الإخوان وحدهم في 25 يناير.. والأحزاب يمتنعون
الإثنين 25/يناير/2016 - 02:06 م
طباعة

تمر اليوم ذكرى 25 يناير، ويصاحب هذه الذكرى دعوات للتظاهر من قبل جماعة الإخوان الإرهابية وبعض الحركات الموالية لها، وفي المقابل رفض العديد من الأحزاب والقوى السياسية التظاهر اليوم، وقررت أخرى الاكتفاء بفعاليات لإحيائها داخل مقارها. وقد حرض تنظيم الإخوان الإرهابي، في رسائل «sms»، المواطنين على الخروج للشوارع والاشتباك مع الأمن، في الوقت الذي تصاعدت فيه الأزمات داخل التنظيم.
وأعلن «التيار الديمقراطي»، الذي يضم 6 أحزاب، إحياء ذكرى استشهاد شيماء الصباغ، فيما أكد حزب «مصر القوية»، الذي يرأسه عبدالمنعم أبو الفتوح، القيادي السابق بالإخوان، رفضه للتظاهر، وقرر الاكتفاء ببعض الندوات.
واحتفل حزب التحالف الشعبي، عضو «التيار الشعبي»، أمس، بالذكرى الأولى لرحيل شيماء الصباغ، القيادية بالحزب، التي سقطت خلال فعالية للحزب للاحتفال بذكرى الثورة العام الماضي، ونظم عدد من أعضاء الحزب وأصدقائها وقفة بالورود أمام مقابر المنارة بالإسكندرية؛ حيث ترقد «الصباغ»، كما دشنوا حملة دولية للتدوين عنها على موقعي «فيس بوك وتويتر»، إحياء لذكرى مقتلها، ولتعريف المجتمع في مصر والعالم بها. ونظم «التحالف الشعبي»، في مقره الرئيسي بالقاهرة، عدة فعاليات لتكريم ثورة يناير، و«الصباغ»، بدأت أمس، وتستمر اليوم، وتشمل ندوات وفقرات فنية لأدباء وفناني الثورة.

عبد العزيز الحسيني، عضو المكتب التنفيذي لتحالف التيار الديمقراطي
وقال عبد العزيز الحسيني، عضو المكتب التنفيذي لتحالف التيار الديمقراطي: إن التحالف سيكتفي بإحياء ذكرى يناير داخل مقر «التحالف الشعبي»، خصوصاً أنها تتزامن مع الذكرى الأولى لاستشهاد شيماء الصباغ، مضيفاً: «أعددنا برنامجاً كاملاً بدأ أمس ويستمر اليوم، ويشمل عدداً من الفقرات والحلقات النقاشية والمؤتمرات حول (المسار الصعب.. الثورة لم تكتمل) يديرها الدكتور مصطفى كامل السيد، القيادي بالتحالف، ويتبعها مؤتمر سياسي يشارك فيه عدد كبير من أبرز القيادات اليسارية وأعضاء التيار الديمقراطي وعلى رأسهم حمدين صباحي وكمال أبو عيطة، وهناك حفلات فنية عن أغاني الثورة وشعاراتها، ومؤتمر حول (التنظيم النقابي سلاح الشعب للتغيير) يديره أحمد البرعي، ويشارك فيه عدد من القيادات العمالية والنقابية».

الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح
وقال مصدر داخل حزب "مصر القوية" الذي يرأسه الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، المرشح الرئاسي السابق والقيادي الإخواني السابق: "إنّ عددًا كبيرًا من القيادات، طالبوا أعضاء الحزب بعدم المشاركة أو النزول في مظاهرات الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير".
وأوضح، أنه رغم وجود مفاوضات بين أعضاء بـ جماعة الإخوان الإرهابية، وفقاً لتصنيف الحكومة المصرية، وبين قيادات الحزب خلال الأيام الماضية، للمشاركة بالتظاهرات، ووجود نية لدى القيادات بالمشاركة، إلا أن الساعات الماضية شهدت تغيراً جذرياً في الموقف.
وكشف المصدر، أن تراجع قيادات الحزب عن المشاركة، جاء نتيجة يقين القيادات بفشل دعوات التظاهر، نتيجة الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها الحكومة لمواجهة أي أعمال عنف، وإصدار تعليمات من قبل الأجهزة الأمنية بالتعامل بشدة مع المخربين حال تصادمهم مع رجال الأمن.
وأيقنت قيادات الحزب، أن مشاركة أي أعضاء من أحزابها، ولو بصفة شخصية، سيعود بذلك سلباً على الحزب بأكمله، خاصة إذا نشبت مناوشات فردية أو جماعية بين المتظاهرين وبين قوات الأمن، واحتمالية القبض على بعض العناصر المشاركة، ومن ثم تشويه صورة الحزب.
واستكمل المصدر تصريحاته، بأن أبو الفتوح طلب من أحمد إمام، المتحدث الرسمي باسم الحزب، إصدار بيان يوضح فيه عدم مشاركة الحزب أو دعوته للتظاهر في ذكرى الثورة، لتوضيح موقف الحزب بشكل رسمي، وعدم إقحامه في أمور تتعلق بالتظاهر من قبل وسائل الإعلام.
ورغم ذلك، أكد المصدر أن عددًا من شباب الحزب لم يقتنعوا برأي قيادات الحزب وتوجهاتهم، في الوقت الذي أصدر فيه "إمام" البيان المكلف به، ليؤكد فيه بأن الدعوة للتظاهر لم تكن في محلها، كما أن الأوضاع الحالية لا تستدعي الاحتفال بها، بحسب بيانه.
كما كشف المصدر، بأن الشباب المتمسكين بالنزول والمشاركة رغم إعلان بيان الحزب، صدرت لهم تعليمات بعدم حمل أي كارنيهات أو بطاقات توضح عضويتهم بالحزب؛ رغم أن قيادات الحزب يتوقعون فشل التظاهرات بنسبة كبيرة.
واختتم المصدر تصريحاته، بأن قيادات الحزب كانوا ينتظرون مزيداً من التفاعل لحشد قوة كبيرة تدعم التظاهرات، إلا أن موقف غالبية القوى والأحزاب السياسية الرافضة لها، أجبرت الحزب على اتخاذ موقفه الحالي قبل ساعات من ذكرى 25 يناير.

الطيار محمود فيصل، أمين شباب القاهرة بحزب حماة الوطن
ومن جانبه، قال الطيار محمود فيصل، أمين شباب القاهرة بحزب حماة الوطن، إن حزبه يرفض جميع أشكال التظاهر في ذكرى يناير، ولو أن للمصريين أن يحتفلوا فيها فليكن احتفالهم باكتمال مؤسسات الدولة، وخارطة الطريق، والعمل على تحقيق أهداف الثورة من خلال سن تشريعات قانونية تكفل المساواة والعدالة الاجتماعية. وأضاف «فيصل»: «العمل والبناء هما أهم مظاهر للاحتفال، وليس النزول للميادين، خصوصاً أن ما يهم الشعب في النهاية هو مستوى الخدمات المقدمة له في مجالات مثل الصحة والتعليم. وقال حزب الشعب الجمهوري: إن «أي دعوات للتظاهر انتكاسة للوراء تعيدنا لنقطة الصفر، وعلى الشباب التروي وعدم الانجرار وراء المحرضين الذين لا يريدون الخير لمصر».

أحمد حسني، رئيس اتحاد شباب مصر
وقال أحمد حسني، رئيس اتحاد شباب مصر: "إن الاتحاد لن يشارك في الاحتفال بذكرى يناير ويرفض دعوات التظاهر لتفويت الفرصة على التنظيمات المتطرفة والمتآمرين الذين يسعون لتخريب الدولة وإعاقة مسيرتها، خصوصاً أن هناك جهداً يُبذل في حدود الإمكانيات والموارد المتاحة للبلد، وإدارة الرئيس عبدالفتاح السيسي تضع المواطن البسيط على رأس اهتماماته".
في المقابل، قالت مصادر إخوانية: إن اللجان النوعية للإخوان ستركز خلال ذكرى يناير على الاشتباك مع قوات الأمن في بعض المناطق بمحافظات مثل الجيزة والفيوم والشرقية، ورصدت «الوطن» إرسال عدد من العناصر الإخوانية رسائل (sms) على هواتف المواطنين لتحريضهم على النزول للتظاهر ضد الدولة والعنف ضد مؤسساتها.