أزمة اللاجئين مستمرة في ألمانيا.. ومحاولات لدعم ميركل

السبت 20/فبراير/2016 - 09:16 م
طباعة أزمة اللاجئين مستمرة
 
تتزايد أزمة اللاجئين في ألمانيا وسط تباين المواقف المؤيدة والرافضة لمواقف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في ظل حيرة أوروبا من حسم أزمة اللاجئين والوصول إلى حلول مناسبة للقارة الأوروبية، خاصة أن الأزمة الحالية تهدد الثقافة الأوروبية والحرية التى يعيشها المجتمع الأوروبي تجاه القضايا التي تؤرق أوروبا حاليًا.

أزمة اللاجئين مستمرة
وفي هذا الإطار وجهت 70 شخصية مشهورة داخل وخارج ألمانيا خطاب تأييد للمستشارة ميركل بخصوص سياستها تجاه اللاجئين، وقال الموقعون على الخطاب لميركل، ومن بينهم من يحمل جائزة نوبل ومن نجا من المحرقة، إن "أوروبا وألمانيا الجديدة بحاجة إليك"، وبعث مشاهير ألمان وأجانب بخطاب مفتوح يؤيدون فيه سياسة اللجوء التي تنتهجها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. 
وكشفت صحيفة "دي فيلت" الألمانية عن تفاصيل ما جاء في الخطاب، والإشارة إلى أن ميركل غيرت النظرة إلى ألمانيا فلم يعد هناك خوف من ألمانيا، بل على العكس، فقد صارت هناك رغبة في السفر إلى ألمانيا، معتبرين أن السياسة الألمانية المتعلقة باللجوء تعتبر تجربة فريدة جديدة وذلك بعد الفظائع والآثام، موجهين حديثهم إلى ميركل: "نتمنى لك القوة والنجاح في المفاوضات المقبلة، فأوروبا وألمانيا الجديدة هذه بالإضافة إلى اللاجئين جميعهم في حاجة إليك".
ووقع على الخطاب أكثر من 70 شخصية مرموقة في مجال الفن والثقافة والسياسة والمجتمع المدني بينهم الكاتبة هيرتا مولر، الحائزة على جائزة نوبل في الآداب، والمايسترو دانيل بارينبويم الحائز على جوازات سفر من الأرجنتين وإسبانيا وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، ومارجوت فريدلاندر، إحدى الناجيات من الهولوكوست والمخرج والمنتج الألماني نيكو هوفمان.
ويأتي هذا الخطاب في ضوء رفض ميركل وضع حد لاستقبال اللاجئين في ألمانيا وتطالب بدلا من ذلك بوضع حل على المستوى الأوروبي يتضمن توزيع اللاجئين بصورة عادلة على الدول الأوروبية والاعتماد على تركيا في خفض عدد المهاجرين القادمين إلى أوروبا.

أزمة اللاجئين مستمرة
على الجانب الأخر قال يورجين كازيك مسؤول حزب الخضر بولاية ساكسونيا بشرق ألمانيا إن من المقرر القيام بمسيرة مؤيدة للاجئين أمام ملجأ للاجئين في بلدة كلاوسنيتس في ولاية ساكسونيا، حيث تعرض لاجئون لدى وصولهم قبل يومين لهتافات معادية للأجانب من قبل العشرات تجمعوا أمام ملجأ كان معدا لاستقبالهم.
وأثار مقطع فيديو ردود فعل غاضبة لدى الرأي العام الألماني، بسبب مشاهد لتعامل عنيف من قبل شرطي مع صبي لاجئ. وأوضح كازيك أنه من خلال تلك المسيرة يريد الاحتجاج على العنف والعنصرية في ساكسونيا وتصرف الشرطة هناك، وقال: "هذه صور لا نريد أن نراها في ألمانيا، وما حدث مساء الخميس الماضي، يجب ألا يكون أمرًا عاديًا أبدا".
كان نحو 100 شخص قد تجمعوا أمام مبنى لدى وصول حافلة تقل لاجئين في البلدة الصغيرة، التي تستقبل لاجئين لأول مرة، وحاولوا منعهم من النزول للمبنى. وأظهر شريط فيديو انتشر على مواقع الإنترنت قيام الشرطة على ما يبدو بإجبار اللاجئين على النزول من الحافلة بينما كان الخوف يسيطر عليهم وخصوصا الأطفال، حيث قام شرطي بجذب صبي بشكل أثار انتقادات لهذا السلوك في ألمانيا.
ومن جانبها وجهت كاترين جورينج  إيكارت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر في البرلمان الألماني اتهامات إلى رئيس حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي هورست زيهوفر بتحمل جزء من المسؤولية لما حدث في كلاوسنتيس. 
قالت إيكارت "الأسوأ هو أن هؤلاء الغوغاء يشعرون بالتشجيع مع كل تصريح يدلي به هورست زيهوفر وأعوانه"، وكتبت رئيسة الكتلة البرلمانية للخضر على موقعها على تويتر "نحن بحاجة ماسة إلى حد أدنى من الأدب واللياقة."
من جانبها دافعت الشرطة عن تصرفها تجاه ما حدث أمام مبنى اللاجئين في كلاوسنيتس، وقال أوفه رايسمان، رئيس الشرطة في المدينة، القريبة من كلاوسنيتس إن استخدام "وسائل إجبار بسيطة" كان مسألة ضروريا بالنسبة لثلاثة من اللاجئين. 
أكد رايسمان أن هناك لاجئين قاموا بحركات مستفزة من داخل الحافلة للواقفين في الخارج، وأضاف: "من وجهة نظري لا يوجد لتصرف الشرطة أية تبعات".
ويرى محللون أنه تراجع الدعم لأنجيلا ميركل بسرعة بين المواطنين الألمان بسبب أزمة اللاجئين، ولا عجب في ذلك، لأن ثقافة الترحيب تحولت إلى ثقافة قلق.

أزمة اللاجئين مستمرة
وأكد كاي  ألكسندر شولتس الخبير الألمانى أن فتح الحدود أمام اللاجئين كان سياسة أحادية من أنجيلا ميركل، وانه لم يكن هناك قرار أوروبي لذلك، ولم يُسأل البرلمان الألماني عن رأيه، ناهيك طبعاً عن المواطنين الألمان. 
اعتبر أن المستشارة اندفعت وحصلت في البداية على مديح في ألمانيا والعالم، لكن تأثير الخطوة التي أقدمت ميركل عليها فاق مخيلة الكثيرين، موضحا أن هناك في صفوف الحزب المسيحي الديمقراطي أعضاء في البرلمان يقولون إنه وبعد الانتخابات، سيتم تشكيل لجنة تحقيق حول الأحداث التي وقعت في صيف عام 2015، وهذا ما طالب به حزب البديل من أجل ألمانيا والحزب الليبرالي الديمقراطي، وهما حزبان سيتمكنان من دخول البرلمان حسب استطلاعات الرأي الحالية، ويعرف كثيرون أن نهج ميركل هذا هش من الناحية القانونية، وفي الأثناء يهدد الحزب المسيحي الاجتماعي باللجوء إلى تقديم شكوى دستورية.
نوه أن 70% من الألمان يشعرون حاليًا بالقلق من تدفق اللاجئين بلا هوادة. ولم يسبق أن كانت الأجواء بهذا السوء منذ عشر سنوات، ولأن كثيرين يعتقدون أن "أزمة اللاجئين تساوي ميركل، وميركل تساوي أزمة اللاجئين"، فإن شعبيتها في الوقت الراهن سيئة لدرجة أن الغالبية غير راضية عن عملها كرئيسة للحكومة.

شارك