مفاوضات جديدة بين حكومة كابول وطالبان.. هل يشهد مارس ربيع سلام في أفغانستان؟

الأربعاء 24/فبراير/2016 - 01:15 م
طباعة مفاوضات جديدة بين
 
وسط تشديد الإجراءات الأمنية والتدابير اللازمة انطلقت الثلاثاء 23 فبراير 2016، أعمال الاجتماع الرباعي الرابع في العاصمة الأفغانية كابول لمناقشة مستجدات المصالحة وبحث سبب المباحثات المباشرة مع المجموعات المسلحة، في حين لا تزال تؤكد طالبان على شروطها المسبقة قبل الخوض في المباشرات المباشرة مع الحكومة الأفغانية، مع استمرار تقدم الحركة ميدانيًّا.

موعد المفاوضات

موعد المفاوضات
في ختام الاجتماع أعلن مسئولون من الولايات المتحدة والصين وباكستان، أنه من المتوقّع أن تبدأ محادثات سلام مباشرة بين الحكومة الأفغانية ومسئولي حركة طالبان بداية مارس المقبل.
ووافقت باكستان على استضافة المحادثات، بحسب بيان مشترك أصدرته أفغانستان وشركاؤها الثلاثة في "مجموعة التنسيق الرباعية" عقب اجتماعها في كابول.
وقال البيان: "إن الدول الأربع تدعو "طالبان" بأكملها وجميع الجماعات إلى المشاركة بممثلين مخولين من قبلهم في الجولة الأولى من محادثات السلام المباشرة مع الحكومة الأفغانية، والمتوقع أن تجري في الأسبوع الأول من آذار 2016".
وانطلقت سلسلة الاجتماعات الرباعية لأول مرة في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، حول عملية السلام الأفغانية في 11 من يناير 2016م، والتي شارك فيها مندوبون من أفغانستان وباكستان وأمريكا، والصين لمناقشة إطار عملي للوصول إلى السلام والمصالحة في أفغانستان وتمت الموافقة في هذه الجلسة على إجراء هذه المحادثات بطريقة منتظمة.
فيما انعقد الجلسة الثانية من هذه السلسلة التفاوضية وبمشاركة ممثلي نفس الدول في 18 من يناير في كابول، والتي تناولت المفاوضات المباشرة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، بينما كانت الجولة الثالثة في 6 من فبراير الجاري في العاصمة الباكستانية إسلام آباد والتي توصل فيها المشاركون إلى الاتفاق لمناقشة مباحثات الصلح في الجولة القادمة المقرر انعقادها في 23 من الشهر الجاري في كابول وتهدف هذه المحادثات إلى تهيئة الأجواء لبدء مفاوضات مباشرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان.

وفد الحكومة

وفد الحكومة
من جانبه أكد مسئولون في الحكومة الائتلافية في مراسم التعريف برئيس مجلس السلام العالي ونائبيه الستة الذين عرضتهم الحكومة رسمياً يوم الثلاثاء على استقلالية المجلس وقالت: "إن عملية المصالحة تتمتع بالدعم العالمي".
وعرض رئيس الحكومة الائتلافية ورئيس سلطتها التنفيذية يوم أمس الثلاثاء في مراسم تعريفية رئيس المجلس سيد أحمد جيلاني ومحمد کريم خليلي وحبيبه سرابي، وعطاء الرحمن سليم والمولوي خبير أوشقوند، وعزيز الله دين محمد والمولوي عبد الکريم خدام نائبين له.
ورئيس رئيس الحكومة أشرف غني بحضور رئيس التنفيذية جدد تأكيده على أن الحكومة والشعب الأفغاني يؤمنان بالصلح، ويوجد إجماع وطني بهذا الشأن في البلاد، وأشاد بدور العلماء الذين يحثون الشعب على المصالحة.
وأضاف الرئيس الأفغاني الذي أكد أن عملية المصالحة الوطنية ليست عملية وطنية فقط، وإنما هي قضية إقليمية ودولية أن المجلس العالي للصلح تم تكوينه بهدف المصالحة الوطنية والإجماع العام .
وفي المقابل قال رئيس السلطة التنفيذية عبدالله عبدالله في طي حديثه: "إن الصلح بالعزة والدائم من آمال الشعب الأفغاني، وهو ليس مدعومًا من قبل الأفغانيين فقط وإنما من قبل الأسرة الدولية وهو ملكية الأفغانيين". وأعرب عبد الله عن أمله في أن تتعاون الأسرة الدولية والجيران في عملية المصالحة الوطنية الصادقة.
وأعلن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في 11 ‏أكتوبر عام 2010 اختيار المجلس الأعلى للسلام الذي شكل حديثًا الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني رئيسًا له، وأشاد في كلمة له أمام المجلس في كابول باختيار رباني وقال، إن قيادته ستكون جيدة لأفغانستان.
وشكل كرزاي المجلس الذي يتألف من سبعين عضوًا؛ كي يكون هناك هيكل للإشراف على المحادثات مع الجماعات المقاتلة، لكن المجلس لم يحقق أهدافه المعلنة منذ تأسيسه بحسب المراقبين .

