واشنطن تلوِّح بحلول عسكرية كبديل للهدنة.. واشتداد المعارك بين الجيش السوري وداعش

الثلاثاء 23/فبراير/2016 - 08:36 م
طباعة واشنطن تلوِّح بحلول
 
كيري ولافروف ومباحثات
كيري ولافروف ومباحثات مستمرة
في ضوء المحاولات المستمرة لإنجاح هدنة وقف إطلاق النار في سوريا التي تم الاعلان عنها بموجب اتفاق أمريكي روسي، أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الولايات المتحدة ستعلم في غضون أيام ما إذا كان الوقف المقترح للاقتتال في سوريا اعتبارا من يوم السبت سيتماسك وإنه إذا لم تتكشف عملية انتقال سياسي في سوريا فهناك خيارات لخطة بديلة، والبرهان سيظهر في الأفعال التي ستحدث في الأيام القادمة."
أضاف كيري بقوله " سنعلم خلال شهر أو اثنين ما إذا كانت عملية الانتقال هذه جادة، وسيتعين على الرئيس السوري بشار الأسد اتخاذ بعض القرارات الحقيقية بشأن تشكيل عملية حكم انتقالي حقيقية. إذا لم يحدث هذا، فهناك بالتأكيد خيارات لخطة بديلة قيد الدراسة، وإنه ربما يكون من الصعب إبقاء سوريا موحدة إذا استغرق إنهاء القتال فترة أطول.
أوضح كيري أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في جلسة بشأن طلب الميزانية السنوية للوزارة "ربما يفوت الأوان لإبقاء سوريا موحدة إذا انتظرنا فترة أطول،  وحتى إذا سيطرت القوات المدعومة من روسيا على مدينة حلب فمن الصعب الاحتفاظ بأراضٍ في سوريا.
ويرى محللون أن حديث كيري عن البدائل الأخرى في حل فشل الحلول السياسية، توضح أن لواشنطن خطط طوارئ غير محددة يعتقد أنها تشمل العمل العسكري. 
من ناحية أخرى كشف الكرملين عن بنود اتفاق وقف إطلاق النار، والإشارة إلى أن روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية، بصفتهما رئيسين مشاركين للمجموعة الدولية لدعم سوريا، وسعيا لتحقيق تسوية سلمية للأزمة السورية مع الاحترام الكامل للدور الرئيس لمنظمة الأمم المتحدة، عازمتان تماما على تقديم أقوى عون ممكن لوقف الأزمة في سوريا وخلق الظروف لعملية انتقال سياسية ناجحة بقيادة السوريين أنفسهم وبدعم من الأمم المتحدة وذلك لتأمين تطبيق تام لبيان ميونخ الصادر عن المجموعة الدولية لدعم سوريا في 11 فبراير 2016، وقرار مجلس الأمن رقم 2254، وإعلان فيينا لعام 2015 وبيان جنيف لعام 2012، وأنه من أجل تطبيق قرارات المجموعة الدولية لدعم سوريا المتخذة في 11 فبراير، فإن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بصفتهما رئيسين مشاركين للمجموعة الدولية لدعم سوريا وكذلك مجموعة عمل وقف إطلاق النار، تعلنان في 22 فبراير، عن تبني شروط وقف الأعمال القتالية في سوريا والمرفقة بهذا البيان، والتي تحمل اقتراح وقف الأعمال القتالية في 27 فبراير 2016.
داعش سوريا يتوغل
داعش سوريا يتوغل
وأكدت الرئاسة الروسية أن وقف الأعمال العسكرية يسري على أطراف النزاع السوري التي أعلنت عن التزامها بتطبيق هذا القرار وتبني شروطه. ووفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وإعلان المجموعة الدولية لدعم سوريا، فإن وقف الأعمال القتالية لا ينطبق على "تنظيم داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها من المجموعات الإرهابية المحددة من قبل مجلس الأمن، وأنه على جميع الأطراف المشاركة في الأعمال العسكرية في سوريا، سواء ضمن القوات المسلحة أو المجموعات المسلحة، ما عدا "تنظيم داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها من المجموعات الإرهابية التي حددها مجلس الأمن الدولي، أن تبلغ روسيا الاتحادية أو الولايات المتحدة الأمريكية، بصفتهما رئيسين مشاركين للمجموعة الدولية لدعم سوريا عن التزامها بتطبيق وتبني شروط وقف الأعمال القتالية في موعد لا يتعدى يوم 26 فبراير 2016، ومن أجل تحقيق وقف الأعمال القتالية بشكل يساعد على تعزيز الاستقرار وتأمين حماية لتلك الأطراف التي تشارك في هذه العملية، فإن روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية مستعدتان للبدء بعمل مشترك لتبادل المعلومات مثل البيانات الشاملة لتعيين حدود الأراضي التي تعمل ضمنها المجموعات التي أعلنت عن التزامها بتطبيق وتبني شروط وقف الأعمال القتالية وتعيين منسقين من كل جانب بهدف تأمين اتصال فعال، ووضع الآليات الضرورية للحيلولة دون تعرض الأطراف المشاركة في وقف الأعمال القتالية وكذلك غيرهم من المشاركين في وقف الأعمال القتالية لهجمات القوات المسلحة الروسية والتحالف ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والقوات الحكومية السورية المسلحة وغيرها من القوى الداعمة لها .
