قوات جديد من التحالف في اليمن.. وصفقة إيرانية لإنقاذ الحوثيين

الأحد 14/فبراير/2016 - 07:09 م
طباعة قوات جديد من التحالف
 
تقترب معركة صنعاء الحاسمة، حيث تشدد قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية من ضغطها على ميليشيات الحوثيين وصالح في وقت واصلت فيه طائرات التحالف استهداف معسكرات وقواعد الحوثيين في العاصمة.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
تشهد العاصمة صنعاء سلسلة غارات عنيفة لمقاتلات التحالف تستهدف مواقع ومعسكرات وتجمعات الميليشيات الانقلابية وسط العاصمة وضواحيها.
وتتركز الضربات الجوية على المعسكرات التي سيطرت عليها الميليشيات، وأكدت مصادر في الجيش الوطني أن التقدم نحو العاصمة صنعاء لتحريرها من الحوثيين وقوات صالح، سيكون "خلال فترة وجيزة، لاسيما بعد تحرير مواقع استراتيجية عدة قريبة من صنعاء خلال الأيام الماضية، خاصة في مديرية نهم شمال شرق العاصمة، التي تعد بوابة العاصمة بالنسبة لقوات الشرعية.
وأكدت المصادر ذاتها أن العمليات العسكرية "تمضي بخطى ثابتة نحو الهدف المخطط له من القيادة العليا للقوات اليمنية المسلحة بالتنسيق مع قيادة التحالف العرب، مشيرة إلى أن التقدم في مديرية نهم وما بعدها "غيّر الموازين العسكرية على الأرض".

وتشهد المناطق الشرقية لمديرية نهم بمحافظة صنعاء، مواجهات عنيفة بين قوات الشرعية من جهة والحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى، في محاولة من الحوثيين لاستعادة ما خسروه في المعارك.
كما افادت مصادر "العربية" أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية سيطرت الليلة الماضية على مركز مديرية المسراخ جنوب مدينة تعز بعد هجوم من عدة اتجاهات وقتال عنيف سقط خلاله قتلى وجرحى من الميليشيات.
كما أكدت مصادر المقاومة أن اشتباكات عنيفة دارت في جبهات مديرية ذباب الساحلية شمال باب المندب ومناطق موزع والوازعية غرب محافظة تعز، صدت خلالها المقاومة هجمات معاكسة للميليشيات، في حين استهدفت طائرات التحالف مواقع وتعزيزات للميليشيات في هذه الجبهات.
حيث قصفت أبيات عسكرية للميليشيات في بلدة الزويم التابعة لمنطقة الوازعية،، ومواقع أخرى في منطقة موزع المجاورة.
كما قصفت عدة مواقع عسكرية تابعة للواء 22 الموالي للمخلوع صالح في منطقة الجند وعلى جبل أومان شرق المدينة، حيث تتمركز الميليشيات وتقصف الأحياء السكنية.
فيما أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة في الإمارات، الأحد، عن "استشهاد أحد جنودها وإصابة آخر"، ضمن الجنود المشاركين في عملية إعادة الأمل مع قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وتقدمت القيادة العامة للقوات المسلحة بـ"تعازيها ومواساتها إلى ذوي الشهيد"، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

و أعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن في بيان لها السبت، أن قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت عند الساعة العاشرة إلا ربعا مساء، صاروخ سكود تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه خميس مشيط، حيث تم تدمير منصته.
وكانت القوات السعودية قد دمرت الأسبوع الماضي أيضاً صاروخ سكود كان متجهاً نحو خميس مشيط. يشار إلى أن ميليشيات الحوثي تمتلك ما يقارب 300 صاروخ سكود، بحسب تصريحات سابقة للعميد أحمد عسيري.
كما توجهت قوات التحالف وقوات الجيش الوطني نحو ثلاث مدن يمنية لتحريرها من قبضة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وفق ما أكدت مصادر لصحيفة "الشرق الأوسط".
وقالت المصادر إن المدن الثلاث هي المكلا عاصمة محافظة حضرموت، ومدينة الحديدة الساحلية، ومدينة ميناء المخا على ساحل البحر الأحمر.
من جهتها، أعلنت جهات يمنية رفيعة أن تنسيقاً يجري على نطاق واسع بين قوات الشرعية ومشايخ القبائل في محيط صنعاء وداخلها بخصوص العمليات العسكرية المرتقبة لتحريرها من قبضة الانقلابيين.

