قصف عنيف على مواقع الحوثيين.. والقبض على خبراء إيرانيين
الثلاثاء 09/فبراير/2016 - 04:58 م
طباعة

مع وصول المعارك إلى مشارف العاصمة اليمنية، نشطت الدبلوماسية الدولية مجددًا في مسعى لاستئناف مباحثات السلام، والتوصل إلى اتفاق على إنهاء الحرب.
الوضع الميداني

وعلى صعيد الوضع الميداني، يستمر القصف على مواقع تمركز الميليشيات في مناطق متفرقة في اليمن، براً وبحراً وجواً، آخرها كان في الضالع؛ حيث قصفت المقاومة الشعبية بالمدفعيات الثقيلة رتلاً عسكرياً محملاً بتعزيزات كان في طريقه إلى جبل كنة في مريس شمال المحافظة، لتسفر العملية عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات وتدمير ما كان بحوزتهم من سلاح.
من جهتها، شهدت محافظة الحديدة سيناريو مماثلاً، مع فارق في مصدر القصف، حيث أطلقت الصواريخ والقاذفات من بوارج بحرية حربية تابعة لقوات التحالف استهدفت خلاله زوارق تهريب أسلحة تابعة للميليشيات كانت راسية في ميناء الحديدة.
أما جواً فقد استهدفت طائرات التحالف في محافظة صعدة موكب سيارات يقل عناصر من ميليشيات الحوثي أدى إلى مقتل 11 منهم.
وأعلنت مصادر عسكرية في مأرب شرق صنعاء، اليوم الثلاثاء، تمكن الجيش الوطني من تحرير أحد أهم المعسكرات التي سقطت في يد الانقلابيين قبل نحو عام.
وقالت المصادر لموقع 24 الإماراتي: إن "الجيش الوطني تمكن من استعادة معسكر الخجر في محافظة الجوف شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء"، مشيرة إلى أن التقدم الذي أحرزه الجيش في الجوف يؤكد أن هذا المعسكر كان يعد من أبرز معسكرات القوات الموالية للحوثيين وقوات المخلوع صالح، وباستعادته تكون القوات الوطنية قطعت شوطاً كبيراً في معركة تحرير الجوف.
وتكمن أهمية المعسكر في تحكمه بعدة طرق رئيسية في مديرية خب والشعف، التي تشكل ثلثي مساحة محافظة الجوف المحاذية للحدود السعودية.
وعن حصيلة مكاسب الساعات الماضية فقد أعلن الجيش الوطني عن إنجاز جديد على جبهة تعز تمثل في استعادة السيطرة على عدد من المواقع في مديرية المسراخ ومثله في الجوف؛ حيث أعلن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية عن سيطرتهما على معسكر الخنجر الاستراتيجي في مديرية خب والشعف.
سيطرت قوات الجيش الوطني مسنودة برجال المقاومة الشعبية اليوم الثلاثاء على أعلى قمة في مديرية نهم شمال شرق العاصمة صنعاء.
وأفادت مصادر ميدانية في المقاومة "أن رجال الجيش والمقاومة تمكنوا من الوصول إلى أعلى قمة في فرضة نهم أو ما يسمى بجبل "المحولات"؛ حيث تتواجد فيه عدد من أبراج الاتصالات؛ كونها منطقة مرتفعة.
وبهذا تكون قوات الجيش والمقاومة قد حققت خطوة كبيرة نحو تطهير بقية مديرية نهم وقطع خطوط إمداد الحوثيين نحو المناطق المجاورة التي تشهد اشتباكات عنيفة منذ أسبوع.
كما أكد قائد الكتيبة الخاصة التي تم إرسالها إلى جبهة نهم، بهدف تعزيز المقاومة والجيش، العقيد عبدالرحمن الصبري، أنه تم إلقاء القبض على عدد من الخبراء الإيرانيين وهم يعملون في مجالات التفجير وغيره، كما تم اكتشاف اتصالات باللغة الفارسية في جبهات القتال، وهي عناصر تعمل بالإيجار، بحسب ما أفادت صحيفة "المدينة" السعودية، اليوم الثلاثاء.
فيما أعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، اليوم الثلاثاء، مقتل أحد رجال الأمن خلال تبادل إطلاق النار مع مجموعة من الحوثيين من داخل الأراضي اليمنية في منطقة جازان (جنوب غرب) المملكة.
كما دمرت قوات الدفاع الجوي السعودي صاروخاً باليستياً، فجر الثلاثاء، أطلقته ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح. وقد تم تدمير الصاروخ فوق مدينة جازان، وفق مراسل "العربية".
وأوضح المراسل أن "وحدة الباتريوت" التابعة لقوات الدفاع الجوي السعودي اعترضت الصاروخ بعد أن دخل إلى الحدود السعودية بـ40 ثانية تقريبًا.
وهذا يُعتبر خامس صاروخ تعترضه قوات الدفاع الجوي في جازان.
الأمن في عدن

