اليمن يقدم شكوى ضد حزب الله.. وروسيا تعلن دعمها لحكومة هادي

السبت 27/فبراير/2016 - 08:04 م
طباعة اليمن يقدم شكوى ضد
 
تصاعدت وتيرة المعارك الميدانية إلى الشرق من صنعاء مع وصول تعزيزات لقوات الجيش اليمني الموالية للشرعية و"المقاومة الشعبية"، والتي تسعى لتحقيق أكبر قدر من التقدّم، بالتزامن مع دخول الحرب شهرها الثاني العشر، على بدء عمليات التحالف العربي في اليمن، فيما يقوم المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد بلقاءات لإحياء المحادثات، تبدو فرصتها ضئيلة في ظل المعطيات الميدانية والإقليمية حالياً. 

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
على صعيد الميداني، قصفت طائرات التحالف العربي مواقع تابعة لمليشيات الحوثيين وصالح في العاصمة اليمنية صنعاء وأطرافها.
وذكر شهود عيان أن الطائرات استهدفت قبل فجر اليوم السبت قاعدة الديلمي الجوية القريبة من مطار صنعاء شمال العاصمة.
وكانت الطائرات استهدفت الليلة الماضية والساعات الأولى من اليوم مواقع ألوية الصواريخ بجبل فج عطان غرب العاصمة 4 مرات مما أدى إلى حدوث انفجارات قوية متتالية في الموقع.
يأتي هذا القصف مع تحليق مستمر لطائرات التحالف في سماء العاصمة.
كما استهدفت الطائرات مواقع للمليشيات في مناطق بران ومسورة وملح والفرضة في مديرية نهم شمال شرق العاصمة والتي تشهد معارك بين قوات الجيش والمقاومة والمليشيات منذ عدة أسابيع سيطرت فيها القوات على معسكر فرضة نهم الاستراتيجي وتحاول تحرير باقة المديرية التي تعد البوابة الشرقية للعاصمة اليمنية.
ومن ناحية أخرى، ذكر مركز أزال للمقاومة في صنعاء أن قوات الجيش والمقاومة تمكنت من تحرير مواقع جديدة في مديرية نهم وسيطرت على قرى شرق وجنوب المديرية واستكمال السيطرة على قرية المدراج في المعارك التي دارت طزال أمس.
وأوضح المركز الإعلامي للمقاومة أن مدفعية ودبابات الجيش قصفت المناطق التي تتمركز فيها المليشيات مما أدى لتراجعهم بعد سقوط قتلى وجرحى في صفوفها وتقدم الجيش والمقاومة إلى مشارف منطقة مسورة.
وأكدت الميليشيات بمديرية نهم انحساراً متواصلاً يفقد كل يوم مواقع جديدة تسيطر عليها ليتم تضييق الخناق عليهم كما تشهد معنويات مقاتليهم انهياراً كبيراً انعكس في فرارهم أمام القوات في المواجهات التي حدثت خلال اليومين الماضيين.
وأضاف نقلاً عن مصادر ميدانية أن المليشيات تنصب مدافع الهاوتزر في منطقة بني حكم بقبيلة أرحب شمال العاصمة صنعاء في محاولة لإيقاف تقدم الجيش والمقاومة.
وفي محافظة تعز جنوب غرب اليمن، قصفت طائرات دول التحالف العربي مواقع لمليشيات الحوثيين وصالح في مناطق متفرقة من المحافظة.
وذكر المركز الإعلامي للمجلس العسكري بتعز أن الطائرات استهدفت معسكر اللواء 35 بمفرق المخا غرب تعز ومعسكر خالد التابع للواء والذي تتمركز فيه المليشيات ومعسكر اللواء 22 بإقليم الجند شرق المدينة ومنطقة الشريجة جنوب غرب المدينة ودمرت 3 أطقم عسكرية لهم.
وفي محافظة الجوف شمال اليمن، ذكرت مصادر محلية أن خبيرين إيرانيين قتلا في غارة لطائرات دول التحالف العربي استهدف السيارة التي كانوا يستقلونها في المحافظة الحدودية مع السعودية.
طال القصف العشوائي للميليشيات أحياء في المدينة، منها الحصب والمدينة القديمة وثعبات، إضافة إلى قرى في منطقة جبل حبشي، ما أدى إلى مقتل 3 مدنيين وجرح 6 آخرين، في وقت يعاني فيه سكان المدينة من الحصار الذي تواصل الميليشيات فرضه عليها رغم محاولات السكان كسره، إضافة إلى عمليات إنزال مواد إغاثية وطبية قامت بها قوات التحالف لتخفيف أعباء المدينة المحاصرة التي تأبى الاستسلام للميليشيات ملحقة بها خسائر كبيرة على يد قوات الجيش والمقاومة الشعبية في تعز.
وفي محافظة حجة قصفت بوارج حربية تابعة لقوات التحالف معسكر اللواء 25 ميكا بمديرية عبس، وأفادت مصادر بسماع دوي انفجارات عنيفة من المواقع التي يبدو أنها كانت تضم منصات صواريخ كاتيوشا وأسلحة كانت ميليشيات الحوثي وصالح تعمل على الدفع بها نحو جبهات القتال.
وفي نفس السياق، دعا مصدر عسكري يمني جميع الضباط والأفراد في القوات المسلحة اليمنية والمغرر بهم الذين لايزالون يقاتلون في صفوف الانقلابيين إلى الانضمام إلى قوات الشرعية، حسب ما أفادت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
وطالب مستشار رئيس الأركان والمتحدث باسم الجيش اليمني العميد سمير الحاج من أفراد الجيش الذين يقاتلوا في صفوف الانقلابيين بألا يقفوا على الحياد في معركة التحرير التي تقودها قوات الشرعية ضد متمردي الحوثي وفلول المخلوع صالح.
ودعا إلى تغليب مصلحة الوطن ووضعها فوق كل اعتبار، لافتاً إلى أن هذه المرحلة تعد فرصة سانحة للجميع لإثبات الولاء المطلق لله ثم للوطن، ولا يجوز إضاعتها، خاصة مع اقتراب موعد النصر ودحر الانقلاب وآثاره الكارثية التي أدخل البلاد فيها".
وفي سياق اخر أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية استشهاد محمد راشد علي الظنحاني أحد جنودها البواسل وذلك في حادث تدهور آليته العسكرية خلال أدائه واجبه الوطني في عملية "إعادة الأمل" ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية للوقوف مع الشرعية في اليمن.