إيران والحوثيون:

إيران والحوثيون:
وعلى صعيد علاقة إيران ودعمها للحوثيين أفادت مصادر في التحالف العربي الأحد، باحتجاز سفينة شحن قادمة من جيبوتي إلى ميناء الحديدة في اليمن محملة بعتاد عسكري، على خلاف التصريح الذي ينص على إدخال مواد طبية.
ولدى تفتيش السفينة "مينبورت سيدار"، التي ترفع علم جزر مارشال، تبين أنها تحمل أجهزة اتصالات مشفرة عسكرية وغيرها، في حاويات مصدرها ميناء بندر عباس جنوبي إيران.
وبعد مغادرة الميناء الإيراني رست السفينة لبعض الوقت في جيبوتي، قبل أن تتابع طريقها باتجاه السواحل اليمنية حيث رصدتها قوات التحالف الذي تقوده السعودية.
وقالت المصادر إنه تم اعتراض السفينة وهي في طريقها إلى ميناء الحديدة باليمن، واقتيدت إلى ميناء جازان السعودي، حيث جرى تفتيشها بحضور مراقبين دوليين، وتوثيق العملية كاملة.
وكانت قوات التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن قد اعترضت في السابق زوارقا وسفنا خلال محاولتها تهريب أسلحة لميليشيات الحوثي وصالح الموالية لإيران.
فيما قال محمد البخيتي القيادي في جماعة الحوثي المتواجد في طهران إن مقال إنها "الأمة" تتبع مسار الثورة الإيرانية في اليمن.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية آرنا أن البخيتي تحدث خلال احتفال يوم 22 فبراير (انتصار الثورة الخمينية) أن الإمام الخميني قام بالثورة على أساس الإسلام وانتصر، في اليمن سنتبع نفس المسار حت ننتصر.
وقال إن الثورة الإيرانية هي أكبر ثورة وأن الثورة في اليمن تشبه إلى حد بعيد الثورة الإيرانية.
وقال عضو المجلس السياسي للحوثيين البخيتي، إن "أعداء الإسلام يحاولون إفشال الثورة الإسلامية في اليمن، لكن الشعب واللجان الشعبية قوية ضد جشع العدو".
وأقيمت في محافظة أصفهان الإيرانية، أمس السبت، احتفال كبير بحضور قيادات في الحرس الثوري والباسيج والمسؤولين المحليين و وفد من جماعة الحوثي.

القبائل والشرعية:

القبائل والشرعية:
ومع تحقيق الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقدما على العديد من الجبهات، بدءا من تعز جنوبا وميدي غربا ونهم شرقا، الأمر الذي فاقم من هزائم المتمردين والانشقاقات بينتهم، وكذلك انضمام القبائل إلى الشرعية.
وقال اللواء محسن علي خصروف، الذي عين رئيساً لدائرة التوجيه المعنوي في الحكومة الشرعية، في تصريح على صفحته في فيسبوك، إن قوات الشرعية نجحت "بتفوق في فتح البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء لتحريرها من القوى الانقلابية".
وأضاف "قبائل بني الحارث وإرحب وبني حشيش تعلن انضمامها للشرعية، وهزائم الانقلابيين تتوالى شرقا وغربا، وميدي وبعض مديريات الحديدة تتحرر، والخناق يضيق على المليشيات الانقلابية وقيادات كبرى في قوات الاحتياط تلتحق بالشرعية، وغير ذلك الكثير مما يشير بقوة إلى أن ساعة الانقلابيين قد أزفت".
ودعا خصروف باقي القبائل إلى الالتحاق بالشرعية، وقال "هل يقف كبارات قبائل بني مطر والحيمتين وهمدان وسنحان وبلاد الروس وآنس وعنس والحدا وبقية القبل في الطوق الثاني؟".
وتابع "هل يقف هؤلاء مع أنفسهم لحظات يحكمون فيها العقل والضمير ويستدعون وطنيتهم من جديد، فيطهرون مناطقهم من ميليشيات القتل ويعلنون التحاقهم بالشرعية ليكون لهم شرف المشاركة في استعادة الدولة ومؤسساتها والأمن والاستقرار ويوقفوا نزيف الدم وقتل أبنائهم؟".

