هادي يرفض تسليم صنعاء لـ"طرف ثالث".. ومؤتمر الدوحة يبحث الوضع الإنساني
الإثنين 22/فبراير/2016 - 06:39 م
طباعة

رفضت الحكومة الشرعية في اليمن، مقترحاً تقدم به ناشطون يمنيون لتسليم صنعاء إلى طرف ثالث، فيما تواصل قوات الجيش المقاومة التقدم في عدة جبهات، مع تدهور الوضع الامني في عدن.
الوضع الميداني:

جددت مقاتلات التحالف العربي أمس استهداف معسكرات ومواقع مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح في محيط صنعاء ومحافظات صعدة وحجة ومأرب، في وقت أكدت مصادر المقاومة الشعبية والجيش الموالي للحكومة الشرعية أن قواتهما المشتركة استعادت مركز مديرية «ذو باب»، شمال باب المندب كما أحرزت تقدماً جديداً في شمال لحج وفي جبهات تعز والجوف.
ميدانياً، أفادت مصادر عسكرية وشهود أن طيران التحالف «شن سلسلة غارات استهدفت معسكر العرقوب في مديرية خولان، جنوب شرقي العاصمة، ومنطقة «الأعروش» المجاورة، كما طاولت قاعدة الديلمي الجوية، ومعسكري «الصمع والفريجة» في مديرية أرحب في الضواحي الشمالية.
وتهدف غارات التحالف إلى تدمير الخطوط الدفاعية لمسلحي الجماعة وحلفائها في محيط صنعاء، وقطع خطوط الإمداد، بالتزامن مع المعارك المستمرة التي تخوضها القوات المشتركة ضد الانقلابيين عند المدخل الشمالي الشرقي للعاصمة في جبال مديرية نهم الاستراتيجية.
وأفادت مصادر محلية بأن «غارات أخرى استهدفت مواقع المتمردين في محافظتي حجة وصعدة، بخاصة المديريات الحدودية في مناطق حرض وميدي وبكيل المير والظاهر ورازح وعبس».
في الجبهة الجنوبية، شمال محافظة لحج، أفادت مصادر المقاومة أنها قتلت سبعة حوثيين، على الأقل، في معارك دارت شرق منطقة «كرش» بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي متبادل. وأضافت أن القوات المشتركة تقدمت شمال غربي «كرش» وسيطرت على «منطقة السفيلى وتبة روان الحويمي»، بعد مواجهات قتل فيها أحد المقاومين وجرح قائدها الميداني. وفي مديرية «ذو باب» التابعة لمحافظة تعز، شمال باب المندب، أكدت مصادر المقاومة والجيش الوطني استعادة مركز المديرية الذي سيطر عليه الحوثيون قبل يومين وواصلت تقدمها شمالاً إلى أطراف معسكر "العمري"، تحت غطاء جوي من مقاتلات التحالف ومروحيات «أباتشي».
على صعيد منفصل، أفادت مصادر محلية في محافظة أبين الجنوبية التي يسيطر «القاعدة» على معظم مدنها أن وساطة قبلية نجحت أمس في إبرام اتفاق بين التنظيم ومسلحي قبائل «باكازم» الموالين للحكومة، قضى بانسحاب عناصر التنظيم من مدينة «أحور» الساحلية، غداة سيطرتهم عليها مقابل عدم التعرض لمسلحيه أثناء انتقالهم عبر «أحور» على الطريق بين الساحل الجنوبي، على البحر العربي، حيث محافظات حضرموت وأبين وعدن.
وفي المكلا، عاصمة حضرموت، التي يسيطر عليها «القاعدة»، منذ قرابة عام، كشفت مصادر محلية أن مسلحيه اعتقلوا ليل السبت الماضي العقيد علي سالم باراس الذي عينه الرئيس عبدربه منصور هادي رئيساً لعمليات «اللواء ٢٧» واقتادوه إلى مكان مجهول.
إلى ذلك، أكد شهود أن اشتباكات اندلعت أمس في مديرية المنصورة بين قوات حكومية ومسلحين يعتقد بأنهم من الجماعات المتطرفة، شمال عدن، أدت إلى قطع الطريق في منطقة «كالتكس»، وتضاربت الأنباء في أسباب الاشتباكات، لكن مصادر أمنية أفادت بأنها بدأت إثر محاولة المسلحين اقتحام ميناء الحاويات و«المنطقة الحرة».
كما تمكنت القوات السعودية، أمس الأحد، من القضاء على عدد من عناصر مليشيات الحوثي وصالح، حاولت التسلل إلى الأراضي السعودية عبر الحدود المشتركة مع اليمن.
وذكرت قناة "الإخبارية" السعودية أنه "تم القضاء على 18 حوثياً في منطقة نجران". وأشار مراسل القناة إلى أن "الحوثيين حاولوا التسلل عبر قطاعي سقام والخضراء".
الوضع الأمني في عدن:

