الجمعة.. الإيرانيون يصدرون حكمهم في صراع الإصلاحيين والمحافظين

الخميس 25/فبراير/2016 - 03:23 م
طباعة الجمعة.. الإيرانيون
 
الجمعة 26 فبراير، سيكون يومًا مختلفًا في حياة كل إيراني مع توجه مَن لهم حق التصويت إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلسي الشورى والخبراء، ويأمل الإصلاحيون بقيادة الرئيس الإيراني حسن روحاني من خلالها في تعزيز سلطته على حساب نفوذ المحافظين الذي بدأ يتراجع خلال الأشهر الماضية مع نجاح الإصلاحيين في التوصل إلى الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى.

انتخابات الجمعة

 انتخابات الجمعة
يتوجه الإيرانيون الجمعة إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلسي الشورى والخبراء، في انتخابات هي الأولى منذ الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، ويأمل الرئيس الإيراني حسن روحاني من خلالها في تعزيز سلطته أمام المحافظين.
ودعا حوالي 55 مليون ناخب للاختيار من بين 4844 مرشحًا مرشح بينهم 500 امرأة، أعضاء مجلس الشورى الـ290، ومن بين 159 مرشحًا، أعضاء مجلس الخبراء الـ88. ويضم مجلس الخبراء رجال دين مكلفين خصوصًا بتعيين المرشد الأعلى للجمهورية. ويهيمن المحافظون على المجلسين.
وسيبدأ التصويت عند الساعة 4,30 بتوقيت غرينتش الجمعة وينتهي عند الساعة 14,30، لكن قد يتم تمديد الوقت، بحسب ما أوضح المسئول في وزارة الداخلية.
وستعلن نتائج الدوائر والمدن الصغيرة خلال 24 ساعة ونتائج طهران بعد ثلاثة أيام.

آمال الإصلاحيين

آمال الإصلاحيين
ويضع الإصلاحيون بقيادة الرئيس حسن روحاني، آمالًا كبيرة على هذه الانتخابات بعد ستة أسابيع على رفع معظم العقوبات الدولية عن طهران، بموجب اتفاق 14 يوليو 2015 بين إيران والقوى الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني.
وتم الاتفاق التاريخي بعد سنتين من المفاوضات الشاقة، ويفترض أن يتيح لإيران الخروج من عزلتها، وإنعاش اقتصاد ضَعُفَ جراء حوالي عشر سنوات من العقوبات.
والتوقعات كبيرة جدًّا في صفوف الطبقات الشعبية التي لديها قدرات شرائية ضعيفة وتسجل أعلى معدلات البطالة.
ويبلغ معدل البطالة حوالي 10% في إيران، لكنه يطال 25% من الشباب الذين يشكلون غالبية في هذا البلد الذي يعد 79 مليون نسمة.
لذلك دعا الرئيسان السابقان محمد خاتمي وأكبر هاشمي رفسنجاني المحسوبان على التيار الصلاحي، الناخبين إلى التصويت بكثافة للمرشحين المؤيدين لروحاني وقطع الطريق على "المتشددين".
ورفسنجاني وروحاني مرشحان لعضوية مجلس الخبراء، ويأملان في هزم الشخصيات المحافظة المتشددة بينهم رئيس المجلس آية الله محمد يزدي. وإذا تحقق ذلك، فسيشكل انتصارًا كبيرًا.
قال المحلل سعيد ليلا، المقيم في إيران: "الاتفاق سيثير توترًا داخليًّا وسيزيد الضغط داخل البلاد"، وأضاف: "ستكون هناك أقليتان قويتان في البرلمان القادم هما الإصلاحيون والمحافظون، وستكون هناك أقلية ضعيفة من المحافظين المتشددين… لن تكون لأي مجموعة الكلمة الأخيرة".
وإذا انتصر المعسكر الموالي لروحاني في الانتخابات فستكون هذه المرة الأولى في تاريخ إيران التي يهيمن فيها فريق واحد على كل المؤسسات الحيوية؛ لذلك يرى المحلل منصور مارفي أن هذا الأمر "قد يشكل خطرًا على وضع روحاني، وقد ينهي شهر العسل بينه وبين خامنئي".