من ناحية أخرى، تسود حالة من التوتر الحذر والترقب لتجدد المواجهات في المنصورة وسط عدن، عقب عشر ساعات من مواجهات دامية خلفت قتلى وجرحى بينهم مدنيون.
وأعلنت مصادر في المقاومة الشعبية استشهاد اثنين من أفراد المقاومة الشعبية المساندة للجيش والأمن، فيما قتلت أسرة مكونة من أب وأم وابنتهما في اختراق صاروخ لمنزلهم شمال حي المنصورة.
وتسببت الاشتباكات في احتراق محال تجارية ومركبات خاصة وعسكرية.
وتقول الشرطة في عدن إنها عزمت على تطهير المدينة من الخلايا الإرهابية التابعة للمخلوع صالح، حسب قولها.
ظهرت إحصائية جديدة العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها في عدن (جنوبي اليمن) خلال شهر يناير الماضي، فيما أكدت مصادر مسئولة أن تكلفة تأهيل وإعادة بناء منازل المواطنين بمحافظة عدن بسبب الحرب تقدر بـ 14 مليار ريال.
وتعيش محافظة عدن حالة من الانفلات الأمني الواضح على الرغم من التشديدات والإجراءات المتخذة من قبل السلطة المحلية. وبحسب التقرير الذي كشف عن وقوع 33 عملية اغتيال طالت موظفي الأجهزة الأمنية والعسكرية كما تم استهداف العاملين في السلك القضائي، وكوادر في المقاومة الشعبية، بالإضافة إلى التجار وعلماء الدين، و3 نساء. وأوضحت الإحصائية وقوع 4 هجمات بسيارات مفخخة قتلت 34 مواطناً فيما أصيب 43 آخرون.
وكشفت الإحصائية عن تصدر مديرية المنصورة عمليات الاغتيالات والاستهداف حيث وقعت 18 عملية فقط فيها، فيما تلتها مديرية الشيخ عثمان بـ 9 عمليات. أما مديريتا دار سعد وكريتر فقد وقعت في كل منهما عمليتان اثنتان فقط، بينما سجلت مديريتا التواهي وخور مكسر أقل نسبة حيث سُجلت عملية واحدة في كل مديرية.
فيما قال مسئول يمني: "إن كلفة تأهيل وإعادة بناء المنازل التي دمرتها الحرب في مدينة عدن، جنوبي اليمن، تقدّر بنحو 14 مليار ريال (65 مليون دولار). وأوضح مدير مكتب الأشغال العامة في محافظة عدن، ياسر الصراري، في تصريحات صحافية نقلتها وكالة الأنباء الحكومية، أن "فريق حصر الأضرار وثّق تضرّر 1090 منزلًا حتى نهاية ديسمبر الماضي".
المشهد السياسي

وتزامن تقدم القوات الشرعية في الميدان مع تطورات سياسية؛ حيث مد رئيس الحكومة اليمنية، خالد بحاح، يده إلى الحوار عبر إعلان موافقة السلطات الشرعية على الدخول في أي مباحثات جادة مع الميليشيات، من شأنها إنهاء معاناة اليمنيين.
فيما ذكرت مصادر محلية، اليوم الثلاثاء، أن ميليشيات الحوثي قامت بدعوة المواطنين إلى "الجهاد" عبر مكبرات الصوت في أنحاء العاصمة اليمنية صنعاء.
وقالت المصادر لموقع "إب برس": "إن عناصر من ميليشيا الحوثي وصالح قامت بالتجول في أنحاء العاصمة ودعت المواطنين إلى "الجهاد" عبر مكبرات الصوت".
فيما جدد عدد من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام بمحافظة البيضاء اليوم الثلاثاء، تأييده لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.
وأدانوا الجرائم التي يقوم بها الحوثيون وقوات المخلوع صالح في حق أبناء الشعب اليمني من قتل واختطاف، ونسف بيوت على رءوس ساكنيها من المواطنين الأمنين بدون ذنب جنوة وترويع الأطفال والنساء ونهب مقتدرات الوطن جاء ذلك في الاجتماع الذي عقد في الرياض.
المسار التفاوضي