شكوى حزب الله:

شكوى حزب الله:
وعلى صعيد تورط حزب الله في اليمن، أعلن مندوب اليمن الدائم في مجلس الأمن السفير خالد اليماني أن الحكومة اليمنية ستتقدم بشكوى رسمية ضد ميليشيات حزب الله وستطالب المجلس بوضع حزب الله على قوائم الإرهاب، مؤكدا أن الحكومة تملك أدلة على تدخلات حزب الله التي تشمل وجود عسكريين من حزب الله وخبراء تابعين له في اليمن.
وكانت الحكومة اليمنية أكدت قبل يومين (الأربعاء) في بيان رسمي ضلوع "حزب الله" بصورة مباشرة في الحرب الدائرة حالياً بين الحكومة الشرعية والانقلابيين. وأشارت إلى توافر أدلة عن تورط أفراد ينتمون لـ"حزب الله" في حرب المليشيات على الشعب اليمني وأن مشاركة الحزب وصلت حد المشاركة الفعلية على الأرض، موضحة أن "حزب الله" يقوم بتدريب أفراد الميلشيات الانقلابية على القتال ويتواجد في ساحات المواجهة على الحدود السعودية.
وفي نفس السياق، كشف مصدر مقرب من ميليشيات الحوثي في محافظة صعدة، أن عنصراً تابعاً للحرس الثوري الإيراني، لقي مصرعه برصاص أحد مسلحي الحوثي، في أحد مراكز التدريب بالمحافظة.
وأشار المصدر، وفقاً لموقع "يمن برس"، إلى أن سلطات الانقلاب ألقت القبض على القاتل فوراً، ويجري التحقيق معه، وتتكتم قيادة الجماعة الانقلابية على الحادث، ولم تعلق عليه، وسعت إلى إقناع المتدربين، الذين غادرت أعداد منهم المعسكر بالعودة، ومواصلة التدريبات.
وأكد المصدر أن كثيراً من عناصر الجماعة الانقلابية أبدوا تذمرهم في أوقات سابقة من أن الخبراء الإيرانيين وعناصر حزب الله، الذين تنتدبهم الجماعة لتدريب عناصرها، يتعاملون معهم باحتقار شديد، ويكيلون لهم السباب في أحيان كثيرة، ما دفع أعداداً كبيرة منهم للانقطاع عن التدريبات.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
بدأت الأصوات ترتفع في اليمن محذّرة من قصور في العمل الحكومي يمكن أن يهدّد جهود ترميم سلطة الدولة انطلاقا من العاصمة المؤقتة، وتوفير الزخم الكافي لمواصلة جهود التحرير التي بلغت مرحلة متقدّمة.
وقالت مصادر يمنية إنّ خطوة تعيين اللواء علي محسن الأحمر مؤخرا من قبل الرئيس عبدربه منصور في منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لم يمرّ من دون انتقادات من قبل شخصيات مشاركة في حكومة خالد بحاح، نظرت إلى ذلك التعيين باعتباره يفتح الباب لحزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان المسلمين للسيطرة على مقاليد السلطة في البلد.
ويعتبر منتقدو تعيين الأحمر في ذلك المنصب الحسّاس، أن هذه الخطوة تمنحه من السلطات ما يجعل دور رئيس البلاد ورئيس الحكومة ثانويا نظرا لما للرجل من سلطات ونفوذ واسع عسكري وقبلي.
ويذهب أشدّ المعترضين على تعيين اللواء محسن الأحمر في منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى القول إنّ حزب الإصلاح، ممثل جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، والذي يعتبر الأحمر من مؤسسيه، يتحمّل جزءا كبيرا مما آلت إليه الأوضاع في البـلاد من خـلال مساهمته في حـدوث انقسـام بالقوات المسلّحة اليمنية، حيث انحاز قسـم مـن تـلك القـوات لعلي عبـدالله صالـح، وانحـاز قسـم ثان لمحسـن الأحمـر وهـو القسم الذي خاض الحرب في محافظة عمران بشمال صنعاء صيف العام 2014 بقيادة العميد حميد القشيبي وكان لهزيمته أسوأ الأثر، حيث فتح الباب عمليا أمام الحوثيين لغزو العاصمة والتمدد نحو وسط البلاد وجنوبها.
