تواصل غارات التحالف.. و مقترح روسي جديد للحل السياسي في اليمن
الأحد 24/يناير/2016 - 07:32 م
طباعة

واصل الجيش اليمني والمقاومة التحالف تقدمهم في عدة جبهات فيما يسعي الحوثيين الي استمالة القبائل بحزام صنعاء من أجل صد اي تقدم للجيش الوطني، مع انباء عن تقديم روسيا مبادرة جديدة للحل السياسي في اليمن.
الوضع الميداني:

وعلي صعيد الوضع الميداني، سيطرت المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني اليمني على منطقة نجد قسيم في المسراخ، غرب مدينة تعز، بشكل كامل بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي وصالح، في الوقت الذي تسعى فيه المقاومة والجيش للسيطرة على مديرية المسراخ.
وقتل وجرح العشرات من الميليشيات في مواجهات جرت في منطقة الصفراء الحدودية بين مأرب والجوف، بينما تمكنت المقاومة والجيش الوطني من أسر تسعة حوثيين، وتمت السيطرة على مواقع استراتيجية في مديرية مجزر شمال مأرب.
من جهتها، شنت طائرات التحالف غارات مكثفة على أكثر من 20 غارة على مناطق متفرقة ضد الحوثيين في البيضاء وحجة وتعز.
من جانبها، سيطرت المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني اليمني على منطقة نجد قسيم في المسراخ غرب مدينة تعز، بشكل كامل بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي وصالح، في الوقت الذي تسعى فيه المقاومة والجيش للسيطرة على مديرية المسراخ.
كما قتل وجرح العشرات من الميليشيات في مواجهات جرت في منطقة الصفراء الحدودية بين مأرب والجوف. وقد تمكنت المقاومة والجيش الوطني من أسر تسعة حوثيين، وتمت السيطرة على مواقع استراتيجية في مديرية مجزر شمال مأرب.
كذلك جرح نحو ثمانية مدنيين، بينهم أطفال، جراء قصف عشوائي للحوثيين على مدينة لودر في محافظة أبين.
إلى ذلك، استكمل الجيش الوطني تجهيزاته لبدء عملية تحرير مديريات عسيلان وبيحان والعين بمحافظة شبوة بإسناد ودعم من قوات التحالف العربي والمقاومة الشعبية، وقال قيادي في الجيش إن عملية تحرير المديريات ستبدأ خلال ساعات، وأشار إلى أن الجيش قصف مواقع تمركز الحوثيين في منطقتي السليم والصفراء، مخلفا أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف المليشيات، وتدمير معدات وآليات عسكرية.
فيما قصفت طائرات التحالف، الأحد، مدعومة بمدفعيات القوات السعودية المشتركة، عددا من المركبات والمقار العسكرية التابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح قرب الحدود السعودية اليمنية.
في هذه الأثناء، تواصل دوريات حرس الحدود السعودي عمليات مسح في المحافظات الحدودية الأخرى التي تحاول الميليشيات استهدافها بقذائف الهاون والكاتيوشا.
الوضع الانساني:

وعلي الصعيد الانساني، حذرت منظمة اليونيسيف من كارثة إنسانية تضرب الآلاف في تعز اليمنية، فيما أكدت الأمم المتحدة أن الميليشيات تمنع المساعدات عن المناطق الخارجة على سيطرتها.
ودعا منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، جيمي ماك غولدريك، الميليشيات إلى السماح بوصول المساعدات إلى بعض المناطق في مدينة تعز التي تشهد معارك ويحاصرها المتمردون الحوثيون.
ماك غولدريك أكد بوضوح أنه لاحظ إدخال بعض المواد الغذائية وغاز الطهو وسلع أخرى إلى المدينة حيث تتحصن القوات الموالية للحكومة.
وبعد جولة في المدينة المحاصرة، ناشد السلطات والمجموعات العمل مع الأمم المتحدة لإقامة آلية من شأنها أن تسمح بوصول منتظم ومتواصل لهذه السلع وغيرها إلى المدينة.
وأضاف أن الوصول إلى ثلاث مناطق من المدينة الواقعة في شمال غرب البلاد كان صعبا لأشهر عدة، والأمم المتحدة تسعى إلى إنشاء آليات مع الأطراف على الأرض لضمان استمرار وصول المساعدات بلاد قيد أو شرط.
وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة: "هناك شح في الخدمات الأساسية في تعز، فيما تعاني المستشفيات من نقص الإمدادات الطبية. في كل مكان توجهت إليه، رأيت الصدمة التي سببها النزاع للنساء والرجال والأطفال".
ويحاصر المتمردون الحوثيون، وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، ثالث كبرى المدن اليمنية منذ أشهر.
برنامج الغذاء العالمي أعلن أن نحو 20 ألف أسرة لاتزال في حاجة ماسة للغذاء والضروريات للحياة، مشيرا إلى نجاحه في إدخال أغذية لـ3 آلاف أسرة.
المشهد السياسي:

