فشل هجوم الحوثيين على السعودية.. وبحاح يعود لعدن
الإثنين 25/يناير/2016 - 04:04 م
طباعة

تتواصل المعارك بين المقاومة الشعبية اليمنية، وجماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في ظل وصول خالد بحاح نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء إلى مدينة عدن.
الوضع الميداني

شن طيران التحالف ظهر اليوم الاثنين 25-1-2016م غارات جوية على موقع الدفاع الجوي " الغوش" في منطقة ضلاع همدان القريبة من منطقة شملان شمال غرب العاصمة صنعاء، وغارة أخرى استهدفت موقعًا بالقرب من معسكر الاستقبال في نفس المنطقة.
وقتل عشرات من عناصر الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، من جراء غارات للتحالف العربي ومواجهات مع القوات الموالية للشرعية والجيش اليمني.
وأفادت مصادر في المقاومة الشعبية، بمقتل نحو 30 من المتمردين وإصابة العشرات في مواجهات مع قوات الشرعية بمحافظة الجوف.
وفي محافظة البيضاء، قالت مصادر محلية: إن طائرات التحالف العربي شنت عدة غارات جوية على مواقع الحوثيين في منطقة قيفة رداع؛ مما أدى إلى سقوط 10 قتلى وعشرات الجرحى.
وتكثف قوات التحالف الذي تقوده السعودية، غاراتها على صنعاء منذ أسابيع، بهدف إضعاف قوة المتمردين الذين يسيطرون على المدينة منذ انقلابهم على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014.
وذكرت مصادر لـ"سكاي نيوز عربية" أن مقاتلات التحالف العربي قصفت معسكر الاستقبال في ضلاع همدان شمال غربي صنعاء.
من جهة أخرى، شن التحالف غاراته على مواقع للميليشيات المتمردة في منطقة أملح في الراهدة، شرقي مدينة تعز المحاصرة، جنوب غربي اليمن.
ويفرض الحوثيون وميليشيات صالح حصارًا خانقًا على تعز التي تعاني أزمة إنسانية منذ أشهر، ويقصفون بين الحين والآخر أهدافًا مدنيةً داخل ثالث أهم مدينة يمنية.
كما سيطر مسلحو تنظيم القاعدة اليوم أيضًا على مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج جنوب اليمن.
وقالت مصادر محلية لـ"المشهد اليمني": "إن مسلحي التنظيم سيطروا بشكل كامل على المدينة، وبدءوا بالانتشار الكامل في مداخل المدينة ووضع عدد من النقاط العسكرية في أرجاء المدينة".
وأضافت المصادر أن المسلحين يجوبون المدينة بعدد من الأطقم العسكرية المموهة بشعارات المسلحين، وبدءوا بالسيطرة على المرافق الحكومية المتبقية في المدينة.
وتأتي سيطرة القاعدة على المدينة بعد يوم فقط من تفجيرها لمقر الأمن بالمدينة أمس الأحد، بعد أن وضعت فيه عبوات ناسفة أدت إلى انهيار المبنى بالكامل.
وتسيطر القاعدة على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين جنوبي اليمن منذ قرابة شهرين بعد اشتباكات مع اللجان الشعبية بقيادة "عبداللطيف السيد"، الذي انسحب من المدينة مع مجموعة من مقاتليه بعد مقتل شقيقه في تلك الاشتباكات.
وتأتي تلك التطورات بعد يوم واحد من مقتل 5 أشخاص بينهم عقيد شرطة في عدن جنوبي اليمن، في هجوم نفذه مسلحون مجهولون استهدف مركبة للشرطة.
وكانت عدن ومحيطها واحدة من 5 محافظات جنوبية استعادتها القوات الداعمة للشرعية في الأشهر الماضية، إلى جانب محافظة لحج؛ حيث قام مسلحون من تنظيم القاعدة، الأحد بتفجير مقر خال للشرطة، بحسب مصادر أمنية.
فيما أفاد مراسل "العربية" أن طيران التحالف والمدفعيات السعودية تمكنا من التصدي لعشرات من مسلحي ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، حاولوا مع مركباتهم وآلياتهم دخول المنطقة الحدودية السعودية اليمنية.
ونفذت القوات السعودية المشتركة عمليات عسكرية فجر اليوم استهدفت خلالها مواقع جديدة تابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح داخل الأراضي اليمنية؛ بُغية منع محاولات التسلل وإطلاق قذائف على الأراضي السعودية أثناء الليل وفجر اليوم.
وأفاد مراسل "العربية" بمنطقة جازان أن مروحيات الأباتشي السعودية قصفت مخابئ ومنصات إطلاق صواريخ ومجموعات مسلحة أثناء محاولتها التسلل للحدود السعودية أو دخول المنطقة المحظورة داخل الأراضي اليمنية قبالة السعودية.
وتشارك الطائرات بدون طيار في عمليات مسح الشريط الحدودي ورصد الميليشيات بجانب فرق المسح الأرضية من دوريات حرس الحدود الحدودي.
وقد كثفت القوات السعودية إزالة آلاف الألغام التي زرعتها الميليشيات في مناطق عدة على الحدود، بغية إحداث خسائر أثناء تحركات القوات المشتركة.
المشهد السياسي

