في الذكرى الخامسة للثورة.. صنعاء على أبواب التحرير
الخميس 11/فبراير/2016 - 06:35 م
طباعة

تحل اليوم الذكرى الخامسة لثورة التغيير في اليمن، التي يصادف يوم انطلاقها 11 فبراير الجاري، في وقت تشهد البلاد حرباً ضروساً منذ نحو عام، يخوضها الجيش الوطني المؤيد للشرعية والمقاومة الشعبية، ضد انقلاب المتمردين الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، أكد مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني، أن مدينة ميدي الساحلية التابعة لمحافظة حجة، ستكون مقراً لانطلاق العمليات العسكرية ضد مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية بعد أن أصبحت محررة بشكل كامل.
من ناحية أخرى نفت مصادر عسكرية في عدن أن يكون اللواء فضل حسن تعرض لمحاولة اغتيال في عدن.
وسيطرت قوات الجيش الوطني المقاومة الشعبية، الخميس، على معسكر "فرضة نهم" والتلال المجاورة له شرق العاصمة صنعاء، في وقت شنت طائرات التحالف العربي غارات على مواقع لمليشيات الحوثي وصالح في محافظات صنعاء وتعز.
وكان التحالف العربي قد دفع بتعزيزات للقوات الشرعية مطلع الأسبوع الجاري في منطقة نهم بهدف استعادة السيطرة على المعسكر الاستراتيجي، الذي يبعد 40 كليو مترًا عن العاصمة صنعاء.
واندلعت معارك عنيفة بين قوات الشرعية من جهة، وميليشيات الحوثي وقوات صالح في منطقة مسورة بمديرية نهم شمال شرقي صنعاء.
فيما قالت قناة المسيرة التابعة للحوثيين إن قواتهم تصد لقوات الجيش المين الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، مضيفه أن الزحف جاء من جبهة بلدة نهم في ريف صنعاء مساء الثلاثاء وبإسناد جوي من مقاتلات التحالف العسكري العربي بقيادة السعودية .
وألحق مقاتلو الحركة الحوثية وقوات الحرس الجمهوري الموالية لها بالمهاجمين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، حسب القناة.
كما شنت مقاتلات التحالف العربي غارات استهدفت قاعدة الديلمي الجوية شمالي صنعاء، كما طال القصف أهدافا في مديرية نهم شرق صنعاء وفي سنحان مسقط رأس علي عبدالله صالح جنوب صنعاء. وطاولت الغارات مواقع مختلفة في مدينة المخا الساحلية غرب تعز.
وشهدت مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء وقوع اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي وقوات صالح.
كما شن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية سلسلة غارات استهدفت مطار محافظة صعدة معقل جماعة الحوثي، شمال العاصمة صنعاء، أمس الأربعاء.
وقال مصدر محلي ﻟـ " ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ" أن القصف الجوي استهدف مخازن أسلحة ومقرات تابعة لمليشيا الحوثي جنوب غرب المطار حيث سمع دوي انفجارات عنيفة وشوهدت أعمدة الدخان من مسافات بعيدة.
وقصفت بوارج حربية تابعة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، مساء الأربعاء، مواقع للمتمردين الحوثيين وميليشيات علي عبد الله صالح في مدينة المخاء الساحلية غربي مدينة تعز، في حين أحرزت القوات الشرعية تقدما في مديرية المسراخ جنوبي المدينة.
واستهدف القصف آليات وتجمعات للمتمردين في شارع الميناء والجمارك ومزرعة في المدينة.
وعلى صعيد متصل، أعلن الجيش الوطني عن وصول قائد كبير من قوات الاحتياط التابعة للحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع صالح إلى مدينة مأرب برفقة عدد من الضباط وانضمامهم إلى صفوف الجيش الوطني.
كما أقرت قيادات الجيش الوطني برئاسة رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن علي محمد المقدشي في اجتماع لها بمأرب رؤية موحدة لإعادة تنظيم القوات المسلحة وتطويرها وبناءها مهنياً عنوانه الكفاءة ومعياره المساواة بما يعزز من الاسراع في تحقيق النصر النهائي على الميليشيا الانقلابية الهمجية .
وسيتم تقديم الرؤية الى الرئيس اليمني والقائد الأعلى للقوات المسلحة لإقرارها وتعديل ما يراه ضروريا عليها.
وكان الاجتماع ناقش سير العمليات العسكرية وتحليل المرحلة وما صاحبها من إنجازات وجوانب قصور يتوجب تلافيها.
