مجددًا.. أوروبا في مرمي نيران "داعش"
الثلاثاء 26/يناير/2016 - 04:47 م
طباعة

مع مساعي التنظيم الإرهابي "داعش" للتوسع في مختلف قارات العالم، بات يلوح باستهداف قارة أوروبا، بالأخص عقب الهجمات التي استهدفت باريس وراح ضحيتها حوالي 147 شخصًا، وما زال التنظيم الدموي يخطط لتنفيذ هجمات إرهابية جماعية في أوروبا.
أوروبا هدف داعش

وكالة "يوروبول" لتطبيق القانون الأوروبية المتخصصة في مكافحة الجرائم والإرهاب التابعة للاتحاد الدولي، حذرت من أن داعش لديه بالفعل مئات المسلحين المنتشرين في بلدان القارة الأوروبية، مشيرة إلى أنه على أتم استعداد لتنفيذ عمليات اغتيال ونشر الفوضى هناك.
ولم يقتصر تأثير تنظيم "داعش" على احتلال الكثير من المدن والقرى وحقول النفط في العراق وسوريا، وقتل آلاف المدنيين والعسكريين في معارك التنظيم مع الجيش السوري والجيش العراقي، بل امتد تأثير التنظيم إلى كثير من الدول الأوروبية والغربية ليحصد التنظيم دعم آلاف من الأوروبيين والغربيين الرجال الذين هاجروا من بلادهم إلى العراق وسوريا للمشاركة في القتال المسلح مع الدواعش، معتبرين أن هذا جهاد، أو النساء الأوروبيات والغربيات التي هربن من بلادهن لنكاح أحد قادة أو مقاتلي الحرب في سوريا والعراق، وفق محللين.
وفي تقرير نشرته صحية "ديلي ميل" البريطانية اليوم الثلاثاء 26 يناير 2016، أكدت أن التنظيم الإرهابي قد أسس بالفعل قيادة متخصصة عقب تنفيذ هجمات مروعة ضد أهداف غربية، من بينها الاعتداءات بالأسلحة والتفجيرات الانتحارية التي حصدت أرواح 130 شخصًا في العاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر الماضي.
وكان نشر التنظيم الإرهابي في وقت سابق على موقع "تويتر" صورًا تهدف إلى التأكيد على وجودهم في أوروبا وانتظارهم "ساعة صفر" مناسبة لشن اعتداءات.
تقرير "يوروبول"، أشار إلى ثمة "أسباب قوية" تدعو إلى توقع هجمات مماثلة من جانب "داعش" في أوروبا، موضحًا أن "أسبابًا قوية تجعلنا نتوقع قيام إرهابيي داعش أو أية جماعة إرهابية أخرى يشنّ هجمات في أماكن بأوروبا مجددًا، والتي تهدف إلى تحقيق أكبر حصيلة من المصابين بين المدنيين."
وبالإضافة إلى التهديدات الناجمة عن الهجمات المنفردة التي لم تتوقف بعد، أشار التقرير- نقلا عن معلومات استخباراتية- إلى أن "داعش" قد طور بالفعل "قيادة خارجية" مدربة على القيام بأحدث العمليات على غرار التي تنفذها القوات الخاصة بالخارج.
وبينما أشارت "ديلي ميل" إلى أن الهجمات ستكون موجهة في الأساس ضد أهداف سهلة؛ نظرًا للتأثير الذي ستحدثه، وتدل كل من هجمات باريس الأخيرة وحادث سقوط طائرة الركاب الروسية في سيناء في أكتوبر الماضي، على تحول في استراتيجية التنظيم العالمية.
التقرير نوه إلى هجمات جديدة أيضًا يُرجح أن تستهدف البنية التحتية الحيوية مثل شبكات الطاقة والمنشآت النووية التي لا يعتبرها "داعش" أولوية له في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن ثمة اعتقادات بأن المسلحين قد أسسوا مراكز تدريب صغيرة للإرهابيين في دول الاتحاد الأوروبي والبلقان.
جاء التقرير في الوقت الذي أظهر تنظيم "داعش" الإرهابي فيديو لعملياته الإجرامية لـ 9 مسلحين نفذوا تفجيرات باريس الدامية في نوفمبر الماضي والذي يهددون فيه "دول التحالف" التي تشتمل على بريطانيا.
مخططات لغزو بريطانيا

