهداف طيران التحالف تجمعاً للميليشيات في منطقة الغيل والفاقع بمديرية الوازعية غرب تعز.
وعلى جبهة شبوة، يخوض الجيش والمقاومة معارك عنيفة بدعم من قبائل المنطقة، في محاولة لطرد المتمردين من آخر معاقلهم في مديرية بيحان.
من جانبه، أعلن الشيخ صالح الحارثي، رئيس مجلس المقاومة في بيحان، عن "تكوّن مجلس المقاومة الشعبية في وادي بيحان، وفتح معسكر لاستيعاب المقاتلين وتدريبهم لإسناد الجيش الوطني في عملية التحرير".
وفي دمت بمحافظة الضالع، دارت معارك في المرتفعات المحيطة بالمدينة، وأحكمت المقاومة بإسناد من قوات التحالف حصارها على مناطق تمركز المتمردين، وقطعت خطوط إمدادهم التي كانوا ينطلقون منها لمهاجمة قوات الشرعية واستهداف المدنيين.
 فيما قال سكان محليون، اليوم السبت: إن مقاتلات التحالف قصف مواقع لمسلحي جماعة الحوثي وقوات المخلوع صالح في مدينة البيضاء وسط اليمن.
وذكر السكان، بحسب موقع "المصدر أونلاين" أن الغارة الأولى استهدفت تجمعاً للحوثيين في المجمع الحكومي بمنى للجنة الانتخابات، فيما استهدفت الغارة الثانية معسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً).
وكانت غارة ثالثة شنتها المقاتلات على جبل العريف بمديرية الطفة، ومن المُرجح أن قتلى وجرحى من الحوثيين سقطوا خلال القصف.
وقتل أحد قادة ميليشيات الحوثي، الجمعة، في كمين للمقاومة الشعبية اليمنية في مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء، وسط استمرار غارات التحالف العربي الداعم للشرعية على مواقع المتمردين في مناطق متفرقة من اليمن.
وقالت مصادر عسكرية لـ"سكاي نيوز عربية": إن "الرجل الثاني" في ميليشيات الحوثي بمحافظة البيضاء، علي أحمد العشة، الملقب بـ"أبو زيد"، قتل مع 7 من مرافقيه في كمين للمقاومة الشعبية بمنطقة الحيكل.
وتشارك قوات المقاومة الشعبية إلى جانب الجيش الوطني، وبدعم من التحالف العربي، في المعارك الرامية إلى تحرير المناطق التي لاتزال خاضعة لسيطرة الحوثيين وأتباع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
كما أحبطت المقاومة الشعبية في محافظة أبين الجنوبية الجمعة، عملية تهريب لدبابات نحو محافظة حضرموت الخاضعة لسيطرة عناصر تنظيم القاعدة.
وقال محمد الفضلي لـ24: "إن المقاومة الجنوبية في بلدة أحور الساحلية، أوقفت ناقلة كانت تقل على متنها دبابات في طريقها نحو حضرموت".
وذكر الفضلي أن تهريب الدبابات ربما يأتي عقب منع قوات التحالف عملية التهريب للحوثيين من ميناء المكلا.
فيما ذكر شهود عيان أن اشتباكات عنيفة اندلعت الجمعة، استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة، بين الحوثيين من جهة، وعناصر من القوات الموالية للمخلوع علي عبدالله صالح من جهة أخرى، وسط مدينة ذمار جنوب العاصمة اليمنية صنعاء.
وقالت مصادر محلية في ذمار لـ24: "إن خلافات نشبت بين الحوثيين وقوات صالح على الأموال والأسلحة التي يستلمها عناصر الانقلاب ومقاتلون محسوبون على قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح".
واتهم الموالون لصالح الحوثيين بالتمييز؛ مما أدى لاندلاع اشتباكات مسلحة أسفرت، وفقاً لشهود عيان، عن سقوط جرحى من الطرفين.
كما قتل 51 حوثياً في الحدود مع المملكة العربية السعودية، خلال قصف للقوات السعودية لعناصر حوثية حاولت التسلل إلى أراضي المملكة.
وذكرت قناة الإخبارية السعودية أن 51 حوثياً قتلوا على الحدود الجنوبية للمملكة.