وعلى صعيد المسار التفاوضي، دعا مستشار الرئيس اليمني، الشيخ عبد العزيز المفلحي، المتمردين الحوثيين والرئيس علي عبد الله صالح إلى الاستسلام عسكرياً، بعد أن وصلت قوات الشرعية إلى تخوم العاصمة صنعاء وإلى قرب محافظتي الحديدة وحجة، "وذلك حقنًا لدماء المواطنين اليمنيين".
وقال المفلحي، لصحيفة الشرق الأوسط: إن مفاوضات "جنيف 2" فشلت، وإن "الانقلابيين في وضع مرتبك مع حسابات الوضع السياسي والعسكري، خاصة أنهما طرفان، الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام الموالي للمخلوع صالح"، وحول جولة المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في المنطقة قال: إن "عليه أن يذهب إلى الانقلابيين في صنعاء لإقناعهم بتطبيق القرار 2216، نصاً وتفصيلاً".
إلى ذلك، عاد المبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد إلى المنطقة، وذلك بالتزامن مع التطورات الميدانية المتسارعة في جبهات القتال، وبعد أن باتت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على بعد بضعة كيلومترات من العاصمة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ احمد: "إن استمرار حصار الميليشيات لمدينة تعز لا يساعد على المضي قدمًا في مسار مشاورات السلام". مشيرًا إلى أن "إدخال بعض الشاحنات إلى المدينة المحاصرة غير كاف".
جاء ذلك خلال مباحثات ولد الشيخ مع وفد الحكومة اليمنية لمشاورات جنيف، للخطوات التي تمهد لعقد جولة جديدة من المشاورات لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، والمستجدات المتعلقة بذلك بما فيها موقف الانقلابيين المعطل لجولة جديدة من المشاورات.
الصعيد الإقليمي

وعلى الصعيد الإقليمي، شبّه الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وزير الداخلية الإماراتي، التمرد على الشرعية في اليمن بحريق فندق العنوان، موضحاً "لو تأخرنا في إطفاء الحريق في تلك الفترة لانتشر إلى المباني القريبة، ولو تأخرنا على نجدة اليمن الشقيق في إعادة الشرعية لانتشر التمرد إلى أرجاء جزيرة العرب".
وأضاف في كلمة ألقاها أمس في الجلسة الرئيسية أمام القمة العالمية للحكومات في دبي أنهم مثلما أطفئوا حريق فندق العنوان ليلة رأس السنة، ومنعوا امتداده للمناطق المجاورة، سنطفئ حريق اليمن ونحافظ على منطقة الخليج آمنة ومستقرة".
وأكد: "سيعود اليمن السعيد آمناً سعيداً بحكمة القيادة السياسية لدولتنا، وعزم أبنائنا وأشقائنا في قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية".
وتطرق إلى النجاح الكبير الذي حققته قوات التحالف في حرب اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية في عملية "إعادة الأمل"، موضحاً: "تمكنا خلال ستة أشهر من إعادة تأهيل وتجهيز 69 مدرسة، وتأهيل وتجهيز 19 مستشفى ومركزاً صحياً، وتجهيز ست محطات كهرباء متكاملة، وتأهيل وتجهيز 13 مركز شرطة ودفاع مدني، بالتعاون مع المؤسسات الخيرية التي عملت طوال هذه الفترة، وهم مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، ومؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية، وهيئة الهلال الأحمر".
المبعوث الأممي سيقدم، في السابع عشر من الشهر الجاري، إحاطة جديدة إلى مجلس الأمن عن الحالة اليمنية، لن تتضمن أي جديد سوى توصيف لحالة انعدام الثقة بين المتحاربين وتصلب مواقفهما إزاء استحقاق السلام، بينما في الجوار تستمر المباحثات السرية في سلطنة عُمان من أجل إبرام صفقة تُجنب اليمن مزيدًا من الدمار والدماء.
المشهد اليمني

المواجهات العنيفة، التي تدور في مديرية نهم، على بعد ستين كيلومترا من صنعاء، ستشكل آخر وأقوى اختبار للقوة بين القوات التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي، والمدعومة من التحالف بقيادة السعودية، وبين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح؛ فإما أن يقتنع الطرفان باستحالة الحسم العسكري، ويعودا إلى مسار التسوية السياسية، أو يُشرَّعَ الباب أمام قتال داخلي يستمر طويلًا.