بعد مقتل جلال بلعيدي.. تساؤلات حول مستقبل داعش في اليمن
الخميس 04/فبراير/2016 - 02:24 م
طباعة
تلقى تنظيم الدول الإسلامية "داعش" في اليمن ضربة قوية مع مقتل القيادي ومؤسس التنظيم باليمن جلال بلعيدي المرقشي، بطائرة بدون طيار في مدينة شبوة جنوب اليمن.
تنظيم "داعش"
مقتل جلال بلعيدي، يمثل ضربة قوية لوجود تنظيم "داعش" في اليمن، والذي يخوض منافسة شرسة مع تنظيم القاعدة في معركة النفوذ والتمدد.
وتم تدشين فرع لتنظيم "داعش" في اليمن خلال شهر مارس 2015، بعد مبايعة مجموعة من عناصر القاعدة بقيادة جلال بلعيدي قائد تنظيم داعش بالعراق أبو بكر البغدادي.
وفي 20 مارس من الماضي أعلن تنظيم داعش مسئوليته عن أول عملية كبرى في ما أسماها بـ"ولاية صنعاء"، والتي تضمّنت أربع هجمات انتحارية في مسجدين للحوثيين الشيعة في العاصمة؛ ما أسفر عن مقتل 142 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 351 في أعنف هجوم إرهابي في تاريخ اليمن. وأسس جلال بلعيدي، معسكراً لتدريب عناصر تنظيم "داعش" في منطقة "قف الكثيري" بصحراء حضرموت المحاذية للحدود مع المملكة العربية السعودية.
وشهد وجود التنظيم العشرات من شباب اليمنيين بالإضافة إلى جنسيات مختلفة؛ حيث يسعى "داعش" إلى استمالة المتشددين المحليين في اليمن، معتمدًا على إمكانياتها المالية التي تسمح لها بتمويل العمليات، بعكس القاعدة.
بلعيدي الذي أكد ولاءه لداعش أقدم في 8 أغسطس العام الماضي على ذبح ثلاثة جنود، وإعدام عشرة آخرين على الطريقة التي تنتهجها داعش في العراق وسوريا.
ويعتبر القيادي جلال بلعيدي أحد أبرز القيادات السابقة في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتحدثت مصادر في وقت سابق أنه وبسبب حالة الانقسام في تنظيم "أنصار الشريعة" الموالي لـ"القاعدة في جزيرة العرب"، ظهر جناح مسلح جديد لـ"القاعدة" يحمل اسم "داعش" بقيادة القيادي الميداني الصريع جلال بلعيدي.
الصراع مع القاعدة
ومع تأسيس "داعش" في اليمن، شهدت اليمن صراع بين القاعدة وتنظيم "داعش" في معركة نفوذ وتمدد.
وكشفت تقارير مخابراتية أن تنظيم "داعش" ينتشر في ثلاث محافظات بجنوب ووسط اليمن، وقد بدأت المنافسة تشتد بينه وبين الفرع المحلي لتنظيم القاعدة، المعروف باسم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب".
وتشير هذه التقارير إلى وقوع مواجهات بين "داعش" وبين "أنصار الشريعة"، وهو المسمى المحلي لتنظيم القاعدة، في أكثر من مرة في معركة نفوذ علي اليمن، وكان أشهرها تلك التي وقعت في وادي "سر" أسفر عن قتلى وجرحى بين الطرفين.
فاختراق "داعش" مناطقَ انتشار "القاعدة" في اليمن، دفع الأخير إلى المسارعة بإعلان نفي علاقته بالعمليات التي نفذها خصمه. فحضرموت التي تقع بمحاذاة الحدود السعودية، وتعد ثالث أكبر محافظات البلاد، تعتبر عملياً المعقل الرئيس لـ "القاعدة" في اليمن، إذ سيطر على عاصمتها، مدينة المكلا، مطلع أبريل العام الماضي، بالتزامن مع انطلاق عملية "عاصفة الحزم".
ويرى مسئولون أمريكيون أن داعش يحاول بالفعل تجنيد عناصر في اليمن، ولكن القاعدة تبقى القوة المهيمنة في صفوف الجهاديين بذلك البلد.
مستقبل "داعش"
مقتل بلعيدي لن يوقف طموح قادة "داعش" في تأسيس فرع لهم باليمن، وذلك لاستراتيجية التنظيم القائمة على التوسع والتمدد في البلاد ذات الثروات النفطية والطبيعية لتكون مصدرًا لتمويل عملياتهم وتوسعاتهم، ولكن هذه الضربة ستؤخر عملية بناء فرع قوي للتنظيم في اليمن، ولكن لن تنهي وجود "داعش".