مجددًا.. "تركيا" تدخل "عش الدبابير" بتهديدات "داعش"
الأربعاء 27/يناير/2016 - 04:46 م
طباعة

في ظل العلاقات الغامضة التي تشوب تركيا وداعش، وبينما تُتهم أنقرة بدعم وتمويل تنظيم داعش الإرهابي، يشن الأخير هجماته على اسطنبول في الآونة الأخيرة بطريقة تثير الشكوك حول طبيعة العلاقات بين الطرفين؛ حيث هدد تنظيم داعش اليوم الأربعاء 27 يناير تركيا بدفع الثمن غالياً جراء دعمها لفصائل سورية معارضة في حربها ضد التنظيم المتشدد، متهماً جيشها بالكفر، ومبيحاً دم عناصره.

وتدعم تركيا فصائل سوريا لمواجهة التنظيم الإرهابي داعش، الذي بدأ بشن هجماته في اسطنبول في الفترة الأخيرة؛ حيث تقصف المدفعية والدبابات التركية، بين الحين والآخر، مواقع لتنظيم داعش داخل الأراضي السورية المتاخمة لولاية كِلس، جنوب تركيا، دعماً لفصائل سورية معارضة تدين بالولاء لأنقرة.
ويرى مراقبون أن العلاقة بين أنقرة وتنظيم داعش شابها الكثير من الغموض؛ حيث لا تزال محط اهتمام واسع، وبالأخص بعدما وجهت العديد من دول العالم اتهامات صريحة لتركيا، بتمويل ودعم داعش، وصرف النظر عن المسلحين الذي يعبرون حدودها للالتحاق بصفوف هذا التنظيم الخطير، الذي استطاع السيطرة على مساحات واسعة من أراضي سوريا والعراق.
وأعلن تنظيم داعش في بيان نشره في العدد الأخير من مجلته "القسطنطينية" الصادر باللغة التركية، أن الانضمام إلى جيوش الدول التي تُحكم بالأنظمة الطاغوتية مثل تركيا هو كفر، وأن دم أفراد الجيش والشرطة في مثل هذه البلاد حلال، ويجوز محاربتهم وقتلهم؛ لأنهم أهل كفر وعنف، وعند قتلهم يموتون على الكفر، وسيكون مصيرهم جهنم.
ورفضت الحكومة التركية الانضمام للتحالف الدولي الذي كان بدأ عملياته ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة في سبتمبر 2014، تحت حجج وذرائع مختلفة، وتبادلت أنقرة وكما تنقل بعض المصادر، الاتهامات مع الغرب بشأن المسئولية عن انضمام مئات الشباب القادم من الغرب لداعش في سوريا، فالغرب يتهم حكومة تركيا وأردوغان بغض الطرف عن عبورهم بسهولة إلى سوريا، وأنقرة تتهم الغرب بعدم التعاون الأمني معها.
وفيما أهملت تركيا ملاحقة التنظيم الإرهابي بحجة أنه لا يلحق الضرر بأمنها وسلامتها، وهو ما ساعد في تنامي خطر التنظيم في تركيا، التي استفاقت في وقت متأخر بعد التفجيرات الانتحارية التي قام بها عناصر داعش، وهو ما غير موقف تركيا إذ انضمت للتحالف الدولي وفتحت له قواعدها العسكرية، وهو ما عده البعض تحرك مدروس للقيام بهجمات ضد حزب العمال الكردستاني.
وشاركت تركيا في سبتمبر 2015، بأولى طلعاتها الجوية لضرب داعش بعد سماحها للطيران الأمريكي باستخدام قاعدة أنجرليك الحساسة جنوب البلاد، لطلعاته الجوية.
ودخلت تركيا الحرب ضد تنظيم داعش عقب تفجير سروج الدامي، جنوب البلاد، الذي راح ضحيته 32 ناشطاً كردياً يسارياً، وحمل بصمات التنظيم المتشدد.
وكان أعلن داعش يوم 2 سبتمبر 2015، إهدار دم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لمشاركته في التحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية لضرب معاقل التنظيم في سوريا والعراق، وأصدر التنظيم-حينها- فتوى نشرها على أحد المواقع الإلكترونية التابعة له؛ جاء فيها أن "أردوغان المرتد يستحق الموت، لدعمه التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة، وقيام الطائرات التابعة لهم بضرب مواقعنا".