وينص الاتفاق على أن جميع الأعمال القتالية بما في ذلك الضربات الجوية التي تنفذها القوات المسلحة للجمهورية العربية السورية والقوات المسلحة الروسية والتحالف ضد داعش والذي تترأسه الولايات المتحدة، ستستمر ضد "تنظيم داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها من المنظمات التي حددها مجلس الأمن الدولي على أنها منظمات إرهابية. إضافة إلى ذلك فإن روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية ستعملان معًا وكذلك مع الأعضاء الآخرين لمجموعة عمل وقف الأعمال القتالية لكي تقوم حسب الضرورة ووفقا لقرار المجموعة الدولية لدعم سوريا الصادر عن 11 فبراير 2016 على تعيين حدود الأراضي التي يسيطر عليها "تنظيم داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها من المنظمات المحددة من قبل مجلس الأمن الدولي على أنها إرهابية والمستثناة من وقف الأعمال القتالية.
ونص الاتفاق أيضا على أن  المهام الرئيسة لمجموعة العمل، والمثبتة في بيان المجموعة الدولية لدعم سوريا الصادر في 11 فبراير تتضمن عددًا من البنود ومنها، تعيين حدود الأراضي التي يسيطر عليها "تنظيم داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها من المنظمات التي حددها مجلس الأمن الدولي على أنها إرهابية، وتأمين اتصال بين جميع الأطراف بهدف دعم الالتزام بنظام وقف الأعمال القتالية ونزع فتيل التوتر على وجه السرعة، وحل الخلافات المتعلقة بالاتهامات بعدم الامتثال لنظام وقف الأعمال القتالية، إلى جانب إبلاغ الوزراء أو المعينين من قبلهم حول الإخلال المستمر من قبل أي طرف كان لنظام وقف الأعمال القتالية وذلك لاتخاذ قرار حول الإجراءات المناسبة، بما في ذلك استثناء هذه الأطراف من دائرة المشاركين في الاتفاق حول وقف الأعمال القتالية وإلغاء أعمال الحماية بحقهم.
وأكد الاتفاق على أن كلًا من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية تدعوان جميع أطراف الأزمة السورية ودول المنطقة وغيرها من ممثلي المجتمع الدولي، لدعم الجهود للوقف الفوري للعنف وإراقة الدماء في سوريا، والإسهام في تنفيذ سريع وحقيقي وناجح لعملية الانتقال السياسي، من خلال الدور التنسيقي للأمم المتحدة بما يتناسب مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وبيان المجموعة الدولية لدعم سوريا، الصادر في 11 فبراير، وإعلان فيينا الصادر عن المجموعة الدولية لدعم سوريا لعام 2015، وكذلك بيان جنيف لعام 2012.
وحول شروط وقف الأعمال القتالية في سوريا، أكد الاتفاق انه يجب أن يسري وقف الأعمال القتالية في سائر أراضي الدولة على جميع الأطراف المشاركة في الوقت الحاضر في الأعمال القتالية في سوريا، سواء ضمن القوات المسلحة أو المجموعات المسلحة، باستثناء "تنظيم داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها من المنظمات الإرهابية التي حددها مجلس الأمن الدولي، والالتزام التام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، والمتخذ بالإجماع في 18 ديسمبر 2015، بما في ذلك الاستعداد للمشاركة في عملية المفاوضات السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة، مع وقف تنفيذ الضربات بأي نوع من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ ومدافع الهاون والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ضد قوات الجمهورية العربية السورية المسلحة والقوى الداعمة لها، والامتناع عن كسب الأراضي وعن السعي لكسب الأراضي التي تشغلها الأطراف الأخرى المشاركة في وقف الأعمال القتالية، إلى جانب السماح للمنظمات الإنسانية بوصول سريع وآمن وخال من العقبات ودائم إلى الأراضي الواقعة تحت سيطرة عملياتها، وكذلك تهيئة الظروف لإيصال المساعدات الإنسانية فورًا إلى جميع المحتاجين.
