شبح الحرب العالمية يُخيِم على المنطقة.. وتفاهمات بين واشنطن والرياض حول سوريا

الخميس 11/فبراير/2016 - 09:55 م
طباعة شبح الحرب العالمية
 
تنسيق سعودى مع التحالف
تنسيق سعودى مع التحالف الدولى
اتخذت محاولات التحالف الدولي لمواجهة تنظيم "داعش" بقيادة الولايات المتحدة اتجاها جديدا فى ضوء المحاولات السعودية للمشاركة عبر ارسال قوات برية إلى سوريا، فى الوقت الذى يجتمع فيه عدد من المسئولين الأمريكان والسعوديين لتنظيم عملية المشاركة البرية المرتقبة، بالتوازي مع اجتماع ممثلو 15 دولة من مجموعة دعم سوريا في ميونيخ، في إطار مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار واستئناف عملية التفاوض التي علقت في جنيف في نهاية الشهر الماضي.
ويرى محللون أن المؤشرات تدل على أن مفاوضات ميونيخ ستكون معقدة بسبب غموض الموقف الروسي وضعف هامش المناورة لدى الدول الغربية، إلا أنه كان من اللافت للنظر تحذير رئيس الحكومة الروسية دميتري مدفيديف من نشوب حرب عالمية في حال حدوث تدخل بري أجنبي في سوريا، ردًا على التفاهمات الأمريكية السعودية بِأن إرسال قوات برية إلى سوريا. 
أكد مدفيديف  بقوله "على الأمريكيين وشركائنا العرب أن يفكروا في مسألة حدوث حرب مستمرة؟، هل هم يعتقدون بالفعل أنهم سيفوزون بحرب من هذا النوع بسرعة كبيرة؟"، مضيفا بقوله "يجب إجبار جميع الأطراف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بدلا من نشوب حرب عالمية جديدة". 
يأتي ذلك فى الوقت الذى قال فيه بيتر كوك  المتحدث باسم وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر عقب محادثات ثنائية بين مسؤولين أمريكيين وسعوديين إن السعودية قررت زيادة مساهماتها العسكرية في الحملة المناهضة لتنظيم داعش  ويشمل ذلك عرضا بتوسيع دور المملكة في الحملة الجوية.
كارتر
كارتر
أوضح  كوك أن البنتاجون أثنى على قرار السعودية زيادة مساهماتها العسكرية لاسيما عرض المملكة توسيع دورها في الحملة الجوية."
هذه التصريحات جاءت بعد أن التقى كارتر مع الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي والذي يتولى أيضا منصب وزير الدفاع في اجتماع لوزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف بمقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل.
وشدد كارتر بقوله "تركيزنا هنا سيكون على مواجهة الدولة الإسلامية وهذه الحملة ستستمر لأن داعش لابد أن تهزم وسوف تهزم مهما كان ما سيحدث بشأن الحرب في سوريا، ولكن من المؤكد أن انتهاء الحرب في سوريا سيؤدي إلى انحسار التطرف."
جاء تحرك كارتر بعد يوم من توبيخ فرنسا للرئيس باراك أوباما ومطالبتها واشنطن بإبداء التزام أشد وضوحًا لحل الأزمة السورية حيث غيرت روسيا التوازن العسكري لصالح الرئيس بشار الأسد.
وسعى كارتر ومسؤولو دفاع أمريكيون أيضا لتحجيم التوقعات بشأن المحادثات في ظل عدم قدرة كثير من الوزراء على إعلان التزامات جديدة دون الحصول على تأييد برلماناتهم أولا، ولم يتضح أيضا الجدول الزمني لاستعادة الرقة والموصل.
من جانبها ضغطت الولايات المتحدة على الحلفاء لزيادة مساهماتهم في الحملة العسكرية التي تقودها ضد داعش  والتي تقول إنها لابد أن تتسارع بغض النظر عن مصير الجهود الدبلوماسية المبذولة لإنهاء الحرب في سوريا، وبدأ وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر محادثاته مع أكثر من 24 وزير دفاع بينهم الحليف الرئيسي السعودية التي جددت عرضها لإمكانية إرسال قوات خاصة إلى سوريا.
وبالتماشي مع هذه التغيرات، أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحركا دبلوماسيا في ميونيخ لإنقاذ جهود السلام المتعثرة التي تجري على الرغم من استمرار القصف الجوي الأمريكي لتعزيز وضع القوات الحكومية حول مدينة حلب، حيث تأمل الولايات المتحدة أن يتيح لها اللقاء المباشر لوزراء دفاع التحالف الحصول على مزيد من الدعم لحملة عسكرية تهدف للسيطرة على معقلي تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة بسوريا والموصل بالعراق.  
مدفيديف
مدفيديف
من ناحية أخرى قال وزير الخارجية الألماني إن هناك حاجة إلى انفراجة في المفاوضات بين القوى الكبرى في ميونيخ للحفاظ على استمرارية محادثات السلام السورية، وقال فرانك فالتر شتاينماير "نحتاج لانفراجة هنا بطريقة ما وأنا متأكد أنني لست الوحيد لكن كل زملائي لديهم هذا التوقع، وانه  من غير الواضح إذا كان التوصل لاتفاق لوقف لإطلاق النار ممكنا. 
أضاف بقوله "سنحاول تحقيق ما لم يتحقق حتى الآن خاصة تحسين توصيل المساعدات للمحاصرين في سوريا وربط ذلك بخطوات أولى لتقليل أعمال العنف بشكل ملموس."
يأتي ذلك في الوقت الذى قدمت فيه روسيا عرضا لوقف إطلاق نار في سوريا، خلال اجتماع دولي مهم عقد في ميونيخ اليوم بهدف العمل على إنقاذ عملية المفاوضات التي انطلقت في جنيف والسعي لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا هربا من الحرب.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، خلال لقائه بنظيره الأميركي جون كيري، أن روسيا قدمت عرضا "ملموسا" لوقف إطلاق نار في سوريا وتنتظر ردا أمريكيا. 
أوضح لافروف بقوله "ننتظر الرد الأمريكي قبل عرضه على المجموعة الدولية لدعم سوريا متحدثا عن اقتراح "ملموس".
ويشن النظام السوري ابتداء من الأول من شباط/فبراير هجومًا واسعًا مدعومًا بقوة من الطيران الروسي على الفصائل المعارضة المسلحة في شمال حلب، ما أدى إلى فرار نحو 51 ألف مدني بحسب الأمم المتحدة، فيما مقاتلو المعارضة محاصرون في شرق حلب مع 350 ألف مدني.

شارك