الجيش اليمني يضيق الخناق علي الحوثيين بصعدة.. وإيران تهدد بالتدخل العسكري
الأحد 21/فبراير/2016 - 09:56 م
طباعة

حققت القوات المشتركة في اليمن تقدمًا على جبهات عدة في طريقها إلى اقتحام صنعاء، فيما ردت القوات السعودية على قذائف أطلقتها ميليشيات الحوثي من عمق الأراضي اليمنية، وفي غضون ذلك، انسحب مسلحو تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب من مدينة أحور الساحلية في محافظة أبين، وسط تهديد إيران بالتدخل العسكري في اليمن لدعم الحوثيين.
الوضع الميداني:

أحرزت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، مدعومة بقوات التحالف في محافظة الجوف، تقدماً كبيراً في الطرق المؤدية إلى محافظة صعدة المعقل الرئيس للانقلابيين الحوثيين، بينما واصلت مقاتلات التحالف شن غاراتها على مواقع المتمردين في صنعاء ومأرب وصعدة والحديدة.
فيما تجري عمليات عسكرية شمال صنعاء في منطقة نهم باتجاه مديرية أرحب، بعد السيطرة على منطقة بران بالكامل، ووضعت قوات الشرعية في حال تأهب استعداداً لاقتحام العاصمة.
وحققت القوات المشتركة في اليمن تقدماً على جبهات عدة في طريقها إلى اقتحام صنعاء، فيما ردت القوات السعودية على قذائف أطلقتها ميليشيات الحوثي من عمق الأراضي اليمنية.
إلى ذلك شن طيران التحالف غارات ضد مواقع المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح في أطراف مديرية ميدي الواقعة غرب محافظة حجة.
كما قام الطيران المروحي التابع للتحالف بتمشيط مواقع ميليشيات الحوثيين والمخلوع في أطراف ميدي. في المقابل شنت ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح قصفا مدفعيًا على أحياء مدينة تعز، فيما أحبط الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هجوما عنيفا على الجبهة الشرقية للمدينة.
وفي محافظة تعز (275) كم جنوب العاصمة صنعاء، شن طيران التحالف أربع غارات جوية على مواقع الحوثيين وقوات صالح في مديرية "ذو باب"، غربي تعز، ومنطقة الشريجة، جنوب شرق مدينة تعز.
وتأتي هذه الغارات بالتزامن مع تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وسيطرتهم على عدد من المواقع الخاضعة لسيطرة الحوثيين وقوات صالح.
كما قصفت قوات المقاومة الشعبية، اليوم الأحد، مواقع مليشيات الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح في محافظة البيضاء، وسط اليمن، بحسب ما أفاد موقع "يمن برس".
وأوضحت مصادر أن المقاومة الشعبية قصفت بالأسلحة الثقيلة مواقع المليشيات الانقلابية بمنطقة الجماجم بآل حميقان، في مديرية الزاهر. وأشارت المصادر إلى أن منطقة آل حميقان تشهد اشتباكات عنيفة منذ الليلة الماضية بين المقاومة الشعبية ومليشيات الحوثي وصالح.
وفي سياق اخر، انسحب تنظيم القاعدة من مديرية أحور في محافظة أبين جنوب اليمن، بعد وساطة قادها زعماء قبليون.
وذكر موقع، أخبار أنصار الشريعة، التابع للتنظيم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن الانسحاب جاء بناء على اتفاق مع قبائل "أحور"، ويقضي بانسحاب مقاتليه مقابل تأمين الطريق.
وأضاف التنظيم، أن الاتفاق نص أيضاً على "منع نقاط التفتيش التي كانت المقاومة الشعبية الموالية للرئيس، عبد ربه منصور هادي، قد نصبتها في مديرية أحور".
إلى ذلك، ذكرت مصادر محلية أن قبائل باكازم، كبرى قبائل المدينة، كانت قد وجهت تحذيراً لمقاتلي القاعدة بالانسحاب من مدينتهم، تجنباً لاندلاع معارك، وأمهلتهم حتى صبيحة الأحد.
و كان مسلحو القاعدة قد سيطروا، فجر السبت، على مدينة، أحور الساحلية التي تربط بين، مدينتي زنجبار، عاصمة محافظة أبين، والمكلا، عاصمة محافظة حضرموت، شرقي البلاد، وانتشروا في شوارعها بعد اشتباكات قتل فيها 3 من مسلحي المقاومة الشعبية الموالية للشرعية وللرئيس هادي.
الوضع الاقتصادي:

