مناخ الكراهية يسيطر على أزمة "اللاجئين".. ومأزق حكومة ميركل

الأحد 07/فبراير/2016 - 12:14 ص
طباعة مناخ الكراهية يسيطر
 
يتصاعد الجدل الأوروبي حول موقف اللاجئين وكيفية التعامل معهم في ضوء تنامي المشاعر العدائية تجاه اللاجئين، وظهور تصريحات تحض على العنف ضدهم، في الوقت الذي تواصل فيه المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الدفاع عن اللاجئين.
 من جانبها أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن اعتقادها بأن الإبقاء على الحدود داخل أوروبا مفتوحة ضروري لتحسين حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وذلك في ظل أزمة اللاجئين.

مناخ الكراهية يسيطر
وفي كلمتها الأسبوعية المتلفزة عبر الإنترنت، قالت ميركل اليوم إنه بخلاف ذلك "سيصبح مجال الحركة الحرة في السوق الداخلية والذي يعد أساسا لرفاهيتنا، في خطر"، وفي إشارة إلى وصول عشرات الآلاف من اللاجئين من تركيا عبر بحر إيجة إلى اليونان العضو في الاتحاد الأوروبي، قالت ميركل إن "حماية الحدود الخارجية للتكتل هناك عند حدودنا المائية لا تسير في الوقت الراهن بشكل جيد". وأضافت ميركل: "ولذلك سأعمل من أجل التوصل إلى حل مشترك مع تركيا".
ومن المنتظر أن تلتقي ميركل كلا من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في العاصمة التركية أنقرة بعد غد الاثنين، ويعتقد الكثير من الأوروبيين أن ما تفعله تركيا حتى الآن غير كاف لوقف رحلات اللاجئين من سوريا ودول أخرى من ساحلها صوب اليونان.
في الوقت نفسه، أكدت ميركل أن على أوروبا أن تعلن استعدادها لاستقبال اللاجئين القادمين إليها بصورة مشروعة في حال وقف الحركة غير المشروعة لتهريب الأشخاص، "فأوروبا لا تستطيع أن تنفض يديها بصورة تامة من هذه الأزمة"، تقول المستشارة. 
شددت ميركل على أنه من المهم أن تحصل تركيا على دعم لإيواء وتعليم اللاجئين من خلال خطة العمل بين تركيا والاتحاد الأوروبي التي تتضمن مساعدات لأنقرة بقيمة ثلاثة مليار يورو. 

مناخ الكراهية يسيطر
من ناحية آخري طالب شتانيسلاف تيليش رئيس حكومة سكسونيا شرقي ألمانيا بتشديد التعامل مع حركة بيجيدا المعادية للإسلام، يأتي ذلك قبل التظاهرات التي تعتزم الحركة واتحادات أخرى معادية للإسلام تنظيمها في عدد من المدن الأوروبية من بينها دريسدن عاصمة ولاية سكسونيا والعاصمة التشيكية براغ والبولندية وارسو والهولندية أمستردام.
وقال تيليش المنتمي إلى حزب المستشارة  ميركل، المسيحي الديمقراطي، إن "خطباء حركة بيجيدا لم يعودوا يراعون شيئا خلال أحاديثهم في الوقت الراهن، فصاروا يدعون صراحة للعنف ضد الأجانب، ومن ثم فالحاجة تتزايد في الوقت الراهن لتدخل الادعاء العام بعدما لم تعد حركة بيجيدا قادرة على تلطيف حديثها"، مطالبا أيضا بالتفريق بين "منظمي فعاليات بيجيدا وبين هؤلاء المشاركين في هذه الفعاليات بسبب سخط متعدد الأوجه"، مشيرًا إلى أن التحدي يتمثل في إعادة هؤلاء الأنصار إلى الحوار.
وفى سياق آخر كشفت نتائج استطلاع للرأي أجري في ألمانيا أن 29% من الألمان يرون أن منع اللاجئين العزل من اجتياز الحدود بقوة السلاح عمل مبرر. وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد (يوجوف) لقياس الرأي، وأن 57% من الألمان لا يرون هذا العمل مبررا فيما لم يبد 14% ممن شملهم الاستطلاع رأيًا محددًا.

مناخ الكراهية يسيطر
ويأتي هذا التطور على خلفية التصريحات المثيرة للجدل لفراوكه بيتري زعيمة حزب البديل من أجل ألمان  (AfD)، المناوئ للهجرة واليورو، والتي قالت فيها إن على أفراد الشرطة أن يمنعوا اجتياز اللاجئين للحدود بصورة غير مشروعة "حتى بقوة السلاح إذا لزم الأمر" وذلك قبل أن تتراجع بعض الشيء عن هذه التصريحات في وقت لاحق.
وطالب زيجمار غابريل نائب المستشارة انجيلا ميركل وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بوضع الحزب اليميني الشعبوي تحت رقابة هيئة حماية الدستور الاستخبارات الداخلية، وكانت استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت تنامي شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا مستفيدا من أزمة اللاجئين، حيث جاء الحزب في هذه الاستطلاعات كثالث أقوى الأحزاب شعبية في البلاد بعد تحالف المستشارة ميركل المسيحي والحزب الاشتراكي ومتقدما على حزبي اليسار والخضر المعارضين.
على الجانب الاخر قالت الحكومة الألمانية إن نحو سبعة آلاف جندي ألماني منخرطون في مساعدة اللاجئين داخل ألمانيا، وأضافت الحكومة، في رد على استفسار من قبل حزب اليسار أن 540 جندياً من هؤلاء يقومون بدعم المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين، بينما يقوم 550 آخرون بتسجيل بيانات اللاجئين الوافدين.
وبحسب المعلومات التي صرحت بها الحكومة، فإن الجيش الألماني قام بتوفير 1500 سرير و2500 سرير مرضي و141 خيمة و4500 غطاء، بالإضافة إلى 14 جهاز تصوير أشعة وعشرة وحدات تأثيث لعيادات طبية و80 حافلة وثلاث سيارات خاصة مجهزة بأجهزة استحمام متنقلة.
وبلغت نفقات الجيش الألماني بين شهري يوليو وأكتوبر الماضيين فقط في مجال مساعدة اللاجئين نحو 70 مليون يورو، بحسب المعلومات التي صرحت بها الحكومة. 

شارك