"الإعدامات" في دولة الخميني مسلسل لا تنتهي حلقاته

الثلاثاء 26/يناير/2016 - 04:15 م
طباعة الإعدامات في دولة
 
في الوقت الذي لا تتوقف فيه إيران عن انتقاد أي ملاحقات قانونية لعناصر تابعين لها في أي دولة عربية أو إسلامية والنمر باقر النمر نموذج على ذلك- نجدها لا تتوقف عن الانتهاكات المتواصلة ضد مواطنيها، بداية من الأطفال وحتى الشيوخ والنساء. 
الإعدامات في دولة
 آخر انتهاكات إيران ما كشف عنه تقرير مروع لمنظمة العفو الدولية تحت عنوان "أطفال يكبرون وهم ينتظرون تقديمهم إلى حبل المشنقة: عقوبة الإعدام والجانحون الأحداث في إيران"، بأن إيران تواصل تقديم الجانحين الأحداث إلى حبل المشنقة، بينما تتباهى بالإصلاحات المجزأة التي أدخلتها على القوانين الجنائية في إيران، وعلى الرغم من أنها تمثل تقدمًا كبيرًا، لكنها في الواقع فشلت في إلغاء عقوبة الإعدام ضد الجانحين الأحداث  وإننا استطعنا تحديد أسماء وأماكن 49 مداناً حدثًا يواجهون خطر تقديمهم إلى حبل المشنقة، والكثير منهم قضوا في المتوسط نحو سبع سنوات في انتظار الإعدام، وإن المدة الزمنية التي يضطر الجانح الحدث إلى قضائها في انتظار تنفيذ حكم الإعدام فيه تتجاوز عقدًا من الزمن، والسلطات الإيرانية حددت مواعيد ثابتة من أجل تنفيذ أحكام الإعدام، ثم أجلت التنفيذ في اللحظة الأخيرة؛ الأمر الذي يفاقم المعاناة والمحنة التي يشعر بها الجانحون الأحداث. 
إن أقل ما يقال عن هذه المعاملة إنها قاسية ولاإنسانية ومهينة للكرامة الإنسانية.
الإعدامات في دولة
وأشارت منظمة العفو الدولية إلى أن هناك 73 حالة إعدام لجانحين من الأحداث (القاصرين) ما بين 2005 و2015، وأن 160 مذنبًا حدثًا على الأقل ينتظرون حاليًا تنفيذ أحكام الإعدام بحقهم، وأنه من المرجح أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى بكثير من الأرقام المذكورة؛ نظرًا لأن استخدام عقوبة الإعدام في إيران غالبًا ما يلفه الغموض والسرية، خاصة وأن القوانين الجنائية الجديدة في إيران والتي تم تبنيها في عام 2013 حول إعدام القاصرين تعتبر إصلاحات مجزأة لا تفي بشروط العدالة، بينما كان من المأمول أن تحد من حالات الإعدام لكن بعد نحو ثلاث سنوات من تبني الإصلاحات الجديدة، لا تزال السلطات الإيرانية تنفذ عقوبة الإعدام في حق الجانحين الأحداث، وفي بعض الحالات، لا تخبر السلطات الإيرانية الجانحين الأحداث بأن من حقهم المطالبة بإعادة محاكمتهم وأن القاصرين لم يصلوا إلى مرحلة "النضج العقلي حين ارتكاب الجريمة" ومن أمثلتهم فاطمة سالبهي، التي أعدمت في أكتوبر 2015 بعدما دينت بقتل زوجها الذي أرغمت على الزواج منه عندما كان عمرها 16 عامًا، والتي لم تستمر محاكمتها سوى ساعات قليلة، إذ اقتصر التقييم النفسي على أسئلة أساسية قليلة مثل إن كانت تواظب على الصلاة أو تدرس الكتب الدينية، بالإضافة إلى خمس حالات أخرى، حيث منها حامد أحمدي وأمير أمرولاهي وسيافاش محمودي وسجاد سنجاري وصلار شادي زادي.
الإعدامات في دولة
وقال سعيد بومدوحة نائب برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: "يسلط هذا التقرير الضوء على تجاهل إيران المخزي لحقوق الأطفال؛ حيث إنها من البلدان القلائل التي لا تزال تعدم الجانحين الأحداث، في انتهاك صارخ للحظر القانوني المطلق على استخدام عقوبة الإعدام ضد الأشخاص الذين كانت أعمارهم تقل عن 18 عامًا عند ارتكاب الجريمة بالرغم من الإصلاحات التي أدخِلت على نظام عدالة الأحداث، فإن إيران لا تزال متخلفة عن بقية العالم في مجال الحفاظ على حقوق الأطفال بحيث أبقت على قوانين تسمح بإعدام فتيات في عمر تسع سنوات وأطفال في عمر 15 عامًا، وإن التقرير يرسم صورة محزنة جدًّا لمذنبين أحداث يقبعون في السجن انتظارًا