مباحثات جينيف لحل الأزمة السورية الجمعة المقبل.. وخلافات المعارضة مستمرة

الإثنين 25/يناير/2016 - 08:19 م
طباعة مباحثات جينيف لحل
 
تتوجه الأنظار يوما بعد يوم إلى مدينة جينيف السويسرية لمتابعة آخر مستجدات الأزمة السورية، ومدى نجاح "جينيف3" في إيجاد حلول سياسية للأزمة السورية المشتعلة من 2011، وسط توقعات بامتداد المباحثات لفترة ليست قليلة، في ضوء الإعلان عن محادثات غير مباشرة بين الأطراف المعنية.
دي ميستورا
دي ميستورا
يأتى ذلك في الوقت الذى أعلن موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا أن الجولة الجديدة من محادثات السلام الهادفة لحل النزاع السوري ستبدأ يوم الجمعة القادم في جنيف على أن تستمر لستة أشهر، وانه ستوجه الدعوات غدا وستبدأ المحادثات في 29 يناير، والتأكيد على أن المناقشات لا تزال مستمرة بشأن الأطراف التي ستوجه لها الدعوات، في إشارة للمعارضة.
أوضح دي ميستورا أن أولى مراحل المحادثات ستستمر بين أسبوعين وثلاثة أسابيع وستتركز على التوصل إلى وقف لإطلاق النار والتصدي لتنظيم "داعش" داعش وزيادة المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى القضايا التي ستأتي أيضا ضمن الأولويات ستشمل الحكومة الانتقالية وإعادة النظر في الدستور ومستقبل الانتخابات التي سترعاها الأمم المتحدة.
يأتي ذلك في وقت تكثفت فيه الضغوط الدبلوماسية من أجل عقد الجولة الجديدة المقررة من مفاوضات جنيف، مستهدفة خصوصا المعارضة السورية التي تحاول تقوية موقفها التفاوضي، وذكرت الهيئة العليا للمفاوضات من قبل المعارضة، والتي تتخذ من الرياض مقرا لها، أنها ستحدد موقفها من المحادثات يوم غد الثلاثاء.
وفى هذا السياق قال فؤاد عليكو، عضو الوفد المفاوض إن الهيئة العليا للتفاوض ستعقد "اجتماعا غدا في الرياض وسوف نتخذ القرار النهائي أما بالمشاركة في جنيف أو عدمها"، ويأتي الاجتماع بعد لقاء جمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب وعددا من أعضاء الهيئة في الرياض السبت.
لافروف وكيري
لافروف وكيري
أوضح عليكو أن اللقاء بين كيري وحجاب "لم يكن مريحا ولا إيجابيا"، وأن الوزير الأمريكي قال لمحدثيه "ستخسرون أصدقائكم، في حال لم تذهبوا إلى جنيف وأصررتم على الموقف الرافض". وأوضح أن "هذا الكلام ينسحب بالطبع على وقف الدعم السياسي والعسكري للمعارضة"، بيد أن عليكو رفض وصف كلام كيري بـ "التهديدات"، متحدثا عن "ضغوط".
بينما أعلن المعارض السوري محمد علوش أن المعارضة تتعرض لضغط من جانب وزارة الخارجية الأمريكية لحضور مفاوضات السلام المزمع عقدها في جنيف هذا الأسبوع، موضحا أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التقى السبت بمسؤولين من الهيئة العليا للمفاوضات للضغط على الهيئة كي تتخلى عن مطالبها والتوجه للتفاوض بشأنها.
وذكر علوش أنه سيكون هناك رد قوي على الضغط الأمريكي، لكنه لم يقدم تفاصيل. وردا على سؤال عما إذا كانت مفاوضات السلام ستمضي قدما هذا الأسبوع، قال علوش إنه سيترك هذا الأمر للساعات القادمة للتفاوض على خطوات تشمل وقف الضربات الجوية.
وتضم الهيئة العليا للمفاوضات معارضين للحكومة السورية كانت قد أعلنت أنها لن تحضر المفاوضات قبل أن توقف الحكومة القصف وترفع الحصار وتفرج عن المحتجزين.
وتصر قوى المعارضة السورية على أن تستند المفاوضات إلى بيان جنيف-1 الصادر في يونيو 2012 والذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة، ويعني هذا البند وفق المعارضة تجريد الرئيس السوري بشار الأسد من صلاحياته، رافضة أي دور له في المرحلة الانتقالية.
وبالرغم من أن تصريحات المسؤولين الغربيين لا تزال تتحدث عن رفض أي دور للأسد في مستقبل سوريا، إلا أن التركيز بات على كيفية التخلص من تنظيم "داعش"، وتراجع الكلام عن مصير الأسد.
وكان يفترض أن تبدأ المفاوضات اليوم إلا أنه تم تأجيلها لعدة أيام بسبب الخلاف حول تشكيل الوفد الممثل للمعارضة السورية. 
جانب من المعارضة
جانب من المعارضة السورية
من ناحية أخرى أجرى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري مكالمة هاتفية وحثا ستافان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة لدى سوريا على إعلان موعد إجراء محادثات سوريا بأسرع وقت ممكن.
 وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن المكالمة أجريت بناء على مبادرة من الجانب الأمريكي.
ومن المتوقع أن تحسم المعارضة السورية موقفها من المشاركة في محادثات جنيف في اجتماع تعقده الثلاثاء في الرياض تحت وطأة ضغوط أميركية كبيرة تتعرض لها، وفق ما أكد احد أعضاء وفد التفاوض. 
على الجانب الآخر دعا نوربرت روتجن، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني والذى ينتمي لحزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، المسيحي الديمقراطي، لمشاركة المتمردين الإسلاميين في المباحثات السورية القادمة في ظل الخلاف القائم حول المشاركين بها. 
وقال نوربرت روتجن إنه إذا كانت هناك مساعٍ نحو التوصل لنتيجة تفاوض مهمة، فلابد حينئذ من التحدث مع الأشخاص الذين يمارسون السلطة محليا. وتابع قائلا: "إن ذلك لا يعد اعترافا بهذه الجماعات بالمعنى المقصود لقيمتها، ولكنه يعد احتراما لسلطتها".
أوضح روتجن إلى أن بدء المفاوضات التي كان مقررا إجراؤها اعتبارا من اليوم يمكن أن يتأجل بسبب خلاف حول قائمة معارضي النظام الذين يشاركون فيها. 
يذكر أن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير دعا أيضا في وقت سابق لمشاركة جماعات المتمردين الإسلاميين. ومن المقرر أن تسهم المباحثات في تمهيد الطريق لتشكيل حكومة انتقالية في سورية وإنهاء الأزمة السورية المستمرة منذ خمسة أعوام تقريبا. 
يشار إلى أن هذه الأزمة أسفرت عن مقتل ما يزيد على 250 ألف شخص حتى الآن، ونزوح أكثر من 11 مليون شخص.

شارك