صراع القاعدة:

وعلي صعيد اخر، نشبت خلافات بين جماعتين من تنظيم القاعدة، تطورت إلى اشتباكات مسلحة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، إثر تنصيب توفيق بلعيدي أميراً للقاعد في أبين، خلفاً لشقيقه جلال بلعيدي الذي لقي مصرعه مع مرافقيه بصاروخ من طائرة أمريكية دون طيار.
وكشفت مصادر محلية، انقساماً حاداً ظهر بين اتباع بلعيدي ومجموعة أبو أنس الصنعاني الذي نصب نفسه خلفا لبلعيدي، مما أدى إلى حدوث مواجهات مسلحة أسفرت عن مقتل نحو 10 مسلحين و14 مصاباً من الطرفين، مشيرة إلى سقوط 7 قتلى و5 جرحى من اتباع الصنعاني، و3 قتلى و9 مصابين من أنصار الأمير الجديد توفيق بلعيدي، بينهم قائد ميداني من منطقة الوضيع في أبين ويتبع الأخير، وفقاً لما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط اليوم الخميس.
وقالت مصادر مطلعة محلية في مدينة جعار، إن التنظيم قام بنشر مقاتليه في مناطق واقعة في محافظتي شبوة وأبين، لافتة إلى أن غارات الطيران التابع لدول التحالف قصفت مخازن عسكرية تابعة لقوات الأمن الخاصة في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، التي أعلن تنظيم القاعدة سيطرته عليها رسمياً وإعلانها إمارة إسلامية عقب مقتل بلعيدي بيومين فقط.
الوضع الإنساني:

أعلنت منظمة الصحة العالمية تمكنها من إيصال مساعدة طبية لمدينة تعز اليمنية، المحاصرة منذ عدة أشهر من المتمردين الحوثيين.
وذكرت المنظمة في بيان، أنها "تمكنت من إيصال أكثر من 20 طناً من الأدوية والتجهيزات الطبية التي يمكن أن تنقذ أرواحاً".
وأوضحت أن هذه الإمدادات الطبية بالغة الأهمية، في الاستجابة لحاجات ملحة في مدينة تضم أكثر من 200 ألف ساكن، يعيشون حصاراً مع وصول محدود للمساعدة الإنسانية.
وأضافت المنظمة أن هذه المساعدة لسكان تعز، ظلت معطلة منذ ثمانية أسابيع، وأمكن ايصالها انطلاقاً من 31 يناير الماضي، لمستشفيات الثورة والجمهوري والروضة والطاعون.
فيما قدرت اليونيسيف عدد الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في اليمن بمليون و300 ألف جراء الحصار، الذي تفرضه ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على بعض المناطق إلى جانب قيامها بإغلاق المستشفيات.
وأوضح بيان اليونيسيف أن مئات الآلاف من الأطفال اليمنيين يتعرضون لسوء التغذية، وهو الواقع الذي فرضه الحصار الذي تقوم به ميليشيات الحوثي والمخلوع في بعض المناطق، وما قامت به في الأجزاء التي تم استعادتها من قبل الشرعية ناهيك عن انعدام الدواء وشحه في المراكز الصحية، التي ترزح تحت قصف ميليشيات الحوثي المستمر.
كما دشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أمس، حملة الإغاثة الإنسانية التي تستهدف أكثر من 40 ألف حالة من أبناء محافظة حضرموت (شرقي اليمن)، انطلاقاً من حي شحوح بمديرية سيئون مركز وادي وصحراء حضرموت، بمشاركة ممثلي الهلال الأحمر الإماراتي وحي شحوح والمواطنين المستهدفين.
وأوضح مندوب الهلال الأحمر الإماراتي والمشرف العام على الحملة حسن باقميش، أن الحملة تستهدف أكثر من 40 ألف حالة من ذوي الدخل المحدود من أبناء حضرموت، وأن الحملة تأتي مساهمة من قِبل دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لدعم اليمن وأبناء حضرموت.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، اعلن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، اليوم الخميس، ذكرى ثورة (11 فبراير 2011) الشبابية السلمية، عيداً وطنياً في بلاده.
وقال "هادي" في خطاب بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة الشباب التي أطاحت بنظام "علي عبدالله صالح"، إن "ثورة 11 فبراير السلمية شكلت امتداداً طبيعياً لتضحيات ونضالات شعبنا اليمني العظيم وفي المقدمة أبطال ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من اكتوبر ".
كما دعت ما تسمى "اللجنة الثورية العليا" التابعة للحوثيين الجماهير إلى إحياء الذكرى الخامسة لثورة 11 فبراير بمسيرة حاشدة، الخميس، في ساحة التغيير بصنعاء.
وأغرق أنصار صالح مواقع التواصل الاجتماعي بسيل من المنشورات التي تستنكر هذا التوجه الحوثي الذي يلتقي مع احتفالات الموالين للشرعية بثورة 11 فبراير.
