اليمن: تواصل غارات التحالف.. وطرح إقامة دولة اتحادية

الثلاثاء 26/يناير/2016 - 05:27 م
طباعة اليمن: تواصل غارات
 
تواصل الغارات العسكرية في اليمن على معاقل الحوثيين وصالح، وعاد رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح إلى عدن بعد غياب شهور، فيما طرح حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور إقامة دولة اتحادية في البلاد.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
شنت طائرات التحالف العربي، بقيادة السعودية، غارات على معسكرات ومواقع لميليشيات الحوثي والمخلوع في كل من صنعاء والجوف، فيما استمرت المواجهات بين المقاومة الشعبية والميليشيات على أكثر من جبهة في اليمن.
واستمرت المواجهات في منطقة المسراخ جنوب مدينة تعز، مع استمرار القصف العشوائي من قبل الميليشيات على حي المستشفى الجمهوري في المدينة.
مصادر عسكرية أكدت أن هناك مواجهات بالأسلحة الثقيلة بين القوات المشتركة والمقاومة الشعبية من جهة، والميليشيات من جهة أخرى، على جبهتي ذباب والوازعية جنوب غربي محافظة تعز.
وفي محافظة الضالع، صدت المقاومة الشعبية هجوماً لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في منطقة يعيس على جبهة مريس.
وسقط عشرات الضحايا في هذه المواجهات، في صفوف الطرفين في المعارك التي استمرت حتى صباح اليوم.
طائرات التحالف بدورها، شنت غارات مكثفة خلال الساعات الماضية، استهدفت معسكرات ومنشآت حيوية للميليشيات في صنعاء والجوف وذمار؛ حيث قصفت دائرة الهندسة العسكرية شمال شرقي صنعاء ومخازن أسلحة كانت مخبأة في مبنى إدارة الأشغال العامة في ضاحية بني مطر.
كما قصف التحالف مواقع آليات عسكرية للميليشيات في جبل هران شمال مدينة ذمار.
وفي محافظة الجوف شمال صنعاء، أكدت مصادر للمقاومة أن التحالف قصف عدداً من مواقع ميليشيات الحوثي في مديريات المطمة والساقية والمصلوب، أسفرت عن مقتل10 أشخاص نتيجة استهداف منزل أحد قادة الميليشيات في مديرية المطمة.
فيما قام أكثر من 50 عنصراً من ضباط وجنود الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع، علي عبدالله صالح، مساء أمس الاثنين، بتسليم أنفسهم للمقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية في مديرية نهم، شمال العاصمة صنعاء.
وقال المركز الإعلامي للمقاومة في نهم وفقاً لصحيفة "الوطن" السعودية: إن اتصالات مكثفة جرت خلال الفترة الماضية بين مجموعة الضباط والجنود، وبين شخصيات نافذة في المقاومة الشعبية، بهدف توفير مخرج آمن للعناصر المستسلمة، وإن القيادة الموالية للشرعية أبدت موافقتها على توفير المخرج، وقامت بتأمين كل الطرق المحيطة به، مما أدى إلى اكتمال وصولهم. 
وأضاف المركز أن استسلام هذا العدد من عناصر الحرس الجمهوري يؤدي إلى زيادة قوة وفعالية المقاومة الشعبية؛ نظراً لما يملكونه من خبرات عسكرية متقدمة، من شأنها أن تضيف الكثير للقوات الموالية للشرعية، كما أن الضباط الذين وصلوا إلى مديرية نهم، كشفوا أن العشرات من زملائهم يتأهبون للإقدام على نفس الخطوة، متوقعاً أن تشهد الأيام المقبلة تطورات في هذا الخصوص.
كما تمكنت القوات الخاصة السعودية من تنفيذ المهمة الثانية صباح اليوم الثلاثاء في الخوبة الشمالية، بتصديها للميليشيات الحوثية والمخلوع صالح، مع ملاحقة من حاول الفرار منهم.
وأفاد مراسل "العربية" في منطقة جازان أن القوات الخاصة استطاعت قتل ما يزيد عن 13 عنصراً من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وجرح آخرين وملاحقة من حاول الاختباء بين أضلع الجبال وبطون الأودية.
وكان طيران التحالف مع مدفعية القوات السعودية يقومان بتنفيذ عملية عسكرية قبالة قريتي الحصّامة ومغيالة، فيما واصلت دوريات حرس الحدود عمليات مسح وتمشيط على باقي الحدود.

