موسكو وواشنطن يطلبان وقف إطلاق النار.. والمعارضة السورية تفرض شروطها
الأربعاء 10/فبراير/2016 - 10:48 م
طباعة

لا تزال تطورات الأزمة السورية تفرض نفسها في الساحة العالمية، وسط محاولات تركية لتغيير قواعد اللعبة على أرض الميدان، في ظل تقدم القوات السورية مدعومة بغطاء جوي من الغارات الروسية، وهو ما عمل على تراجع جماعات المعارضة المسلحة المحسوبة على تركيا والسعودية من جانب، كذلك تكبيل تنظيم داعش خسائر كبيرة، وسط غموض الموقف الأمريكي بشأن التعامل مع التطورات الأخيرة في سوريا عسكريا .
بينما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن إرسال قوات برية إلى سوريا يتطلب الحصول على موافقة دمشق، مؤكدة أن العملية الروسية في سوريا ضد الإرهابيين تهيئ الظروف الجيدة للمفاوضات السورية، والتأكيد على أنه لا لشروط مسبقة قبل محادثات سوريا، بينما دعت واشنطن إلى وقف إطلاق النار في سوريا والبدء في المفاوضات دون شروط مسبقة.

وفى هذا السياق أكد وزيرا الخارجية الروسي سيرجي لافروف والأمريكي جون كيري على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار وضمان الوصول الإنساني للمناطق المحاصرة في سوريا.
واكدت الخارجية الروسية أن الاتصال بين الوزيرين ركز على التسوية السورية في ضوء الاجتماع القادم لمجموعة دعم سوريا يوم 11 فبراير في ميونيخ، كما أعرب الطرفان عن موقف مشترك حول ضرورة العمل من أجل وقف إطلاق النار في سوريا في أقرب وقت وضمان الوصول الإنساني إلى كافة البلدات المحاصرة، كما أنهما بحثا احتمال تنسيق اتفاقات بهذا الشأن في سياق تطبيق القرار الدولي رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن".
وتمت الإشارة إلى أن أحكام القرار الدولي المذكور حول صيغة المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة، لا تسمح بطرح أي شروط مسبقة.
من جانبه قال بريت مكجيرك مبعوث الولايات المتحدة للتحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" إنه لا يستبعد إسقاط مساعدات إنسانية جوا في سوريا وذلك ردًا على سؤال حول كيف ستتصدى الولايات المتحدة وحلفاؤها للأزم، موضحًا أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي عندما سئل عما إذا كانت الولايات المتحدة تخطط لإسقاط مساعدات جوا "نبحث جميع الخيارات بشأن الجانب الإنساني."
من ناحية أخرى طالبت فصائل سورية معارضة الرئيس الأمريكي باراك أوباما باتخاذ موقف أكثر صرامة لوقف حملة القصف الجوي التي تشنها روسيا دعما لهجوم القوات الموالية للرئيس بشار الأسد والذي يهدد بإجهاض محادثات جديدة تجري هذا الأسبوع.
يأتي ذلك في الوقت الذى تستعد فيه القوى العالمية لاجتماع في ألمانيا في محاولة لإحياء مساعي السلام لكن في ظل دعم موسكو لمساعي الحكومة من أجل انتصار عسكري شامل فإن وفود المعارضة ومسؤولين غربيين لا يرون بصيص أمل يذكر في تحقيق انفراجة ملموسة.

من جانبه يضغط وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من أجل وقف إطلاق النار وتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة قبل اجتماع اللجنة الدولية لدعم سوريا في ميونيخ.
على الجانب الآخر قالت بثينة شعبان مستشارة إن هدف الجيش من العمليات العسكرية الجارية في شمال البلاد هو تأمين الحدود مع تركيا وإعادة بسط سيطرته على مدينة حلب مضيفة أنها لا تتوقع نجاح الجهود الدبلوماسية ما دامت هناك دول "تدعم الإرهاب في سوريا".
بينما قال معارضون تدعمهم السعودية إنهم سيذهبون لميونيخ وسيشاركون في محادثات السلام التي تتوسط فيها الأمم المتحدة في وقت لاحق هذا الشهر لكنهم دعوا أوباما لأن يكون أكثر حزما مع روسيا بشأن القصف
في حين قال سالم المسلط المتحدث باسم المعارضة السورية "أعتقد أن يمكنه بالفعل وقف الهجمات الروسية على السوريين، وإذا كان يرغب في إنقاذ أطفالنا فهذا هو وقت قول ‘لا‘ لتلك الغارات على سوريا."
من ناحية اخري شكك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مدى التزام الولايات المتحدة بحل الأزمة السورية، مضيفا بقوله "هناك غموض يكتنف المشاركين في التحالف، لن أكرر ما قلته من قبل بشأن الخطة الرئيسية للتحالف، لكننا لا نشعر أن هناك التزاما قويا بتحقيق ذلك."
وكعادتها مؤخرًا انتقدت تركيا دعم الولايات المتحدة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا قائلة إن عجز واشنطن عن فهم الطبيعة الحقيقية له حول المنطقة إلى "بحر من الدماء."
وفى هذا السياق قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "هل أنتم في صفنا أم في صف الإرهابيين من حزب الاتحاد الديمقراطي

ويري مراقبون أن هذه الخطوات تدق ناقوس الخطر بين مسؤولين غربيين ومن الأمم المتحدة يعتقدون أن هدف الحملة الروسية السورية الإيرانية هي تدمير مركز المعارضة التفاوضي في جنيف وقتل المعارضين في الميدان وتأمين أول انتصار عسكري كبير منذ بدأت موسكو قصف قوات المعارضة في سوريا في سبتمبر.
من ناحية أخرى قال كريستوفر هامر وهو محلل في معهد دراسة الحرب "لطالما كانت السياسة الأمريكية تستند على افتراضات خاطئة، الافتراض الخاطئ الأساسي هو أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في سوريا، فنظام الأسد ليس مهتما بالحل السياسي، الروس ليسوا مهتمين بالحل السياسي. إيران ليست مهتمة بالحل السياسي، وكذلك حزب الله ليس مهتما بالحل السياسي."
بينما قالت روسيا إن ضرباتها الجوية تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وليس المعارضة المدعومة من الغرب لكن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين يقولون إن هذا غير صحيح.
في الوقت الذي يريد فيه البعض أن أقل من 30 في المئة من الضربات الروسية تستهدف التنظيم الذي ينفذ تحالف تقوده الولايات المتحدة ضربات جوية ضده بشكل يومي.
من ناحية أخرى حذرت الأمم المتحدة من أن مئات الآلاف من السوريين قد يعانون نقص الغذاء إذا حوصرت مناطق تسيطر عليها المعارضة في المدينة، وحثت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي تركيا على فتح حدودها.
ولا يزال معبر أونجوبينار التركي الذي تدفق عليه عشرات الآلاف من الفارين من هجوم حلب مغلقا بشكل كامل لكن يسمح بعبور المصابين ذوي الحالات الحرجة وشاحنات الإغاثة وسيارات الإسعاف حيث تقدم منظمات إغاثة تركية إمدادات على الجانب السوري.