قرارات جديدة لوقف تدفق اللاجئين.. وترحيل مهاجري شمال إفريقيا
السبت 27/فبراير/2016 - 11:43 م
طباعة

تواصل المجتمعات الأوروبية مواجهة أخطار تزايد أعداد اللاجئين، في ظل تنامي مشاعر الكراهية ضد المهاجرين، في الوقت الذى بدأت فيه بعض الدول فى الاكتفاء بعدد محدود من اللاجئين، وترحيل عدد كبير وخاصة من دول شمال المغرب العربي.
وقال متابعون إن فرص قبول طلبات اللجوء من اللاجئين المنحدرين من دول المغرب العربي في ألمانيا قليلة للغاية، حيث تبلغ نسبتها لدى اللاجئين التونسيين 2.0%، والمغاربة 7.3%، ويوجد في ولاية سكسونيا وحدها حاليا أكثر من 3200 لاجئ من المغرب العربي مرفوضة طلبات لجوئهم وملزمين بمغادرة ألمانيا.
ومنذ مطلع فبراير الجاري يعطي المكتب الاتحادي للهجرة وشؤون اللاجئين الأولوية للبت في طلبات لجوء الأفراد المنحدرين من شمال أفريقيا، وذلك على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها نساء في مدينة كولونيا الألمانية ليلة رأس السنة، حيث ينحدر الكثير من المشتبه في تورطهم في هذه الاعتداءات من شمال أفريقيا.

من جانبه يبدأ وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير ووزير داخلية ولاية زارلاند الألمانية كلاوس بويلون غدا الأحد بجولة خارجية تستغرق ثلاثة أيام تشمل المغرب والجزائر وتونس لإقناع هذه الدول بضرورة استعادة مواطنيها المرفوضة طلبات لجوئهم في ألمانيا.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن وزير داخلية ولاية سكسونيا ماركوس أولبيش اضطر لإلغاء مشاركته في الجولة بسبب عزمه حضور جلسة طارئة في البرلمان المحلي للولاية على خلفية حوادث معادية للأجانب في سكسونيا.
واقتربت الحكومة الألمانية من إعلان المغرب والجزائر وتونس "دول منشأ آمنة"، وذلك للإسراع في رفض طلبات اللجوء غير مستوفاة المبررات اللازمة، وترحيل اللاجئين المرفوضين بصورة أسرع، وكثيرا ما تفشل حاليا عمليات إعادة اللاجئين المرفوضين إلى موطنهم في المغرب العربي.
وبالرغم من إبرام ألمانيا مع المغرب والجزائر اتفاقية لإعادة اللاجئين، توجد الكثير من المشكلات في التطبيق العملي للاتفاقية، وذلك عندما يتعلق الأمر على سبيل المثال بالتشكك في جنسية اللاجئين غير الحاملين لوثائق سفر. وتعرض برلين مساعدات على دول المغرب العربي لزيادة استعدادها لاستعادة اللاجئين.
بينما استبق وزير التنمية الألماني جيرد مولر جولة وزراء الداخلية الألمان أمس الخميس بزيارة إلى المنطقة.
وذكرت مصادر في وزارة التنمية الألمانية أن الهدف من التعاون مع المغرب وتونس والجزائر هو تحقيق استقرارها السياسي والاقتصادي، حتى لا يصبح للمواطنين هناك حاجة إلى الهجرة إلى أوروبا.
ويعتزم مولر عرض دعم لهذه الدول في إدماج اللاجئين العائدين، وأوضح مولر أن كل يورو يتم استثماره في هذه الدول له تأثير مضاعف في حل أزمة اللاجئين، وقال: "إذا لم تقرر أوروبا التصرف هنا، فإننا سنضطر إلى دفع ثمن باهظ".
من جانبه طالب وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير بفعالية وسرعة إجراءات ترحيل المهاجرين الوافدين من الجزائر وتونس والمغرب، عشية جولة له في هذه البلدان الثلاثة، موضحا بقوله " "يجب أن نتمكن من تعزيز فعالية وسرعة العملية".
وستكون الرباط المحطة الأولى في الجولة المغاربية التي يبدأها غدا الأحد قبل أن يصل إلى الجزائر وتونس، بعد أن أدرجت ألمانيا البلدان المغاربية الثلاثة على لائحة "الدول الآمنة.
وأكد وزير الداخلية الألماني أن بلاده قد تدرس وسائل مساعدة هذه الدول الثلاث للتعريف بمواطنيها الذين ترحلهم ألمانيا، مؤكدا إمكانية اللجوء إلى التقنيات الحديثة على غرار استخدام البينات البيومترية لتحديد هوية هؤلاء المواطنين، مشيرا إلى أن الجولة ترمي إلى تحسين التعاون في آليات إعادة مواطني الدول المغاربية الذين عليهم مغادرة ألمانيا".

من ناحية اخري فتحت مقدونيا بصورة مفاجئة معبر الحدود بينها وبين أراضي اليونان لإتاحة الفرصة لثلاثمائة لاجئ للمرور عبر أراضيها. وقال راديو سكاي اليوناني إن الدول الواقعة على امتداد طريق البلقان اتخذت قرارا جديدا بمرور 580 لاجئا يوميا بصفة أساسية عبر أراضيها، حيث
ويقيم في مخيم الاستقبال المقام على الجانب اليوناني حتى الآن أكثر من ستة آلاف لاجئ ومهاجر وصلوا إلى الشاطئ اليوناني عبر الأراضي التركية. ويرغب جميع هؤلاء اللاجئين في مواصلة التقدم نحو الشمال، حيث يفضلون الإقامة في ألمانيا.
وتزايدت أعداد المهاجرين واللاجئين الأسبوع الماضي بعد أن بدأت مقدونيا تمنع دخول الأفغان وفرضت قيودا مشددة أكثر على السوريين والعراقيين لإبراز أوراق الهوية، مما تسبب في إبطاء عبورهم. وبدأ الوضع ينذر بالتفاقم بشكل كبير بعد أن أعلنت سلوفينيا وكرواتيا، العضوين في الاتحاد الأوروبي، وصربيا ومقدونيا بأنها ستحدد عدد المهاجرين الذين يمكنهم العبور بـ 580 شخصا يوميا.
ومنذ مساء الخميس، لم يعبر سوى 150 شخصا إلى مقدونيا، بحسب المسؤولين الذين أضافوا أن العدد الإجمالي للاجئين والمهاجرين الموجودين حاليا على الأراضي اليونانية يبلغ نحو 25 ألف شخص.

ويتصاعد التوتر على الحدود حيث تظاهر نحو 400 شخصا قرب معبر أيدوميني صباح السبت، مطالبين السلطات المقدونية بالسماح لهم بالعبور. ويأتي إعلان الدول البلقانية الأربع الجمعة بعد أسبوع على تأكيد النمسا أنها لن تسمح سوى لـ80 شخصا بتقديم طلب لجوء يوميًا.