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد السياسي، استقبل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليوم عدد من الشخصيات والوجاهات الاجتماعية من أبناء محافظة عدن.
وقال الرئيس اليمني: "إن تأريخ عدن العريق المرتبط بمقوماتها الأساسية المرتكزة على الميناء والمصافي والمطار جدير اليوم بتطويره وتعزيزه لبناء مستقبل عدن الجديد". مشيراً إلى أن حفظ الأمن والاستقرار مسئولية الجميع من خلال التعاون مع الأجهزة الأمنية المعنية والإبلاغ والرصد عن كافة مظاهر الاختلالات الأمنية.
وثَمَّن هادي جهود دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على ما قدموه واجترحوه من تضحيات ودعم ومساندة لشباب المقاومة في سبيل تحقيق الانتصارات التي ننعم بها اليوم فضلاً عن مساهماتهم الإنسانية، وإسهاماتهم في بناء وتأهيل المرافق والمنشآت الخدمية.
وقُدم في اللقاء العديد من الأفكار والرؤى البناءة الرامية إلى تعزيز واستكمال حلقات بناء المؤسسات المهمة على صعيد الأمن والنيابة والقضاء والتنمية والتعليم ودور منظمات المجتمع المدني.
قال نائب رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح: "إن الأمن الأولوية خلال تواجده في عدن".
وعاد بحاح، أمس، إلى العاصمة المؤقتة عدن، للممارسة عمله، بعد أشهر من الإقامة المؤقتة في العاصمة السعودية الرياض.
فيما قال المتحدث باسم الحكومة، راجح بادي: "إن بحاح عاد إلى عدن بصورة نهائية، للانضمام إلى الرئيس هادي؛ من أجل استئناف عمل الحكومة والسلطة الشرعية التنفيذية من العاصمة المؤقتة".
وأضاف أن هذه الخطوة تقطع ألسنة الذين ظلوا خلال الفترة الماضية يروجون الإشاعات عن استشراء الخلاف بين الرئيس ونائبه، مؤكدا أن الاثنين يعملان من أجل ممارسة مهامهما وتلمس هموم واحتياجات المواطنين، واستكمال مواصلة أعمال الإغاثة الإنسانية، وإعادة الإعمار، واستعادة الأمن والاستقرار، لا سيما في المدن والمحافظات التي تم تحريرها من الميليشيا الحوثية وصالح الانقلابية.

خلافات الحوثي- صالح

خلافات الحوثي- صالح
وعلى صعيد آخر كشفت تقارير إعلامية عن مدى الخلافات بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ذكرت مصادر في جامعة صنعاء لـ"المشهد اليمني" أن عددًا من أنصار الرئيس السابق "علي عبدالله صالح دخلوا كلية التربية بالجامعة اليوم الثلاثاء ورفعوا لافتات لـ"صالح" .
 وقالت المصادر: "إن اقتحام أنصار المؤتمر جاء بعد مشادات كلامية مع مسلحي الحوثي في بوابة جامعة صنعاء والدخول إلى كلية التربية رافعين تلك اللافتات، وكادت أن تحصل مناوشات مع الحوثيين؛ حيث لحق بهم مجموعة من الحوثيين؛ الأمر الذي أدى إلى تدخل رئيس الجامعة الذي كان متواجداً بالكلية وحاول تهدئة الحوثيين".
وأشارت المصادر أن أنصار "صالح" شاركوا بمجموعة من الصور برفقة عدد من دكاترة وأكاديمي الكلية في إشارة إلى تحدٍّ أمام الحوثيين الذين كانوا رفضوا رفع صور زعيم المؤتمر، وقاموا بتمزيقها وإنزالها من على جدران الجامعة يوم أمس الأول. وأضافت المصادر إلى أن التوتر يزيد حدة في الجامعة بين الطرفين، الأمر الذي قد يدخل الجامعة وطلابها في فوضى سياسية وتبعية لزعامات مختلفة على حساب مهنية الجامعة التي عرفت بها.