وكان الحوثيون قد قاموا الشهر الماضي باعتقال العشرات من ضباط الحرس الجمهوري الموالي لصالح ونجله أحمد، بعد رفضهم تنفيذ أوامر من قيادات عسكرية حوثية.
وفي سياق متصل، أكد الرئيس اليمني أن بشائر النصر تلوح في الأفق، وأن النصر حليف أبناء الشعب اليمني التائقين للعيش الكريم في الدولة المدنية الاتحادية التي يسودها النظام والقانون وينعم أبنائها بالأمن والاستقرار في ظل الحكم الرشيد، بحسب ما أوردته "يمن برس"، اليوم الأربعاء.
وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الرئيس هادي بقائد لواء "النصر" بمحافظة الجوف العميد أمين العكيمي، اطمأن فيه على صحته جراء إصابته التي تعرض لها أمس الثلاثاء أثناء تحرير معسكر الخنجر من مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية الغاصبة للسلطة والعابثة بأمن واستقرار الوطن ومكتسباته العظيمة.
وثمن رئيس الجمهورية المواقف البطولية التي تسطرها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودة بمشائخ وقبائل ورجال محافظة الجوف الذين وقفوا وقفة رجل واحد لدحر المليشيات الانقلابية التي سفكت دماء الأبرياء، وشردت آلاف الأسر من منازلهم، ونهبت مقدرات الدولة، ودمرت البنى التحتية بطريقة همجية ومجردة من قيم الإنسانية.
وأشاد هادي بالانتصارات العظيمة التي حققتها وتحققها قوات الجيش الوطني والمقاومة في محافظات مأرب والجوف وتعز وغيرها من المواقع والجبهات في مختلف محافظات الجمهورية.
ومن جهته عبر العميد العيكمي عن شكره لرئيس الجمهورية على اتصاله للاطمئنان على صحته والاطلاع على سير العمليات العسكرية في مختلف الجبهات، مؤكداً استمرار قوات الجيش والمقاومة وأبناء المحافظة الشرفاء في العمليات العسكرية حتى يتم تطهير المحافظة من المليشيات الانقلابية وتخليص الوطن من شرورهم واستعادة كامل مؤسسات الدولة.
المسار التفاوضي:

أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، أمس الثلاثاء، استعداد الحكومة اليمنية للذهاب للمشاورات في أي وقت.
جاء ذلك خلال لقائه سفير اليابان لدى اليمن كاتسويوشي هاياشي، بالعاصمة السعودية، الرياض، مشيراً إلى أن المعطل لذلك، هم الانقلابيون الذين لم يلتزموا بتنفيذ متطلبات بناء الثقة المتفق عليها بجنيف 2، بل إنهم تجاوزوا ذلك بارتكاب مزيد من الانتهاكات والاعتقالات ضد الصحفيين والنشطاء السياسيين.
وأثناء لقائه السفير البريطاني لدى اليمن أدمنتون براون، أكد المخلافي أن الميليشيات الانقلابية مستمرة في عرقلة جهود السلام في البلاد، ولم تلتزم بتطبيق بنود بناء الثقة التي تم التوافق عليها في مشاورات جنيف 2.
وأوضح أن الانقلابيين يرفضون السلام، ولم يلتزموا بتحقيق البنود المتعلقة بمتطلبات بناء الثقة التي تم الاتفاق عليها في جنيف 2.
وأشار وزير الخارجية اليمني إلى أن الانقلابيين استمروا في ارتكاب مزيد من الانتهاكات والاعتقالات التعسفية، بما فيها الانتهاكات ضد الناشطين والصحفيين، ومنع طباعة صحف المعارضة، وقصف المدن وقتل الأطفال والنساء والمدنيين، مؤكداً أن مثل تلك الأعمال تقف عقبة أمام أي خطوات جدية نحو السلام.
وأعرب المخلافي عن رغبة حكومة بلاده الشرعية في إحلال السلام، داعياً المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ إلى أن يكون تقريره المتوقع تقديمه إلى مجلس الأمن في 17 من شهر فبراير الجاري، أكثر وضوحاً في تحديد عرقلة الانقلابيين لتطبيق قرار مجلس الأمن 2216.
المشهد اليمني:
في الذكري الخامسة للثورة اليمنية، يشهد اليمن معركة مفتوحة بين قوي مختلفة، فمعارك تحرير صنعاء من اسر مليشيات الحوثي مستمرة ، في ظل تردي الوضع الامني والإنساني بالبلاد، وفشل مسار التسوية السياسية في إنهاء الحرب.