في مؤتمر المانحين: تواصل الجهود الأممية لدعم الأزمة السورية.. وتوتر روسي تركى مستمر
الخميس 04/فبراير/2016 - 06:45 م
طباعة


تتواصل الجهود الدولية لتوفير مزيد من الدعم للأزمة السورية، سواء كان دعمًا ماليًا أو لوجستيا أو انسانيا، إلى جانب المحاولات السياسية التي تجريها الأمم المتحدة في هذا الشأن، وهو ما برز من خلال تعهدات الدول المانحة بتقديم مليارات الدولارات للسوريين في مؤتمر عقده رؤساء ومسؤولو 70 دولة ومؤسسة دولية في لندن، لبحث الازمة الانسانية في سوريا.
وناقش المشاركون في المؤتمر مسألة تخصيص مساعدة مالية لتقديم مساعدات إنسانية في سوريا، حيث شارك كل من المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف ورئيس وزراء النرويج إرنا سولبيرج والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورؤساء وزراء الدول الأوروبية والشرق الأوسط، بالإضافة الى ممثلي المنظمات الدولية والبنوك والشركات وصناديق التمويل.
من جانبه أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن الاتحاد الأوروبي سيقدم خلال العام الحالي 3 مليار يورو كمساعدات للسوريين.

على الجانب الآخر أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن ألمانيا ستخصص في السنوات الثلاث القادمة لمختلف المنظمات الإنسانية الدولية 2.3 مليار يورو ستذهب الى احتياجات اللاجئين السوريين والأشخاص المتضررين جراء الحرب الأهلية، والإشارة إلى أهمية البرامج الإنسانية وخصوصًا برنامج الغذاء العالمي، وتقديم كل ما يمكن تقديمه للناس الذين يعيشون مثل هذه المعاناة".
أشارت ميركل إلى ضرورة أن تتحمل كل الأطراف مسؤولية التوصل الى هدنة في سوريا، وبالدرجة الأولى حكومة الرئيس بشار الأسد.
من جانبه أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري أن واشنطن تتعهد بنحو 600 مليون دولار كمعونات إنسانية إضافية لسوريا علاوة على 290 مليون دولار كمعونات لدول الجوار والتأكيد على أن الولايات المتحدة قدمت حتى اليوم أكثر من 4،5 مليار دولار مساعدات للاجئين السوريين والنازحين في سوريا".
بينما أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن تكثيف الضربات الجوية المفاجئة في سوريا هي التي علقت المحادثات السورية في جنيف، مشيرا إلى انه من المثير للقلق البالغ أن الخطوات الأولية في إطار المحادثات علقت لاستمرار غياب وصول المساعدات الإنسانية وتصعيد الضربات الجوية المفاجئ والنشاط العسكري في سوريا".
وبعد توقف المباحثات الأممية في الأزمة السورية، وخاصة اللقاءات التي يجريها المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي مستورا قال الأمين العام للأمم المتحدة " توقف المحادثات المؤقت يعكس عمق الاختلافات بين الأطراف."

