الجيش اليمني يتقدم باتجاه صنعاء.. وسط تردي الوضع الإنساني

الأربعاء 10/فبراير/2016 - 05:57 م
طباعة الجيش اليمني يتقدم
 
مع وصول المعارك إلى مشارف العاصمة اليمنية، نشطت الدبلوماسية الدولية مجددًا في مسعى لاستئناف مباحثات السلام، والتوصل إلى اتفاق على إنهاء الحرب.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
واصل الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية، التوغل في المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء، من الناحية الشمالية الشرقية، تحت غطاء جوي من التحالف العربي.
وقالت وكالة سبأ الرسمية: إن "قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، تمكنتا من استعادة موقع الحول في سلسلة جبال فَرضة نهم، شرقي العاصمة".
وباستعادة الجبل، تكون قوات الجيش والمقاومة الشعبية تمكنت من تأمين منطقة الفرضة كاملة، وتأمين خطوط الإمداد التي تضمن تسهيل تقدم وحدات الجيش الوطني نحو العاصمة صنعاء.
وقال مصدر عسكري: "إن الحول، آخر موقع كانت تتمركز فيه ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، ويعد أعلى قمة في السلسلة الجبلية لفرضة نهم، ويشرف على عدة مناطق مختلفة".
وأشار المصدر إلى أن كتيبة المهام الخاصة، تمكنت من تنفيذ عملية النوعية، في منطقة الحنشات، مدخل مديرية أرحب، وتدمير منصة صواريخ وإحراق عدد من الآليات العسكرية التابعة للحوثيين؛ ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد منهم.
في الوقت ذاته، قصفت طائرات التحالف تحركات للميليشيات في مديريات حيدان وسحار وساقين في محافظة صعدة، فيما قتل 11 مسلحاً متمرداً من الحوثيين وميليشيات خلال اشتباكات مع مقاتلي القوات الشرعية في مدينة تعز جنوبي اليمن.
وذكرت مصادر عسكرية يمنية أن من بين قتلى الحوثيين قائد ميداني يدعى رامي الرشاش، قتل في منطقة الزنقل غربي مدينة تعز، إثر استهدافه بنيران المقاومة.
واندلعت اشتباكات في قرى مديرية الوازعية غربي تعز، كما شهدت قرى المسراخ وصبر الموادم جنوبي تعز اشتباكات متقطعة، وشهدت مناطق شرقي مدينة تعز مواجهات مسلحة إثر محاولة تسلل للمتمردين إلى حي الزهراء؛ حيث قتل ثلاثة منهم.
وتمكن رجال الجيش والمقاومة من تطهير موقع القاعدة العكرة وموقع "الممادر" في منطقة حنا في الوازعية.
في الوقت ذاته قصفت طائرات التحالف تحركات للميليشيات في مديريات حيدان وسحار وساقين في محافظة صعدة.
وفي الضالع، اعترضت قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني رتلًا عسكريًّا محملًا بتعزيزات كانت في طريقها إلى الميليشيات التي تتحصن في جبل كنة في مريس شمال المحافظة؛ حيث أسفرت العملية عن تدمير العربات وسقوط قتلى وجرحى من الميليشيات.
أما في محافظة الحديدة الساحلية، فقد استهدفت بوارج بحرية حربية تابعة لقوات التحالف زوارق تهريب أسلحة تابعة للميليشيات كانت راسية في ميناء الحديدة.
وفي تعز، أكد مصدر في الجيش الوطني استعادة السيطرة على عدد من المواقع التي تمركزت فيها الميليشيات في مديرية المسراخ.
في محافظة الجوف، أكد مصدر في المقاومة الشعبية سيطرتها على معسكر الخنجر الاستراتيجي في مديرية خب والشعف والذي كانت الميليشيات قد سيطرت عليه خلال الأشهر الماضية.
ولقي قيادي في ميليشيات الحوثي مصرعه في كمين نصبه مسلحون من المقاومة الشعبية في بلدة رداع شمال اليمن.
وقالت مصادر في المقاومة بالبيضاء لموقع "24 الإماراتي": إن قيادياً حوثياً لقي مصرعه إثر كمين نصبه مسلحون من المقاومة في بلدة رداع، موضحة أن القيادي أبو صقر قتل مع مرافقيه إثر استهداف مركبة عسكرية كان يستقلها.
وفي سياق آخر تجددت المعارك بين قوى الأمن والجيش والمقاومة من جهة ومسلحي تنظيم القاعدة من جهة أخرى اليوم الأربعاء، في أحياء مديرية المنصورة بمحافظة عدن جنوبي اليمن، حسب إفادة سكان محليين.
وقال السكان، وفقاً لموقع المصدر أونلاين: "إن انفجارات هزت المنطقة". وقال أحد شهود العيان: "إن انفجاراً عنيفاً سُمع دويه بالقرب من مطار عدن الدولي، ويُعتقد أنه لسيارة مفخخة قدمت من المنصورة وسلكت الخط البحري".
وبحسب السكان فإن المعارك دارت بين الطرفين، بالقرب من فندق كورال وسيارة تتبع مسلحين بداخل جزيرة العمال.
وأوضحوا أن الأسلحة الرشاشة كانت تُطلق نيرانها بكثافة من ناحية حي خور مكسر وجزيرة العمال، فيما يبدو بأن المهاجمين المتشددين شنوا عمليات هجومية على نقاط أمنية وعسكرية.
وشهدت المديرية فجر أمس الثلاثاء، معارك عنيفة قُتل فيها جنود ومدنيون بينهم أسرة احترقت بشكل كامل، وقال بيان للجيش: "إن المسلحين هاجموا ميناء الحاويات والمنطقة الحرة، وإن القوات العسكرية والأمنية صدت الهجوم".