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
وعلى صعيد الوضع الإنساني، تمكن وفد برنامج الغذاء العالمي، بعد طول مناشدات، من دخول تعز وإدخال ثلاثة آلاف سلة غذائه، وتسليم أربعة مستشفيات ثلاثة أطنان من اللوازم الطبية التي ستساعد في معالجة مئات المصابين.
وفي هذا الصدد، اعتبرت اللجنة الفرعية للإغاثة في تعز أن ما تم إدخاله من مساعدات قليل جداً مقارنة باحتياج المدينة المحاصرة من كل شيء، والذي يبلغ عدد سكانها أكثر من 400 ألف نسمة.
كما التقي نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة خالد بحاح، بممثل المقيم لمنظمة اليونسيف في اليمن جوليان هارنيس جهود المنظمة في الظروف الراهنة التي تمر بها بلادنا ، والأعمال التي تقوم بها من أجل تخفيف معاناة الأطفال الذين بلغ عدد المشردين منهم داخل اليمن أكثر من400 ألف طفل وطفلة والتي هدمت مدارسهم بسبب الحرب .
وأكد نائب الرئيس اليمني، استعداد الحكومة تسهيل مهام مكتب المنظمة داخل اليمن وتحديدا في المناطق التي تشهد ظروفا صحية وحصارا خانقا من قبل المليشيا المسلحة، وكذا العمل المشترك لتنفيذ حملات إنقاذ وتطعيم للأطفال في عدد من المحافظات.
واستعرض ممثل منظمة اليونسيف الخطة العامة التي تعتمل من أجل إنقاذ الأمومة والطفولة داخل اليمن والانتقال إلى المحافظات الموبؤة والتي يعيش الأطفال فيها حالة من المرض والجوع وغياب التعليم شبه التام في محيطهم.
وقال جوليان "أن اليونسيف تعمل في صنعاء وتعز وكذا ستقوم بالنزول إلى حضرموت وعدد آخر من المدن من أجل رصد المعاناة وتنفيذ الحلول العاجلة لكافة المشاكل التي تمس المواطنين هناك".. متمنيا أن يخرج اليمن من أزمته الراهنة إلى بر الأمان في القريب العاجل.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، بحث نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحاح، أمس، بالعاصمة السعودية الرياض مستجدات الوضع في اليمن مع سفير روسيا لدى السعودية أوليغ أزيروف.
 وتناول اللقاء استعراض المساعي السياسية التي تقوم بها روسيا من أجل إحلال السلام في اليمن وموقفها الداعم للشرعية ولقرارات مجلس الأمن وللجهود الأممية المتعلقة بهذا الشأن.
وأكد بحاح استعداد الحكومة لحضور أي لقاء تشاوري وتحت مظلة الأمم المتحدة بما يخدم استقرار الوضع في اليمن، وثمن الموقف الروسي وما تبذله الدبلوماسية الروسية من جهود تدعم ما اتفق عليه اليمنيون من مخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور.
وقال بحاح: إن ما تقوم به الحكومة من حل عسكري هو في إطار استعادة الدولة وإنقاذ الوطن من الميليشيات المسلحة.
من جانبه سلم السفير الروسي، نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة بحاح دعوة لزيارة جمهورية روسيا الاتحادية للقاء بالمسؤولين ولبحث مستجدات الوضع في اليمن وتحديداً فيما يتعلق بالمسار السياسي، معرباً عن أمله للاستجابة للدعوة.
وأكد أوليغ أزيروف أن بلاده ستواصل جهودها الداعمة لليمن وشعبها في ظل ما تشهده من ظروف استثنائية صعبة، وتمنى أن يعود لليمن أمنه واستقراره في القريب العاجل.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعد المسار التفاوضي، أكدت مصادر مقربة من جماعة الحوثي ، رفض جماعة الحوثي وقيادات بالمؤتمر الشعبي العام برئاسة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، رفضا عرضا من إيران، بتسلم صنعاء لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، لافتا الي انه يأتي في إطار صفقة مقايضة الملف اليمني بالسوري.
