هاني فحص.. القيادي الشيعي المناهض لحزب الله!!
الخميس 18/سبتمبر/2014 - 06:18 م
طباعة
توفي اليوم الخميس (18 سبتمبر 2014)، رجل الشيعة اللبناني هاني فحص، عن عمر يناهز 68 عاما، بعد صراع طويل مع مرض بالرئة.
كان فحص، أديبا وكاتبا ومؤلفا وناشطا في المجتمع المدني..
اهتم فى مؤلفاته بتناول موقف الإسلام من بعض القضايا المعاصرة، كالهوية الثقافية والموقف من الفنون وغيرها.
نشأته وتعليمه
ولد فحص، عام 1946 في بلدة جبشيت "النبطية" بلبنان، وتلقى الدراسة الابتدائية في القرية والمتوسطة في مدينة النبطية، تابع دراسته الثانوية ونال شهادة الدروس الثانوية الموحدة السورية كطالب حر، بعدها هاجر إلى النجف العراق عام 1963 ودرس في حوزتها الدينية، ونال إجازة بكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية الفقه في النجف.
عاد من النجف عام 1972 ليستقر في بلدته جبشيت، وهو متزوج من السيدة "نادية علّو"، وله خمسة أبناء ذكور وابنتان.
انضمامه لحركة فتح الفلسطنية:
انضم فحص، إلى حركة فتح الفلسطينية أثناء وجودها في لبنان، وهو عضو في المؤتمر الدائم للحوار اللبناني، كذلك فهو عضو في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، كما شارك في تأسيس وتفعيل منتدى أدباء جبل عامل مع عدد من الأدباء والشعراء الجنوبي.
ترشح للانتخابات النيابية الفرعية عام 1974 متحالفا مع الزعيم الدرزي كمال جنبلاط، ولكن سرعان ما انسحب من المعركة؛ بسبب اعتراض موسى الصدر آنذاك.
دوره في الثورة الإيرانية
في عام 1978 عمل فحص، مع اندلاع الثورة الإيرانية، على تكريس التواصل بين رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات وعلي الخميني، وقد زار الخميني في منفاه الباريسي، ورافق عرفات على نفس الطائرة التي زارت إيران بعد أيام من انتصار الثورة الإيرانية ضد الشاه.
في عام 1982 سافر إلى إيران مع عائلته وأقام فيها حتى عام 1985، عمل خلالها مستشاراً في مكتب إعلام الحوزة في قم، ومشرفاً على مجلة الفجر كما أقام علاقات مع بعض المراجع فيها مثل الشيخ منتظري وغيرهم.
عاد الراحل من إيران عام 1985 ليخوض عام 1992 الانتخابات النيابية في لبنان دون أن يحالفه الحظ فيها، بعد تلك الانتخابات تفرّغ فحص للحوار والكتابة والعمل الفكري والثقافي، فأسس مع النائب السابق سمير فرنجية المؤتمر الدائم للحوار اللبناني، كما كان عضوا في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، واستقال منه بعد المؤتمر الأول، وهو عضو مجلس إدارة و عضو مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات الخيرية الثقافية.
علاقته بالمعارضة السورية
مواقفه من حزب الله جعلته مرفوضا من شريحة شيعية واسعة مؤيدة لحزب الله، إلى درجة أن صحفيين وكتابا مؤيدين لحزب الله كانوا يصنفونه تارة بين "شيعة الوهابية" وطورا بـ "شيعة السفارة"، نسبة إلى السفارة الأمريكية.
كان معارضًا شديدا لمشاركة حزب الله بالقتال في سوريا مع نظام بشار الأسد، معتبرا أن هذه المشاركة ستؤثر سلبا على الشيعة في المنطقة، حيث قام بإصدار بياناً بمشاركة محمد حسن الأمين عام ، 2012 جاء فيه "من دون تفريق بين ظالم وظالم، ومستبد ومستبد، وشعب وشعب.. ندعو أهلنا إلى الانسجام مع أنفسهم في تأييد الانتفاضات العربية والاطمئنان إليها والخوف العقلاني الأخوي عليها.. وخاصة الانتفاضة السورية المحقة والمنتصرة بإذن الله والمطالبة بالاستمرار وعدم الالتفات إلى الدعوات المشبوهة بالتنازل؛ من أجل تسوية جائرة في حق الشعب السوري ومناضليه وشهدائه مع ما يجب ويلزم ويحسن ويليق بنا، وبالشعب السوري الشاهد الشهيد من الغضب والحزن والوجع والدعم والرجاء والدعاء، أن يتوقف هذا الفتك الذريع بالوطن السوري والمواطن السوري.. وبنا في المحصلة قطعاً.. لأن من أهم ضمانات سلام مستقبلنا في لبنان أن تكون سوريا مستقرة وحرة تحكمها دولة ديمقراطية تعددية وجامعة وعصرية."
