اتساع خلافات "صالح- الحوثي".. وتقدم لقوات الجيش اليمني في صنعاء
الأربعاء 27/يناير/2016 - 03:21 م
طباعة

تواصل الغارات العسكرية في اليمن على معاقل الحوثيين وصالح، وعاد رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح إلى عدن بعد غياب شهور، وسط اتساع هوية الخلافات بين الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وجماعة الحوثي، فيما يستعد الرئيس اليمني عبدربه منصور لجولة إقليمية.
الوضع الميداني

وعلى صعيد الوضع الميداني، كثف طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، غاراته الجوية على موقع عسكري خاضع لسيطرة الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح غرب العاصمة صنعاء.
وقال سكان محليون: "إن طيران التحالف العربي شن أربع غارات جوية على معسكر القوات الخاصة في "الصباحة" غرب صنعاء".
وأشار السكان إلى أن انفجارات عنيفة سُمعت داخل المعسكر نتيجة الغارات، فيما لا يزال الطيران يحلق في أجواء العاصمة.
كما شنت مقاتلات التحالف العربي ظهر اليوم الأربعاء سلسلة غارات جوية على مواقع الحوثيين بمديريتي عين وعسيلان غرب وشمال عسيلان .
وأفادت مصادر خاصة لـ "المشهد اليمني" أن الغارات استهدفت مواقع الحوثيين وقوات صالح بقرن عبيد، كما دمرت جسرًا استحدثه الحوثيون بعقبة المخدرة بعين ودمرته بالكامل يربط بين البيضاء ومديرية عين غرب شبوة .
وأضافت المصادر أن غارات أخرى استهدفت مواقع وتجمعات للحوثيين بمديرية عسيلان شمال محافظة شبوة.
ومع خسائر الحوثيين المرتفعة، دعت ميليشيات الحوثي عبر وسائل إعلامها الرسمية، اليمنيين لما أسمته بـ "الجهاد"، وذلك في أحدث دليل على إفلاس الجماعة ومعاناتها من نقص في مقاتليها.
وتحت عنوان عريض، نشرته صحيفة "صدى المسيرة" الناطقة باسم ميليشيات الحوثي يوم الاثنين الماضي، "حي على الجهاد" بعدما أوردته الجريدة من "فتاوٍ" لقيادات الحوثيين بذلك.
وكان زعيم ديني موال للحوثين، أطلق قبل أسبوعين "فتوى" تدعو بوجوب الجهاد في صفوف جماعته بعد إصداره حكم "التكفير" على الرئيس هادي ومناصريه، وذلك بحسب موقع يمن برس.
وأثارت هذه الفتاوى سخطاً بين السكان، كونها وصلت حد "التكفير" وستؤدي بطبيعة الحال لإراقة مزيد من الدماء.
كما صرح المتحدث باسم مقاومة صنعاء عبدالله الشندقي، أن الميليشيات الانقلابية تواجه انهيارًا كبيرًا في صفوفها، واستسلام العشرات من مسلحيها بشكل يومي والتحاقها بالسلطات الشرعية في محافظات عدن ومأرب والجوف، مع قرب عملية تطهير العاصمة صنعاء واستعادة مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن الجيش الوطني توغل أكثر من 30 كم داخل صنعاء.
وأكد أن تحرير صنعاء لن يكون مقتصرًا على جبهة واحدة بل من الجبهات الشمالية والجنوبية والغربية بالإضافة إلى الشرقية المتمثل بجبهات خولان والجوف نهم التي تجري فيها العمليات حاليًا، مشيرًا في تصريحات أن الجيش الوطني سيطر مؤخرًا على جبال آل عامر ووتران ومواقع في فرضة نهم.
وتقدمت قوات الجيش الوطني بإسناد من رجال المقاومة في شمال محافظة مأرب، وأصبحت على مشارف منطقة الصفراء في محافظة الجوف. وأشار مصدر في المقاومة إلى مقتل نحو 27 مسلحاً حوثياً ومن قوات صالح وأسر 40 آخرين من بينهم 25 جريحاً، خلال المعارك الدائرة بين الطرفين في مأرب.
فيما أعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية اليوم الأربعاء، استشهاد جندي من حرس الحدود بسبب مقذوفات من الجانب اليمني.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عنه القول إن إحدى نقاط المراقبة التابعة لحرس الحدود بقطاع الحرث بمنطقة جازان، تعرضت لمقذوفات عسكرية من داخل الأراضي اليمنية ما نتج عنه استشهاد الجندي.
خلافات صالح- الحوثي

