اللاجئون أزمة أوروبا المزمنة... وميركل تحافظ على موقفها

الإثنين 15/فبراير/2016 - 11:41 م
طباعة اللاجئون أزمة أوروبا
 
لا تزال أزمة اللاجئين ذات صوت مسموع في أوروبا وخاصة ألمانيا، بالتزامن مع ترقب الأوساط العالمية للقمة الأوروبية الخميس المقبل في بروكسل لمناقشة ملف الهجرة واللاجئين، في ظل دعوات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مواطنيها إلى عدم التراجع عن "الترحيب" بـ "اللاجئين الذين يأتون إلينا"، حسب تعبيرها، ودعوتها للمجتمع الألماني بالوقوف بكل ما أوتي من قوة ضد الهجمات المعادية للاجئين والأجانب، لكن في نفس الوقت، شددت ميركل على عدم التسامح مع مرتكبي الجرائم من بين اللاجئين.
وجاءت هذه التصريحات في ضوء دعوات الحض على الكراهية ضد اللاجئين ومطالبة طردهم من البلاد، وهو ما يتنافى مع الاديان وحقوق الانسان

اللاجئون أزمة أوروبا
وهو ما دعا ميركل للتأكيد على أنها ستظل مستمرة في انتهاج سياسة الحدود المفتوحة أمام الهجرة الشرعية ومكافحة أسباب اللجوء وحماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، ودافعت ميركل عن موقفها المرحب باللاجئين، مضيفة: "أنا على قناعة عميقة بأن السياسة التي انتهجتها هي الصحيحة لبلدنا ولأوروبا وأن هذه السياسة ستنجح خطوة خطوة".
ورأت ميركل أن القمة الأوروبية المزمعة الخميس المقبل في بروكسل "مرحلة يجب علينا أن نعرف فيها بشكل دقيق أين نقف، وحذرت ميركل دول أوروبا من غلق الحدود بين مقدونيا واليونان لمنع اللاجئين من الوصول لدول أخرى داخل الاتحاد الأوروبي.

اللاجئون أزمة أوروبا
وأكدت ميركل إن الحدود بين تركيا واليونان هي الحدود الأساسية لدول شينجن مع الدول غير الأعضاء بالاتفاقية ، مع الاشارة إلى أن إقامة سياج حدودي بكل بساطة في مقدونيا، التي ليست عضوا بالاتحاد الأوروبي دون اعتبار لما يسببه ذلك من مأزق لليونان سيكون تصرفا غير أوروبي ناهيك عن أنه لن يحل مشاكلنا".
واعترفت ميركل بأن أثينا لم تف بشكل كاف حتى الآن بتعهداتها بشأن حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي . وأوضحت أن كلا من بولندا والمجر والتشيك وسلوفاكيا بحثت اليوم الاثنين سبل "وقف الهجرة الاقتصادية غير الشرعية على الحدود المقدونية والبلغارية"، في حالة عدم قدرة اليونان وتركيا على وقف تدفق اللاجئين، وأكدت ميركل أنه من الضروري أن تحدد أوروبا الدور، الذي تريد أن تلعبه في العالم "فهل تريد أن تكون قارة منعزلة عن العالم ثم تفرق الخلافات بينها أم تريد أن تكون قارة وفية لمبادئها ومصالحها وأن تطبق هذه المبادئ بالأفعال وليس بمجرد الأقوال".
من ناحية أخرى دافعت يوليا كلوكنه نائبة رئيسة الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه المستشارة ميركل عن موقف حزبها القاضي بدفع اللاجئين إلى الاضطلاع بمزيد من المسئولية في عملية اندماجهم داخل المجتمع، وأكدت أن الاندماج لا يمكن أن يتم فقط على أساس إداري، ولكن يتعين أن يكون "واجبا" على الدولة وعلى اللاجئين.
وأكدت كلوكنه  بقولها لا يحق لنا ترك اندماج هذا العدد من الناس للصدفة، ولكن يجب علينا مرافقتهم، وإذا اقتضى الأمر معاقبة غياب إرادة الاندماج.

اللاجئون أزمة أوروبا
يذكر أن قيادة الحزب الديمقراطي المسيحي الذي يقود الائتلاف الحاكم في برلين تجتمع اليوم لبلورة برنامج شامل لاندماج أفضل للمهاجرين. ويُتوقع أن يضم البرنامج فقرة تقترح تشغيل اللاجئين المعترف بهم خلال الستة أشهر الأولى بأقل من حد الأدنى للأجور المعمول به في ألمانيا أي أقل من ثماني ونصف يورو للساعة الواحدة، إضافة إلى رفع السن الإجباري للمدرس إلى 25 عاما وفرض شروط جديدة لمنح حق العمل دون أن يكون مقيدا زمنيا.
وأثارت مسألة تشغيل اللاجئين بأقل من الحد الأدنى للأجور انتقادا شديدا من قبل الحزب الديمقراطي الاجتماعي، شريك ميركل في التحالف الحكومي، معتبرة أنه وعبر هذا سيتم إحداث فروقات داخل سوق العمل بين فئة عاملة مميزة وأخرى من الدرجة الثانية.

من ناحية أخرى  يري محللون ان شبح المهاجرين فى اوروبا يتشابه مع ما حدث عام 1993 انتشر الخوف من الهجرة غير المنضبطة، فخلال عام واحد دخل ألمانيا 440 ألف طالب لجوء، بسبب حرب البوسنة، وكانت الحكومة الألمانية في حاجة إلى التحرك بسبب الضغوط القوية عليها، فقامت بتشديد قوانين اللجوء، بحيث تستقبل ألمانيا الملاحقين سياسيا فقط.
وخلال جلسة برلمانية في البرلمان الألماني تم التصويت على إجراء تغيير بالقانون الأساسي للدولة الدستور الألماني، حيث تم إدخال ما يسمى بـ "نظام الدولة الثالثة"، الذي يقضي بأن اللاجئين، الذين يدخلون ألمانيا عبر دولة تابعة للاتحاد الأوروبي أو دولة مجاورة لألمانيا، لا حق لهم في الحصول على اللجوء ومن الممكن ترحيلهم فورا.
ويري محللون هناك تشابه كبير بين الأوضاع عند المقارنة بين ذلك الوقت وما يحدث حاليا في موضوع اللجوء، حيث يبدو أن سياسة الترحيب قد انتهت، لأن كل الاهتمامات في برلين تركز حاليا على كيفية الحد من تدفق اللاجئين إلى ألمانيا، إلى ان  هناك تراجع في التصريحات التي أطلقتها المستشارة ميركل بدايةً، حيث إنها لم تعد تتحدث عن اعتقادها في القدرة على مواجهة التحديات، بل إنها تصرح الآن أن ألمانيا تمنح الحماية بشكل مؤقت لأغلبية اللاجئين. فهي تنتظر من اللاجئين السوريين والعراقيين أن يعودا إلى أوطانهم بعد انتهاء المعارك فيها.

شارك