بدء وصول المساعدات الإنسانية للمحاصرين في سوريا.. ومحاولات أممية لإنقاذ الموقف
الأربعاء 17/فبراير/2016 - 11:43 م
طباعة

تتواصل الجهود الدولية لتقديم المساعدات الانسانية للقري المحاصرة في سوريا، بالرغم من التطلعات التركية لاستغلال الأوضاع الانسانية للتوغل في الاراضي السورية تحت مزاعم توفير منطقة عازلة في سوريا تسمح بتقديم العون للمعارضة المسلحة المدعومة أنقرة والرياض.
ووصلت اليوم قافلة تضم 35 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية منطقة معضمية الشام المحاصرة بضواحي دمشق، وقال الهلال الأحمر العربي السوري في وقت سابق إن ما لا يقل عن 100 شاحنة مساعدات تستعد للانطلاق من دمشق إلى مناطق محاصرة في أحدث عمليات لتوصيل مساعدات إلى سكان محاصرين.

ويشكل دخول مساعدات اليوم إلى المناطق المحاصرة "اختبارا" للحكومة السورية، بحسب ما ذكر المبعوث الأمي دي ميستورا، ما استدعى ردا قويا عليه من وزارة الخارجية السورية، وقال مسؤول في وزارة الخارجية إن "الحكومة السورية لا تسمح لدي ميستورا ولا لأي كان أن يتحدث عن اختبار جدية سورية في أي موضوع كان".
أضاف المسؤول السوري قائلا: "لسنا بانتظار أحد أن يذكرنا بواجباتنا تجاه شعبنا، الحقيقة أن الحكومة السورية هي التي باتت بحاجة لاختبار صدقية المبعوث الأممي"، ونقلت صحيفة "الوطن" القريبة من الحكومة السورية اليوم أن "زيارة دي ميستورا لم تحمل أي جديد"، بل إنها "قد تكون إعلامية فقط ومن أجل الإعلان عن إطلاق قوافل المساعدات اليوم، في حين أن هذه القوافل لم تتوقف منذ أشهر".
وكانت الأمم المتحدة قالت، بعد محادثات أجراها مبعوثها إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في دمشق إن الحكومة السورية وافقت على إدخال المساعدات إلى سبع مناطق محاصرة وذلك قبل أسبوع من استئناف مزمع لمحادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في سوريا.
وسبق وأكد موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لدى عودته إلى مقر إقامته عقب لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق "التقيت المعلم وتركز اللقاء بشكل خاص حول إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المحاصرة دون عائق"، وأوضح دي ميستورا أن هذه المناطق ليست المحاصرة "فقط من قبل الحكومة ولكن أيضًا من قبل الفصائل المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية داعش.
وتصل قوافل المساعدات بشكل غير منتظم إلى عدد من المناطق المحاصرة، لكن منظمات الإغاثة الدولية تؤكد أن ذلك ليس كافيًا.

من جانبها وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الوضع الإنساني في سوريا بأنه "لا يحتمل" مجددة دعوتها إلى إقامة منطقة حظر طيران لحماية المدنيين، وقالت ميركل في بيانها الحكومي أمام البرلمان الألماني اليوم الأربعاء: "الوضع الحالي في سوريا لا يزال لا يحتمل" في إشارة إلى فرار الآلاف من الهجوم الذي يشنه النظام السوري مدعوماً بروسيا في شمال سوريا، مضيفة "سيكون من المفيد وجود منطقة في سوريا لا يشن فيها أي من أطراف النزاع غارات جوية".
كانت المستشارة الألمانية أبدت الاثنين الماضي في مقابلة مع صحيفة شتوتجارت تسايتونج تأييدها لإقامة منطقة حظر جوي في سوريا. ورداً على الاقتراح الألماني أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الأربعاء أنه من الضروري الحصول على موافقة من الأمم المتحدة ومن الحكومة السورية لكي يمكن إقامة "منطقة حظر جوي".
من جانب آخر، أعلنت أن قمة الاتحاد الأوروبي التي تبدأ غداً الخميس، ستقرر ما إذا كان اتفاق التكتل مع تركيا للحد من تدفق اللاجئين سيتعين المضي قدماً فيه أو التخلي عنه لصالح إقامة حاجز على طول الحدود اليونانية مع بلغاريا ومقدونيا.
ودعت المستشارة الألمانية القادة الأوروبيين إلى عمل مشترك بشأن أزمة المهاجرين خلال قمتهم التي تعقد الخميس والجمعة، بينما تثير سياسة الانفتاح الألمانية في هذه القضية مزيداً من الانتقادات، وقالت ميركل في مؤتمر صحافي في برلين: "يجب أولاً اتخاذ موقف مشترك" خصوصاً حول مسألة معرفة "كيف نريد حماية حدودنا الخارجية" في مواجهة تدفق اللاجئين.
ويشكل إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة عملية معقدة، إذ يتم أحيانا إلغاء الموافقة على دخول القوافل في الدقائق الأخيرة بسبب تراجع الأطراف المعنية عن موافقتها وتجدد اندلاع المعارك. وتصر المنظمات الدولية على ضرورة إدخال المساعدات بشكل دوري إلى المناطق المحاصرة.
وكانت موسكو وواشنطن أعلنتا مؤخرًا التوصل إلى اتفاق يقضي بالعمل على وقف إطلاق النار بين الجيش السوري والفصائل المقاتلة خلال أسبوع، كما اتفقا على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع إلى البلدات والمدن المحاصرة في سوريا.

وفى صعيد متصل أكد هيثم مناع الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، أن القصف التركي لمناطق في شمال سوريا، محاولة لإجهاض جنيف 3، موضحا أنه في الوقت الذي يمكن فيه إيقاف أي عدوان عسكري من خلال الجهود دولية، يتعارض الحل السلمي والمفاوضات السورية السورية مع مصلحة أنقرة، الأمر الذي يدفعها إلى محاولة إفشالها.
أشار إلى احتمال أن تحاول بعض الدول في المنطقة إحباط المفاوضات الرامية إلى معالجة الأزمة السورية، مشددا على أن مجلس سوريا الديمقراطية يعتبر أعمال أنقرة عدوانا يستهدف السيادة السورية، مؤكدا أن تركيا لا تملك الحق في قصف المناطق شمال البلاد، بينما يعد تظافر جهود المجتمع الدولي من أجل تسوية النزاع فرصة جيدة للسوريين لوقف القتال.
تأتي تصريحات المعارض السوري في الوقت الذي تقوم فيه القوات التركية بقصف وحدات الحماية الكردية في شمال سوريا لليوم الرابع على التوالي، الأمر الذي وصفه رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو بالرد على التهديد الذي تمثله تلك الوحدات للحدود التركية.
وعلى صعيد أخر شهد شمال سوريا في الأيام الأخيرة غارات مكثفة استهدفت مستشفيات ومدارس أدت إلى مقتل العشرات من الأشخاص.
ونقلت تقارير إعلامية عن بعض الأطباء الموجودين في حلب أن هناك مستشفيين في منطقة إدلب تعرضا لهجوم بالصواريخ ما أدى إلى مقتل عشرة مدنيين، والإشارة إلى أن هذه الهجمات التي تستهدف أيضا مستشفيات ليست بالجديدة، فإمكانياتنا لتقديم المساعدة الإنسانية تتقلص مع مرور الوقت، والإشارة إلى أن الوضع جد كارثي، ونحن لا نعرف هل سنكون قادرين على الاستمرار في تقديم المساعدة أم لا.
وقال شهود عيان إن هناك محاولات لبناء منشآت تحت الأرض للتمكن من إدارة مواقع طبية.