تحرير صنعاء:

تحرير صنعاء:
فيما كشف المتحدث باسم قوات التحالف العربي، العميد أحمد عسيري، أنه لم يبق إلا الشيء القليل لتحقيق كامل الأهداف، واستعادة صنعاء من عصابات المخلوع والحوثيين، مضيفًا: "لنا حسابات في التحالف قد لا تكون ظاهرة للعيان، ولكن كل خطوة محسوبة ومدروسة".
وأكد عسيري في تصريحات لصحيفة "الوطن" السعودية أن العمليات العسكرية للقوات تسير على الأرض وفق ما هو مخطط لها، مستبعدًا إعلان جدول زمني للانتهاء منها.
وقال: "لو وضعنا جدولًا زمنيًّا سنكون أشخاصًا غير منطقيين؛ لأننا في الواقع نحارب ميليشيات وعصابات مسلحة وغير منظمة، إلى درجة أنهم عندما ضاق عليهم الخناق أخيرًا قاموا بتلغيم الطرق والمباني وتدمير الجسور والبنى التحتية، وهذا يأخذ منا بعض الوقت".
وعن موعد استعادة صنعاء، قال: "إن هذا السؤال تم توجيهه لنا ونحن في مأرب، وكان الجواب أن الأمور ستأتي تباعًا وفق عمليات تكتيكية محكمة، كما أن لنا حسابات في التحالف قد لا تكون ظاهرة للعيان، ولكن كل خطوة محسوبة ومدروسة مسبقا، ولم يبق لنا في تحقيق كامل الأهداف إلا الشيء القليل".
ورفض عسيري تحديد النسبة المئوية من أراضي اليمن المحررة، واكتفى بقوله: "ستعرفون النسب عندما يدخل الرئيس عبدربه منصور هادي قصر الرئاسة في صنعاء، وهذا هو الهدف الذي نعمل عليه، وبعدها سيتم الكشف عن كثير من الأمور وتكون في ذلك الوقت أجمل".
وحول سؤال عن أعداد الأسرى والمقتولين من صفوف الحوثيين وقوات المخلوع صالح قال: "لا زلنا نعمل على الأرض وأي رقم يذكر لن يكون دقيقا، كما أن إعلان الرقم الحقيقي للأسرى من صميم اختصاص الجانب اليمني وهو الذي سيعلن مثل هذه التفاصيل بعد إتمام السيطرة على كامل الأراضي، وبمنظور عسكري فالنتائج الفعلية للعمليات لا تكون إلا في نهاية العملية".

