تقدم الجيش في صنعاء ومأرب.. والانفلات الأمني يتصدر المشهد في عدن
السبت 20/فبراير/2016 - 07:50 م
طباعة

تواصل قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني المدعومة بالتحالف العربي تطهير جيوب ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في المدخل الشرقي للعاصمة صنعاء وفي مناطق مختلفة من البلاد، وذلك مع استمرار أعمال الميليشيات الاستفزازية وإصرارها على عدم تنفيذ القرار الدولي 2216.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، أحرزت القوات الشرعية في اليمن، السبت، تقدمًا محدودًا في منطقة صرواح، غربي محافظة مأرب، شمال شرق العاصمة صنعاء، بعد اشتباكات مع المتمردين الحوثيين وميليشيات علي عبد الله صالح.
وأفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" أن التقدم جاء بعد هجوم للقوات الشرعية، بدأ الجمعة، على مركز مديرية صرواح من 3 محاور، وذكرت مصادر عسكرية أن طائرات أباتشي شاركت في الهجوم.
وتزامن ذلك مع قصف مكثف شنته طائرات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، على مواقع للمتمردين الحوثيين في منطقة صرواح.
كما قصفت طائرات التحالف منطقة الفازة بمديرية التحيتا بمحافظة الحديدة غربي البلاد.
وقد دعمت حملة التطهير بغارات مقاتلات التحالف العربي التي قصفت مواقع الميليشيات في مناطق النهدين والسبعين وعطان جنوب العاصمة والصباحة جنوب غرب، إضافة إلى منطقتي وادي أحمد ودارس بمديرية بني الحارث شمال صنعاء.
من جهتها، أكدت مصادر المقاومة الشعبية استمرار مهام تطهير مرتفعات نقيل بن غيلان لتأمين التقدم نحو صنعاء، وتنفيذ عملية تمشيط لمواقع محيطة بجبال العقبة في مديرية خب والشعف بمحافظة الجوف، حيث تمكنت من اعتقال عدد من عناصر الميليشيات وعثرت على جثث بعضهم في تلك المواقع.
وخلفت المواجهات التي شهدتها جبهات القتال في شرق صنعاء، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، عشرات القتلى والجرحى في صفوف ميليشيات الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع صالح، في حين أكدت مصادر المقاومة الشعبية مقتل وإصابة ما لا يقل عن 10 من عناصر المقاومة وقوات الجيش الوطني. وجددت المقاومة التأكيد على أن الحوثيين يدفعون بمئات الشباب المغرر بهم إلى محرقة الحرب، في محاولات متكررة لاستعادة بعض المواقع التي فقدوها في فرضة نهم، والتي باتت تحت سيطرت القوات المقاومة والجيش الوطني وجرى تحصينها، بشكل جيد، الأيام القليلة الماضية، وقد تجاوزت التحصينات معسكر الفرضة الاستراتيجي بعدة كيلومترات.
وبهذا الخصوص، صرح عضو المجلس الأعلى للمقاومة في صنعاء، عبد الكريم ثعيل بالقول إنه «خلال أيام بإذن الله ستلتحم جبهات صرواح والمخدرة وهيلان، آخر مناطق محافظة مأرب، بجبهات جبال صلب ووادي حريب نهم وجبال قرود وملح ومحلي إلى أطراف مسورة وشمال غربي فرضة نهم، بمحافظة صنعاء، لتصبح قوات الشرعية في خط واحد دون فواصل وعقبات ممتدة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب في كامل الجهة الشرقية لمحافظة صنعاء، وبذلك سيكون من السهل على قوات الشرعية التقدم كتلة واحدة باتجاه خولان من الجنوب الشرقي وبني حشيش وبني الحارث من الشرق وإلى مديرية أرحب من الشمال الشرقي وإلى مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران من أقصى شمال فرضة مهم وشمالها الشرقي».
في الوقت ذاته، شنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على مواقع المتمردين في جبل المرحة بمحافظة عمران شمال صنعاء، كما استهدفت مواقعهم في مديرية عبس والمديريات الحدودية والقريبة من خطوط المواجهة شمال محافظة حجة.
وفي شرق تعز تواصلت الاشتباكات في أحياء ثعبات والجحملية والدعوة وكلابة، حيث صدت القوات المشتركة هجوماً للميليشيات أرادت من خلاله تعويض دحرها من منطقة المسراخ.
وفي تطور منفصل أكد سكان محليون أن عناصر مسلحة من تنظيم "القاعدة" تمكنوا من الانتشار في مدينة أحور الساحلية بمحافظة أبين، جنوب اليمن بعد الاشتباك مع عناصر نقطة أمنية عند مدخل المدينة الشرقي، وسيطر تنظيم "القاعدة"، فجر اليوم السبت، على مدينة أحور الساحلية، بمحافظة أبين، جنوبي اليمن.
وقال سكان محليون في أحور، في تصريحات منفصلة مع وكالة "الأناضول"، إن "عناصر القاعدة انتشروا على مداخل المدينة ووسط الشوارع، واعتلوا أسطح المباني الحكومية".
وأضاف السكان أن "عناصر التنظيم اشتبكوا مع أفراد النقطة الأمنية على مدخل المدينة الشرقي، وقتلوا 3 من أفراد المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، فيما لاذ البقية بالفرار".
وتابعوا القول: "عقب ذلك هاجم عناصر القاعدة، منزل الشيخ القبلي (عقيل لطهف)، قائد المقاومة في أحور، إلا أنه غادر وعدد من أفراد حراسته الشخصية إلى جهة غير معلومة".
وكانت اللجان الشعبية المعززة برجال القبائل في منطقة أحور، قد قتلت في أوقات سابقة عددا من عناصر التنظيم، آخرها كان مقتل 3 منهم عند الحاجز القبلي الأول في 13 فبراير الحالي.
وتقع مدينة أحور على بعد 175 كيلومترا من عاصمة أبين "زنجبار"، على الطريق الساحلي الدولي الذي يربط بين محافظتي عدن وحضرموت وصولاً إلى دولة عُمان "شرقاً"، وعرفت بمقاومتها لتنظيم "القاعدة".
الأمن في عدن:

أما في عدن في ان الاوضاع الامية مازال خارج السيطرة، في لظل استمرار مسلسل الاغتيالات، فقد اغتال مسلحون القيادي في المقاومة الشعبية في عدن مازن العقربي مع أحد مرافقيه بإطلاق الرصاص عليهما في منطقة المنصورة.
وقالت مصادر محلية إن مسلحين كانا يستقلان دراجة نارية أطلقا وابلا من الرصاص على مازن العقربي بجوار محطة وقود في المنصورة قبل أن يلوذا بالفرار.
وكان العقربي قد تولى خلال الفترة الماضية مهام حماية فندق القصر قبل تفجيره، وينضوي تحت إمرته عشرات المسلحين من عناصر المقاومة الشعبية.
كما أطلق مسلحون مجهولون النار على قوات الأمن في البوابة الغربية لميناء الحاويات في مديرية المنصورة وسط عدن، ورد الأمن على مصدر إطلاق النار.
كما تدور اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية وعناصر الميليشيات الانقلابية شرق تعز، خاصة في أحياء ثعبات والجحملية والدعوة وكلابة.
وذكر مصدر في المقاومة أن هجوم المتمردين على الجبهة الشرقية هدفه تعويض خسارتهم لمنطقة المسراخ، مؤكداً أن المقاومة ستتصدى لأي هجوم من ميليشيات الحوثي وصالح.
المشهد السياسي:

قال وزير الإعلام اليمني الدكتور محمد قباطي، إن الحوثيين وأتباع المخلوع صالح يرتكبون يوميًا جرائم بشعة بحق أبناء بلاده بدعم من إيران التي لا تزال تسيطر على معظم البعثات الدبلوماسية اليمنية في أوروبا، التي يعمل فيها جماعات الحوثيين وأتباع صالح الموالين لإيران»، مؤكدًا أن بعض البعثات اليمنية تدار من مدينة قم الإيرانية، بسبب ولاء السفراء لحكومة الملالي.
وأوضح الدكتور محمد قباطي أن المخلوع صالح زرع أتباعه على مدى أكثر من 30 عامًا في البعثات الدبلوماسية اليمنية الموجودة في الدول غير العربية، وبعد أن باع مقدّرات الدولة على إيران بما في ذلك بعثاتها تحوّل ولاء ممثليها لطهران، وأصبحوا يمارسون أنشطة معادية للحكومة الشرعية لليمن في البلدان التي يقيمون فيها بأموال إيرانية.
كما ثمّن وزير الإعلام اليمني مواقف السعودية والدول الخليجية والعربية مع اليمن، لا سيما فيما يتعلق بتقديمهم مع المنظمات الإنسانية الدولية الكثير من المساعدات الإنسانية للمحتاجين في اليمن، لا سيما الذين يعانون من الحصار الحوثي، مشيرًا إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قدم أكثر من 90 في المائة من هذه المساعدات.
وبين الوزير أن الحوثيين وأتباع صالح اختطفوا الصوت اليمني الشرعي من خلال الاستيلاء على التلفزيون اليمني الرسمي، والنطاق الخاص بوكالة الأنباء اليمنية، ولا يزالون يبثون الأكاذيب عبرهما بغية التشويش على المتابع من خلال المعلومات والصور المزيفة التي لا تعكس حقيقة إجرامهم بحق الشعب اليمني.
ودعا قباطي البعثات الدبلوماسية اليمنية في دول مراكز القرار الدولي إلى تكثيف العمل الدبلوماسي فيها، والتحدث معهم بلغتهم لإيصال الرأي اليمني الشرعي إلى الرأي العام في تلك الدول، وصنّاع السياسات، ومنظمات حقوق الإنسان، والبرلمانيين، ومراكز الأبحاث، وكشف ممارسات ميليشيات الحوثيين وأتباع صالح التي تحاول التضليل الإعلامي والسياسي للرأي العام.
المسار التفاوضي:

قال عز الدين الأصبحي، وزير حقوق الإنسان بالحكومة اليمنية الشرعية، إن المشكلة الحقيقية في اليمن خروج طرف عن الشرعية والانقلاب على مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن الحديث عن حل سياسي سيعرّض اليمن للعودة إلى دائرة العنف والفوضى.
وأضاف الأصبحي خلال الحلقة النقاشية التي نظمتها المنظمة العربية لحقوق الإنسان لمناقشة الأوضاع في اليمن تحت عنوان "اليمن والتحديات الراهنة" أن هناك وثيقة وقع عليها جميع الأطراف في اليمن للحوار الوطني وكان من بينهم الحوثيون، مؤكدًا أن حركة الحوثي رفضت الإعلان عن كونها حزبا أو حركة سياسية ورفضت تطبيق ما تم الاتفاق عليه في وثيقة الحوار الوطني.
المشهد اليمني:
تراجعت فرص الحل السياسي في اليمن، مع وجود "انقسامات عميقة" بين أطراف النزاع، فيما ارتفع خيار الحسم العسكري بالبلاد، مع استمرار التحالف العربي وقوى المقاومة في التقدم العسكري من الجنوب إلى الوسط ثم من الوسط إلى الشمال، وأصبح على أبواب صنعاء، مما يشير إلى ارتفاع حظوظ الحل السياسي على المسار التفاوضي.