معركة الحدود "العراقية – السورية " هل تحسمها واشنطن في مواجهة داعش؟

السبت 23/يناير/2016 - 11:54 م
طباعة معركة الحدود العراقية
 
تشكل  الحدود "العراقية – السورية " التي يسيطر عليها تنظيم  داعش الدموي  والتي تمتد لمسافة 600كم  أهمية خاصة للولايات المتحدة الأمريكية في حربها ضد داعش  وذلك بسبب امتدادها من محافظة الأنبار غرباً، وحتى الموصل شمالاً  وتتنوع تضاريسها بين جبلية وصحراوية وسهلية، وقام التنظيم بمسح معالمها الطبيعية والصناعية حتى باتت قطعة أرض واحدة ضمن مشروع ما أطلق عليه "كسر حدود سايكس بيكو".

معركة الحدود العراقية
ومثلت الحدود "العراقية – السورية " أهمية خاصة للجماعات الجهادية  ايضا حيث شهدت الحدود حركة تسلل معاكسة من العراق إلى سوريا وكان الجهاديون  يتحركون بسهولة على طرفي الحدود بعد أن فقدت سوريا سيطرتها شبه الكاملة عليها، وسيطرت عليها قوات  المعارضة المسلحة  وعلى الجانب الاخر ورغم أن العراق كثف نشر قواته على جانبه من الحدود مع سوريا إلا أن افتقار الجيش العراقي إلى الخبرة ومعدات المراقبة الحديثة بما فيها سلاح الطيران دون إحكام قبضة بغداد على الحدود، وأفسحت الثغرات المجال أمام تسلل المسلحين ذهابا وإيابا و في  أواخر  عام 2012 كثفت "داعش"  من هجماتها  في العراق وفتحوا ثغرات كثيرة في الحدود بعد أن وجدوا لأنفسهم مواطئ قدم في الصحراء الغربية للعراق المتاخمة للحدود السورية وأتاح الهجوم الواسع الذي بدأوه  في بداية 3014م باجتياح مدن في محافظة الأنبار، غربي العراق، والسيطرة على المدينتين الرئيسيتين الفلوجة والرمادي حرية أوسع للتحرك بين حدود البلدين وكان معبر ربيعة 120 كلم شمال غربي الموصل أول معبر سيطر عليه  مسلحو داعش ثم اتجهوا  نحو الجنوب، للسيطرة على  معبر "القائم" على بعد نحو 350 كم غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار 

معركة الحدود العراقية
وشكل إزالة الحدود بين العراق وسوريا  هدفا استراتيجيا لتنظيم "داعش" للوصول إلى غايته النهائية المتمثلة بإقامة خلافة إسلامية تمتد من البحر المتوسط في سوريا وصولا إلى حدود إيران شرق العراق وما أن سيطر داعش على الحدود  حتى قام  بنقل أسلحة وسيارات عسكرية أمريكية من نوع "همفي" استولوا عليها من الجيش العراقي إلى شرق سوريا لتعزيز جبهته هناك وبث التنظيم  مقطعا مصورا يظهر دخول مركبة عسكرية مدرعة من طراز "همفي" إلى سوريا، كما أزال  السواتر الترابية الموجودة على الحدود وفتحت معابر غير رسمية يمر عبرها السلاح بشكل يومي، وبات مقاتلوه يعبرون المنطقة الحدودية . 
 الولايات المتحدة تحاول الان السيطرة على هذه الحدود من خلال التجهيز لمعركة "حاسمة" مع داعش  من المتوقع أن تبدأ  في صيف  2016م  من خلال عملية عسكرية واسعة ، يشارك فيها الأميركيون إلى جانب القوات العراقية المدعومة من العشائر، مع استبعاد مشاركة مليشيات "الحشد الشعبي" أو قوات الأسد،  وتتحدث مصادر عراقية رفيعة عن وجود اتفاق أميركي عراقي لتنفيذ خطة استعادة الحدود قبل منتصف العام الجاري، وفصل البلدين مجدداً بعملية قد يصل عدد المشاركين فيها الى 50 ألف جندي عراقي و10 آلاف مقاتل من أبناء العشائر، التي أبدت موافقتها على المشاركة في مهام قتالية خارج المدن التي تقطنها وستشارك واشنطن  في العملية بواسطة مقاتلات ومروحيات أباتشي، ووحدات خاصة لمعالجة أهداف معينة وخطرة للتنظيم على الحدود على أن يعقب ذلك عملية تأمين للحدود، وإعادة نصب الأسلاك الشائكة ووضع ثكنات وأبراج مراقبة على طولها". 

معركة الحدود العراقية
وكشف هشام الهاشمى،  الخبير الأمنى العراقى إن تدخل القوات الأمريكية على الحدود بين العراق  وسوريا ،  جاء بناءً على طلب رئيس الوزراء العراقى، حيدر العبادي ليس الهدف منه التدخل، وأنه يهدف لمسك الحدود بين سوريا والعراق من أجل محاصرة تنظيم "داعش" الإرهابى و أن القوات الأمريكية تكثف من ضربتها على معاقل التنظيم بالحدود مع سوريا وأن دور القوات الأمريكية سيقتصر على تأمين المناطق الحدودية بين الدولتين، مؤكدًا أن الولايات المتحدة وافقت على طلب "العبادي"، وبدأت  من أجل إحكام سيطرتها على الحدود بتكثيف غاراتها الجوية على معاقل التنظيم  وأن  العابدي رفض فى وقت سابق تدخل قوات أمريكية فى العراق، ولكنه وافق على دخلوها حاليًا، بعد النتائج الهشة التي خلفتها معركة الرمادي، فكان لزاما عليه طلب قوات دولية باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، مع الأخذ فى الاعتبار لرفض قوات التحالف الشعبي لمثل هذا القرار. 

معركة الحدود العراقية
وعلق  عدنان نعمة، المحلل الأمني والعسكري العراقي على أهمية الحدود العراقية السورية لداعش  قائلا  " إن الحدود تمثل سيادة الدولة، ولها أهمية كبيرة وكانت أساس نزاعات كثيرة في المنطقة والحدود العراقية - السورية كانت مستباحة منذ 2003 ولم يستطع العراق ضبطها، وبقيت المسألة عائمة نظرا لعدم توفر الإمكانات المطلوبة لضبطها مما أتاح لتنظيم داعش ربط مناطق نفوذه من سوريا إلى العراق و أنه  يمكن تصور نجاح داعش في إقامة إمارة إسلامية عابرة للحدود على المدى القصير لكن هذا الكيان لا يمكن أن يستمر طويلا ، دون أن يحدد حدود وشكل هذه الإمارة و إن  العراق سيتمكن من صد هجوم المتشددين وردهم على أعقابهم إذا ما رافق العمل العسكري تحرك سياسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية من شأنها مشاركة الجميع في اتخاذ القرار".

معركة الحدود العراقية
مما سبق نستطيع التأكيد على أن الحدود "العراقية – السورية "  تشكل أهمية قصوي لتنظيم  داعش الدموي   بنفس القدر من الأهمية للولايات المتحدة الأمريكية  مما يجعل من معركة الحدود "العراقية – السورية "  أشبه بمعركة تحديد المصير لتدخل الولايات المتحدة في الحرب على داعش.

شارك