تصعيد تركي في سوريا وتزايد الخلافات الغربية حول إنهاء المعارك واستكمال المباحثات

الأحد 14/فبراير/2016 - 07:55 م
طباعة تصعيد تركي في سوريا
 
تتصاعد أحداث الأزمة السورية في ضوء اشتداد المعارك بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة وتنظيم داعش، وبين دخول تركيا في الأراضي السورية وملاحقة الأكراد، بالرغم من قيامهم بتوجيه ضربات لداعش والمعارضة المسلحة، وهو ما عمل على تأجيج الوضع الميداني، وينذر بإهدار جهود الدول الكبرى بشأن التوصل إلى هدنة وتهدئة الأوضاع ميدانيًا تمهيدًا لاستكمال مباحثات جينيف 3.
من جانبه ناقش الرئيسان الأمريكي باراك أوباما، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، اليوم التفاهم الذي توصلت إليه المجموعة الدولية لدعم سوريا، في ميونيخ الألمانية، بوقف العنف وإنهاء الحصار، واتفقا على زيادة التنسيق بين وزيري خارجية البلدين، لتحقيق ما اتفقت عليه دول المجموعة الدولية، من وقف العنف، وإيصال المساعدات للمحاصرين في سوريا.
وفى هذا الإطار جدد بوتين دعوته، للرئيس الأمريكي بتشكيل جبهة مشتركة، ضد تنظيم داعش، مشددًا على ضرورة التنسيق بين وزيري دفاع البلدين في هذا الخصوص.
تصعيد تركي في سوريا
وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري سبق وأكد أن مجموعة القوى الكبرى في ميونخ اتخذت قرارًا بوقف "العنف" في سوريا خلال أسبوع، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة فورًا، وأن مجموعة عمل جديدة، تحت رعاية الأمم المتحدة، وبرئاسة الولايات المتحدة وروسيا، ستعمل على تطوير وسائل وقف العنف والهجمات بشكل دائم وشامل، موضحا أن الاتفاق يشمل كل الأطراف عدا "جبهة النصرة، وداعش"، ومجموعات أخرى مصنفة من قبل مجلس الأمن الدولي على أنها "إرهابية".
على الجانب الآخر وفى إطار تطورات الوضع ميدانيًا، كشف التلفزيون السوري الرسمي عن خطاب أرسلته الحكومة السورية للأمم المتحدة أن القصف التركي لمناطق في شمال البلاد "دعم تركي مباشر للتنظيمات الإرهابية".
وأرسلت الحكومة الخطاب بعد القصف التركي لمناطق في شمال سوريا سيطر عليها في الأيام الأخيرة مقاتلون أكراد، وأدانت الحكومة السورية تصريحات أدلى بها رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو باعتبارها "تدخلا سافرًا" في الشؤون السورية.
تصعيد تركي في سوريا
بينما قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن قوات بلاده، قصفت، مساء المناطق القريبة من أعزاز السورية، رداً على نيران، صدرت من هناك، وفقاً لقواعد الاشتباك، مشيراً أن التطورات في الدولة الجارة تهدد أمن تركيا القومي، موضحًا أنه وفقاً لقواعد الاشتباك، وبموجب القرارات التي اتخذنها سابقاً، بشأن منع تدفق اللاجئين نحو تركيا، وتأمين بقاءهم في بلادهم بشكل آمن، ردت قواتنا اليوم، على العناصر التي تشكل تهديدًا علينا في أعزاز بمحافظة حلب في الشمال السوري ومحيطها وفقاً لقواعد الاشتباك".
على الجانب الأخر قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، فيديريكا موجيريني إنه لن يكون هناك حل عسكري في سوريا، مشيرة إلى انه في سوريا يقول الروس إنهم سيواصلون قصف تنظيم داعش وجبهة النصرة، مع إقرارهم بوجود جماعات معارضة معتدلة في تلك الأراضي. لذا سيكون من الضروري القيام بتنسيق عسكري، في المقام الأول لتحديد حسن نية الجميع".
شددت بقولها"  الجميع يدرك أنه لن يكون هناك حل عسكري بحت في سوريا"، لهذا، كان هناك افتراض مسؤولية المجتمع الدولي لوقف القتال وفتح فرص الحصول على المساعدات الإنسانية، موضحة أنه في سبيل وقف القتال وفتح السبل أمام وصول المساعدات الإنسانية اللازمة، فلا بد من جهد يبذل في هذا الاتجاه من جانب الجميع : الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والمملكة العربية السعودية ، مع الإشارة إلى أنه لا يزال من المبكر للغاية الحديث عن نجاح قمة ميونيخ والتي جمعت وزيري خارجية أمريكا وروسيا، وأسفرت عن إعلان لوقف لإطلاق النار في سوريا.
أكدت المسئولة الأوروبية بقولها "أعتقد أنه سيكون من الأسهل التوصل إلى اتفاق لإيصال المساعدات الإنسانية، أما بالنسبة لوقف إطلاق النار فالأمر سيكون أكثر صعوبة ولكنني لست متشائمة تماماً".
وبالرغم من موقف المسئولة الأوروبية بشان دفعها للحلول السياسية في الأزمة السورية وعدم الانجراف وراء الحول العسكرية، إلا ان هناك اطراف أوروبية أخري تري ان الحلو السياسية ممكنة في ظل الدور الروسي وتزايد الضربات الروسية في الأراضي السورية 