وعلى صعيد آخر أكدت مصادر في المصرف المركزي اليمني، عجز المصرف عن تغطية واردات البلاد من السكر والأرز بالعملة الصعبة، بالإضافة إلى المشتقات النفطية، ما ينذر بمزيد من تفاقم الأوضاع المعيشية في البلاد التي تعاني ظروفا صعبة بسبب الحرب.
وأوضحت أن المصرف لم يعد قادراً على توفير غطاء للواردات بسعر الصرف الرسمي، وطلب من التجار شراء العملة الأجنبية من السوق السوداء حيث يبلغ سعر الصرف 256 ريالا للدولار.
وتراجع احتياطي اليمن من النقد الأجنبي إلى 2.3 مليار دولار في ديسمبر 2015، مقابل 4.2 مليارات دولار في فبراير من نفس العام، وتتضمن الاحتياطات وديعة بقيمة مليار دولار قدمتها السعودية لليمن في عام 2012.
ويعاني اليمن وهو منتج صغير للنفط، ضائقة مالية بسبب الحرب وتوقف إنتاج وتصدير النفط، وتوقف الإيرادات الجمركية، وتفاقمت المشكلة مع استنزاف جماعة الحوثيين المسلحة لما تبقى من موارد البلاد وتسخيرها للمجهود الحربي، الأمر الذي أدى إلى انخفاض وتراجع الاحتياطي النقدي الأجنبي للبلاد.
وسجل الريال اليمني، منذ أواخر أكتوبر الماضي، أدنى مستوى له أمام الدولار، حيث هوى إلى 270 ريالاً، بسبب امتناع المصارف الحكومية عن صرف الدولار واليورو.
وألزم المركزي جميع المصارف بمنع التعامل بالدولار، لمنع انهيار العملة المحلية. وأبلغت المصارف عملاءها بعدم وجود دولارات لديها أو لدى المصرف المركزي.
وحذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) من أزمة كبيرة قائلة إن المجاعة تلوح في الأفق، حيث يعاني أكثر من نصف السكان أو نحو 14.4 مليون نسمة من نقص الغذاء وانعدام الأمن الغذائي من بينهم أكثر من سبعة ملايين يواجهون انعداما حادا للأمن الغذائي.
المشهد الإقليمي:

من جانبه كشف وزير الخارجية السوداني إبراهيم الغندور عن أن العمليات العسكرية السودانية ما زالت مستمرة في اليمن ضمن عمليات التحالف العربي، والتي تقودها السعودية منذ شهر مارس الماضي، لإعادة الشرعية.
وقال وزير الخارجية السوداني لـموقع "24 الإماراتي"، :" هالعمليات العسكرية السودانية ضمن عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية مستمرة في اليمن، وقد بدأت قبل نحو عام بطلب من الحكومة اليمنية نفسها، وليس من الدول التي تقود التحالف فقط، وهناك قوات سودانية في محافظة عدن تعمل على تدريب الجيش الوطني اليمني بطلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي ولدينا طائرات وقوات عسكرية على الأرض في المدن اليمنية".
وأضاف الغندور أن:" القوات السودانية اليمنية تعمل على مراقبة الحدود البحرية، والتنسيق المشترك مع دول التحالف لصد أي هجمات من قبل جماعة الحوثي على الأماكن اللوجستية الهامة في اليمن، حتى يتم استعادة كافة الأراضي والمناطق من الميليشيات الحوثية".
فيما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية اليوم الأحد عن قيادة الجيش الاماراتي قولها، بأن جندياً ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية قُتل.
وقالت إن الجندي عبيد سالم البدواوي قُتل «في حادث تدهور آليته العسكرية خلال أدائه واجبه الوطني أثناء تواجده في المملكة العربية السعودية الشقيقة».
الحضور الإيراني:

وفي سياق متصل، قالت إيران إنها تستعد للتدخل رسمياً في اليمن، بدعم من روسيا، على غرار ما حدث في سوريا والعراق، بحسب ما صرح به علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي.
ونقلت وكالة «نادي الصحفيين الإيرانيين»، التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، أمس السبت، عن ولايتي، قوله إن إيران ستتدخل في اليمن بدعم روسي، «على غرار ما حدث من تعاون روسي- إيراني في سوريا والعراق».
وأكد ولايتي أن «هناك تحولاً غير مسبوق في التنسيق بين إيران وروسيا، ولن يقتصر على سوريا، وأن رقعة هذا التعاون بالإضافة إلى العراق ولبنان، ستمتد إلى اليمن أيضًا».
وتدعم طهران، الانقلاب الذي نفذته جماعة «الحوثي» المسلحة في اليمن، بالتعاون مع الرئيس السابق «علي عبد الله صالح»، منذ سبتمبر 2014، على الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته.
وكانت هيئة خبراء الأمم المتحدة، قد كشفت في وقت سابق، أن إيران ترسل السلاح للحوثيين على الأقل منذ 2009، وأنه تم رصد إرسال طهران 6 سفن شحن محملة بالأسلحة إلى اليمن.
المشهد اليمني:
بعد مرور 4 سنوات على تولي عبدربه منصور هادي مقاليد الحكم في اليمن، والذي يشهد معركة استرداد صنعاء من مليشيات الحوثيين، تتأزم الأوضاع الاقتصادية للبلاد، مع تراجع فرص الحل السياسي .