محاولات تركية مستمرة لإنقاذ المعارضة المسلحة.. وحلب معركة الحسم
الإثنين 15/فبراير/2016 - 09:54 م
طباعة


الأزمة السورية تتفاقم
تستمر المعارك المسلحة فى سوريا بالرغم من الجهود الأممية لوقف إطلاق النار وإفساح المجال للحلول السياسية وإرسال مساعدات للقرى المحاصرة، في الوقت الذي تصعد فيه تركيا من هجومها على معاقل الأكراد للتخفيف عن المعارضة السورية المسلحة المدعومة من أنقرة، إلى جانب مواصلة حملتها الدبلوماسية للتوصل إلى منطقة عازلة بزعم حماية المدنيين، وهو ما وافقت عليه ألمانيا مؤخرا، فى حين ترفض الدول الكبرى هذا المقترح.
يأتي ذلك فى الوقت الذى يقوم فيه المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي مستورا بزيارة مفاجئة إلى العاصمة السورية دمشق، حيث وصل المبعوث الأممي دي مستورا إلى العاصمة السورية دمشق، مضيفا أن الدبلوماسي سيلتقي وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ومن المنتظر أن يتطرق المبعوث الأممي في لقائه مع المعلم إلى مسألة استئناف المفاوضات في 25 فبراير وإلى وقف إطلاق النار وكيفية وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.
وأعلنت اليوم الخارجية الروسية أن موسكو وواشنطن لم تحددا بعد موعد بدء نشاط فريق العمل المشترك لوقف الأعمال العدائية في سوريا، لكن ينبغي أن تنطلق في أقرب وقت، وقال نائب وزير الخارجية الروسي، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوجدانوف إن الجانبين ينسقان حاليا مواعيد عمل الفريق وصيغته، مشيرا إلى أن الفريق يجب أن يبدأ عمله في الأيام القريبة القادمة كما اتفق عليه في ميونخ، وأنه سيعمل في جنيف.
وبالتماشي مع هذه التطورات تواصل الطائرات الحربية الروسية ملاحقة الجماعات الارهابية ومواقع مقاتلي المعارضة المسلحة، في ضوء الكشف مشاركة مستشارين روسا يشاركون في رسم الخطط لتأمين دمشق مقر حكم الأسد، والاشارة إلى أن الخبراء الروس لعبوا دورا كبيرا في هجوم الجيش السوري في مطلع العام بمحافظة اللاذقية الساحلية بغرب البلاد موطن الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد، وساهم هذا الهجوم في تمهيد الطريق لتقدم الجيش السوري صوب الحدود التركية ليقطع خطوط إمداد المعارضة.

اشتداد المعارك فى سوريا
ومع تزايد الغارات الجوية من مختلف البلدان في سوريا، قال السفير السوري لدى موسكو إن الضربات الجوية التي أصابت مستشفى يديره منظمة أطباء بلا حدود في سوريا نفذتها طائرات أمريكية، وأن القوات الجوية الأمريكية دمرت المستشفى وإن القوات الجوية الروسية ليس لها علاقة بالواقعة، والاشارة إلى أن دمشق تأمل في استئناف محادثات السلام في 25 فبراير وإن تركيا تتدخل في بلاده لدعم تنظيم داعش.
وتماشيا مع المحاولات التركية في التوصل إلى منطقة عازلة، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو أن بلاده لن تسمح بسيطرة وحدات الحماية الكردية على مدينة إعزاز السورية، وتتزامن هذه التصريحات مع تأكيد أنقرة مواصلتها قصف مواقع المقاتلين الأكراد حتى انسحابهم من مطار منغ ومحيط إعزاز.
من جانبها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها تؤيد منطقة حظر طيران في سوريا، وانه في ظل الوضع الراهن سيكون من المفيد وجود منطقة هناك لا ينفذ فيها أي من الأطراف المتحاربة هجمات جوية - وبالتالي منطقة حظر طيران بشكل ما."
وردت موسكو على هذه المحاولات التركية بتأكيدها أن موسكو تعتبر الرفض التركي للتحليق الرقابي الروسي فوق الأراضي التركية في إطار المعاهدة الدولية "الأجواء المفتوحة"، أمرا فاضحا، والاشارة إلى أن منع الأتراك التحليق بمحاذاة الحدود السورية "ليس من داع لمحاولة حل لغز ما، فالأمر واضح، إذا منعوا من التحليق هناك فهذا يعني أن لديهم ما يخفونه عن أنظارنا وأنظار المجتمع الدولي، وهذ يؤكد مرة أخرى القلق الذي عبر عنه الجانب الروسي عدة مرات بشأن استخدام الحدود التركية السورية لدعم مقاتلي داعش".

