بعد قرار الكونجرس بإدراجها على قوائم الإرهاب.. الإخوان تستعد للمواجهة

الأحد 28/فبراير/2016 - 01:01 م
طباعة بعد قرار الكونجرس
 
في خطوة صادمة، للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، وافقت اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي لأول مرة على إحالة مسودة مشروع قانون يعتبر جماعة الإخوان بمختلف تنظيماتها منظمة "إرهابية".

إدراج الإخوان في أمريكا

إدراج الإخوان في
وكانت ذكرت اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي أن مشروع قانون تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية عام 2015 كان برعاية النائب الجمهوري ماريو دياز بلارت، وسيتطلب التصنيف الإرهابي للتنظيم أن تقوم الإدارة الأمريكية بمنع الأجانب والأمريكيين ممن لهم علاقة بالجماعة من المجيء إلى الولايات المتحدة، وسيعني أيضًا أن الجماعة ستخضع للملاحقة القضائية الفيدرالية وسيتم تجميد أصولها. 
واقترح مشروع القرار النائب تيد كروز الذي يطمح لترشيحه من قبل الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة.
يأتي ذلك القرار في خطوة تعكس مدى تردي شعبية التنظيم الدولي الذي تهيمن عليه انقسامات حادة، وقال النائب "دياز بلارت": "إن الإخوان يمثلون تهديدًا عالميًّا". مضيفًا أنها تدعم وتمول الشبكات الإرهابية حول العالم منها القاعدة وحماس، داعيًا الولايات المتحدة إلى ضرورة الاعتراف بأن الإخوان جماعة إرهابية كجزء من الاستراتيجية الأمريكية للأمن القومي.
وتلقت الإدارة الأمريكية مرارًا وتكرارًا مطالبات وضغوط من قبل حلفاء لها في المنطقة لإدراج الإخوان المسلمين على لائحة التنظيمات الإرهابية، لكنها كانت ترفض.
وبث موقع اللجنة الإلكتروني، جلسة تصويت الكونجرس والذي صوت 17 عضوًا جمهوريًّا، لصالح مشروع القانون، مقابل رفض 10 ديمقراطيين، بينما لم يدل 12 عضوًا من كلا الحزبين بأصواتهم.
وطالبت مسودة المشروع، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالتعاون مع كل من وزيري الخزانة والأمن الداخلي، ووضع الإخوان المسلمين ضمن قائمة منظمات الإرهاب الأجنبي.
وبحسب المسودة فإنه في حالة إقرار المشروع يُمنع أي أمريكي أو مقيم على الأراضي الأمريكية من التعامل مع أي شخص أو جهة على علاقة بتنظيم الإخوان في أي بقعة من العالم، كما يُمنع أي أجنبي على صلة بالتنظيم من دخول الأراضي الأمريكية، وحظر أي ممتلكات أو أموال في حوزة مؤسسات مالية أمريكية تخص الجماعة.

