تراجع فرص الحل السياسي في اليمن.. وارتفاع خيار الحسم العسكري
الخميس 18/فبراير/2016 - 07:18 م
طباعة

تراجعت فرص الحل السياسي في اليمن، مع وجود "انقسامات عميقة" بين أطراف النزاع، فيما ارتفع خيار الحسم العسكري بالبلاد.
الوضع الميداني:

تمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة تعز من السيطرة على مركز مديرية المسراخ جنوب المدينة، ويعملون الآن على تطهير باقي الجيوب من الميليشيات، بحسب "العربية نت".
وكانت مصادر يمنية محلية قد أفادت سابقا أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يحشدان قواتهما على تخوم منطقة "مسورة" مركز مدينة "نهم" التي تبعد قرابة 12 كلم عن "أرحب"، وذلك استعداداً لفتح جبهة جديدة في الطريق إلى العاصمة صنعاء.
من جانبها، ردت طائرات التحالف العربي بقصف عنيف على مواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بعد شنهما هجوما عشوائيا على عدة مناطق في تعز، حصد قتلى وجرحى في صفوف المدنيين العزل.
كما حصلت المقاومة الشعبية والجيش الوطني على مدد جديد في جبهة نهم شمال شرق صنعاء، مع تجدد الاشتباكات، حيث تمكنا من صد هجوم لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في الأطراف الغربية لمديرية نهم بعد مواجهات عنيفة في جبل الحريم والصافح في بلدة بران.
وفي منطقة مسورة، قصف الجيش الوطني بالمدفعية الثقيلة والصواريخ منطقة نقيل بن غيلان التي تعتبر آخر التحصينات الجبلية لميليشيات الحوثي شمال شرق العاصمة صنعاء، وتستهدف أرحب الواقعة على بعد 12 كلم من مسورة لفتح جبهة جديدة نحو صنعاء.
وشنت طائرات التحالف عدة غارات على معسكر النهدين جنوب العاصمة، وفي مثلث الكمب في مديرية الحينة الداخلية غرب صنعاء، القصف طال أيضا قاعدة الديلمي شمال صنعاء.
وفي جبهة حرض - ميدي التابعة لمحافظة حجة شمال غرب اليمن، أفشل الجيش الوطني في الجهة الجنوبية هجوما واسعًا للميليشيات لاستعادة السيطرة على ميدي.
كما استهدفت غارات التحالف أيضًا، حسب المصادر، مواقع لتنظيم القاعدة في مدينة الحوطة مركز محافظة لحج ومواقع قرب مدينة عزان بمحافظة شبوة، وتحركات ميدانية في أطراف مدينة سيئون بمحافظة حضرموت.
أما السيناريو الميداني في تعز فقد حافظت المقاومة على التقدم، خاصة في جبهة المسراخ جنوبا. أما في الجبهة الشرقية فلا تزال المواجهات العنيفة بين الطريف سيدة الموقف خاصة في بلدة الاقروض، أما الجبهة الغربية لتعز فشهدت فيها مناطق الحصد ووادي عيسى مواجهات عنيفة امتدت إلى الأطراف الشمالية للمدينة .
وتعرض المدنيون في تعز لمرمى نيران القصف الحوثي الذي طال جبهة كرش جنوب شرق المحافظة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، نتيجة هذا القصف العشوائي. طائرات التحالف ردت من جانبها بشكل عنيف على تلك الانتهاكات الإنسانية وكثفت قصفها على جبهة الوازعية غرب تعز، مستهدفة مواقع الميليشيات.
فيما نفذ مسلحون يعتقد أنهم إرهابيون هجوماً على حاجز عسكري في بلدة شبام بحضرموت.
وأكد سكان في بلدة شبام بحضرموت لـ24 إنهم "سمعوا دوي انفجارات عنيفة في محيط حاجز للجيش اليمني في البلدة".
وقال أحدهم "سمعت دوي انفجارات هائلة من اتجاه حاجز للجيش اليمني في بلدة شبام، أعقبه إطلاق نار، ربما يكون ناجم عن هجوم شنه مسلحون من القاعدة على مواقع للجيش اليمني".
وتحتل جماعات مسلحة تقول إنها من "القاعدة وداعش" محافظة حضرموت، شرق عدن.
وأكد وزير النقل اليمني السابق أن القاعدة تجني بشكل يومي نحو مليار يمني تحصل كضرائب في موانئ حضرموت.
المشهد السياسي:

قال الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، في خطاب وجهه عبر شاشات التلفزة إن بلاده تتعرض لما وصفه بـ"عدوان غاشم لـ14 دولة بما تملكه من التكنولوجيا والإمكانيات" معتبرا أن سبب الحرب هو "خلاف مذهبي" يتمثل باتهام بالتحالف مع إيران، ورأى أن التحالف غير قائم لا بالمال ولا بالسلاح، متهما السعودية بمهاجمة اليمن وخوض الحرب ضدها بأكثر من مناسبة.
وزعم صالح أن الهدف من المواجهات الجارية هو حرب أهلية داخلية في اليمن، وندد بمشاركة قوات من السنغال والسودان والأردن ومصر والمغرب بالعمليات، قبل أن يعود ليصب غضبه على الرئيس عبدربه منصور هادي متوجها إليه بالقول: "لاشرعية لك انتهيت.. تريد أن تكون حاكماً على دماء 25 ألف شهيد وجريح؟؟ وتهديم المنازل والمساكن والمصانع والمدارس والمستشفيات والحدائق ودور العبادة. عندك خلل فني في رأسك وخلل فني في يدك وجيبك لاستلام المبالغ المالية."
وواصل صالح قائلا: "إذا كنتم تريدون يا أشقاءنا في السعودية ان تجزئوا اليمن إلى أقاليم شافعي وزيدي إحنا زيود وشوافع سنة لا نؤمن بالمذهبية" مطالبا بتقسيم المملكة إلى أقاليم قبل تقسيم اليمن. وهدد بأنه يمتلك مخزونا من الأسلحة يكفي لـ11 سنة مضيفا: "علي عبدالله صالح رتب حاله من وقت مبكر للشعب اليمني".
وجاء خطاب صالح بالترافق مع تطور جديد في العلاقة بين القوى المقربة من إيران في المنطقة، إذ استقبل محمد علي الحوثي، رئيس ما يعرف بـ"اللجنة الثورية العليا" التابعة للحوثيين، القائم بأعمال سفارة سوريا بصنعاء، وجرى خلال اللقاء مناقشة "المستجدات في المنطقة بما في ذلك التطورات الراهنة في سوريا واليمن" بخطوة تأتي بالتزامن مع حديث سعودي عن إمكانية التدخل برا في سوريا.
وتحدث الحوثي عن ما قال إنه "توحد العدوان على اليمن وسوريا في الأغراض والأدوات" كما أشاد بما وصفه بـ"الموقف العروبي والايجابي لسوريا قيادة وشعبا" ليرد القائم بالأعمال السوري عبر "الإشادة بالصمود الذي أثبته الشعب اليمني" وفق قوله.
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوضي، ال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الأربعاء 17 فبراير ، إنه غير قادر على الدعوة لجولة أخرى من محادثات السلام.
وعزا المبعوث الدولي استحالة ذلك إلى الخلاف الشديد بين الطرفين المتحاربين بشأن ما إذا كان ينبغي وقف إطلاق النار تزامنا مع الجولة الجديدة من المفاوضات.
وخلال الجولة الأولى من المفاوضات في جنيف، في ديسمبر الماضي، اتفق الطرفان على إطار عمل عريض لإنهاء الحرب لكن هدنة مؤقتة لمدة أسبوع انتهكت على نطاق واسع.
وكان من المنتظر عقد جولة ثانية من المحادثات في 14 يناير لكنها أرجئت لأجل غير مسمى.
وقال مبعوث الأمم المتحدة لمجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية: "لا تزال توجد انقسامات عميقة تمنعني من الدعوة إلى الجولة التالية من المحادثات".
وأضاف: "للأسف لم أتلق ضمانات كافية بأن وقف العمليات القتالية سيحترم إذا دعوت إلى جولة جديدة".
ومضى ولد الشيخ أحمد يقول: "عانى اليمن كثيرا وقاوم شعبه مأساة يعجز اللسان عن وصفها...لقد دمرت البنية التحتية في البلاد.. وتفرق شمل أسر وتمزق النسيج الاجتماعي. هذه مرحلة حرجة وبالغة الصعوبة. مع كل يوم يمر يفقد المزيد والمزيد من اليمنيين أرواحهم".
ودعا المبعوث الدولي مجلس الأمن للمساعدة في الضغط من أجل عودة الطرفين للالتزام بوقف العمليات القتالية بما يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وصرح إسماعيل ولد الشيخ أحمد للصحفيين بعد جلسة مجلس الأمن قائلا: "في رأيي لا يمكننا تأجيل هذه المحادثات إلى ما بعد شهر مارس.
فيما كشفت مصادر عسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء، عن ترتيبات تجري حالياً برعاية الأمم المتحدة وبحضور قيادات من التحالف العربي الداعم للشرعية في العاصمة العمانية مسقط لتسليم صنعاء إلى قوات الشرعية من دون قتال.
ووفقاً لما ذكرته "يمن برس"، اليوم الخميس، قالت مصادر عسكرية في العاصمة صنعاء "إن لجنة أمنية رفيعة، تضم ضباطاً من جهازي الأمن القومي والسياسي غادرت مطار صنعاء على متن طائرة عسكرية تتبع سلاح الجو السلطاني في ظروف غامضة"، غير أن مصادر سياسية رجحت أن تعقد اللجنة مشاورات مع مسؤولين عسكريين من قوات التحالف حول ترتيبات أمنية، بشأن تسليم العاصمة صنعاء.
وضم الوفد الحليف القوي للرئيس المخلوع والقيادي البارز في حزب المؤتمر يحيى دويد، الذي يعتقد أنه موفد خاص من صالح لإجراء ترتيبات عسكرية وسياسية بشأن العاصمة بعيداً عن الانقلابيين الحوثيين، الذين تزايدت أخيراً الخلافات بينهم وصالح الذي يعتقد أنه يفضل تجنيب العاصمة صنعاء الدمار وسيسعى إلى تسليمها من دون قتال.
وأكدت المصادر العسكرية أن المباحثات التي تجري حالياً في مسقط، تأتي بعد الحديث عن قيام قوات التحالف العربي وقوات الشرعية اليمنية بمساندة المقاومة ورجال القبائل الذين انضموا إليها أخيراً في محيط العاصمة.
المشهد اليمني:
تراجعت فرص الحل السياسي في اليمن، مع وجود "انقسامات عميقة" بين أطراف النزاع، فيما ارتفع خيار الحسم العسكري بالبلاد، مع استمرار التحالف العربي وقوى المقاومة في التقدم العسكري من الجنوب إلى الوسط ثم من الوسط إلى الشمال، وأصبح على أبواب صنعاء، مما يشير إلى ارتفاع حظوظ الحل السياسي على المسار التفاوضي.