غموض موقف طالبان

غموض موقف طالبان
مع إعلان تحديد موعدي جديد للمفاوضات السلام، وكذلك تحديد وفد الحكومة الأفغانية، لم يعلن حتى الآن موقف حركة طالبان والتي تحقق انتصارات ميدانية في عدة مناطق خاصة بجنوب أفغانستان.
فقد واصلت القوات الأفغانية تراجعها أمام تقدم حركة «طالبان» في ولاية هلمند (جنوب). وانسحبت القوات الأفغانية من منطقة نوا زاد، بعد أيام على انسحابها من منطقة قلعة موسى التي حاصرها مسلحو الحركة أشهراً، وقطعوا طريق الإمدادات العسكرية عنها؛ ما استدعى نقل إمدادات إليها جواً وفي شكل متقطع. لكن هذه التطورات تزامنت مع معلومات إيجابية عن تقدم في الجهود التي تبذلها إسلام آباد لإطلاق الحوار بين الحركة وخصومها في الحكومة الأفغانية.
سيطرة مقاتلي الحركة على مداخل ولاية هلمند ومخارجها، يمنحهم قدرة التحكم بثرواتها الزراعية الهائلة، باعتبارها سلة الغذاء للجنوب وتنتج كميات الضخمة من الأفيون والمخدرات. وقد يسمح انسحاب القوات الحكومية بتقدم «طالبان» إلى منطقة سد كاجاكي الذي يوّلد الكهرباء إلى مناطق الجنوب.

دور باكستاني

دور باكستاني
دور إسلام آباد لن يتوقف عند استضافة الحوار بين حكومة كابول وحركة طابان، بل سيكون لها تأثير قوي على الأخيرة لحضور المفاوضات، ولم تستبعد مصادر باكستانية أن تسفر اتصالات قائد الجيش الباكستاني عن لقاء يجمعه مع زعيم «طالبان» الملا أختر منصور، لإقناع الحركة بالتراجع عن قرارها وقف المفاوضات مع كابول منذ انتهاء جولة أولى منها في إسلام آباد في يوليو الماضي.
والتقى قائد الجيش الباكستاني، الجنرال رحيل شريف، الاثنين الماضي، مسئولين من قطر؛ حيث يوجد لـ"طالبان" مكتب سياسي للتحضير لاجتماع أمس الثلاثاء، وهو رابع اجتماع في سلسلة من الاجتماعات الرباعية التي تهدف إلى وضع الأساس لعقد محادثات سلام كاملة. ولم تُعط حركة "طالبان" حتى الآن إشارة واضحة بشأن ما إذا كانت ستشارك في أية محادثات. وتشهد الحركة صراعاً داخلياً منذ الإعلان في العام الماضي عن وفاة مؤسسها، الملا محمد عمر، قبل عامين. 

المشهد الآن

تحديد موعد للمفاوضات هو خطوة جيدة في إطار محاولة إنهاء الحرب في أفغانستان والتي بدأت منذ 2001، ولكن نجاحها أو التوصل لنتائج إيجابية يتوقف على حركة طالبان بشكل قوي في ظل وقوف الحركة على أرض قوية من الانتصارات، التي استطاعت أن توسع نفوذ سلطتها علي مساحات كبير في البلاد.. باكستان سيكون لها دور قوي في ظل العلاقات القوية بين الحركة وإسلام آباد.. تمدد تنظيم "داعش" والحرب الإرهاب سيكون ورقة قوية للضغط على الفرقاء الأفغان للتوصل إلى سلام ينهي الحرب ومواجهة "داعش".. مارس المقبل هل يكون بداية ربيع سلام في أفغانستان أم سيكون بداية صيف دماء؟

شارك