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى الصعيد السياسي، قال وزير التربية والتعليم اليمني الدكتور عبدالرزاق الأشول، والذي أطلقه الحوثيون بوساطة قام بها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بعد اعتقال دام ستة أشهر: "إن القيادي الحوثي، محمد عبدالسلام، زاره في السجن قبل خروجه، واعتذر له عما حدث منهم". 
وأضاف أنه ما يزال يعاني من فرض الإقامة الجبرية عليه، بعد إطلاقه، من أجل عدم مغادرة اليمن أو الانضمام إلى السلطة الشرعية؛ مما يمثل قيودًا إضافية عليه.
وعن ظروف حبسه، وما إذا كان قد تعرض لسوء المعاملة، قال: "تم اعتقالي ستة أشهر، قضيت أربعًا منها في سجون المباحث، وشهرين في فيلا خاصة، لا أعرف موقعها؛ حيث تم نقلنا بطريقة سرية إليها". 
ونفى الأشول أن يكون التقى خلال فترة حبسه وزير الدفاع المعتقل، اللواء محمود الصبيحي، وأضاف: "لم ألتقه، لكني عرفت أنه ومن معه بخير، ولا أستطيع البوح في الحقيقة بأي معلومات أخرى عن هذا الأمر؛ لأن الظروف الحالية لا تسمح بتفاصيل أكثر. أما عن معاملة الحوثيين لنا فقد كانت في الغالب غير جيدة، وتعاملوا معنا بقسوة في كثير من الأحيان، ولم نكن نعلم ماذا يريدون بالضبط، حتى خلال التحقيقات، فقط أخذونا أسرى، والذين حققوا معنا هم من جهاز الأمن القومي، وفي النهاية طلبوا مني ضمانات لمشايخ وشخصيات وتجار، وبالفعل تقدم مشايخ من منطقتي في حجة وآخرين من إب وصنعاء وعمران ومناطق أخرى بتقديم تلك الضمانات، والحمد لله تم الإفراج عني، ولكنها تبقى تجربة تحمل كثيرًا من الدروس، التي حتما سأستفيد منها في تريب أولوياتي، سواء في إدارة حياتي، أو قضايا الوطن وما يعانيه".

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
وعلى صعيد الوضع الإنساني، كشف تقرير حقوقي عن مقتل وإصابة 548 مدنيًّا برصاص ميليشيات الحوثيين، بينهم نساء وأطفال، وذلك خلال شهر يناير الماضي بتعز.
وبحسب التقرير الذي أصدره المركز الإنساني للحقوق والحريات وشبكة الراصد المحليين بتعز، وهما منظمتان غير حكوميتين، فقد سقط في شهر يناير الماضي 548 ما بين قتيل وجريح من المدنيين؛ حيث بلغ عدد القتلى 61 قتيلاً بينهم 27 طفلاً و9 نساء و25 من الرجال والعجزة والمسنين من أعمار مختلفة.
ولفت التقرير إلى أن عدد الجرحى بلغ 487 مدنياً، بينهم 112 طفلاً، و27 امرأة، و348 من الرجال والعجزة والمسنين المدنيين.
وأكدت المنظمتان أن تلك الانتهاكات جرائم حرب تخالف كل القوانين والمعاهدات والاتفاقيات الدولية التي عملت على ضرورة تجنيب المدنيين العزل من السلاح ويلات الحرب والصدامات المسلحة٬ ودعتا الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون٬ والمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى الوقوف حيال هذه الجرائم بحزم ومحاسبة مرتكبيها؛ كون الأمم المتحدة هي الراعية لحقوق الإنسان والمنوط بها حماية المدنيين وتجنيبهم ويلات الحرب.
من جانبها٬ طالبت اللجنة التحضيرية الشبابية لكسر الحصار عن مدينة تعز- من المشاركين في قافلة الضمير التي انطلقت قبل أيام من مدينة التربة إلى مدينة تعز سيراً على الأقدام- طالبت المنظمات الدولية، خصوصا الصليب الأحمر، مرافقة القافلة وتسهيل مرورها ومخاطبة جماعة الحوثي المسيطرة على جميع منافذ مدينة تعز٬ بالسماح بمرور القافلة؛ وذلك للتخفيف من معاناة أهالي تعز جراء الحصار الذي تفرضه الميليشيات على تعز منذ عدة أشهر وتمنع بموجبه دخول المواد الغذائية والطبية والمشتقات النفطية.

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
المواجهات العنيفة، التي تدور في مديرية نهم، على بعد ستين كيلومترًا من صنعاء، ستشكل آخر وأقوى اختبار للقوة بين القوات التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي، والمدعومة من التحالف بقيادة السعودية، وبين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح؛ فإما أن يقتنع الطرفان باستحالة الحسم العسكري، ويعودا إلى مسار التسوية السياسية، أو يُشرَّعَ الباب أمام قتال داخلي يستمر طويلًا.

شارك