خبراء لبوابة الحركات الإسلامية: 25 يناير ثورة اغتصبها الإخوان وأنقذها الجيش

الإثنين 25/يناير/2016 - 01:44 م
طباعة خبراء لبوابة الحركات
 
أكد العديد من الخبراء على أن جماعة الإخوان هي من تحكمت في قرار الميدان من أجل رحيل مبارك والقفز على السلطة، وأن 25 يناير مرحلة وسط بين الثورة والانتفاضة؛ لأنها لم تحقق الامتداد الثوري، وأن الشعب المصري هو القادر على الحكم عليها؛ لأنه من استشعر نتائجها.
خبراء لبوابة الحركات
وقال الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة إنه بلا أدنى شك تعد ثورة 25 يناير ثورة عظيمة شارك فيها العديد من أبناء الشعب المصري؛ من أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، ولكن ما أضر بهذه الثورة هم جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين التي اختطفتها من الشباب الطاهر الذي قام بها؛ من أجل الاستيلاء على السلطة والترسيخ لوجود دولة دينية في مصر يقودها حكمهم الفاشي، وعلى أن الجيش المصري هو من حمى هذه الثورة العظيمة منذ أول لحظة عقب نزوله إلى الشوارع وتأمين التظاهر وحماية المنشآت والحفاظ على مؤسسات الدولة، وهو الأمر الذي يحسب له، بخلاف جيوش أخرى شاركت في قمع شعوبها .
ولفت إلى أن العديد من المتابعين والمحللين السياسيين أدركوا منذ البداية أن هناك أمرًا غير واضح ومستتر منذ بداية التظاهرات، وأن هناك من يحاول تحريك الأمر نحو اتجاه واحد، وهو تنحية الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، من خلال الإصرار على رحيله، وأن الهتافات المستمرة بالرحيل وعدم قبول التفاوض حول مطالب كانت في معظمها اقتصادية وسياسية يمكن حلها، وهذا الأمر كان يؤكد على أن جماعة الإخوان هي من تحرك الأمور في ميدان التحرير من أجل القفز على السلطة واغتصابها .
الدكتور جهاد عودة
الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان
 واعتبر الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان أن 25 يناير بالنسبة للقراءة الثورية تعيش في مرحلة وسط بين الثورة والانتفاضة؛ وذلك لأنها لم تحقق الامتداد الثوري الذي توافر للعديد من الثورات عبر التاريخ الإنساني، والثورات لها عدد من السمات التي من خلالها نستطيع الحكم عليها، ومن أهم هذه السمات أن كل ثورة عبر التاريخ اتسمت بوجود عدد من الشرفاء في قيادتها وأيضًا وجود غير الشرفاء، والجميع دائمًا في القيادة، وهو الأمر الذي يُكتشف بمرور الوقت، ومن السمات أيضًا أن فيها المغامر الذي يضحي بحياته ومكاسبه من أجل الوصول إلى الفعل الثوري والوصول إلى الحكم، وقد يجني ثمار مغامرته بعد نجاح الثورة، وقد يدفع حياته ثمنًا لهذه المغامرة، وهذا أمر وارد في كافة الثورات .
واعتبر أن أي ثورة تتم عبر عدة مراحل، وتأخذ بعض الوقت، وخلال هذا الوقت تشهد ما نستطيع أن نسميه "رجة" ثورية وهو مثل توابع الزلازل التي تتوالى بعد الثورة، وهي أمر متوقع أيضًا، وجميع الثورات في العالم مرت به، وثورة يناير أيضًا مرت بهذه المرحلة، وأن الثورة الناجحة هي التي تشهد عملية "شطف" داخلية تنتهي بالتصالح بين كافة الفئات المجتمعية؛ من أجل التعاون للوصول إلى أهداف الثورة وإنجاحها وهو أمر ضروري لنجاح أي ثورة فيجب ألا يكون المجتمع أسيرًا للخصومات في ظل الثورة، وأن التيار الإسلامي كان فاعلًا في القفز على 25 يناير وخطفها من أجل الوصول للحكم، ولكن سرعان ما أدرك المجتمع خطورتهم ونبذهم في 30 يونيو، قائلا: "هذه مسألة عادية والثورات كده، وحدث في الثورة الأمريكية والصينية والأمثلة كثيرة". 
 وتابع: "جماعة الإخوان لم تكن مدركة أن المجتمع المصري يتغير وأنه لم يتحمل أخطاءهم بسبب حالة التوتر التي تمر بها المجتمعات عقب الثورات، وبالتالي لم تكن أرضية الحكم مستقرة، وسرعان ما لفظهم الشعب ولم يكن عندهم إدراك طويل المدى، و"مش فاهمين طبيعة المجتمع والعملية الثورية"، وأن القوات المسلحة لولاها ما نجحت الثورة، فقد لعب الجيش الدور الحاسم في نجاح الثورة وحمايتها؛ وذلك لأنه مؤسسة مستقرة في مصر عبر تاريخها، ولديه الحس الوطني القائم على حماية الدولة المصرية والحفاظ على مكتسباتها، وأن الجيش مؤسسة لديها تقاليد طويلة، ولديه ذاكرة وفعل تاريخي لحماية وبناء الدولة المصرية، وهو ما دفعه إلى إعادة الأمور إلى نصابها الحقيقي لصالح الشعب، باعتبارها مهمة تاريخية، بخلاف الإخوان الذين اعتبروا الأمر مجرد فرصة للوصول للحكم والاستيلاء على السلطة والسيطرة على المجتمع".