وفي بيان صحفي قال روب وينرايت مدير "يوروبول": "إنّ متطرفي داعش يخططون لإصابات جماعية في بريطانيا، فضلاً عن التهديدات من قِبل المتطرفين المحليين الذين يريدون القتال من أجل التنظيم المتطرف، مضيفًا أن هدفهم أن يكون المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب مركزا رئيسيًّا لتبادل المعلومات بشأن مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي".
البيان أشار إلى أن تبادل المعلومات بين بروكسل وباريس بعد هجمات باريس أثمر عن الحصول على حجم 2.7 تيرابايت من المعلومات التي كشفت عن أكثر من 1600 دليل على عمليات مالية مشكوك في أمرها.
كان مركز "سايت" المتخصص في رصد نشاط المتطرفين في الإنترنت، رصد صورًا التقطت على خلفية الكولوسيوم في روما وفي مناطق أخرى بالعاصمة الإيطالية، تظهر عليها لافتات كتب عليها: "دولة الإسلام باقية... باقية. روما"، "دولة الخلافة في روما"، "في روما الآن يتم الرصد وتحديد الهدف.. بانتظار ساعة الصفر".
وتظهر بعض الصور في شوارع في ميلاتو، بما في ذلك كاتدرائية المدينة، كما التقطت العديد من الصور على خلفية سيارات تابعة للشرطة.
ووفق محللين فإن تنظيم "داعش" متورط في تهريب البشر إلى أوروبا، إذ تبلغ عائدات نشاطه هذا ملايين الدولارات، كما أنه يستغل هذه الفرصة لإرسال عناصره إلى أوروبا.
كان أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ، حذر من احتمال وجود عناصر من "الدولة الإسلامية" بين المهاجرين الذين يعبرون المتوسط في طريقهم إلى أوروبا.
ومنذ أن ظهر التنظيم الإرهابي وقد غزت الأسواق الأوروبية والغربية ملابس ومتعلقات شخصية تحمل صور قادة تنظيم داعش والمقاتلين التابعين له وشعار التنظيم نفسه؛ حيث انتشرت ظاهرة تنظيم المظاهرات الحاشدة الداعمة والمؤيدة للتنظيم في عدد كبير من العواصم الأوروبية، أبرزها كانت المظاهرات في لندن وبرلين وروما وستوكهولم وجنيف، حيث طالب المشاركون في هذه المظاهرات حكومات بلادهم بالسماح لهم بالسفر إلى سوريا والعراق للانضمام إلى تنظيم داعش والجهاد في صفوفه، حاملين رايات وأعلام التنظيم السوداء خلال هذه المظاهرات.
بداية الدخول لأوروبا

الجدير بالذكر أن التنظيم الإرهابي نجح على مدار المرحلة السابقة في استقطاب العديد من الشباب والفتيات الأوروبيات بين صفوفه، عن طريق إغرائهم بالزواج أو بوسائل أخرى، وبالفعل نجح مئات من نساء الدول الأوروبية أخرى، الشهور الماضية في مغادرة بلادهم إلى أي دولة عربية ثم الانتقال عبر هذه الدولة العربية إلى العراق وسوريا للانضمام إلى تنظيم داعش؛ من أجل النكاح من أحد قادة تنظيم داعش أو أحد المقاتلين، وكشف العديد من النساء الذين انضموا للتنظيم أنهن هجرن عشاقهن لافتقادهم الإثارة والذكورة "الرجولة" وملامح القوة والشجاعة التي يتمتع بها الدواعش، كما ذكرت بعض هؤلاء النساء أن رجال تنظيم داعش يعشقن النساء ويتشوقن لممارسة جهاد النكاح بالساعات.
وفي التعبير عن مخاوفهم، أعرب عدد كبير من رؤساء الحكومات في أوروبا خشية وصول عمليات ومقاتلي تنظيم داعش إلى بلادهم بعدما انتقل فكر التنظيم لكثير من الأوروبيين، وأيضًا بعدما قام التنظيم بتغيير اسمه ليكون الدولة الإسلامية بدلًا من الدولة الإسلامية في العراق والشام، وأيضًا بعدما نشر تنظيم داعش خارطة جديدة تعبر عن طموح التنظيم في احتلاله لعدد من الدول العربية مثل مصر ودول المغرب العربي ثم غزو دول في أوروبا مثل دول البلقان وبلغاريا ورومانيا والنمسا، وخصوصًا إسبانيا التي كانت تخص المسلمين في الماضي عندما كانت الأندلس.
كان بيان سابق أعلنه التنظيم الدموي، قال: "إن قادة داعش يخططون لغزو أوروبا قبل انتهاء عام 2020 عقب إحكام سيطرتهم على العراق وسوريا، والإطاحة بأنظمة الحكم في هاتين الدولتين"، كما أكد البيان أن التنظيم يسعى إلى العودة لحدود الدولة العثمانية قبل ما تتفق بريطانيا وفرنسا على تقسيم الحدود في منطقة الشرق الأوسط، والتي عرفت باسم اتّفاقية "سايكس- بيكو"، وأكد تنظيم داعش أن هذه الاتّفاقية كانت محاولة من الغرب الكافر لتقسيم المسلمين ومنع إقامة خلافة إسلامية جديدة.
ومن المعروف أن الدول الأوروبية شكلت تحالفات عدة لمواجهة التنظيم الإرهابي، إلا أن كل محاولاتهم في القضاء على التنظيم بائت بالفشل الذريع، ولم يستطيعوا إحكام السيطرة على التنظيم الدموي حتى الآن، بل نجح الأخير في التنامي في مختلف الدول العربية والأوروبية.