خامنئي مع المتشددين

خامنئي مع المتشددين
في المقابل تهجّم المرشد الإيراني علي خامنئي على من وصفهم بـ"الأعداء" الذين يصنّفون أجنحة الحكم في بلاده بين متشدد ومعتدل، إلا أنه أعلن دعمه العلني للأصوليين المتشددين، موضحًا أن المرشد السابق كان يصنف كمتشدد و"أنا أيضًا"، على حد تعبيره.
وأضاف القائد الأعلى الإيراني: إن الولايات المتحدة لديها مؤامرة تستهدف المنطقة وإيران بشكل أخص بعد محادثات الاتفاق النووي، وفقًا لشبكة التلفزيون الإيراني الرسمي "برس تي في".
ونشر خامنئي عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "توتير" أن "صمت الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمسئولين هو بدافع الخوف،" مضيفًا: "كان الرئيس الأمريكي يسعى بوضوح لتثبيط الإيرانيين عن التصويت قبل يومين فقط من الانتخابات؛ وتصرف الناس على عكس ذلك، وشاركوا بنشاط أكبر."
وتابع المرشد الأعلى: "السلطات الأمريكية تعلمت من تجربتها وتلتزم الصمت الآن، وصمتهم الحالي هو ناجم عن الخوف."
كما نقل "المركز الإعلامي لشبكة الخبر" كلمة ألقاها خامنئي صباح الأربعاء في جمع من مؤيديه جاءوا من مدينة "نجف آباد"، وحذر خلالها مؤيديه والسياسيين من أن يعوا "خطط الأعداء" الرامية إلى توزيع المنافسين في الانتخابات بين قطبين"، والذي وصفه بـ"التصنيف الكاذب والتحريضي".
وفي شرحه لتبيين المتشددين، قال خامنئي: "العدو يصف المصرّين على الثورة من أتباع حزب الله بالمتشددين ويصف من يتبعه بالوسطي.. الأعداء لجئوا منذ اليوم الأول للثورة إلى تصنيفنا كمتشددين ومعتدلين، ففي وجهة نظرهم كان الإمام (خميني) أكثر تشددا واليوم يضعونني أنا الحقير (أي الصغير) في خانه الأكثر تشددا".
ويرى المراقبون أن تصريحات خامنئي هذه تكشف تخوفه من فشل كافة الإجراءات التي تم اتخاذها لهندسة الانتخابات الإيرانية عبر مجلس صيانة الدستور الذي رفض أهلية أعداد كبيرة من مرشحي الإصلاحيين والمعتدلين لخوض الانتخابات.
وفي الوقت الذي شبه الانتخابات بالمباريات والتنافسات الرياضية قال: "التفوق أو عدم التفوق في الانتخابات لا يعني وجود التفرقة والقطبين والعداء بين الشعب. إن الترويج لوجود قطبين في إيران ما هو إلا كذبة".
يذكر أن المرشد الإيراني يشعر بأن مكانته السياسية باتت هشة فدخل بهذا الخطاب على الخط ليقلل من الضغوط على مؤيديه المتشددين؛ حيث لجأ إلى كلام متوازن بغية تغيير الموازنة لصالحهم أمام خصومهم المعتدلين ومن تبقى من الإصلاحيين في حلبة الانتخابات، وهو يعلن بشكل تلويحي بأنه من المتشددين، لكنه ينسب هذا التصنيف للأعداء.
وفي خضم شرحه لأصناف "توغل الأعداء في مؤسسات النظام" لم ينس المرشد خامنئي في خطابه الدورة السادسة للبرلمان الإيراني الذي كان يسيطر عليه الإصلاحيون المنافسون له؛ مما شكل تحديًا حقيقيًّا له من قبل، فقال: "في السنوات الماضية كرر أحد النواب حديث الأعداء في جلسة علنية لمجلس الشورى واتهم النظام الإسلامي بالكذب، وذلك في الوقت الذي كان وفدنا يشارك في المفاوضات النووية برئاسة الرئيس الحالي".
ورغم إقصاء الرموز البارزة للإصلاحيين من المنافسة الانتخابية حاول بعض رموز المتشددين، من قبيل المتحدث باسم "ائتلاف الأصوليين" حداد عادل، خلال الأيام القليلة الماضية أن يثير قلق المرشد من خلال تذكيره باحتمال تكرار تجربة البرلمان الإيراني في دورته السادسة لينضم إلى جبهة المتشددين أمام المعتدلين الذين يقودهم رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني والرئيس الإيراني حسن روحاني ومعهم بقايا الإصلاحيين.

المشهد الإيراني

المشهد الإيراني
يبقى الحكم للإيرانيين ومن خلال صناديق الاقتراع في تتويج أحد الفريقين، الإصلاحيين أو المحافظين في الصراع على السلطة بإيران مع تدهور صحة المرشد الأعلى، فهل سينجح الإيرانيون في التعبير عن قدرتهم بالتغيير؟ أم أن عوامل التهديد والوعيد من قبل قيادات التيار المتشدد للإصلاحيين خاصة الشباب سوف تبقي الوضع على ما هو عليه.. وهو معناه أنه ليس هزيمة للمحافظين بل إبقاء حظوظه في السلطة مع موجة التغير في الشارع الإيراني، والذي يعد أكثر من نصف المقترعين من الشباب لم يشهدوا الثورة أو الحرب العراقية؛ لذلك يريدون الانطلاق والانفتاح على العالم.

شارك