محاولات أممية لفك الحصار عن القرى السورية.. والجيش يواصل تقدمه
الخميس 18/فبراير/2016 - 09:54 م
طباعة

تتواصل الجهود الأممية لفك الحصار عن القري المحاصرة في سوريا، بالتوازي مع محاولات إحياء الجهود الدبلوماسية لدفع الحلول السياسية، بالرغم من العراقيل التي تضعها جماعات المعارضة، وخاصة المحوسبة على ايران والسعودية، في الوقت الذى نقلت فيه وكالات الأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف أن موسكو تأمل في أن يتم التوصل لاتفاقات وقف إطلاق النار في سوريا غدا الجمعة.
وشدد على أن موسكو تتوقع تفسيرًا من السعودية بشأن خطط مشاركتها في عملية "لمكافحة الإرهاب" ضد داعش في سوريا.

من جانبه قال فيتالي تشوركين سفير روسيا لدى الأمم المتحدة إن على الرئيس السوري بشار الأسد الإصغاء لنصيحة موسكو فيما يتعلق بحل الأزمة في بلاده، مشيرًا إلى أن التعليقات التي أدلى بها الأسد بأنه يريد استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية لا تتسق مع المساعي الدبلوماسية الروسية لحل الأزمة السورية، موضحًا أن المسؤولين الأمريكيين خففوا موقفهم من ضرورة تنحي الأسد عن منصبه.
على الجانب الأخر قالت متحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي إن البرنامج يخطط لإسقاط غذاء ومساعدات أخرى ضرورية بالمظلات إلى 200 ألف شخص في مدينة دير الزور السورية التي يحاصرها تنظيم "داعش"
وقالت المتحدثة بيتينا ليوتشر "سنعمل مع الهلال الأحمر العربي السوري وشركاء محليين على الأرض للتجهيز للإسقاط الجوي ولجمع وتوزيع الغذاء والمساعدات الأخرى، وبرنامج الأغذية العالمي سيستخدم طائرة واحدة بشكل مبدئي ومن المحتمل أن تكون طائرة شحن موقعها جنوب السودان بغرض إسقاط المساعدات جويا هناك.
يأتى ذلك في الوقت الذى قالت مصادر من المعارضة إن ألفين على الأقل من مقاتلي المعارضة السورية دخلوا البلاد مرة أخرى من تركيا خلال الأسبوع الماضي لتعزيز مسلحين يتصدون لهجوم تشنه فصائل مسلحة يقودها أكراد سوريون للسيطرة على جزء من الحدود، والإشارة إلى أن القوات التركية سهلت نقل مقاتلي المعارضة من جبهة لأخرى على مدى عدة ليال ورافقتهم سرا لدى خروجهم من محافظة إدلب السورية وسفرهم لمدة أربع ساعات داخل تركيا ثم دخولهم سوريا مرة أخرى لدعم مدينة أعزاز معقل المعارضة في محافظة حلب.
وفى هذا السياق نقلت وكالة "روترز" أبو عيسى أحد قادة الجبهة الشامية التي تدير معبر باب السلامة الحدودي "سمحوا لنا بنقل كل عتادنا من أسلحة خفيفة إلى ثقيلة، من قذائف وراجمات صواريخ حتى الدبابات."
وقال إن مقاتلي المعارضة الذين جرى نقلهم لم يكن بينهم مقاتلون من جبهة النصرة المتشددة أو جماعات جهادية أخرى.
بينما أكد مصدر أمني تركي عبور المقاتلين الحدود وقدر أعدادهم بما بين 400 و500 مقاتل ، والاشارة إلى أن مئات من المقاتلين عبروا الحدود.

كانت الحكومة السورية قالت أن قوات تركية بين مئة مسلح دخلوا سوريا برفقة 12 شاحنة عليها مدافع آلية ثقيلة في عملية إمداد مستمرة لمقاتلي المعارضة، ويري محللون أن تركيا أصبحت هي خط الإمداد الوحيد لأعزاز بعد أن أغلق الجيش السوري ما كانت على مدى سنوات الطريق الرئيسية إلى الأراضي التي يسيطر عليها المعارضون وتقدم إلى مسافة تبعد 25 ميلا عن الحدود لأول مرة منذ عامين، حيث يريد الجيش السوري السيطرة الكاملة على حلب التي كانت أكبر المدن السورية قبل الحرب.
يأتى ذلك في الوقت الذى تتواصل فيه الاشتباكات كثيفة استمرت بين جماعات معارضة عربية ومقاتلين أكراد سوريين في حي الشيخ مقصود الذي يسيطر عليه الأكراد.
ويري محللون أن التقدم السريع لمقاتلين أكراد تدعمهم الولايات المتحدة أثار غضب تركيا وهدد بدق إسفين بين القوتين العضوين في حلف شمال الأطلسي، وتعتبر تركيا المقاتلين الأكراد امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي قاتل على مدى ثلاثة عقود من أجل حكم ذاتي في جنوب شرق تركيا الذي تسكنه أغلبية كردية.
تعهدت تركيا بعدم السماح لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية بالحصول على موطئ قدم على حدودها وقصفت مواقعهم ردا على ما قالت أنه إطلاق نار عبر الحدود، وقال مصدر آخر من المعارضة إن تركيا كثفت كذلك توريد المعدات العسكرية للمعارضين، موضحا بقوله "نحصل على إمدادات جديدة من كل شيء من الصواريخ لقذائف المورتر والمركبات المدرعة. كل شيء تقريبا يورد لنا الآن."
قال المعارض الذي حضر تسليم السلاح إن مركبات تركية أفرغت ذخيرة ومعدات في مركبات وشاحنات تابعة للمعارضة السورية، وذكر اثنان من قادة المعارضة أن إمدادات جديدة من صواريخ أرض-أرض التي يبلغ مداها 20 كيلومترا تم توريدها لتعزيز التصدي للهجمات المدعومة من روسيا

فى حين يشكو المعارضون الذين يتعرضون لواحدة من أكبر هزائمهم في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات من أن دولا أجنبية مثل السعودية وتركيا خذلتهم بعدم إمدادهم بأسلحة قوية منها صواريخ مضادة للطائرات، ويتهم المعارضون والحكومة التركية المقاتلين الأكراد بشن حملة تطهير عرقي للقرى التي يقطنها عرب في محاولة لتشكيل إقطاعية لهم في شمال سوريا.
واستفادت وحدات حماية الشعب الكردية من الهجوم المدعوم من روسيا لتستولي على أراضٍ من جماعات معارضة أخرى. وبعد أن سيطرت على سلسلة بلدات فيما يقول المعارضون إنه تقدم منسق مع روسيا يسعى المقاتلون الأكراد الآن للسيطرة على مارع آخر مدينة قبل أعزاز.
وأعلن الجيش السوري اليوم استعادته السيطرة على بلدة كنسبا آخر معاقل الجماعات الإرهابية المسلحة في ريف اللاذقية، قال متحدث عسكري إن وحدات من الجيش السوري أزالت الألغام والمتفجرات التي زرعت من قبل المسلحين، قبل أن يتم قتلهم أو هروبهم، مشيرا إلى تركهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة،
ويرى محللون أن بلدة كنسبا تتمتع بأهمية استراتيجية فهي تربط قرى محافظة اللاذقية مع إدلب، فضلا عن كونها على مقربة من الحدود التركية، حيث أفادت تقارير بأن المسلحين يتلقون الكثير من الإمدادات عبرها.
ويظهر شريط الفيديو الجنود السوريين خلال قتالهم المتشددين داخل وحول كنسبا في وقت سابق من هذا الأسبوع.