وقالت المصادر لصحيفة "الهوية" المقربة من الحوثيين، إن العرض الإيراني كان ينص على قيام  "الحوثيين" و"المؤتمرالشعبي العام" بتسليم مفاصل الدولة اليمنية إلى "شرعية الرئيس هادي”، والخروج من العاصمة صنعاء، حتى يتم تطبيع الأوضاع، وإعلان تشكيل حكومة وفاق وطني.
واوضحت المصادر أن رد قيادات المؤتمر والحوثيين، كان واضحا برفض المبادرة، على عكس ما كان يتمناه الإيرانيين .
واضافت المصادر أن طاقم السفارة الإيرانية المفاوض بعد فشله مع الحوثيين قام بمحاولة أخرى لفتح المجال مع “المؤتمر”، مستخدما أحد الناشطين السياسيين المتواجد في لبنان، والذي قدم إلى صنعاء، لكن طلبه قوبل بالرفض من الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والذي رفض حتى استقباله.
وأكدت المصادر رفض الحوثيين والمؤتمر ”للعرض الإيراني، رغم تقديمهم لضمانات وصفتها بـ"الكبيرة"، تضمنت إصدار قرار أممي خاص باليمن يعيد العملية السياسية، ورفع العقوبات عن قائمة الأسماء المعرقلة، وتسليم سوريا وإخراج داعش من العراق، وتأكيدهم بأن دول الخليج وأمريكا سيلتزمون بكل ذلك، إلا أن موقف “الحوثيين” و"المؤتمر" كان صادما لـ"الإيرانيين" برفضهم.
واوضحت المصادر ان السفارة الإيرانية، كانت وسعت من نشاطاتها الدبلوماسية، في الفترة الأخيرة، وأضافت إلى طاقم السفارة، شخصيات معروف عنها ارتباطها السابق بقيادات سياسية واجتماعية يمنية منذ ثورة (11 فبراير).
وفي نفس السياق، ذكرت صحيفة "اليوم" السعودية، انها علمت أن الحوثي وصالح يبحثون عن صيغة اتفاق استسلام للتحالف الذي تقوده المملكة عبر وساطة عمانية.
وقال قيادي بارز في حزب الرئيس السابق صالح إن المليشيات الحوثية جاهزة للاستسلام مقابل حصولها على حصة سياسية مناسبة في المستقبل وتطالب فقط بضمانات لذلك.
وأكد القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي طلب عدم كشف اسمه لحساسية الموضوع ان رئيس ما تسمى اللجنة الثورية خاطب حزب الاصلاح والحزب الناصري من الحديدة بشكل مباشر مشيرا في خطابه إلى أن جماعته جاهزة للحوار والتوافق وإنهاء الحرب على حد قوله.
وقال القيادي المقرب من صالح والذي كان أحد اعضاء وفد الانقلابيين الى مؤتمر جنيف إن القيادات المؤتمرية وقواعد الحزب بدأت تضغط بقوة على قيادة الحزب لإنهاء التحالف مع المليشيات الحوثية وإعلان موقف واضح من قرار مجلس الامن ٢٢١٦ (الذي يدعو الحوثيين وصالح إلى إنهاء الحرب والتسلح والحوار بين الأطراف اليمنية) وتطبيقه من طرف واحد عبر دعوة أنصار حزب المؤتمر وجنود الحرس الجمهوري إلى ترك الجبهات.
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر مطلعة أن اليومين الماضيين شهدا اجتماعًا ضم "الحوثيين" و"المؤتمر" لبحث آخر التطورات فيما يتعلق بالحل السياسي.
وقالت المصادر أن الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام، اجتمع بالقيادي المؤتمري ياسر العواضي، من أجل طرح وتبني مبعوث الأمم المتحدة “ولد الشيخ” مشروعًا جديدًا لتسوية سياسية في اليمن، إلا أن المصادر اعتبرت مشروع "ولد الشيخ" الجديد لا يختلف كثيرًا عن العرض الإيراني للتسوية السياسية.

المشهد اليمني:

ما بين المبادارات والتعنت، يبقي الصراع في اليمن مفتوح بين قوي مختلفة، فمعارك تحرير صنعاء من اسر مليشيات الحوثي مستمرة ، في ظل تردي الوضع الامني والإنساني بالبلاد، وفشل مسار التسوية السياسية في إنهاء الحرب.

شارك