بعد الاستيلاء علي ولاية هملند.. طالبان تستعيد كنز المخدرات الأفغاني

الإثنين 22/فبراير/2016 - 01:10 م
طباعة بعد الاستيلاء علي
 
تمكنت حركة طالبان من الاستيلاء على ولاية هلمند جنوب أفغانستان، والتي تعد من أهم الولايات الأفغانية التي تنتج المخدرات، وهو ما يعد عودة مصدر الدخل الرئيسي للحركة لتمويل عملياتها العسكرية في البلاد، من خلال تجارة المخدرات.

ولاية المخدرات

ولاية المخدرات
فقد أحكمت حركة «طالبان» الأفغانية سيطرتها على مديرية قلعة موسى في ولاية هلمند (جنوب) بعد انسحاب القوات الحكومية منها. إثر شهور من الاشتباكات العنيفة حتمت إرسال الولايات المتحدة أخيراً مئات من الجنود إليه لمساعدة القوات الحكومية وتدريبها، وليس للقتال.
وستعزز السيطرة على قلعة موسى ومناطق أخرى في هلمند قبضة الحركة على الولاية الأغنى والأكثر موارد على صعيدي الزراعة والمخدرات. كما أن استيلاءها على آليات مدرعة للأفراد وجرافات ومعدات أخرى تركتها القوات الحكومية في روشان تاور، وتسع نقاط تفتيش أخرى، سيزيد قوتها العسكرية ويجعلها غير مقتنعة بالجلوس إلى طاولة المفاوضات وفق خريطة طريق أعدتها دول أفغانستان وباكستان والصين والولايات المتحدة في إسلام آباد أخيراً. وستعقد الجولة الرابعة من المفاوضات التمهيدية للحوار بين كابول و«طالبان» الثلاثاء المقبل، من دون حضور ممثلي الحركة.
وأوضح محمد معين فقير، قائد الفيلق رقم 215 في الجيش الأفغاني، أن القوات تلقت أوامر بالانسحاب من روشان تاور، قاعدتها الرئيسية في قلعة موسى، ومن نقاط تفتيش أخرى لتعزيز منطقة غيرشيك التي تقع على الطريق السريع رقم واحد الذي يربط كابول بالجنوب والغرب.
وتابع: «لم يكن وجودهم في المنطقة يعني شيئاً. سنستخدمهم في المعركة مع الأعداء في أجزاء أخرى من هلمند».
وقلعة موسى منطقة ذات طبيعة جافة لا يعيش فيها أناس كثيرون. وحاربت القوات البريطانية والأمريكية للسيطرة عليها بين عامي 2006 و2008، لكن خسارتها قد تجلب خسائر في أماكن أخرى بينها سانغين التي تتمسك بها القوات الحكومية.
وولاية هلمند إحدی المحافظات الـ 34 بأفغانستان تقع جنوبي البلاد على الحدود مع باكستان. عاصمتها لشكر كاه وسكانها حوالي 745,000 نسمة ومساحتها 58,584 کيلو متر مربع. يشکل البشتون الأکثرية فيها بالإضافة إلی أقلية بلوشية. 

كنز هملند

كنز هملند
تعد حركة طالبان من أبرز الجماعات المسلحة التي تعتمد على المخدرات في تمويل مصادرها؛ حيث تُعْتبر أفغانستان الموطن الأول لزراعة الأفيون في العالم.
وذكر تقرير جديد للأمم المتحدة أن اعتماد طالبان على الابتزاز والخطف إلى جانب تجارة المخدرات وأنشطة أخرى غير قانونية؛ جعل من الجماعة- التي تحركها عقيدة دينية- تشكيلًا إجراميًّا جشعًا.
وكشف التقرير السنوي لفريق تابع للأمم المتحدة مكلف بالدعم التحليلي ومتابعة العقوبات، أن حركة طالبان تجمع ما بين 7 و8 ملايين دولار شهريًّا من تجارة المخدرات.
وذكر التقرير أن إقليم "هلمند" يعد أكبر منطقة منتجه للأفيون في أفغانستان وتم زراعة نحو 100 ألف هكتار بالخشخاش في 2013، كما وصل تصل حصيلة محصول الخشخاش إلى 50 مليون دولار سنويًّا.

تمدد طالبان

تمدد طالبان
سهَّلت السيطرة على قلعة موسى استيلاء حركة طالبان على مناطق أخرى، فقد صرح عبدالمجيد أخوند زاده، وهو نائب لعضو في مجلس الإقليم، أنه: «بعدما انسحبت القوات الحكومية من قلعة موسى سنشاهد سقوط كاجاكي وغيرشيك وسانغين في القريب العاجل».
وأفادت «طالبان» بأنها سيطرت على آليات مدرعة للأفراد وجرافات ومعدات أخرى تركتها القوات في روشان تاور، وتسع نقاط تفتيش أخرى.
وأثار الانسحاب تكهنات بين مسئولين محليين بأن الحكومة توصلت إلى ترتيب مع «طالبان»، لكن عبدالجبار كهرمان المبعوث الرئاسي لشئون الأمن في هلمند نفى أي معاهدة من هذا النوع، مشدداً على أنه «لا جدوى من مواصلة القتال في المنطقة».
ويقدّر مسئولون أمريكيون هيمنة «طالبان» أو تهديدها نحو ثلث أفغانستان، مع سيطرتها بالكامل على 4 مناطق على الأقل. لكنها لا تسيطر على عواصم إقليمية، بالرغم من أنها احتلت مدينة قندوز الشمالية لأيام العام الماضي.

المشهد الآن

المشهد الآن
سيطرة حركة طلبان على هملند، يفتح الباب أمامها للسيطرة على تجارة الأفيون في المنطقة والعالم، كما يمهد لها السيطرة على مناطق واسعة بجنوب أفغانستان بما يعضد من مكانتها في أي عملية سلام قادمة مع حكومة الرئيس أشرف غني خلال الجولة الرابعة من المفاوضات التمهيدية للحوار بين كابول و«طالبان» التي ستعقد غدًا الثلاثاء، بما يجعلها في موضع مميز وقوي يجعلها تفرض شروطها على طاولة المفاوضات.

شارك