وعلى صعيد المشهد السياسي، عاد خالد بحاح نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء إلى مدينة عدن، وذلك للانضمام إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي؛ من أجل استئناف عمل الحكومة والسلطة الشرعية التنفيذية من العاصمة المؤقتة عدن.
وأكد مصدر حكومي قريب من بحاح أن عودة بحاح هذه المرة نهائية ومعه وزير المالية منصر القعيطي.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وصل إلى العاصمة المؤقتة عدن 17 نوفمبر 2015، وذلك بعد مرور قرابة ثمانية أشهر على إقامته في العاصمة السعودية الرياض.
وجاءت عودة هادي إلى بلاده غداة إطلاق القوات الموالية للشرعية في اليمن عملية عسكرية ضد المتمردين الحوثيين لاستعادة محافظة تعز جنوب البلاد.
فيما كشف قائد عسكري في محافظة أبين جنوبي اليمن عن استعدادهم لفتح معسكر تدريبي لتدريب القوات الوطنية ودمج المقاومة في الجيش، تمهيداً لتنفيذ حملة عسكرية لتحرير مكيراس المحاصرة منذ أغسطس الماضي.
وقال القائد العسكري عارف حسين البركاني لـ24: "إن تاجراً محلياً من أبناء قبائل العواذل تكفل بفتح معسكر تدريبي للمقاتلين الذين سيتم دمجهم في معسكر خاص تحضيراً لبدء معركة الحسم مع ميليشيات الانقلاب الحوثية العفاشية".
وقال البركاني: "إن فتح المعسكر أتى بتوجيهات من الشيخ عبدالله صالح البركاني، الذي شدد على ضرورة تحرير مكيراس وفتح الحصار عن أهلها وعودة النازحين إلى ديارهم".
المسار التفاوضي

وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي
وعلى صعيد المسار التفاوضي، قال وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي: "إن المساعي السياسية للوصول إلى حل مع المتمردين الحوثيين مستمرة".
وأوضح أن المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد يزور أبوظبي، ويعود بعدها إلى صنعاء لإقناع الحوثيين بالتفاوض.
وجدد المخلافي تأكيده أن المتمردين الحوثيين هم من يُفشل جهود المبعوث الدولي، وهذا ما دفع الأمم المتحدة إلى عدم تأكيد موعد جديد للمفاوضات.
وأضاف وزيرالخارجية اليمني أن وهم المتمردين الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح بالسيطرة على اليمن انكسر بفضل التحالف العربي والمقاومة الشعبية والدعم الخليجي والعربي.
وأضاف المخلافي في إيجاز صحفي على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاصمة الإماراتية أبوظبي، الاثنين، أن الحوثيين وصالح وإيران أرادوا أن يظل اليمن غير مستقر.
فيما وصف رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي تصريحات وزيرِ الخارجية الأمريكي جون كيري في دعمِ بلاده لموقف السعودية من الحوثيين، مؤكدًا أنها تشير إلى استمرار الأزمة اليمنية.
وحمل الحوثي، أمريكا تبعات ما تقوم به السعودية وغيرها في اليمن من دمار وحصار وانتهاك للقوانين والسيادة، موضحاً أن مواصلة الولايات المتحدة تقديم الدعم والإسناد للسعودية يؤكد أن العدوان على اليمن هو قرار أمريكي.
ودعا الحوثي الشعب اليمني الثائر إلى مواصلة النضال والكفاح على كافة الصعد، خصوصًا العسكرية لمواجهة غطرسة أمريكا، وعربدة حلفائها. على حد وصفه.
وكان كيري صرح خلال لقائه نظيره السعودي، عادل الجبير، أن "أحداث اليمن، والتمرد الحوثي "جماعة أنصار الله" ووجود القاعدة يشكلان خطر على وحدة اليمن". على حد تعبيره.
المشهد اليمني
يبدو أن الأزمة اليمنية لن تنتهي في الأفق القريب، في ظل الانتصارات العسكرية التي يحرزها الجيش الوطني اليمني والمقامة ومع تضييق الخناق على ميليشيات الحوثي والقوات المتحالفة معهم.. وهو ما يشير إلى أن الحل العسكري سوف يستمر في اليمن، حتى إشعار آخر.