اغتال مسلحون مجهولون يوم الاثنين، لواء في الجيش اليمني، وضابطًا في الأمن السياسي كان برفقته بالمدينة.
وقالت مصادر أمنية لـ"المصدر أونلاين" اليمني، إن مسلحين مجهولين على متن سيارة أطلقوا وابلاً من الرصاص على سيارة اللواء عبدربه حسين الاسرائيلي قائد محور أبين، في منطقة "الممدارة" شرق مدينة الشيخ عثمان بمحافظة عدن.
وذكر المصدر أن اللواء الاسرائيلي، قتل على الفور إضافة إلى مقتل نائب مدير جهاز الأمن السياسي في المنصورة جعبل علوي، الذي كان برفقته.
كما اعلنت شركة الخطوط الجوية اليمنية تعليق رحلاتها إلى مدينة عدن، بعد أسابيع من استئنافها، وذلك بالتزامن مع قرار لقيادة التحالف العربي الذي تقوده السعودية بإغلاق المطار بشكل رسمي بدءًا من أمس الأحد حتى إشعار آخر، لمواجهة التهديدات الأمنية.
وأضاف «قرار الإغلاق اتخذ كخطوة احترازية لمواجهة التهديدات الأمنية رغم توفر قوة كبيرة قادرة على حماية المطار وتأمين نشاطه الملاحي والتجاري».
وتشهد مدينة عدن انفلاتاً أمنياً وازدياد عمليات الاغتيالات التي تستهدف قيادات أمنية وعسكرية، في ظل توتر أمني، وغياب الحكومة عن المشهد.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، رفضت الحكومة الشرعية في اليمن، مقترحاً تقدم به ناشطون يمنيون لتسليم صنعاء إلى طرف ثالث يتعارف عليه اليمنيون بـ"الرماديون" لعدم وضوح توجههم السياسي ووجود دلائل على ارتباطهم بالحوثيين.
وقال وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، إنه لا يوجد طرف محايد حالياً، وإن الشعب انقسم إلى مؤيدين للشرعية وموالين للتمرد، وإن الحياد في هذه الحالة دليل على السلبية.
وأكدت الحكومة اليمنية رفضها العرض الذي يعني الموافقة على إفراغ القرار الدولي رقم 2216 من محتواه، والالتفاف على قوانين الشرعية الدولية، ووفقاً لصحيفة "الوطن" السعودية أشار "المخلافي" إلى أنه ليس أمام الانقلابيين سوى الاستجابة لرأي العقل والمنطق، وتسليم السلطة للحكومة الشرعية، بقيادة الرئيس هادي.
الوضع الإنساني:

وعلي صعيد الوضع الانساني، بدأت في الدوحة، صباح الاثنين، أعمال مؤتمر الأزمة الإنسانية في اليمن الذي تنظمه جمعية قطر الخيرية تحت شعار "الأزمة الإنسانية في اليمن وتحديات وآفاق الاستجابة الإنسانية".
ويعد هذا الحدث الذي تشارك فيه 90 منظمة إنسانية ودولية وإقليمية وعدد من الشبكات الدولية، فضلاً عن 150 خبيراً في قطاعات إنسانية متعددة كالتعليم والصحة والمياه والإصحاح البيئي وسبل العيش والتمكين الاقتصادي، أول مؤتمر إقليمي دولي حول الوضع الإنساني المتردي في اليمن.
وتسعى جمعية قطر الخيرية، من خلال أعمال المؤتمر، لتوحيد رؤى الشركاء الفاعلين بخصوص الأزمة الإنسانية في اليمن، وتبادل المعلومات، وتعزيز آليات المتابعة المتعلقة بتحديد الاحتياجات الماسة لملايين المواطنين اليمنيين، فضلاً عن إطلاق مجموعة من المبادرات الإنسانية، في ختام المؤتمر يوم الأربعاء المقبل، لجمع التمويل اللازم لتغطية الاحتياجات الملحة للمتضررين اليمنيين.
المشهد اليمني:
بعد مرور 4 سنوات على تولي عبدربه منصور هادي مقاليد الحكم في اليمن، والذي يشهد معركة استرداد صنعاء من مليشيات الحوثيين، تتأزم الأوضاع الاقتصادية للبلاد، مع تراجع فرص الحل السياسي.