لتنفيذ أحكام الإعدام فيهم؛ الأمر الذي يحرمهم من سنوات ثمينة من حياتهم، وغالبًا في أعقاب محاكمات غير عادلة، ومنها انتزاع اعترافات قسرية عن طريق التعذيب والمعاملة السيئة، وإن العيوب الملحة التي تشوب معاملة إيران للجانحين الأحداث تسلط الضوء على الحاجة المستمرة والعاجلة من أجل سَن قوانين تمنع منعًا باتًّا استخدام عقوبة الإعدام ضد الجانحين الأحداث، وإن حياة أو موت مذنب حدث لا يجب أن تُترك رهن نزوات القضاة. يجب على السلطات الإيرانية أن تسلم أن ما يجب القيام به هو تخفيف أحكام الإعدام الصادرة ضد الجانحين الأحداث، ثم التوقف التام وبشكل دائم عن إصدار هذه العقوبة في إيران في مرحلة تالية".
الإعدامات في دولة
 هذا في الوقت الذي يعانى فيه السُّنة في إيران من الاضطهاد الشديد والعديد منهم معرض للإعدام، وعلى رأسهم 60 معتقلا من الدعاة السُّنة وطلبة العلوم الدينية، الذين وجهوا رسالة مناشدة إلى علماء السُّنة في إيران والعالم والرأي العام الإسلامي والعالم الحر، من معتقلهم بسجن رجائي شهر بمدينة كرج بالقرب من طهران، حذروا فيها من تنفيذ الإعدام الوشيك بهم "كعمل انتقامي من أهل السُّنة". وبحسب الرسالة وعنوانها "الصرخة الأخيرة"، والتي نشرها موقع "آمد نيوز" المقرب من الحركة الخضراء الإيرانية المعارضة في الداخل، حث هؤلاء الدعاة وطلبة العلوم الدينية، أهل السنة إلى رفع أصواتهم الاحتجاجية وتنظيم مظاهرات للمطالبة بوقف تنفيذ الإعدام ضد أبنائهم الذين تم اعتقالهم بناء على "تهم باطلة وملفقة"، وأن 27 معتقلا منهم نقلوا إلى زنزانات الإعدام وهم الشيخ ﮐﺎﻭة ﻭﯾسي وﺑﻬرﻭﺯ ﺷﺎنظري وطالب ﻣﻠكي وﺷﻬﺮﺍﻡ أﺣﻤﺪي وﮐﺎﻭﻩ ﺷﺮﯾفي وﺁﺭﺵ ﺷﺮﯾفي وﻭﺭﯾﺎ ﻗﺎﺩﺭﯼ ﻓﺮﺩ وﮐﯿﻮﺍﻥ ﻣؤﻣني ﻓﺮﺩ وﺑﺮﺯﺍﻥ ﻧﺼﺮالله ﺯﺍﺩه وﻋﺎﻟﻢ ﺑﺮﻣﺎﺷتي وبوﺭﯾﺎ ﻣﺤﻤﺪي وأﺣﻤﺪ ﻧﺼﯿﺮي وإﺩﺭﯾﺲ ﻧﻌمتي وﻓﺮﺯﺍﺩ ﻫﻨﺮﺟﻮ وﺷﺎﻫﻮ إﺑﺮﺍﻫﯿمي وﻣﺤﻤﺪ ﯾﺎﻭﺭ ﺭﺣﯿمي وﺑﻬﻤﻦ ﺭﺣﯿمي وﻣﺨﺘﺎﺭ ﺭﺣﯿمي وﻣﺤﻤﺪ ﻏﺮﯾبي وﻓﺮﺷﯿﺪ ﻧﺎﺻﺮي وﻣﺤﻤﺪ ﮐﯿﻮﺍﻥ ﮐﺮﯾمي وأﻣﺠﺪ ﺻﺎﻟحي وأوﻣﯿﺪ بيوند وﻋلي ﻣﺠﺎﻫﺪي وﺣﮑﻤﺖ ﺷﺮﯾفي وﻋﻤﺮ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠهي وأوﻣﯿﺪ ﻣﺤﻤﻮﺩي.
الإعدامات في دولة
ويقول نشطاء السُّنة إنهم يعتقلون بسبب رفع الظلم والتمييز، وعما يشكوه أهل السنة في إيران عمومًا مما يسمونه "التمييز الطائفي"، ويتهمون السلطات بإقصائهم عن الحياة السياسية، والحئول دون مشاركتهم في إدارة شئون البلد، ومنعهم من شعائرهم وواجباتهم الدينية، ويضربون مثلا للممارسات التمييزية، ومنعهم من بناء مسجد لهم في العاصمة الإيرانية؛ حيث قامت بلدية طهران وبدعم من قوات الأمن بهدم المصلى الوحيد لأهل السنة في طهران، في يوليو الماضي؛ الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة بين أوساط السنة.
ويشكل السنة 20% إلى 25% من السكان في إيران، أي 15 مليونا إلى 17 مليون نسمة تقريبًا، وذلك وفق إحصائيات غير رسمية، حيث تمتنع السلطات الإيرانية عن نشر أية أرقام تظهر التنوع المذهبي والعرقي في البلاد، ولا تدرج المذهب والقومية في الإحصائيات العامة وينتشرون كأغلبية في محافظات كردستان (غرب) وبلوشستان (جنوب شرق) وجولستان (شمال شرق) والمحافظات الساحلية المطلة على الخليج العربي (عرب الساحل)، بينما يتواجدون كأقلية في محافظات أذربيجان الغربية (شمال غرب) وعربستان (الأهواز- في الجنوب الغربي) وخراسان (شمال شرق) وجيلان (منطقة طالش الشمالية).
الإعدامات في دولة
مما سبق نستطيع التأكيد على أن إيران لا زالت تمارس الأكاذيب على العالم، ففي الوقت الذي لا تتوقف فيه عن انتقاد أي ملاحقات قانونية لعناصر تابعين لها في أي دولة عربية أو إسلامية لا تتوقف عن الانتهاكات المتواصلة ضد مواطنيها السُّنة، بل وحتى الأطفال والشيوخ والنساء لم يسلموا من إجرامها. 

شارك