شهادة مطران الموصل حول داعش والمسيحيين في العراق

الأربعاء 17/فبراير/2016 - 03:01 م
طباعة شهادة مطران الموصل
 
ما زالت الأقليات الدينية تتعرض للهجوم في الشرق الأوسط. في 20 يناير 2016، قام مسلحو الدولة الإسلامية بتدمير دير مار إيليا الواقع جنوبي الموصل. ويعد هذا الأثر النفيس أقدم دير في العراق، إذ يعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس الميلادي. كما ودمّر التنظيم آثاراً تعود إلى فترة ما قبل الإسلام كمدينة الحضر، ونمرود ونينوي.وحول الوضع في الموصل التي سيطر عليها داعش في يونيو 2014 قدم المطران يوحنا بطرس موشي، أسقف الموصل وكركوك وكردستان للسريان الكاثوليك، شهادته حول واقع المسيحيين فقال بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على الموصل في يونيو 2014، وقف المسيحيون أمام 3 خيارات. إما أن يعتنقوا الإسلام أو أن يدفعوا الجزية أو الرحيل عن المدينة، وإلا كان مصيرهم القتل. بالتالي نزح الآلاف من المسيحيين من منازلهم ومدنهم وقراهم تاركين وراءهم تراثهم المسيحي العريق الذي يرجع إلى قرون مضت.، بالإضافة إلى عدد كبير من المسلمين نزحوا أيضًا من مدينة الموصل، وتوجّهت إلى كردستان والقرى في سهل نينوي.
شهادة مطران الموصل
في بادئ الأمر كانت العلاقة ميسرة ما بين قوات الدولة الإسلامية والمسيحيين، إلى أن تم نشر الشروط التي على المسيحي اتباعها ليعيش تحت ولاية الدولة الإسلامية. لقد أعطي المسيحي ٣ خيارات، إما اعتناق الإسلام وبالتالي التمتع بجميع الحقوق، أو دفع الجزية بمعنى أن نكون مواطنين درجة ثانية، أو الرحيل وترك جميع أملاكنا وممتلكاتنا. غير ذلك حياتنا ستكون في خطر.
ونظراً لغياب الحكومة المركزية، فقد تواصلت مع القادة الأكراد المتواجدين بيننا. وعندما هاجم التنظيم كركوك للمرة الأولى، بهدف ملاحقة قوات البيشمركة، تواجد الجيش الكردي هناك للدفاع عن منطقتنا. وقد دامت المعركة 3 أيام تركت الغالبية العظمى من السكان القرية، فيما عدا 100 شخص تقريباً، كونت رعيتي من بينهم. ولم يستطع التنظيم الدخول إلا في الهجوم الثاني في 6 أغسطس، إذ تمكن من السيطرة على مدينتنا وقرانا بعد نزوحنا وهرب الجيش. وهكذا تركنا كل شيء وتوجهنا إلى كردستان للحفاظ على حياتنا وإيماننا.
عند لقائي مع قداسة البابا، في 30 سبتمبر 2014، سلّمته رسالة شكرته فيها على صلواته وكل ما يفعله من أجلنا. وطلبت منه أيضاً أن يستعمل مكانته للتأثير في قادة العالم من أجل تحرير مدننا وقرانا، ولإيجاد ملاجئ بشكل مؤقت في فرنسا وإسبانيا وغيرهما من البلدان؛ لنتمكن من العيش والاستمرار بالصلاة. في حالة تم استقبالنا في مجموعات، فإن احتمالية عودتنا ستكون أسهل عند تحرير أراضينا وضمان حقوقنا.
وقد قمت، أثناء شهادتي في الندوة التي أقيمت في القدس حول موضوع احترام الحياة البشرية لمناسبة اليوم العالمي للمريض، بإعادة توجيه ندائي لقداسة البابا ولجميع أصحاب النوايا الحسنة.
في الحقيقة إن الوضع في العراق سيئ جداً. إن المستقبل مبهم والناس قد سئموا. إن الناس ينتظرون حلاً يستردون من خلاله كرامتهم ويضمنون أمن مستقبلهم ومستقبل أولادهم. وهذا هو السبب الذي دفع بالكثير من العائلات إلى الرحيل وغيرها بالتفكير بذلك.
نحن نحب بلدنا طالما هناك أمل للعيش فيها. كما ونحن فخورون بديننا، ونتمنى أن تتحرر مدننا وقرانا وكنائسنا، وأن نعيش في منطقة آمنة ومحمية نتمتع فيها بجميع حقوقنا. وإلا نحن نأمل أن تجد السلطات لنا ملجأ في بلاد أخرى ولكن هذا سيمثل خسارة لجماعتنا وأرض أجدادنا.

شارك