قوات "السوتورو" السورية.. اختلفت على دعم الأسد وتعهدت بحماية المسيحيين والآشوريين
الإثنين 25/يناير/2016 - 08:06 م
طباعة

كشفت المعارك الدموية التي شهدتها المناطق السورية منذ نحو 5 سنوات، عن حجم الهويات المختلفة في سورية، وخاصة فيما يسمى منطقة "الجزيرة السورية" التي تشمل المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية من سورية، أي محافظات (الرقة ودير الزور والحسكة) وبينما تُمثل تلك المحافظات نحو ثلث مساحة سورية، تعتبر تلك المنطقة من أكثر المناطق السورية التي تشهد تنوعاً في كافة النواحي سواء البيئة أو الطبيعة والتكوين والنسيج الاجتماعي المنوع بشكل كبير وواسع.
وقبل الحديث عن جماعة "السوتورو" المسلحة التي تولت الدفاع عن المسيحيين في شرق سورية، كأحد الجماعات المسلحة التي تم تشكيلها مؤخراً لحماية جماعات بعينهم من الشعب السوري، يجدر الإشارة إلى أن طبيعة منطقة "الجزيرة السورية" جعلها مطمع من قبل كل الجماعات الإرهابية في سورية، حيث تعتبر منطقة الجزيرة السورية من أكثر المناطق السورية غنى بالثورات سواء الطبيعية فهي مصدر حيوي مهم للحياة في سورية حيث تتميز بنشاط الزراعة وخاصة الحبوب التي تشكل المصدر الغذائي الأساس للشعب السوري، ورغم اختلاف التكوين داخل منطقة "الجزيرة السورية" إلا أن تنظيم "داعش" لم يتمكن من اختراقها، وبقيت منطقة الجزيرة، صامدة.
دور قوات السوتور في الحفاظ الجزيرة السورية:

وتعتبر قوات "السوتورو" أحد أبرز القوات التي قاتلت بشراسة للحفاظ على منطقة "الجزيرة السورية" من أي تهديد داعشي، بعدما شوهد ما يفعل تنظيم "داعش" في مسيحيين سورية، ويعتبر المعارض السوري بسام إسحاق أن "السوتورو" قوة حماية المدنيين، استدعى تكوينها انتشار عصابات الخطف، والابتزاز للمدنيين في الحسكة ما أدى الى هجرة عدد كبير من سكان الجزيرة".
ويعيش في سوريا نحو مليوني مسيحي، أي ما يقارب 8% من السكان، ينحدرون من أصول عرقية وقومية مختلفة، ويتوزعون على 12 مذهبا كنسيا، وبسبب التنوع في المجتمع المسيحي السوري وعدم تجانسه السياسي والفكري، لا يمكن الحديث عن رؤية مسيحية واحدة للأزمة السورية، لكن عموماً يمكن القول بأن الشارع المسيحي متعاطف إلى حد كبير مع الثورة السورية ويشارك بها بشكل مقبول لكنها مشاركة حذرة ومترقبة.
"الحماية" أو "السوتورو" باللغة السريانية، اسم يُطلق على قوات عسكرية تنشط في شمال شرقي سورية، ويبلغ عدد قوات "السوتورو" نحو ألف مقاتل سوري مسيحي، وتم تشكيل تلك القوات لحماية المناطق والأحياء ذات الأغلبية المسيحية في محافظة الحسكة، والدفاع عنها حال تعرضها لاعتداء مسلح من أي جهة، وأشارت تقارير إلى أن تلك القوات تم تشكيلها على غرار تشكيل القوى والتيارات والقوميات السورية قوات خاصة بها بعدما لم يعد النظام السوري فرض سيطرته بشكل كامل على الأراضي السورية.