المشهد السياسي

الرئيس اليمني عبدربه
الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي
وعلى صعيد المشهد السياسي، أدى اليمين الدستورية اليوم أمام الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية كل من الدكتورة نهال ناجي العولقي بمناسبة تعيينها وزيراً للشئون القانونية، وعثمان حسن مجلي بمناسبة تعيينه وزيراً للدولة لشئون مجلسي النواب والشورى، وياسر عبدالله الرعيني بمناسبة تعيينه وزيراً للدولة لشئون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وهاني علي سالم بن بريك بمناسبة تعيينه وزيراً للدولة عضو مجلس الوزراء.
كما أدى اليمين الدستورية أمام الرئيس "هادي" سالم عبدالله السقطري بمناسبة تعيينه محافظاً لمحافظة سقطري، و اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك بمناسبة تعيينه محافظاً لمحافظة حضرموت، وعلي محمد أحمد المعمري بمناسبة تعيينه محافظاً لمحافظة تعز.
وبعد أداء اليمين الدستورية التقى الرئيس مع الوزراء والمحافظين المعينين كل على حدة، إضافة إلى لقاء جماعي هنأ من خلاله الوزراء والمحافظين الجدد.. مؤكدًا أن المرحلة الراهنة صعبة ومعقدة تتطلب العزم والتصميم على مواجهة التحديات والعقبات المفتعلة، بما يفضي إلى تحقيق الأمن والاستقرار المنشود.
وخاطب الرئيس اليمني، الوزراء قائلاً: "إنكم اليوم تمثلون أطيافًا مختلفة وتخصصات وخبرات نوعية اكتسبتموها خلال مراحل العمل الوطني والقانوني فيما يتصل بمراحل الأزمة والصراع التي شهدتها اليمن، مرورًا بعملية الحوار الوطني وتنفيذ مخرجاته وصياغة مسودة الدستور وما تلاها من تحديات وحرب ظالمة فرضتها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية على أبناء الوطن عامة".
وأضاف: "هناك العديد من الوسائل والخلايا التي يعمل من خلالها الانقلابيون لتعكير صفو الانتصارات وعملية التحول التي تشهدها المناطق المحررة، من خلال تجنيد العناصر المأجورة لخلق الاضطرابات تنفيذًا لأجندة دخيلة ورغبات انتقامية من الوطن والمواطن".. مؤكداً أنه سيكون للوزراء والمحافظين الجدد دور فاعل وإيجابي في إرساء دعائم الأمن والاستقرار كل من موقعه بالتعاون مع كافة أبناء شعبنا اليمني الذين ينشدون الأمن والاستقرار وبناء الدولة المدنية الاتحادية الحديثة المبنية على العدالة والمساواة والحكم الرشيد".
من جهتهم ثَمَّن الوزراء والمحافظون الثقة التي حظوا بها من قبل رئيس الجمهورية.. مؤكدين العمل بروح الفريق الواحد وأن يكونوا عند المستوى المطلوب والمأمول من خلال المهام التي تكلفوا وتشرفوا الاضطلاع بها، باعتبار الوطن في هذه المرحلة المهمة من تاريخه تستدعي تكاتف الجهود والعمل الميداني الجاد؛ لتجاوز تبعات الحرب الظالمة التي فرضتها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية على وطننا ومجتمعنا.