ويرون أنّ تعيينه ينفّر عدّة أطراف سبق أن قبلت على مضض التعاون مع السلطات الشرعية والانضمام إلى جهود التحرير، وخصوصا من عناصر الحراك الانفصالي الجنوبي الذين يرى الكثير منهم عدم وجود فارق كبير بين الحوثيين وجماعة الإخوان.
ولم يستبعد متابعون للشأن اليمني أن تعلو من جديد في جنوب اليمن نبرة الانفصال، ما يعني عدم الاهتمام بمواصلة جهود التحرير في شمال البلاد، وخصوصا في صنعاء.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
يواصل ولد الشيخ أحمد لقاءاته الدبلوماسية في سبيل إحياء محادثات السلام التي تعثّر انعقاد جولتها الثالثة في يناير الماضي. وعقد ولد الشيخ أحمد لقاءات في العاصمة الروسية موسكو أخيراً مع مسؤولين في الخارجية الروسية، كما التقى بوزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي وبحث معه سُبل استئناف المحادثات.
وتأتي الجهود السياسية لإحياء المحادثات وسط خيبة أمل يعبّر عنها طرفا المحادثات (الحكومة والانقلابيون) ويتبادلون الاتهامات بعدم الجدية فيها، كما عبّر عنها المبعوث الأممي في تصريحاته من موسكو، إذ أعلن أن "التحدي المتمثل بإعادة البلاد إلى مسار سلمي وحكم ديمقراطي يشمل كافة الأطراف، لن يكون سهلاً".
فيما أكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، عدم وجود تعاون روسي مع ميليشيات صالح والحوثي، على ما أفادت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
وقال لافروف خلال لقائه وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي في موسكو، يوم الجمعة، إن روسيا تقف إلى جانب الحكومة اليمنية الشرعية، ومع تطبيق قرار مجلس الأمن 2216.
وأشار إلى أن روسيا ترسل رسائل واضحة لصالح والحوثي بأن روسيا تدعم الشرعية الدستورية باليمن، وتؤكد لجميع الأطراف أهمية السعي إلى حل سلمي عبر الحوار، معبراً عن قلقه إزاء تدهور الوضع الإنساني في اليمن.
من جانبه، قال المخلافي إن الحكومة اليمنية لم تختر الحرب وإنما كانت الحرب خيار الانقلابيين، وإن الحكومة تدعم جهود الأمم المتحدة لتنفيذ القرار 2216 عبر المشاورات.
وعبر المخلافي عن تطلع الحكومة اليمنية بأن ترسل روسيا رسالة واضحة لتحالف الانقلاب صالح والحوثي بأن العالم موحد فيما يخص اليمن، وأن مسار العملية السياسية واضح الملامح من خلال تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216.
كما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ، أمس الجمعة، إن إيران تواصل دعمها للإرهاب في اليمن، مدعماً حديثه بدليل جديد.
وأضاف كيري في كلمته أمام مشرعين أمريكيين: "أوفقنا شحنة سلاح قادمة من إيران إلى اليمن وهي دليل على مواصلة إيران دعمها لجماعات الحوثي والانقلابيين في اليمن".

