هشام الشيخ مهندس أحرار الشام وعدو "داعش" اللدود
السبت 20/سبتمبر/2014 - 03:31 م
طباعة
برز اسمه فجأة في سياق الأحداث متقدماً إلى قمة الهرم في حركة (أحرار الشام) التي عينته رئيساً للهيئة السياسية وقائداً عاماً.. عملية اغتيال وتصفية قادة حركة أحرار الشام التي وقعت أخيراً، وذهب ضحيتها زعيم الحركة حسان عبود (أبو عبد الله الحموي) وقائدها العسكري، إضافة إلى أكثر قيادات الصفين الأول والثاني ليست مجرد ضربة موجعة على أتباع وأنصار الحركة، وإنما على المعارضة السورية.
ولد هشام الشيخ الملقب بـ "أبو جابر" عام 1968 في مدينة مسكنة شرق حلب، لديه عشرة أولاد، وهو حائز على شهادة الهندسة الميكانيكية، ونال منصبا عاليا في البحوث العلمية بمدينة حلب، وعمل في حقل الدعوة الإسلامية، وتعرض لمضايقات بسبب ذلك.
وشارك أبو جابر في مواجهة القوات الأمريكية بالعراق، وكان يعمل منسقا لتأمين الطريق للمقاتلين نحو العراق عبر الأراضي السورية، حيث نسّق مع الشيخ محمود غل أغاسي (أبو القعقاع) في توريد الجهاديين إلى العراق، فيما يتحدث منظرو الجماعات الجهادية عن أن "أبو القعقاع" الذي قُتل في ظروف غامضة كان مجنداً من قبل المخابرات السورية للإيقاع بالإسلاميين، وهذا ما يفسر أنها غضت الطرف عن نشاطاته في تجنيدهم للذهاب إلى العراق، قبل أن تصفيه بعد انتهاء مهمته بالنسبة لها!
اعتقاله
اعتقل أبو جابر عام 2005 من قبل قوات الأمن السوري، وسجن صيدنايا الشهير، وشهد مجزرة صيدنايا، وحُوكم بتهمة "الوهّابية"، وأصدرت المحكمة حكما بسجنه ثمانِ سنوات، ولكنه خرج من السجن في سبتمبر 2011 بعد ست سنوات على إثر عفو عن عدد من السجناء السياسيين ممن قضوا ربع مدة محكوميتهم.
في التنظيم
وعقب الإفراج عنه، وجد هشام الشيخ سوريا مشتعلة ضد نظام الأسد، فأسّس لواء (مصعب بن عمير) في مدينته (مسكنة)، ثم انضمت الكتيبة لحركة فجر الشام الإسلامية، قبل أن تنضم لحركة أحرار الشام الإسلامية بعد السيطرة على مطار الجرّاح العسكري في مارس 2013.
وبعد انضمامه عيّنت قيادة الحركة (أبو جابر) نائباً لأمير حلب الشيخ (أبو خالد السوريّ) الذي اغتالته (داعش) مطلع العام الحالي.. وعضوا بمجلس شورى حركة أحرار الشام وأميرا للقطاع الشرقي، ثم أميرا لحلب بعد مقتل أبو خالد السوري.
وفي ديسمبر 2013 اندلع صدام مسلح بين لواء مصعب بن عمير وبين عناصر من تنظيم الدولة (داعش).. قتل على إثره الطبيب (أبو ريان) القيادي في (أحرار الشام) إثر توسطه للصلح بين الطرفين، وقيام تنظيم الدولة باعتقاله ثم تسليمه جثة هامدة.
وفي العاشر من سبتمبر 2014 اختير أبو جابر قائدا عاما لحركة أحرار الشام بعد مقتل قائد الحركة حسان عبود- الملقب بأبي عبد الله الحموي- مع أكثر من 45 قياديا آخرين من التنظيم بينهم أمراء عسكريون لمحافظات بينها حلب والرقة وإدلب في عملية استهدفت اجتماعا لهم ببلدة رام حمدان بريف إدلب شمالي سوريا.
العداء لداعش
والنقطة المهمة هي أن هشام الشيخ يكنّ عداءً شديداً لتنظيم «داعش»، حيث كان يتولى منصب «أمير أحرار الشام» في مدينة مسكنة بريف حلب التي شهدت أواخر العام الماضي أول أحداث دموية بينها وبين «داعش»، سقط بسببها عشرات الجرحى والقتلى، بينهم «أمراء» وقادة من الطرفين، لذلك لا يستبعد أن يكون اختياره «أميراً» عاماً مؤشراً إلى اتجاه الحركة إلى مزيد من التشدد تجاه «داعش»، لا سيما أن تصريحات العديد من قادتها تضمّنت تهديداً واضحاً باستمرار القتال ضده حتى القضاء عليه.
ويعد صعود هشام الشيخ على الرأس الهرمي لأحرار الشام أمرا ملفتا خلال الأيام الماضية، فلهشام الشيخ تاريخ يتسق تماماً مع ما انتهى إليه موقعه القيادي في الطيف الذي ينتمي إليه... ويبقى دور (أحرار الشام) المستقبلي رهين التجاذبات والتشابكات التي تحيط الأوضاع السورية، دون أن ينسى الكثير من الفصائل، دورها في بدايات مرحلة عسكرة الأزمة السورية.
هشام الشيخ الخصم العنيد لـ (داعش) التي شكلت الولايات المتحدة تحالفا دولياً توعد بقتالها في سوريا والعراق... هل سيكون ضحية تاريخه الجهادي ضد الأمريكان في العراق؟ أم يشفع له موقف الحركة من (تنظيم الدولة) وتعهده مواصلة القتال ضدها؟!