مستقبل الضربات الروسية في سوريا بعد التحريض التركي الغربي

الثلاثاء 09/فبراير/2016 - 07:08 م
طباعة مستقبل الضربات الروسية
 
المعارضة المسلحة
المعارضة المسلحة
تتصاعد الأحداث في الأزمة السورية بشكل كبير في الفترة الأخيرة، خاصة في ضوء الشكاوى التركية والمعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا والسعودية من خطورة الضربات الروسية على مستقبل العمليات العسكرية السورية، ويقابلها دفاع من موسكو عن موقفها في ملاحقة الإرهابيين والجماعات المسلحة وانهاء الصراع الممتدة منذ خمس سنوات بشكل جذري. 
من جانبها قالت الأمم المتحدة إن مئات الآلاف من المدنيين قد تنقطع عنهم إمدادات الطعام إذا نجحت قوات الحكومة السورية في محاصرة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب وحذرت من موجة فرار جديدة للاجئين، بعد أن شنت القوات السورية المدعومة بضربات جوية روسية ومقاتلي حزب الله اللبناني هجوما كبيرا على ريف حلب الذي تتقاسم حكومة دمشق والمعارضة السيطرة عليه منذ سنوات، ويرى متابعون أن الهجوم  يستهدف تطويق حلب التي كانت يوما كبرى المدن السورية وعاش فيها مليونا نسمة يعد من النقاط الفارقة في الحرب الأهلية .
الجيش السورى يتقدم
الجيش السورى يتقدم
وأعربت الأمم المتحدة عن خشيتها من أن يقطع تقدم القوات الحكومية الطريق الوحيد المتبقي بين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب ومعابر الحدود التركية الرئيسية والتي كانت بمثابة شريان حياة للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية "إذا قطعت الحكومة السورية وحلفاؤها طريق الفرار الوحيد المتبقي للخروج من شرق مدينة حلب فهذا سيعزل 300 ألف يعيشون في المدينة عن أي مساعدات انسانية ما لم يتم التفاوض على نقاط دخول عبر الخطوط، وإذا استمر تقدم قوات الحكومة السورية حول المدينة تقدر المجالس المحلية ان ما بين مئة الف و150 ألفا سيفرون نحو عفرين والريف الغربي لمحافظة حلب."
وحثت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تركيا على فتح حدودها أمام اللاجئين الفارين من حلب تنفيذا لالتزاماتها الدولية بحماية الهاربين من الصراعات أو الاضطهاد
من جانبه قال وليام سبيندلر المتحدث باسم المفوضية إن المفوضية تتفهم مخاوف تركيا من "تدفق كبير محتمل" على البلاد التي تستضيف بالفعل أكثر من 2.5 مليون لاجئ سوري، وسمحت تركيا أيضا بدخول عدد من الاشخاص المصابين والمهددين إلى تركيا، لكن هناك عددا كبيرا لا يسمح لهم بعبور الحدود. ونطلب من تركيا أن تفتح حدودها أمام كل المدنيين في سوريا الفارين من الخطر والمحتاجين إلى حماية دولية كما فعلت من قبل."
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه بدأ توزيع الطعام في بلدة اعزاز القريبة من تركيا لمساعدة الموجة الجديدة من الفارين من القتال.
استمرار النزوح
استمرار النزوح
وفى هذا الإطار صرح  جيكوب كيرن مدير البرنامج في سوريا "الموقف هش للغاية في شمال حلب مع تنقل الاسر بحثا عن الامان، نحن قلقون للغاية نظرًا لأن مسارات الدخول والامداد من شمال حلب إلى شرقها والمناطق المحيطة مقطوعة الآن لكننا نبذل كل جهد لتوفير ما يكفي من طعام للمحتاجين وإدخاله عن طريق نقاط عبور الحدود التي لا تزال مفتوحة من تركيا."
وبالرغم من اشتداد المعارك المسلحة بين الجيش السورى والمعارضة المسلحة، فجر انتحاريا سيارة ملغومة عند ناد لضباط الشرطة في حي سكني في دمشق مما أدى إلى سقوط عدة قتلى، وكشفت الداخلية السورية إن عددا من الجرحى سقط أيضا في التفجير الذي وقع في حي مساكن برزة الذي تقطنه فئات من الطبقة المتوسطة وتوجد به عدة مبان حكومية رئيسية.