وهو ما دعا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى القاء اللوم على وقف محادثات جنيف بسبب رفض الحكومة السورية التعاون مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، مؤكدا أن "وفد النظام السوري لم يُظهر جدية في محادثات السلام".
وتماشيا مع دعوته لإنقاذ الأردن من تدفق مزيد من اللاجئين بشكل يفوق تحمل المملكة الهامشية، أكد الملك الأردني عبدالله الثاني أن المملكة ستستمر بمساعدة اللاجئين السوريين ولكن ليس على حساب مواطنيها. وأضاف "لا نستطيع أن نكون مُعاقبين لقاء فعلنا أمورا صحيحة".
أوضح العاهل الأردني أن بلاده تبذل كل ما في وسعها لمساعدة اللاجئين في التكيف بسرعة، لكنه نوه في نفس الوقت الى أن الأردن التي تعتبر إحدى الدول الثلاثة التي تستقبل أكبر عدد من اللاجئين تحتاج إلى دعم المجتمع الدولي.
بينما حذر وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري من أن استمرار الصراع في سوريا سيفاقم أزمة اللاجئين السوريين، فيما أشار إلى أن العراق يحتضن أكثر من ربع مليون سوري لاجئ، موضحا أن استمرار الصراع في سوريا يولد المزيد من قتل الأبرياء ويزيد من معاناة اللاجئين، والتأكيد على أن الحل السياسي هو الأمثل والأنسب لإنهاء الأزمة السورية".
نوه أن العراق يحتضن اليوم أكثر من 250 الف لاجئ سوري"، وتم تقديم لهؤلاء النازحين المعونة الإنسانية وتبرع بملايين الدولارات لهم خلال المؤتمرات الدولية".
يذكر أن وكالات تابعة للأمم المتحدة وجهت نداء لجمع 7.73 مليار دولار للتغلب على الكارثة الإنسانية السورية هذا العام، إضافة الى 1.2 مليار دولار أخرى لتمويل خطط وطنية لاستيعاب اللاجئين في الدول المحاذية لسوريا.
وعلى صعيد آخر اتفق وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع نظيره الأمريكي جون كيري على بذل الجهود المطلوبة من أجل تقليص مدة تعليق المفاوضات السورية في جنيف.

وأكدت الخارجية الروسية اليوم أن الجانب الروسي أعرب خلال المكالمة الهاتفية التي جرت بطلب من واشنطن، عن قلقه بشأن طرح بعض ممثلي المعارضة السورية شروطا مسبقة غير مقبولة لإطلاق عملية مفاوضات مستديمة مع الحكومة السورية، ودعا الولايات المتحدة وحلفائها إلى الالتزام بكافة بنود قرار مجلس الأمن رقم 2254.
وتمت الإشارة إلى أن لافروف وكيري أكدا ضرورة قيام الحكومة والمعارضة في سوريا بخطوات عاجلة من أجل تأمين إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة من قبل القوات السورية، وكذلك من قبل وحدات المعارضة السورية، وذلك تحت إشراف الأمم المتحدة، واتفق الوزيران على تنسيق الخطوات المحتملة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المذكورة جوا باستخدام طائرات شحن عسكرية.
وشدد الجانبين أكدا الاتفاق على عقد اجتماع وزاري لمجموعة دعم سوريا في ميونيخ في 11 فبراير.
من ناحية آخري وفى إطار التوتر الروسي التركى، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن التطورات على الحدود السورية-التركية تدل على استعدادات تركيا للتدخل عسكريا في سوريا، وقال اللواء إيجور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية "لدينا معلومات موثوقة تدفعنا إلى الاشتباه بأن تركيا تجري استعدادات مكثفة للتدخل عسكريا في الجمهورية العربية السورية، ونلاحظ يوما بعد يوم مزيدا من الدلائل التي تشير إلى تحضير القوات المسلحة التركية لإجراء عمليات نشطة في أراضي سوريا".
أعاد كوناشينكوف إلى الأذهان أنه سبق لوزارة الدفاع أن نشرت أشرطة فيديو تظهر قصف مناطق سورية مأهولة في ريف اللاذقية الشمالي من قبل مدافع تركية ذاتية الحركة، معربا عن استغرابه من صمت ممثلي البنتاغون وحلف الناتو وما يسمى المنظمات الحقوقية المعنية بوضع حقوق الإنسان في سوريا، بعد نشر تلك المواد المصورة، على الرغم من أن موسكو دعتهم إلى الرد على مثل هذه الانتهاكات.
وتمت الإشارة إلى أن وزارة الدفاع الروسية سبق وأن كشفت كافة العمليات الاستطلاعية في منطقة الشرق الأوسط، وأضاف بقوله "لذلك إذا كان البعض في أنقرة يعتقدون أن القرار التركي بمنع مراقبين روس من تنفيذ طلعة مراقبة فوق أراضيها سيساعدهم في إخفاء شيء ما، فإنه تصرف غير مهني على الإطلاق".