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
نشرت قوات التحالف صورا تُظهر عملية إنزال مواد إغاثية وطبية قامت بها في تعز التي تعاني منذ أشهر من حصار ميليشيات الحوثي وصالح.
وكانت قوات التحالف ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قاما الشهر الماضي بعمليات إنزال لأربعين طناً من المساعدات الطبية والإغاثية، في خطوة هدفت لكسر الحصار عن تعز، وتخفيف أعباء سكان المدينة، ودعم المرافق الطبية بالمواد الأساسية لضمان استمرار تقديم خدماتها.
بحسب تقرير نشرته وكالة أنباء الإمارات (وام)، اليوم السبت، بلغ حجم المساعدات الإنسانية التي قدمتها دولة الإمارات استجابة للأزمة الإنسانية التي يعانيها الأشقاء اليمنيون منذ بدء الأزمة، نحو 744 مليون درهم ما يوازي نحو 202 مليون دولار أمريكي، وذلك حتى شهر أغسطس عام 2015.
ووصل حجم مساعدات الإمارات خلال العام الماضي 2015 إلى اليمن 430 مليون درهم منها نحو 190 مليون درهم توفير الوقود والطاقة الكهربائية، وحوالي 110 ملايين درهم للمساعدات والمواد الغذائية، بجانب 80 مليون درهم مساعدات طبية و 30 مليون درهم لتوفير المياه والصرف الصحي و 20 مليون درهم لمواد إغاثية متنوعة.

المشهد اليمني:

استمرار المعارك على الأرض مع تراجع فرص الحل السياسي، يشير إلى أن الحسم العسكري سيكون الخيار الأول في البلاد، والتي تدخل حربًا تقترب من نهاية عامها الأول، وسط تردي الوضع الاقتصادي والإنساني.

شارك