الجيش السوري يتقدم ضد معاقل داعش.. وموسكو تصعِد والمعارضة تحذر

الخميس 25/فبراير/2016 - 10:36 م
طباعة الجيش السوري يتقدم
 
التنظميات الارهابية
التنظميات الارهابية لا تخشي المواجهات المسلحة
بالرغم من بدء سريان هدنة وقف إطلاق النار، لا يزال الجيش السوري يواصل عملياته ضد تنظيم داعش والنصرة والمعارضة المسلحة المدعومة من تركيا والخليج، واستعاد الجيش السوري بلدة خناصر الاستراتيجية في ريف حلب الجنوبي الشرقي من أيدي مسلحي "داعش"، إثر هجوم واسع بغطاء جوي روسي.
ويري محللون ان هذا التقدم للجيش السوري نتيجة الاصرار على انتزاع أي محاولات لتقدم تنظيم داعش وسيطرته على أي بلدة في مسار المحاولات المستمرة لتحرير مختلف الأراضي الواقعة بالقرب من حلب، وذلك بسبب موقع خناصر المهم على مستوى المعركة في ريفي حلب الجنوبي والشرقي من جهة، ولأنه يأتي قبل أيام من تنفيذ الاتفاق الأمريكي-الروسي حول وقف "الأعمال العدائية" من جهة ثانية.
ويرى محللون أن سيطرة "داعش" على هذه المنطقة ستصب في مصلحة فصائل مسلحة، لا تجد في التنظيم في هذه المرحلة الحساسة عدوا لها، وقد تستغل سيطرته على هذه المنطقة لتنفيذ عمليات عسكرية تعوض ما خسرته أمام الجيش قبيل بدء سريان مفعول وقف "الأعمال العدائية" السبت المقبل، أما فيما يتعلق بخناصر، فهي تقع على طريق حلب - خناصر الاستراتيجي، وهو الطريق الوحيد، الذي يستطيع الجيش، المتمركز في غرب مدينة حلب والمناطق المحيطة بها، سلوكه للوصول من وسط البلاد إلى محافظة حلب وبالعكس، وقد سيطر عليه التنظيم قبل يوم واحد من سيطرته على بلدة خناصر.
ويحاول الجيش، بعد استعادته خناصر، السيطرة على التلال المحيطة بالبلدة، تمهيداً لاسترجاع الطريق الاستراتيجي "حلب – خناصر".
هل تصمد هدنة وقف
هل تصمد هدنة وقف اطلاق النار امام سخونة المعارك
وربط عسكريون أهمية استعادة هذا الموقع، فهى لا تقتصر فقط على ريفي حلب الجنوبي والشرقي، بل تتعداهما إلى ريف حماة الشمال الشرقي؛ حيث يسيطر التنظيم. وتقع بلدة خناصر في مكانٍ وسط بين إثريا في ريف حماة الشمالي الشرقي ومدينة حلب، وهو ما دعا الجيش السوري لسحب أعداد كبيرة من عناصره، من القرى المحيطة ببلدة حر بنفسه في ريف حماة الجنوبي، ونقلها إلى الريف الشرقي لزجها في المعارك الدائرة هناك مع التنظيم، في مسعى لاستعادة طريق إثريا - خناصر الاستراتيجي، ونتيجة لهذه السيطرة على هذا الطريق الطويل (إثريا - خناصر - حلب) منحُ الجيش القدرةَ على محاربة التنظيم في جبهتي حماة وحلب على حد سواء، ولا يُستبعد بعد تنفيذ الهدنة أن يعزز الجيش وجوده في هاتين المنطقتين، حيث يتوقع مراقبون أن يشتبك التنظيم مع فصائل مسلحة في ريف حلب الشرقي بعد ذلك، أما في المرحلة المقبلة، فسيحاول الجيش إحكام السيطرة على المنطقة الواقعة بين طريق حلب - الرقة شرقا، وطريق حلب - إثريا جنوبا، بعد سيطرته منذ أيام على أجزاء من طريق حلب - الرقة.
ويؤكد المتابعون أن التقدم الأخير من شأنه سيعمل على تأمين طرق إمداد الجيش الواصلة بين السفيرة جنوبا، والقرى والبلدات الواقعة شمال مطار كويرس، في أقصى الشمال الشرقي من ريف حلب. 
من ناحية أخرى قصفت روسيا مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال غرب سوريا قبل أن يبدأ تنفيذ اتفاق "وقف اطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وروسيا منتصف ليلة يوم السبت، في ظل توقعات المعارضة المسلحة  بمواصلة الجيش السوري هجومه باعتبار أن مواجهة التنظيمات الارهابية ليست مدرجة في اتفاق وقف إطلاق النار.