وبعد دخول روسيا بشكل مباشر في الأزمة السورية تحاول سورية استقطاب تلك القوات في صف الجيش السوري خلال معاركه مع تنظيم "داعش"، ويعتبر حزب "الاتحاد السرياني" أحد الكيانات السياسية المُمثلة للكيان السرياني، ويعد القاعدة التي انطلقت منها تشكيل ما يسمى بـ"المجلس العسكري السرياني"، والذي انبثق عنه في مارس 2013 قوات "السوتورو".
وبرر الحزب تشكيل تلك القوات بأنها تستهدف التصدي للكتائب المتشددة على رأسها "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها، ويمكن القول إن الآشوريين والمسيحيين عموماً، كما باقي مكونات المجتمع السوري، دفعوا ويدفعون من أرواحهم وممتلكاتهم ووجودهم ضريبة وثمن النزاع المسلح الذي لا تبدو له نهاية قريب.
وينقسم "السوتورو" إلى جناحين، الأول تابع لمجلس السلم الأهلي ويتألف من تجمع شباب سوريا الأم، والتجمع المدني المسيحي، يتم دعمهم وتزويدهم بالسلاح والرواتب من قوات الدفاع الوطني التابعين للنظام، لكنهم لا يشاركون معهم في معاركهم ضد المعارضة المسلحة، وإنما فقط يقيمون الحواجز والتفتيش في مدينة القامشلي.

والثاني من قوات "السوتورو" التابع لحزب الاتحاد السرياني المقرب من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ويشتركان في الإدارة الذاتية بالجزيرة، وينتشرون في مناطق المالكية والقحطانية وفى مدينة القامشلي، إضافة إلى أحياء في الحسكة، ويتقاضون رواتبهم وسلاحهم من وحدات حماية الشعب الكردية، ويتميزون بتدريبات عالية المستوى.
وبذلك يمكن القول إن قوات "السوتورو" منقسمة إلى طرفين، أحدهما تحالف مع نظام الرئيس بشار الأسد، كونه ناصب الثورة السورية منذ بدايتها العداء، وطرف آخر يتبع "حزب الاتحاد الديمقراطي" وهو شكل جزء من حماية منطقة "الجزيرة السورية" واقتصر نشاطه العسكري على إقامة الحواجز وصد الهجوم وليس المبادرة في القتال، إلا أن اللافت أن تلك القوات التزمت الحياد تجاه قوات المعارضة السورية المسلحة ولم تشارك النظام في قتالها.
ويشارك "السوتورو" حالياً في العمليات العسكرية في منطقة الخابور بالتعاون مع كل من قوات حرس "الخابور" و"وحدات حماية الشعب"، لمواجهة تنظيم داعش الذي سيطر على عدة قرى ذات أغلبية سريانية والآشورية في المنطقة، وقام باختطاف أكثر من مئتي شخصاً في منطقة تل تمر.
قائد فرقة (سوتورو)، ملكي رابو، أكد في تصريحات سابقة له أن الفرقة السريانية تابعة للجهاز الأمني التابع بدوره لـ (pyd)(حزب التحاد الدمقراطي)، وأشار إلى أنه مسؤول عنها في مدينة المالكية (ديريك) في أقصى شمال شرق الحسكة ،ويختلف "سوتورو" (مكتب الحماية السريانية التابع لهيئة السلم الأهلي) الذي تنتشر حواجزه في الأحياء المسيحية في مدينة القامشلي والمالكية "ديريك"، عن وحدات حماية الخابور في بلدة تل تمر.

وتشير تقارير إلى أن الآشوريين انقسموا في موقفهم تجاه الثورة السورية، إذ ناصبها بعضهم العداء، وفي مقدمتهم مجموعة "سوتورو"، وأحد مدربيها العريف السويسري السرياني من أصل سوري، يوهان كوسر، الذي غادر سويسرا إلى سوريا ومدينة القامشلي تحديداً، بينما التزمت القوات التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الحياد تجاه المعارضة المسلحة إذ لم يذكر أي تقارير انها دخلت في معارك مع قوات المعارضة المسلحة.