الوضع الإنساني

الوضع الإنساني
وعلى صعيد الوضع الإنساني، تمكن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أخيرًا من إدخال إمدادات غذائية داخل مناطق محاصرة في مدينة تعز جنوب غربي اليمن؛ حيث يعاني السكان من ظل ظروف قاسية وندرة الغذاء بسبب الحرب.
وأوضح بيان للبرنامج أنه تم يوم الخميس الماضي إدخال قافلة مكونة من 12 شاحنة محملة بمواد غذائية، تكفي ثلاثة آلاف أسرة لمدة شهر، إلى منطقتي القاهرة والمظفر المحاصرتين.
 وأشار البيان إلى أن إدخال القافلة إلى هاتين المنطقتين تم بعد مفاوضات مكثفة للسماح للبرنامج بتقديم المساعدات إلى الآلاف من الجوعى الذين يحتاجونها بشدة.
 وأضاف البيان أن هذا التقدم الكبير تزامن مع وصول بعثة مشتركة من الأمم المتحدة إلى محافظة إب شمال شرق مدينة تعز؛ حيث التقى مسئولون من منظمات الإغاثة الإنسانية بالأمم المتحدة ممثلين محليين، وشهدوا الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية.
وذكر البيان أن تعز تعد واحدة من المحافظات العشر من إجمالي 22 محافظة في اليمن تعاني من انعدام الأمن الغذائي الشديد الذي وصل إلى مستوى الطوارئ، وهو المستوى الذي يسبق المجاعة مباشرة، وذلك وفقًا لمقياس مكون من خمس نقاط في التصنيف المرحلي المتكامل لحالة الأمن الغذائي.
وأضاف أن هناك واحدة على الأقل من كل خمس أسر في المنطقة لا تجد ما يكفي من الغذاء لتعيش حياة صحية وفقدت مصادر رزقها وتواجه معدلات سوء التغذية الحاد التي تهدد الحياة.
وناشد برنامج الأغذية العالمي السماح بالمرور المنتظم والآمن للمواد الغذائية لجميع المدنيين المحتاجين في جميع أنحاء اليمن.
فيما دشنت الهيئة اليمنية الكويتية أمس الاثنين بمدينة الحديدة غرب اليمن مشروع توزيع السلة الغذائية ضمن حملة إغاثة الشعب اليمني.
واستهدفت الحملة 5000 أسرة في مديريات الحديدة، منها الدريهمي، الصليف، بيت الفقيه، جزيرة كمران واحتوت المساعدات الغذائية على «كيس دقيق- أرز- سكر- زيت- مكرونة- صلصة- حليب».
وأشاد عبدالرحمن الجماعي وكيل محافظة الحديدة لقطاع الوحدات الإدارية في كلمة له أثناء التدشين بجهود منظمات المجتمع المدني والهيئة اليمنية الكويتية الإغاثية على هذه اللفتة الإنسانية تجاه الشعب اليمني والتي أسهمت كثيراً في التخفيف من معاناة الأسر الفقيرة والمحتاجين في ظل الظروف الصعبة.
وأشار إلى أن هذه المساعدات الغذائية "جاءت في وقتها المناسب نتيجة للظروف الصعبة التي يعيشونها بسبب الأزمة التي تمر بها البلاد".
كما كشفت المفوضية السامية العليا لشئون اللاجئين عن وجود ما يزيد عن 2600 يمني نزحوا باتجاه الصومال، مشيرة إلى قصص مأساوية ومعاناة مرتبطة بالحالات المسجلة لدى المنظمة.
وأوضحت المنظمة في تقرير حديث لها أن نحو 168 ألف شخص فروا من العنف والحرب في اليمن منذ مارس العام الماضي، بينهم أكثر من 9500 اتجهوا إلى "إقليم أرض الصومال" الذي يتمتع بحكم ذاتي.
وأشار التقرير إلى أن معظم الفارين إلى "أرض الصومال"، من الصوماليين والإثيوبيين الذين كانوا قد نزحوا إلى اليمن في فترة سابقة، إضافة إلى 2600 يمني، بمن فيهم 850 شخصاً على الأقل سجلوا لدى المفوضية، والكثيرون منهم غير مصحوبين اعتبرتهم المفوضية "ضعفاء".

المسار التفاوضي

وزير الخارجية اليمني
وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي
وعلى صعيد آخر، أكد وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، أمس الاثنين، استعداد الحكومة اليمنية للعمل من أجل الوصول "إلى حل سياسي واستكمال المفاوضات نحو دولة يمنية اتحادية في أي مكان وفي أي وقت وفق مراحل التوافق السياسي".
وقال في مؤتمر صحفي على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب في أبوظبي: "إن مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد سيغادر قريبًا إلى صنعاء في محاولة لإقناع الجماعات الانقلابية للجلوس إلى طاولة المفاوضات للمضي في بناء مراحل بناء الثقة".
وأكد المخلافي أن الوقت ليس في صالح الجماعة الانقلابية إذ إنهم ينحصرون وليس لديهم أي تصور للحوار. مشيرا إلى أن هذا ما ظهر خلال مفاوضات جنيف الثانية.
وأوضح أن الانقلابيين انتهكوا الحوار ومراحل بناء الثقة، فليس لديهم مبادئ للحوار السياسي. مضيفا أن جماعة علي عبدالله صالح ليس لديهم أي مستقبل وفق العقوبات، فيما يمكن للحوثيين الرجوع إلى حزب سياسي مع تسليم السلاح.
وأضاف أن الانقلابيين يعيشون في وهن؛ حيث إن علي عبدالله صالح رفضه الشعب في ثورة وعليه عقوبات دولية، ولا يمكنه الرجوع فيما يعد الحوثيون أقلية ولا يمكنهم الحكم بالقتل.
وأعرب المخلافي عن استعداد حكومته لتوفير المساعدات الغذائية والطبية لجميع مناطق اليمن مبينًا أن "الانقلابيين يستغلون حاجة الناس ويقومون ببيع هذه المساعدات في السوق السوداء".
المشهد اليمني
طرح وزير الخارجية اليمني، بالترحيب إقامة دولتين هل نهاية للصراع في اليمن، وهل سيؤدي الحل إلى انفصال اليمن لشمال وجنوب كما كانت عليه قبل الوحدة في مايو 1990؟

شارك