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
وعلى صعيد المسار التفاوضي، أكد وزير الصناعة اليمني، عضو مشاورات "جنيف 2"، الدكتور محمد السعدي، تأجيل المشاورات للمرة الثانية، إلى أجل غير محدود، جراء تعنت الميليشيات الانقلابية، ورفضها تنفيذ التزاماتها.
وقال السعدي، وفقاً لصحيفة عكاظ السعودية: "لقد تم تأجيل المشاورات للمرة الثانية، وإلى أجل غير محدود؛ لأننا لم نحصل على أي شيء، مما التزم به الطرف الآخر، فيما يخص فك الحصار عن تعز، وإطلاق المختطفين أو ما يسمى بتنفيذ بنود بناء الثقة، الذي تم الاتفاق عليه في مشاورات جنيف2"، موضحاً بأن "الأمم المتحدة ومبعوثها، إسماعيل ولد الشيخ، الذي التقيناه أمس الأول، لا يزال يبذل جهوداً ويرتب للتواصل مع الطرف الآخر، لكنه لم يحدد موعداً حتى اللحظة". 
وأشار الوزير اليمني إلى أن "الميليشيات الانقلابية مطالبة بتنفيذ كافة التزاماتها خاصةً القرار 2216"، مبيناً بأن "قادة الميليشيات يحرصون على وقف إطلاق النار، ولكنهم يرفضون تنفيذ أي من تعهداتهم للمجتمع الدولي، والحكومة الشرعية على أرض الواقع". 
وأضاف أن "الصعوبات ستكون كبيرة في المراحل المقبلة، إذا أخلفت الميليشيات تنفيذ تعهداتها بنوايا صادقة"، لافتاً إلى أن "الوضع الاقتصادي في اليمن بحاجة لدراسة وتقييم للخسائر، التي تزداد بشكل يومي جراء تعنت الانقلابيين".

المشهد الإقليمي

المشهد الإقليمي
فيما أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر مشترك مع نظيره الأمريكي جون كيري الذي يزور الرياض اليوم السبت، وجود تطابق كبير في وجهات النظر بين الجانبين السعودي والأمريكي في عدة ملفات، بينما أكد نظيره وقوف واشنطن مع الرياض في مواجهة التمدد الحوثي في اليمن.
وأوضح الجبير أنه بحث مع كيري ملفات سوريا واليمن والتدخل الإيراني في المنطقة، بالإضافة للعلاقات الثنائية بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة.
من جهته، أكد كيري أنه سيلتقي أيضاً خلال زيارته للرياض خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وعن اليمن، قال كيري: "نقف مع السعودية أمام التهديد الذي يشكله تمرد الحوثي في اليمن.. نواجه التمدد الحوثي في اليمن وتهديد القاعدة"، في حين كشف أنه تباحث مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بشأن الحرب على داعش في العراق، موضحًا أنه "متأكد من إلحاق نكسة كبيرة بداعش في العراق وسوريا قريبا".
من جهة أخرى، أكد كيري أن "الولايات المتحدة لا تزال مرتابة من أنشطة إيران في المنطقة.. أغلب أسلحة حزب الله جاءت من إيران عبر دمشق"، مذكّراً بأن "حزب الله يمتلك نحو 80 ألف صاروخ".
وفي هذا السياق قال الجبير: "بحثنا مع كيري كيفية التصدي لتدخلات إيران في المنطقة.. الولايات المتحدة تدرك حقيقة الحكومة الإيرانية.. إيران لا تزال تدعم الإرهاب"، مضيفًا أن "استقرار المنطقة يتطلب وقف إيران لأعمالها العدائية"، وأن "دول الخليج تعمل مع الولايات المتحدة لمواجهة تدخلات إيران في المنطقة". كما أكد الجبير أنه على إيران الالتزام ببنود الاتفاق النووي.
وتابع الجبير: "نتعاون مع واشنطن لإنهاء دور الأسد في سوريا وإنهاء الانقلاب في اليمن". وفي الموضوع الليبي، قال الجبير: "نعمل على إعادة الاستقرار إلى ليبيا".
المشهد اليمني
يبدو أن تحالف "الحوثي- صالح"، مهدد بالانتهاء في ظل الانتصارات العسكرية التي يحرزها الجيش الوطني اليمني والمقامة ومع تضيق الخناق على ميليشيات الحوثي والقوات المتحالفة معهم.. وهو ما يشير إلى أن الحل العسكري سوف يستمر في اليمن، حتى إشعار آخر.

شارك