بين تأكيد العبادي ورفض القوى السُّنِّية.. "الحشد الشعبي" يُعَقِّد عملية تحرير الموصل
الأحد 21/فبراير/2016 - 03:10 م
طباعة

بين إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مشاركة "الحشد الشعبي" الذي يغلب علي مكوناته الميليشيات الشيعية، ورفض القوى السنية أي دور في تحرير الموصل، يبقى الحشد عقبة ومفتاح الأزمة في الجهود العراقية والدولية؛ من أجل إنهاء احتلال تنظيم "داعش" لمدينة الموصل العراقية.
العبادي يؤكد المشاركة

ارئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي
من جانبه أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن قوات الحشد الشعبي ستشارك في العمليات العسكرية لتحرير الموصل ثاني أكبر مدن العراق من سيطرة تنظيم "داعش".
وقال العبادي خلال جلسة استضافته في مجلس النواب، أمس السبت: "ستشارك كل القطعات الأمنية والحشد الشعبي والعشائر بالتعاون مع إقليم كردستان في تحرير نينوي" ومركزها الموصل، مشيرًا إلى أنه "سيرفع العلم العراقي فيها قريبًا".
وفي وقت سابق من السبت أكد رئيس الوزراء العراقي أن "البعض يحاول الإيقاع بين الحشد والدولة متناسيا أن الحشد مؤسسة تابعة للدولة وتمويلها ووضعها تابع للدولة".
ويأتي إعلان العبادي في الوقت الذي تستمر فيه العمليات العسكرية للقوات العراقية بشقيها الأمني والعسكري وبمساندة عناصر الحشد الشعبي المؤلف من المتطوعين، في مناطق مختلفة من البلاد.
من جهتها، قالت كتلة ائتلاف "دولة القانون" التي ينتمي لها حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي، اليوم الأحد: "إن القائد العام للقوات المسلحة هو الشخص الوحيد المخول بتحديد الجهات الأمنية التي ستشارك في معركة تحرير الموصل".
وأضافت الكتلة: "قرار العبادي سيطبق رغم اعتراض بعض الأطراف السياسية، فتقديرات المعارك من اختصاص القائد العام للقوات المسلحة"، مؤكدًا أن "الحشد الشعبي سيشارك بالمعركة ولا تراجع في ذلك".
رفض سُنِّي

وأعلن اتحاد القوى السُّنِّية الممثل الشرعي للسُّنَّة في البرلمان العراقي، ليلة أمس رفضه إشراك الحشد الشعبي "فصائل شيعية موالية للحكومة" بمعركة استعادة السيطرة على مدينة الموصل (شمال) الخاضعة منذ صيف 2014 تحت سيطرة "الدولة".
وقال الاتحاد في بيان له عقب اجتماع لمكوناته أمس، إنه "تم الاتفاق نظرًا لخصوصية معركة تحرير نينوي في كونها ستكسر ظهر الإرهاب وتسجل نهاية للتنظيم الإرهابي فإن المجتمعين قرروا بالإجماع أن يتحمل أبناء نينوي الجهد الرئيس في العملية بالمشاركة مع الجيش وقوات البيشمركة والتحالف الدولي".
وأكد البيان "عدم الموافقة على مشاركة الحشد الشعبي في المعركة بشكل نهائي، وذلك أن نينوي محافظة غنية بطاقاتها البشرية، وأبناؤها يتحرقون شوقًا لتحرير محافظتهم والعودة إلى دورهم وحياتهم الطبيعية، وهم يمتلكون الحافز والدافع والمعنويات العالية للرد على الإرهابيين الذين كانوا السبب في معاناة غير مسبوقة لمواطني مدينتهم".
وأضاف المجتمعون أن "قرار إشراك الحشد الشعبي من شأنه أن يساعد عصابات داعش ويقويها على جعل المعركة ذات طابع طائفي يخدم دعايتهم السوداء؛ لذا ينبغي ألا تتوافر أية فرصة لداعش كي تستغلها".
وبدأت الحكومة العراقية الأسبوع الماضي التحشيد العسكري قرب مدينة الموصل ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها من قبضة "الدولة"، ووصل المئات من الجنود وناقلات الجند المدرعة، والدبابات، إلى قاطع مخمور الذي تتخذه قيادة عمليات نينوي مقرًّا بديلًا لها.
وتخضع مدينة الموصل لسيطرة التنظيم منذ يونيو 2014 بعد انهيار تام لقطعات الجيش العراقي والشرطة وفرار المئات من الجنود والضباط دون قتال.
الحشد.. سمعة سيئة

يأتي رفض القوى السُّنِّية لمشاركة "الحشد الشعبي" بسبب جرائمه السابق في حق أبناء الطائفة السنية في مدن عراقية تم تحريرها من "داعش" مثل مدينة تكريت، وحرق مساجد وتهدير أبناء الطائفة السُّنية في محافظة ديالي، وغيرها من المناطق المحررة التي تعرضت للتنكيل في جرائم سجلتها المنظمان الحقوقية المحلية والدولية.
وذكرت تقارير لمنظمات حقوقية دولية أن المناطق ذات الأغلبية السنية تعرضت لانتهاكات، قد يرقى بعضها إلى جرائم الحرب. كما أشارت إلى أن هناك هجمات على عدة مدن عراقية بدت وكأنها في إطار حملة تنفذها ميليشيات الحشد؛ من أجل ترحيل السكان من أماكن سكناهم.
وقد صدرت تصريحات لمسئولين أمريكيين، أبرزها تصريح لمدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السابق ديفيد بتريوس، أشار فيه إلى أن "خطر ميليشيات الحشد الشعبي أكبر من خطر تنظيم الدولة"، بسبب هول الفظاعات التي ارتكبتها بحق المدنيين من السنة.
وتطابقت روايات شهود عيان في أن قوات الحشد تتعامل مع السكان السنة في المناطق التي استول عليها تنظيم الدولة على أنهم "دواعش بالنوايا". وتشكلت قوات الحشد من متطوعين من الشيعة العراقيين بالأساس.
إلا أن الحكومة العراقية تلقي باللائمة على ما سمتها "عصابات" ترتكب جرائم لتنسبها إلى قوات الحشد الشعبي، التي تعمل تحت منظومة الأجهزة الأمنية والعسكرية العراقية.
المشهد الآن

إعلان مشاركة الحشد الشعبي في تحرير الموصل، قد يؤدي إلى نسف العملية بأكملها في ظل رفض القوي والطائفة السنية مشاركة الفصائل الشيعية والتي نظرًا لما ترتكبه من جرائم في حق أبناء الطائفة السنية، وهو مؤشر يؤكد على وجود ضغوط من القوى الشيعية وإيران على رئيس الوزراء حيدر العبادي لمشاركة ميليشيات "الحشد الشعبي" وهو مؤشر على خلق أزمة تهدد عملية التحرير وتطيل عمر بقاء تنظيم "داعش" في الموصل.