وعلى صعيد الخلافات القائمة بين جماعة الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، أكمل الرئيس السابق علي صالح سحبه للبساط من تحت ميليشيات الحوثي بعد انتزاعه موافقة من الحوثيين بإلغاء الإعلان الدستوري، والذي يعد انقلابًا مكتمل الأركان على حليفه اللدود.
مراسل الجزيرة نت الزميل مأرب الورد قال على صفحته بـ"الفيسبوك": إن اتفاقًا بين المؤتمر والحوثي قضى بإلغاء ما يسمى "الإعلان الدستوري" وسحب مشرفيهم في الوزارات والمؤسسات، وتشكيل حكومة مشتركة مع الأحزاب الموالية لهم تم التوصل إليه الليلة. وبحسب مأرب الورد فإن الاتفاق من المتوقع أن يعلن عنه خلال 48 ساعة.
وفي حال صحت هذه الأخبار فهي تمثل انقلابًا ناعمًا لحزب المؤتمر الشعبي العام ضد جماعة الحوثي، وتجريدًا لجماعة الحوثي من سيطرتها على القرار ومؤسسات الدولة، وانتصارًا ساحقًا لحزب المؤتمر الشعبي العام ورئيسه المخلوع صالح ضد جماعة الحوثي بعد أن نشبت بينهم خلافات حادة خلال الأيام الماضية.
المشهد السياسي

وعلي صعيد المشهد السياسي، أكد مسئول في الرئاسة اليمنية أن الرئيس عبد ربه منصور هادي، سيغادر العاصمة المؤقتة للبلاد، خلال أيام، وذلك للقيام بزيارات خارجية مرتقبة، لعدد من دول المنطقة.
وقال المسئول الرئاسي، الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه: "إن عودة نائب هادي، ورئيس الحكومة خالد بحاح، إلى عدن، قبل يومين تأتي في سياق "تسلم إدارة المناطق المحررة، وقيادات الحرب ضد الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح"، خلال فترة غياب هادي".
وأوضح المسئول اليمني أن "السعودية التي تقود التحالف العربي، ستكون أولى محطات الرئيس هادي لزيارته الخارجية المرتقبة، لعدد من دول المنطقة".
وأكد أن هذه الجولة، هي الأولى من نوعها لهادي، منذ انطلاق العمليات العسكرية للتحالف العربي ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وقوات علي عبدالله صالح.
وترافق ذلك مع الإعلان عن عودة نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة خالد بحاح إلى مدينة عدن مع عدد من الوزراء، بشكل نهائي لممارسة مهامه.
المشهد الإقليمي

وعلى صعيد المشهد الإقليمي، أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني "أن دول مجلس التعاون الخليجي تعمل من أجل متابعة جهود إعادة الإعمار ومواصلة مسيرة التنمية في اليمن، وهي تخطط لعقد مؤتمر دولي للمانحين لإعادة إعمار اليمن في القريب العاجل".
وقال "الزياني": إن دول المجلس تسعى لاستئناف العملية السياسية في اليمن وعودة الأمن والسلم، وزيادة حجم المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني.
وجدد رفض مجلس التعاون الخليجي للتدخل الإيراني في شئون المنطقة، وقال: «إن دول مجلس التعاون تعمل على مختلف المستويات الإقليمية والدولية لكشف الممارسات غير المسئولة التي تقوم بها إيران، التي تسببت في الكثير من الفوضى وإثارة الفتن».
وأضاف في تصريح نقلت عنه صحيفة الاتحاد الإماراتية قوله: «إن دول مجلس التعاون تسعى لعودة الأمن والسلم إلى اليمن، واستئناف العملية السياسية لتحقيق تطلعات الشعب اليمني الشقيق».
وتابع: "ندعم جهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد لاستئناف المشاورات السياسية بين الأطراف المعنية، ونعمل على زيادة حجم مساعدات الإغاثة الإنسانية وإيصالها إلى الشعب اليمني في المحافظات كافة".
المشهد اليمني
اتساع هوية الخلافات بين الرئيس صالح وجماعة الحوثي، يسرع من وتيرة انتهاء الصراع في اليمن، مع توغل للجيش والمقاومة اليمنية في صنعاء، فهل يستطيع صالح إنهاء الحرب وإجبار الحوثيين على السلام؟