وتمت الإشارة أيضًا إلى أنه على جميع الأطراف أن تتعهد بالالتزام بالشروط اللاحقة لإطلاق سراح المعتقلين بأسرع وقت، وخصوصا النساء والأطفال، كما أنه يمكن لأي طرف أن يبلغ مجموعة العمل عن معلومات حول خرق أو احتمال خرق نظام وقف الأعمال القتالية، من خلال التوجه إلى مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا أو إلى الرئيسين المشاركين، وسيؤمن مكتب المبعوث الخاص والرئيسان المشاركان اتصالا دائما فيما بينهما وبين الأطراف الأخرى، وسيعلمان الرأي العام كيف يمكن لأي طرف من الأطراف إبلاغ مجموعة العمل عن الانتهاكات، وتؤكد كل من روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية، بصفتهما رئيسين مشاركين، على أن عملية وقف الأعمال القتالية ستراقب بحيادية وشفافية وتحت تغطية إعلامية واسعة.
وعلى صعيد المعارك العسكرية، بدأ الجيش السوري معاركه في ريف حماه الشرقي وريف حلب الشرقي تمهيدًا للمعركة الكبرى في محافظة الرقة - معقل تنظيم "داعش"،، حيث تتمتع محافظة حماة بأهمية كبيرة بالنسبة لدمشق بسبب ملاصقتها لثلاث محافظات استراتيجية اللاذقية غربا، إدلب شمالا، الرقة في الشمال الشرقي، فضلا عن توزع ثلاث قوى رئيسة فيها الجيش في الوسط، فصائل المعارضة في الشمال والجنوب والغرب إلى حد ما، و"داعش" في الشرق.
ويرى محللون أنه يمكن من سير معارك الجيش معرفة الاستراتيجية العسكرية لدمشق في الشمال الغربي لسوريا، فبعد السيطرة على ريف اللاذقية الشمالي وأجزاء مهمة من ريف حلب الجنوبي، كان من المتوقع فتح معركة إدلب - معقل "جيش الفتح"، لكن الجيش انتقل إلى الريف الشمالي لحلب، والريف الشرقي لحماة، في مؤشر على تأجيل معركة إدلب، والاستعداد لمعركة الرقة، التي بدأت تتخذ أهمية كبيرة، تتجاوز مسألة "داعش" بعد الحديث عن تدخل عسكري إقليمي في الشمال، على الرغم من النفي التركي لذلك.
معارك الجيش السوري
معارك الجيش السوري مستمرة
بينما زعم تنظيم داعش سيطرته على بلدة خناصر الاستراتيجية جنوبي حلب، في وقت قصف فيه محافظة دير الزور، موقعاً ضحايا بين المدنيين، وسيطر مسلحو داعش على كامل بلدة خناصر في ريف حلب الجنوبي، حيث اقتحموها وخاضوا معارك عنيفة جداً مع قوات الجيش السوري.
كان التنظيم قد شن هجوماً مباغتاً وواسعاً مكّنه من قطع طريق إمداد قوات الجيش الحكومي الوحيد إلى مدينة حلب، وإطباق حصاره على بلدة خناصر الاستراتيجية وكتيبة الدفاع الجوي، والتقدم نحو أجزاء من الكتيبة وعدد من الحواجز المحيطة بالبلدة، بعدما سيطر من الجهة الشمالية على قرى وبلدات الشلالة والطويلة والهواز والروهيب والراهب ورسم الحمد والقرع، الواقعة على الطريق الواصل بين خناصر ومدينة السفيرة في ريف حلب الشرقي.
يذكر أن الجيش السوري يشن منذ حوالى ثلاثة أسابيع هجوما واسعا في ريف حلب الشمالي، حيث نجح بانتزاع مناطق عدة من ايدي الفصائل اللمقاتلة وبفرض حصار شبه كامل على الأحياء الشرقية لمدينة حلب.

شارك