تصعيد تركي في سوريا
من جانبه قال نوربرت رويتجين عضو الحزب المحافظ وحليف بارز للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن روسيا أصبحت لها اليد العليا في سوريا وما حولها عن طريق استخدام القوة المسلحة وأبدى شكوكه في أن تحترم موسكو خطة لتنفيذ هدنة في البلد الذي تمزقه الحرب، مضيفا بقوله "أعتقد أن روسيا أصبحت لها اليد العليا في المنطقة وهذا أمر جديد وفقا للقياسات التاريخية. وقد تمكنت من ذلك باستخدام القوة المسلحة."
شدد على أنه يتشكك في تصرفات روسيا في الأيام والأسابيع المقبلة رغم موافقتها على "وقف للعمليات القتالية" من المقرر أن يبدأ خلال أسبوع، موضحا أن روسيا عازمة على خلق الحقائق على الأرض وعندما ينجحوا في ذلك سيدعون الغرب لقتال العدو المشترك وهو تنظيم الدولة الإسلامية." وقال إنه يعتقد أن هذا الأسلوب ينحي روسيا جانبا باعتبارها شريكا غير مؤهل لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.
بينما قال السناتور الأمريكي جون مكين الذي يشارك في المؤتمر إنه لا يعتبر الاتفاق الذي أبرم في ميونيخ بعد محادثات استمرت تسع ساعات انفراجة، وقال "لنكن واضحين بشأن ما يفعله هذا الاتفاق، إنه يسمح باستمرار الهجوم الروسي على حلب لمدة أسبوع آخر."
فى حين قال وزير الخارجي البريطاني، فيليب هاموند، إن الشخص الوحيد في هذا الكوكب القادر على إنهاء الاقتتال الداخلي في سوريا باتصال هاتفي، هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وأشار الوزير البريطاني أنَّ "الأسد لم يحقق النصر في سوريا، ووضعه حاليا كما كان قبل عام، وأنَّ المعارضة المعتدلة لم تهزم"، مبينا أنَّها "تعرضت لـقصفٍ عنيف من قبل الطيران الروسي، داعيا روسيا لوقف استهداف المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة المعتدلة في حلب، واصفًا الأوضاع فيها بـ "المقلقة للغاية".
أضاف هاموند  بقوله "نطلب من روسيا أن تتحمل مسؤولياتها تجاه القانون الدولي، وأن تلتزم بقرارات مجلس الأمن الدولي التي وقعت عليها".، ووصف هاموند التصريحات الروسية بأنَّ "حرب عالمية جديدة" ستحصل في حال أرسلت السعودية، وقطر، ودول عربية أخرى قوات برية إلى سوريا، بأنها "تصريحات مبالغ فيها"، لافتًا إلى أنَّ "دول الخليج، تشعر بقلق بالغ بتدخل قوات إيرانية في المعارك بسوريا".
ويرى المحللون أن سبب هذه الخلافات نتيجة عدم الوصول عبر اتفاق ميونخ إلى حد إعلان وقف لإطلاق النار لأن الأطراف المتحاربة الحكومة السورية والمعارضين الذين يسعون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد لم يوقعون عليه بعد.


شارك