إيقاف مباحثات جنيف بشكل مفاجئ.. والمعارضة تعمِق الأزمة السورية
الأربعاء 03/فبراير/2016 - 10:12 م
طباعة


المعارضة المسلحة
في إطار عدم توافق أطياف المعارضة على المقترحات التي يقدمها المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا، والإصرار على إفشال محاولة إنعاش الأزمة السورية، أعلن اليوم تعليق مفاوضات السلام السورية في جنيف حتى 25 فبراير الحالية، والاشارة إلى "توقف مؤقت" لمحادثات السلام، التي لم تبدأ منذ وصول وفدي دمشق والمعارضة يومي الجمعة والسبت، إلا أنه سيدعو الدول الداعمة لمحادثات سوريا للاجتماع فورًا لحل القضايا العالقة.
ويرى محللون أن دي ميستورا حاول إقناع وفدي النظام والمعارضة باستئناف الاجتماعات في مقر الأمم المتحدة في جنيف اليوم، إلا أن جهوده اصطدمت بتباين مواقف طرفي النزاع السوري، إذ ترفض المعارضة الممثلة بالهيئة العليا للمفاوضات الدخول في مفاوضات غير مباشرة طالما لم تتوقف عمليات القصف ولم يتحسن الوضع الإنساني على الأرض.
وسبق القرار إجراء دي ميستورا في فندق "الرئيس فيلسون" بجنيف لقاء استغرق أكثر من ساعتين مع ممثلي "اللجنة العليا للمفاوضات" (أو "مجموعة الرياض") المدعومة من المملكة العربية السعودية، والتي تمثل جزءًا من المعارضة، إلى جانب ما يُعرف بـ"مجموعة لوزان".

المبعوث الدولي الخاص لسوريا
وكان دي ميستورا قد حذر في وقت سابق من فشل محادثات السلام في جنيف قائلا إنه كان سيعني قتل آمال الشعب السوري في إنهاء الحرب في البلاد.
وسبق الإعلام عن قرار دي ميستورا، وصول رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن "قائمة الرياض" رياض حجاب إلى جنيف للانضمام إلى المفاوضات السورية، فيما ذكر وفد الحكومة أنه لا يعرف موعد انتهاء المباحثات التحضيرية، ونقلت صفحة الهيئة العليا للمفاوضات على "فيسبوك" نبأ وصول حجاب الى العاصمة السويسرية حيث بدأ يلتقي شخصيات أخرى من المعارضة، وهو رئيس وزراء سابق لسوريا والذي انشق عن الحكومة وانضم إلى المعارضة.
بينما قال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في مفاوضات السلام "جنيف-3" يوم الأربعاء 3 فبراير إن مرحلة المفاوضات التحضيرية ستستغرق على الأرجح فترة أطول مما كان متوقعا، وأضاف " أنه يبدو أن المرحلة الأولى ستستغرق وقتًا أطول من المتوقع ولا يعلم الوفد الحكومي متى ستنتهي.
يأتي ذلك في الوقت الذى قالت فيه الأمم المتحدة إن الحملة العسكرية التي تشنها الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها حول مدينة حلب دفعت مئات الأسر في بلدتين مجاورتين للنزوح وأدت إلى مقتل ثلاثة من عاملي الإغاثة الانسانية.

بشار الجعفري
وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة "تلقت الأمم المتحدة تقارير عن نزوح مئات الأسر في بلدات بيانون وحريتان وعندان وحيان وريتان في الشمال الشرقي وعن تواتر غير مسبوق للضربات الجوية في اليومين الأخيرين."
على الجانب الآخر أعلن مصدر دبلوماسي غربي أن خروج "جيش الإسلام" المحتمل من المفاوضات السورية قد يؤدي الى إدراجه على قائمة المنظمات الإسلامية، ونقلت تقارير اعلامية أن كان خروج "جيش الإسلام" المحتمل من المفاوضات سيؤثر على اعتباره منظمة إرهابية وإدراجه على قائمة الإرهابيين، إنه "في حال انسحب "جيش الإسلام" من العملية التفاوضية، سيكون ذلك لصالح من يعتبره إرهابيا"، مع العلم أن روسيا تعتبره إرهابيًا.
كانت روسيا قد أوضحت بخصوص حضور ممثلين عن "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" في جنيف تمسكها باعتبار هذين التنظيمين إرهابيين، نافية وجود أي اتفاق دولي بشأن حضور ممثليهما في محادثات جنيف، وأكدت أن مشاركتهما تحمل صفة شخصية ضمن تشكيل وفد عن المعارضة السورية.

رياض حجاب
وعلى صعيد العمليات العسكرية، قال متابعون إن الجيش السوري يشن عملية مباغتة في بلدة عتمان في ريف درعا ويحقق تقدما على أكثر من محور، وأحرز الجيش السوري يحرز تقدما باتجاه بلدة عتمان شمال درعا، ويسيطر حاليا على 25 كتلة سكنية بينها الجامع الأسود في الجهة الجنوبية من البلدة .
وكان الجيش السوري قد تمكن أمس من صد هجوم عنيف لجبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها في ريف حماة الشمالي استهدف نقاط تمركزه في كل من البويضة والمصاصنة والزلاقيات،
في غضون ذلك لقي 11 شخصًا مصرعه وأصيب العشرات، أغلبيتهم من النساء والأطفال، نتيجة قصف صاروخي على أحياء سكنية في مدينة درعا.
مع الاشارة إلى إرهابيين تكفيريين استهدفوا عددا من أحياء مدينة درعا بالقذائف الصاروخية تسببت بارتقاء 11 شهيدًا وإصابة 20 شخصًا بجروح، بينهم 3 أطفال، ووقوع أضرار مادية في منازل المواطنين وممتلكاتهم".
ونقلت تقارير اعلامية انتشار إرهابيين من "جبهة النصرة" وما يسمى "لواء فلوجة حوران" وغيرهما من التنظيمات الإرهابية في عدد من أحياء المدينة وبلدات النعيمة واليادودة وعتمان يستهدفون الأحياء السكنية الأخرى في مدينة درعا بالقذائف الصاروخية.