وفي أغسطس الماضي وقبل أن يُنقل إلى المستشفى كتب رسالة طويلة إلى "حزب الله" ذكر فيها كل مخاوفه وهواجسه.
وجاء في الرسالة التي نشرتها صحيفة "الراي" الكويتية: "... نحن، فلو أردنا بكم شرًّا، لبقينا أقرب إليكم أو دخلنا مداخلكم وعملنا لأنفسنا أو للشيطان تحت عباءاتكم، ولكن المسافة الموضوعية، القابلة دائماً للتطويل والتقصير، هي الدليل على أننا لا ننوي بكم شراً. وكيف نكون من أهل النية في الشر، ونحن نجاهر برأينا فيكم، في السلب والإيجاب، ونتراجع عن ظلمنا لكم علنا إن ظلمناكم، من دون إصرار على المعاملة بالمثل؛ لأننا...".
وتابع فحص في رسالته: "ليس بالضرورة أن يكون كل أعدائكم أعداءنا... وقد يصبح أعداؤكم أصدقاءكم وأصدقاءنا أيضا، وأصدقاؤنا الجدد أو القدامى أصدقاءكم كذلك.
رأيه في الأزمة السورية
أشار فحص، إلى أن يستمر الصراع أو التنافس أو التسابق، سلميا بين النظام السوري وقوى الاعتراض السلمية من دون أن تتحول سوريا إلى حالة مرضية.
وقال: هكذا ذهبتم من مقام الشعوب إلى مقام الأنظمة، ومن مشروع التحرير الذي إن لم يمر بالقدس فلن يمر، إلى عرسال الورد والمليحة والشيخ مسكين ونواعير حمص .. لتقفوا حيارى أمام صواريخ حماس، التي كان إنشاء مديحكم القديم لها قاصراً عن تبرير الإنشائيات المدببة واليومية في شتيمتها وتخوينها، عقوبة على ارتكابها الفضيلة الممانعة في دعم النظام السوري ضد شعبه.
وأضاف : "إنهم الفريق الآخر ينتظرون عودتكم إلى لبنان، إلى جبل عامل الموصول بالجليل ذاكرة وأشواقاً إلى الحرية، للمشاركة في بناء دولة الجميع، التي إن لم تصبّ المقاومة في مستوعباتها وخزاناتها وأنبارها وإهراءاتها، فسوف تذهب مياهها ودماؤها هدراً، أو بأرباح أقلّ كماً ونوعاً من الفعل المقاوم.
مأذون المثقفين والعلمانيين
يقول معارف فحص من المثقفين، إنه لبناني يساري، وكان أخًا لياسر عرفات في "حركة فتح"، وصديق كمال جنبلاط ومحسن إبراهيم وجورج حاوي في "الحركة الوطنية اللبنانية"، ورفيق الخميني في زمن الثورة لا في زمن السلطة، والمنحاز فيما بعد إلى "الفكرة اللبنانية" الليبرالية والديمقراطية، ثم هو صديقنا.
ويعتبر فحص، هو مأذون للمثقفين والعلمانيين، حيث يقول أصدقاؤه: نحن العلمانيين الذين لا يطيقهم رجال الدين، ولكن فحص هو مدبّر شئون زيجاتنا وطلاقاتنا وحتّى جنازاتنا، نحن الذين نعيش بعيداً عن طوائفنا، وكلّ شاب وفتاة منّا يقعان في الحب، نأخذهما إلى فحص ليتزوّجا، إذ نعرف أنّه لن يهتم إلا لقرارهما الحر، سيتواطأ معنا على المهر الوهمي، المقدّم والمؤخّر، وعلى عدم وجود أهل وأوصياء ما دام الحبيبان في سنّ الرشد.
مؤلفاته
له ما يقرب من الثلاثة عشر كتاباً مطبوعاً، منها:
"ماضي لا يمضي"، "ذكريات ومكونات عراقية"، "الإمامان الصدر وشمس الدين ذاكرة لغدنا"، "خطاب القلب"، "تفاصيل القلب"، "أوراق من دفتر الولد العاملي"، "مشروعات أسئلة"، "في الوحدة والتجزئة"، "ملاحظات في المنهج"، "المسرح"، "كتابات"، "الحوار في فضاء التوحيد والوحدة"، "الشيعة والدولة في لبنان" و"الهوية الثقافية".
الكتب غير المطبوعة
أما الكتب والمؤلفات الغير مطبوعة: "مرايا"، "ذاكرة الأمكنة"، "المعرفة والاختلاف"، "لبنانيات سياسية"، "في الوحدة مقاربات نقدية"، "الشيعة في لبنان" و"دروس من الحوار".