وعلي الصعيد السياسي، يسعي الحوثيون لاستمالة مشايخ وزعماء القبائل في صنعاء والمناطق المحيطة بها، وضمهم لصفوفهم، بالتزامن مع استمرار تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة اليمنية في مناطق واسعة بمديرية نهم (شرق صنعاء)، واقترابها من مديرية بني حشيش.
وبحسب مصادر قبلية، فقد التقى رئيس "اللجنة الثورية العليا" التابعة للحوثيين محمد علي الحوثي خلال الأيام الماضية مشايخ من مديريات الحيمة الداخلية وأرحب وبني حشيش، وحثهم على الوقوف معهم في معركة "الشرف والكرامة"، وحاول من خلال كلماته إثارة البعد المناطقي بتخويفهم من تسليم مناطقهم لمن يريدون "احتلالهم"، على حد قوله.
ويأمل الحوثيون كسب رجال القبائل لصفوفهم أو تحييدهم عن مواجهتهم والحيلولة دون وقوفهم مع الشرعية، على غرار دخولهم صنعاء في 21 سبتمبر 2015 دون مواجهة، كما يستهدفون من يعدونهم خصوما لهم، خاصة بمديرية أرحب (شمال العاصمة) بشراء ولاء المشايخ بتعيينات إدارية بأجهزة الدولة.
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد الوضع الميداني، قال نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخارجية عبد الملك المخلافي إن مليشيا الحوثي والمخلوع صالح رفضت عقد جولة ثالثة من المفاوضات السياسية مع وفد السلطات الشرعية برعاية الأمم المتحدة.
وذكر المخلافي أن المليشيات لا تزال ترفض التزام كل ما تم الاتفاق عليه في الجولة الثانية من المشاورات التي عقدت في سويسرا منتصف ديسمبر الماضي.
وأشار المسؤول اليمني إلى أن مليشيا الحوثي وصالح هي من لجأت إلى الخيار العسكري والاستمرار فيه في وقت مازالت فيه السلطات الشرعية تمد يدها للسلام.
فيما كشف مصدر يمني مطلع لإذاعة "مونت كارلو الدولية" عن اتصالات دبلوماسية روسية مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وزعماء الحوثيين حول خطة سلام بين الأطراف المتحاربة في اليمن، تتضمن، تشكيل حكومة وطنية، وإرسال قوات دولية إلى البلد العربي الذي يمزقه صراع دام منذ سنوات.
وقال المصدر، ان السفير الروسي فلاديمير ديدوشكين، عرض في وقت سابق، خطة لحل الازمة في اليمن بتنسيق مع مبعوث الامم المتحدة، اسماعيل ولد الشيخ احمد، في وقت يضاعف فيه حلفاء الحكومة المعترف بها دوليا، ضغوطهم العسكرية على معاقل الحوثيين والرئيس السابق في المحافظات الشمالية، مع تعثر انعقاد جولة ثالثة من محادثات السلام كانت مقررة هذا الشهر.
واوضح المصدر، ان المقترح الروسي الاممي، يركز على حل للازمة "تحت مظلة الامم المتحدة"، وقراراتها ذات الصلة بالمسألة اليمنية.
وتتضمن خطة موسكو المحاطة بسرية تامة، هدنة انسانية، والافراج عن بقية المعتقلين، وفقا لقرار مجلس الامن الدولي 2216، و"ارسال قوات دولية للاشراف على التزام الاطراف بوقف دائم لاطلاق النار".
وتتمسك الحكومة اليمنية، اضافة الى الافراج عن المعتقلين السياسيين والعسكريين، بانهاء الحصار عن مدينة تعز، كشرط للذهاب الى مشاورات سلام جديدة، بينما يرفض الحوثيون وحزب المؤتمر الذي يتزعمه الرئيس السابق، المشاركة في المحادثات، قبل وقف لاطلاق النار، يشمل العمليات العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، منذ قرابة 10 اشهر.
لكن الاختراق الاهم الذي تتمناه الامم المتحدة، عبر الخطة الروسية، يتمثل في انتقال الاطراف الى محادثات مباشرة حول القضايا الرئيسة المتعلقة بنزع سلاح المليشيات، والانسحاب من المدن، في توجه لاجتماعات مختلفة بين اطراف النزاع.
وفي مؤشر نحو اختراق من هذا النوع، نص المقترح الروسي على "ان يتم تسليم الاسلحة لقوات من الامم المتحدة، تتولى بدورها فيما بعد تسليمها للجيش اليمني بعد تشكيل حكومة وطنية".
وتفسر هذه الخطة، خلفية اللقاءات المتعاقبة بين الدبلوماسيين الروس في صنعاء، والرئيس السابق وزعماء الحوثيين، لكن الكثير من التساؤلات والشكوك، تدور حول فرص نجاحها، وحدود الدور المتاح لموسكو في احتواء الصراع الدائر الان، الذي خلف نحو 8000 الاف قتيل، واكثر من ثلاثة ملايين نازح حسب احصاءات محلية.
وطلب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، مرارا تدخلا روسيا من اجل تسوية سياسية "شاملة" في بلاده، لكن الخطة الروسية المقترحة لم تتطرق الى دور للرجل في مستقبل اليمن، بعد ان اجبرته انتفاضة شعبية عارمة عام2011، على التنحي من السلطة التي تشبث بها لاكثر من ثلاثة عقود.
وفي اخر لقاء له بالدبلوماسيين الروس، نهاية الاسبوع الماضي، اعرب صالح عن تطلعه لدور روسي من اجل "تسوية شاملة في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والاتفاقات المبرمة بين الأطراف والقوى السياسية اليمنية"، متراجعا عن موقفه الرافض لمحادثات مباشرة مع حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.
المشهد اليمني:
يبدو أن تحالف "الحوثي- صالح"، مهدد بالانتهاء في ظل الانتصارات العسكرية التي يحرزها الجيش الوطني اليمني والمقامة ومع تضيق الخناق على ميليشيات الحوثي والقوات المتحالفة معهم.. فهل ستنجح المبادرة الروسية في انهاء الصراع باليمن مع استمرار تعنت تحالف"صالح- الحوثي"؟