المعارضة المسلحة
وقال قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أن الرفض التركي ليس إخلالا بالتزامات تركيا الدولية فحسب، بل ويعيق الخروج من أزمة العلاقات الروسية التركية.
وسبق وأعلنت الخارجية التركية أن إلغاء تحليق الطيران الروسي للرقابة فوق الأراضي التركية ناتج عن عدم إمكانية الاتفاق على مساره، وجاء في البيان "تجري تحليقات الرقابة حين تتفق الأطراف على مسارها، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق حسب الطلب الروسي على التحليق 2 – 5 فبراير 2016 ، ولم يجر هذا التحليق".
وكان يجب أن تقوم طائرة "آن – 30 بي" الروسية بالتحليق فوق الأراضي التركية في الفترة 1 – 5 فبراير للمراقبة في إطار معاهدة الأجواء المفتوحة.
ومع اشتداد المعارك المسلحة حول حلب ومحاولة استعادة الجيش السوري لهذه المدنية وما سيترب عليها تطورات كبيرة في السيطرة على أكثر المناطق صراعا، اعتبرت الخبيرة الروسية في العلاقات الدولية، يلينا سوبونينا، أن الغرب امتعض من النجاح الذي حققته القوة الجوية الروسية والجيش السوري في شمال سوريا، خاصة في منطقة حلب.
شددت على أن فصائل المعارضة هناك تخسر مواقعها، الواحد بعد الآخر، وينحسر تواجدها حول هذه المدينة الاستراتيجية الهامة، ويبدو مستحيلًا تنفيذ اتفاقات ميونخ حول سوريا بدون دعم الدول الإقليمية التي تكن العداء الشديد للحكومة السورية ولإيران التي تدعمها.

الجيش التركى يلاحق الأكراد
اعتبرت أن خسارة حلب ستشكل صدمة كبيرة جدًا للمعارضة وللدول والأطراف التي تقف خلفها وسيتسبب ذلك بتغيرات جذرية في كافة جبهات القتال.
أشارت إلى أن اتفاق ميونخ ينص على فرض وقف إطلاق النار في سوريا مع ضمان وصول الشحنات الإنسانية إلى كافة المناطق بدون استثناء، ولكن هذه الخبر لم يثر السرور الكبير في النفوس للاعتقاد بوجود مقاصد مبطنة وخفية في نصوص هذه الاتفاقات، مشوبة بالخداع، موضحة انه آن الأوان لكي تضع هذه الحرب الدامية أوزارها قبل أن تتحول إلى أمر ما أشد خطورة.
أوضحت الخبيرة الروسية أنه من المستبعد أن يتمكن الطرفان من التوصل إلى حلول وسطية مرضية بالنسبة لسوريا، كما حدث في موضوع البرنامج النووي الإيراني، بعد أن أعلنت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف في ميونخ، أنها ستواصل عملية مكافحة الإرهاب، هذا يعني أن وقف النار سيطبق فقط على أطراف النزاع المباشرين ولن يشمل القوى الخارجية التي تكافح الإرهاب في سوريا، كما تصر المعارضة والدول التي تدعمها على وقف العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش السوري وخاصة في الشمال ولكن المصادر الحكومية السورية ترفض ذلك، وتقول إنها خطوة غير مرغوب بها بتاتا ولهذا السبب بالذات دعت روسيا في البداية إلى تطبيق نظام وقف النار اعتبارا من 1 مارس وليس بعد أسبوع. خلال الأسبوعين المتبقيين من فبراير كان يجب على الجيش السوري أن يحسم معركة حلب.