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
وفي إحدى تقاريرها بعنوان " تفجيرات اسطنبول.. "داعش" ينقلب على أردوغان مجددًا"، أشارت بوابة الحركات الإسلامية، إلى أنه في ظل المواجهات التي تشهدها تركيا مع التنظيم الإرهابي "داعش"، على مدار الفترة الماضية، وقع انفجار قوي الثلاثاء 12 يناير 2016، في منطقة السلطان أحمد التاريخية في العاصمة التركية اسطنبول؛ مما أسفر عن سقوط 15 قتيلًا و15 مصابًا، وذكرت تقارير إعلامية محلية أن الهجوم ربما كان انتحاريًّا.
وتبنى التنظيم الإرهابي "داعش"، العملية التفجيرية في منطقة السلطان أحمد التاريخية في العاصمة التركية اسطنبول، وقد تصاعد العنف في جنوب شرق تركيا منذ انهيار اتفاق وقف لإطلاق النار دام لمدة عامين في يوليو بين تركيا وحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل منذ ثلاثة عقود من أجل حكم ذاتي للأكراد، ولكن حزب العمال الكردستاني تفادى بوجه عام مهاجمة أهداف مدنية في مراكز حضرية خارج جنوب شرق تركيا في السنوات الأخيرة.
وكان موقع "ساوث فرونت" البحثي، قال إنه في يوم 20 يناير الجاري، نفذت الطائرات الحربية الروسية 16 طلعة جوية ودمرت 57 هدفًا إرهابيًّا في سوريا فقط بمدينة اللاذقية ومحافظة دير الزور، ويرجع هذا العدد لسوء الأحوال الجوية، مضيفًا أن القوات الجوية الروسية دمرت معسكرًا ميدانيًّا لتنظيم داعش الإرهابي، في مدينة دير الزور، بالإضافة إلى صواريخ ومدفعيات ووقود وأسلحة أخرى كانت بحوزة الجماعة الإرهابية، وتم استهداف الإرهابيين بالمدفعية الصاروخية، واستهداف مخزن للنفط على مقربة من قرية بيجليا.

الموقع أوضح أن الجيش السوري بدعم من القوات الروسية، دمر مخيمًا للتدريب الميداني لداعش وثكنات قيادة المسلحين في محيط قرية ماريا في محافظة دير الزور، وضرب أهدافًا لداعش قرب جبل الأكراد أثناء فرارهم من اللاذقية.
ولفت الموقع إلى أنه مع الانتصارات الروسية، هناك مؤشرات متزايدة على أن تركيا تستعد لتدخل بري في سوريا لإنقاذ داعش، فيتطلع الأتراك لإقامة ما يسمى بالمنطقة العازلة في سوريا وتمتد على طول الحدود التركية السورية، فيما أكد الموقع أن الحكومة السورية أبلغت رسميا الأمم المتحدة بسبب التوغل التركي في أراضيها من قبل القوات التركية، وسط تقارير بأن جنود أتراك عبروا الحدود إلى بلدة جربلوس السورية، على الضفة الغربية لنهر الفرات.
ويؤكد الموقع أن أي عمل عسكري تركي داخل سوريا يهدد بتصعيد الصراع الداخلي وزيادة حدوث مواجهة بين روسيا وتركيا.
وكانت أظهرت إحصائية أن نحو عُشر الأتراك لا يعتبرون تنظيم داعش منظمة إرهابية، وأن أكثر من خمسة في المئة يوافقون على أعمالها.
وتتصاعد وتيرة الهجمات التحذيرية بين تركيا والتنظيم الإرهابي "داعش" الذي قرر باستهداف اسطنبول في المرحلة المقبلة، ومع الاتهامات المتوالية ضد تركيا بدعمها للتنظيم فإن الأخير يواصل شن هجماته على البلاد، وقد يؤدي إلى مزيد من التفجيرات والهجمات في الفترة المقبلة بأنقرة.