ووافقت دمشق على الاتفاق كما وافق تحالف المعارضة الرئيسي عليه على الرغم من أنه أبدى استعداده للالتزام بوقف إطلاق النار لمدة أسبوعين بالنظر إلى تحفظات المعارضة القوية على الاتفاق، وسط توقعات للمعارضين باستمرار معارك الجيش السوري ومواصلة الضربات ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، وسط تحذيرات من السلطات السورية بأن الاتفاق يمكن أن يفشل إذا أمدت الدول الأجنبية المعارضة بالأسلحة أو إذا استغلت المعارضة المسلحة الهدنة لتعزيز قدراتها.
من جانبه توقع أبو غيث الشامي المتحدث باسم جماعة ألوية سيف الشام أول خرق للاتفاق في ضاحية داريا بالعاصمة دمشق بتأكيده على أن  الحكومة السورية تريد استغلال وقف إطلاق النار وتركيز نيرانها على داريا للسيطرة عليها، إلا أن المعارضة لن تقبل مثل هذا الانتهاك، متوقعا أن تكون ضاحية داريا أول مكان تنهار فيه الهدنة.
وتسيطر على الضاحية  المعارضة والتي تقول الحكومة إن جبهة النصرة ناشطة فيها لكن المعارضة المسلحة تقول إن جماعات أخرى تسيطر عليها.
قسطنطين كوساتشوف
قسطنطين كوساتشوف
وتصاعدت حدة القتال في اليومين الماضيين في محافظة اللاذقية بشمال غرب البلاد والتي تنشط فيها جماعات الجيش السوري الحر  المدعومة من أعداء النظام السوري بالقرب من مناطق جبهة النصرة ومتشددين آخرين.
بينما قال فادي أحمد المتحدث باسم كتيبة الفرقة الساحلية الأولى المعارضة إن الحكومة تحاول استعادة السيطرة على شمال اللاذقية قبل 26 فبراير ، والاشارة إلى أن المعارك شرسة جدا وأن معارك عنيفة دارت يوم الأربعاء في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في ريف اللاذقية.
 وقال إنه لا يتوقع أن تلتزم الحكومة أو حلفاؤها الروس بالهدنة مضيفا أنه شاهد قبل دقائق طائرة روسية تقصف مناطقهم في ريف اللاذقية.
ويري متابعون أن استعادة مناطق في محافظة اللاذقية على الحدود مع تركيا أولوية قصوى للحكومة السورية وحلفائها منذ أن بدأت روسيا ضرباتها الجوية وهي واحدة من عدة مناطق حققت فيها الحكومة تقدما كبيرا هذا العام.
وعلى صعيد أخر أعربت موسكو عن رغبتها في أن تؤيد المملكة العربية السعودية البيان الروسي الأمريكي بشأن وقف الحرب في سوريا، وأكد  قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي خلال لقائه مع وفد سعودي في موسكو: "لدينا رغبة شديدة في أن تقوم السعودية، بكونها، بلا شك، بلدا ذا نفوذ ومسؤولية، بدعم مبادرة الهدنة هذه في سوريا".
المعارضة السورية
المعارضة السورية تحذر من خرق الاتفاق
وفيما يتعلق بالاتهامات القائلة بشن القوات الجوية الروسية في سوريا غارات على مناطق لا يوجد فيها عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، أشار كوساتشوف إلى عدم تلقي العسكريين الروس أي معلومات من أي أحد حول توجيه هذه القوات ضربات إلى مواقع خاطئة.
أضاف: "أعتبر أن لدى عسكريينا إمكانية لتبادل المعلومات بشكل مباشر، وإذا كانت عندكم حقائق تؤكد قيام عسكريينا بأعمال غير صحيحة، فيجب إبلاغهم بذلك مباشرة"، موضحا بقوله "في حال انعدام الاتصالات بين العسكريين، قد نستعمل قنوات برلمانية... ونحن مستعدون لتسليم معلومات إضافية للعسكريين الروس".
على الجانب الأخر قالت يان إيجلاند متحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن عملية إسقاط مساعدات غذائية جوا لنحو 200 ألف شخص محاصرين في مدينة دير الزور السورية قد فشلت حيث لحقت أضرار بكل الصناديق التي أسقطت بالمظلات أو سقطت في مناطق غير مأهولة أو لم يستدل عليها.
أضافت إن وقف الأعمال القتالية يمكن أن ينقذ المدنيين من "التهلكة" وينهي "فصلا أسود" من عمليات الحصار.

شارك