الدكتور جمال سلامة
الدكتور جمال سلامة علي أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس
كما اعتبر الدكتور جمال سلامة علي أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس أن من يحكم على 25 يناير هم الشعب المصري ورجل الشارع، باعتباره أكثر من استشعر نتائجها على حياته طوال الأربع سنوات الماضية، وأن 25 يناير ليست ثورة بالمعنى المتعارف عليه لدى خبراء العلوم السياسية، وإنما هي انتفاضة شعبية ضد الأزمات والمشاكل التي عانى منها الشعب المصري، ورحل نظام حكم ليأتي من بعده نظام الإخوان ليسرق منه هذه الانتفاضة الشعبية، وأن جماعة الإخوان المسلمين هي المسئولة عن إفشال 25 يناير بعد أن قفزت عليها واغتصبتها من أجل تحقيق مصالحها والاستيلاء على السلطة وتحقيق أهدافها التي كانت تسعى إليها منذ تأسيسها كجماعة ساعية إلى السلطة على حساب الشعب، وأنه بالقراءة الواقعية لـ 25 يناير نجد أن الثورة لم تحقق نتائج تذكر ليتم تقييمها كثورة، وبالتالي فمن الصعب الحكم عليها من جانب علم السياسة، وتُترك لرجل الشارع ليحدد آثارها عليه التي كانت في أغلبها سلبية ولم ير منها نتائج إيجابية.
الدكتور يسري العزباوي
الدكتور يسري العزباوي رئيس منتدى الانتخابات بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية
وقال الدكتور يسري العزباوي رئيس منتدى الانتخابات بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: "إن ثورة 25 يناير تعد ثورة لم تكتمل بعدُ، وهنال اتفاق من جانب الكثير من المتخصصين حول ذلك، وإنه بلا شك قدمت ثورة 25 يناير العديد من الإنجازات والإخفاقات أيضًا، ومن أبرز الإنجازات وجود انتخابات ينظمها قانون وشهدت تنافسًا حرًّا بين عدة أحزاب تأسست بعد قيام الثورة، ومن إنجازاتها أيضًا إلغاء الدستور القديم وعمل دستور جديد تم تغييره عقب ثورة 30 يونيو، وهو الأمر الذي كان من الصعب القيام به قبل 25 يناير؛ مما خلق حالة من الحراك داخل المجتمع المصري ومنافسة بين عدة أحزاب، وهو الأمر الذي لم يكن يتم قبلها".
وأضاف: "ولكن لها عدة سلبيات أيضًا، منها وصول جماعة الإخوان إلى سدة الحكم ومحاولتهم الاستيلاء على السلطة، وهو الأمر الذي أفقد الثورة زخمها وإنجازاتها أيضًا، وجعلها ألعوبة في يد جماعة الإخوان وأنصارها؛ من أجل تحقيق أكبر استفادة منها، ولكن أهم إخفاقات يناير هو حالة عدم الاستقرار التي أوجدتها الثورة، وانتشار العنف والإرهاب والفوضى، وهي أمور كفيلة بإفشال أي عمل ثوري وتحويله إلى مجرد حالة ثورية مؤقتة، ولكن تبقى 25 يناير ثورة بما حققته من إنجازات وإخفاقات أيضًا".
الدكتور خالد الزعفراني،
الدكتور خالد الزعفراني، القيادي الإخواني المنشق
 وقال الدكتور خالد الزعفراني، القيادي الإخواني المنشق، إنه على الرغم من أن 25 يناير ثورة حققت مطالب كبيرة للشعب المصري، إلا أنها لم تصل إلى ما يصبو إليه المصريون، ولذلك فإن نظرة الناس لها كثورة تتميز بالتناقض وعدم الوضوح، وأن الشعب المصري الآن ينظر إلى عمل ثوري برعب شديد؛ نتيجة ما قد يُحدثه من فوضى يرى نتائجها المدمرة في العديد من الدول، على رأسها سوريا والعراق واليمن، وهي أمور أصبحت بمثابة الفزاعة بالنسبة إليه، وأن جماعة الإخوان لم تكن ناضجة للحكم في مصر مثل باقي الأحزاب والقوى السياسية التي كانت قبل ثورة 25 يناير، والتي أصابها تجريف؛ ولذلك فالجميع يتحمل مسئولية إجهاض هذه الثورة العظيمة، ولولا تدخل الجيش لإنقاذ مكتسبات 25 يناير لكانت ضاعت ودخلنا في الفوضى".
مما سبق نستطيع أن نؤكد على أن جماعة الإخوان المسلمين هي من أفشلت ثورة 25 يناير، وهي من تحكمت في قرار الميدان من أجل رحيل مبارك، والقفز على السلطة؛ ولذلك فهى في مرحلة وسط بين الثورة والانتفاضة؛ لأنها لم تحقق الامتداد الثوري، وأن الشعب المصري هو القادر على الحكم عليها؛ لأنه من استشعر نتائجها.

شارك