وزادت الاتهامات الغربية للموقف الروسي الداعم لدمشق، وتبنى المزاعم التركية بشأن نية الجيش السوري محاصرة لمدنيين السوريين، واستهداف الغارات الروسية للمدنيين فى سوريا، وهو ما ظهر من التصريحات الغربية خلال الأيام القليلة الماضية.
 من جانبه قال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي إن الضربات الجوية الروسية في سوريا تزيد الوضع سوءا لأنها تساعد الرئيس السوري بشار الأسد وتضعف المعارضة المعتدلة وتفجر موجات جديدة من فرار اللاجئين صوب أوروبا، مؤكدا على أن تصرفات روسيا في سوريا تزيد موقفا سيئا جدا بالفعل سوءا،  وكنتيجة مباشرة للحملة العسكرية الروسية يكسب نظام الأسد الإجرامي أرضا وتخسر المعارضة المعتدلة أرضا ويفر مزيد من اللاجئين إلى تركيا وأوروبا."
فى حين اعتبرت موسكو  إنه لا يوجد "دليل موثوق به" على سقوط قتلى من المدنيين نتيجة للغارات الجوية الروسية في سوريا وذلك في رفض لانتقاد المستشارة الألمانية انجيلا ميركل للحملة الجوية التي تشنها روسيا وما تسببه من معاناة للمدنيين، بعد أن سبق وأعلنت  ميركل ان القصف الجوي الروسي أجبر عشرات الالاف من المدنيين السوريين على الفرار ولمحت الى ان هذه الهجمات تنتهك قرارا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وافقت عليه موسكو في ديسمبر كانون الأول.
واتهمت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل روسيا بقصف المدنيين في انتهاك لقرار لمجلس الامن التابع للأمم المتحدة وافقت عليه موسكو في ديسمبر كانون الاول، بينما تقول روسيا انها تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية.
استمرار المعارك
استمرار المعارك
من جانبه أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه لا توجد أدلة ذات مصداقية على مقتل مدنيين.
وقال إن روسيا ترى أيضًا أن من المستحيل التحدث عن أي وسيلة لتحسين العلاقات مع تركيا التي أسقطت طائراتها قاذفة روسية قرب الحدود التركية السورية في نوفمبر الماضي، مشيرًا بقوله " علاقتنا في أسوأ صورها خلال العقود القليلة الماضية، لقد ارتكبت تركيا أفعالًا عدوانية خسيسة ضد روسيا، ولم تفسر تركيا بشكل مناسب أفعالها ولم تعتذر بشكل لائق."
أضاف :من المعروف أن القوات الجوية لروسيا الاتحادية موجودة في سوريا بدعوة من القيادة السورية الشرعية، وعلى هذا لا حديث عن أي احتلال بالأمر الواقع لسوريا.
في حين أعلن أوليج سيرومولوتوف نائب وزير الخارجية الروسي أن مغازلة تركيا لتنظيم "داعش" وغيره من المتطرفين تزيد الخطر الإرهابي في المنطقة وكذلك في العالم بأكمله، مشيرًا إلى أن هناك شركات تركية وغيرها تقوم بتجارة النفط مع الإرهابيين من الأراضي التركية وبتجاهل واضح أو دعم من السلطات الرسمية.
أوضح  أن ذلك يؤدي إلى "زيادة التهديدات الإرهابية بشكل كبير في المنطقة والعالم، بما في ذلك تحديات الأمن للبلاد، وفي ذات الوقت تتورط تركيا في هذه السياسة الخطرة والخاطئة تماما وتقدم على ارتكاب جرائم حرب، موضحا أن التعاون مع الجانب التركي في مكافحة الإرهاب في الظروف الحالية غير ممكن، مشيرا إلى أن إمكانيات التعاون و"إعادة تفكير تركيا في موقفها بشأن الإرهابيين في سوريا أو العراق" تبدو في هذه الظروف على الأغلب "ثمار الخيال وليس الواقع".

شارك