البداية من بريطانيا

البداية من بريطانيا
وكانت توقعات إدراج أمريكا للإخوان علي قائمة الإرهاب بدأت في أعقاب إعلان بريطانيا في ديسمبر الماضي أن الانتماء إلى التنظيم أو الارتباط أو التأثر بأفكاره مؤشر محتمل للإرهاب، والذي جاء بعد مماطلة الحكومة البريطانية واستمرت لعام ونصف العام، وأفضت في تقرير أعده السير جون جينكينز سفير بريطانيا السابق في الرياض إلى ارتباط الجماعة الوثيق بالإرهاب.
وقالت اللجنة القضائية في الكونجرس: "إن أهداف الإخوان في الولايات المتحدة الجهاد على نطاق واسع لتدمير الحضارة الغربية من الداخل، وتمرير أجندتهم البائسة بأيديهم وأيدي المتعاطفين معهم".
وأضافت اللجنة في تقريرها أن جماعة الإخوان دعمت الإرهاب بشكل مباشر عبر التمويل وتجنيد المقاتلين، كما تم اعتبارها تنظيمًا إرهابيًّا من قبل العديد من حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وكان التقرير يشير إلى تصنيف التنظيم إرهابيًّا في كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر.
من جانبها أعلنت الخارجية المصرية، على لسان المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسمها، بأن اعتماد اللجنة القضائية بمجلس النواب لهذا المشروع يعكس صحة الموقف الرسمي والشعبي المصري تجاه هذا التنظيم، وأن المجتمع الدولي أصبح يدرك أن الفكر المتطرف لهذه الجماعة وتبنيها للعنف بات يمثل تهديدًا للمجتمعات والشعوب المختلفة.
وقال عضو اللجنة دياز بالارت: "إن الإخوان يشكلون تهديدًا عالميًّا، ويدعمون ويمولون منظمات إرهابية على رأسها القاعدة وحماس؛ لذا يجب على الولايات المتحدة معاقبة الإخوان وتصنيفهم تنظيمًا إرهابيًّا كجزء من تطبيق خطة أمننا القومي".
في موازاة ذلك، أعلنت قيادات إخوانية عن غضبها من اللجنة القضائية بقرار الكونجرس الأمريكي، بالموافقة على مشروع تصنيف الإخوان منظمة إرهابية، وقال أحمد رامي، المتحدث الإعلامي لحزب الحرية والعدالة المنحل عبر صفحته على "فيس بوك": "اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي تبث على الهواء مشروع قرار تسمية جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، وهو المشروع الذي تقدم به مجموعة من نواب الحزب الجمهوري بالمجلس".
ونشرت مواقع إخوانية، بأن "مجلس الإخوان بتركيا" قام بزيارة لإحدى وزارات الخارجية الأوروبية، وذلك في محاولة من الجماعة لتجنب اتخاذ أي دولة أوروبية قرارات ضدها، وقال موقع تابع للإخوان: |إن مها عزام رئيسة ما يسمى "المجلس الإخواني لتركيا" زارت وزارة خارجية إحدى الدول الأوروبية الكبرى لشرع الأوضاع التي تحدث في مصر".
 فيما شن محمود الشرقاوي، القيادي الإخواني في أمريكا، هجومًا عنيفًا على واشنطن، مشيرًا إلى أن الخارجية الأمريكية تدعم النظام في مصر، وأن لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس تؤيد النظام المصري.

الإخوان تستعد للمواجهة

الإخوان تستعد للمواجهة
وفي هذا السياق، تستعد قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي في أمريكا إلى عقد مؤتمر نهاية الأسبوع الجاري، يحضره عدد من قيادات الإخوان وكذلك مسئولون أمريكيون وباحثون وحقوقيون، للدفاع عن التنظيم في أمريكا، وتحويل الاتهام الموجّه إليه بالإرهاب إلى حالة من المظلومية أمام الرأى العامّ العالمي، بعد موافقة اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون يعتبر التنظيم إرهابيّاً؛ حيث ينظّم المؤتمر، داليا مجاهد، مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما للشئون الدينية، وعبدالموجود الدرديري، القيادي بالتنظيم والهارب إلى أمريكا، وأماني عزام، الباحثة في مركز تشاتام هاوس البريطاني، بدعم من المركز المصري- الأمريكي للديمقراطية وحقوق الإنسان التابع للإخوان، وفق مصادر مقربة من الجماعة.
ويرى خبراء أن مشروع القرار سيظل حبرًا على ورق؛ لأن تمريره يحتاج إلى رفعه إلى مجلس النواب الذي يضم 435 عضوًا، ثم إلى مجلس الشيوخ قبل أن يتم طرحه على البيت الأبيض، فضلًا عن أن مسودة المشروع ستعرض على وزير الخارجية جون كيري للرد على وضع تنظيم الإخوان ضمن قائمة منظمات الإرهاب الأجنبي، بعدها تتم مطالبة الرئيس باراك أوباما بتقديم تبرير مفصل عن أسباب رفض وضع الجماعة ضمن قائمة الإرهاب الدولي، ويتم تقديم هذا التبرير إلى الكونغرس خلال مدة لا تتجاوز ستين يومًا.
وتضرب عملية الانشقاقات والصراعات الداخلية التنظيمات والكيانات التي أنشأتها جماعة الإخوان لدعم موقفها المعادي للنظام المصري، وكغطاء سياسي، لتحركاتهم في الغرب على وجه الخصوص، وآخر هذه الانشقاقات شهدتها "جبهة الضمير" التي تكونت لدعم الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي، والجماعة في مواجهة "جبهة الإنقاذ " قبل الإطاحة بحكم الإخوان في ثورة الثلاثين من يونيو.
وتناقلت وسائل إعلام محسوبة على الجماعة ملاسنات بين عضو جبهة الضمير الهارب إلى تركيا عمرو عبدالهادي، والمرشح الرئاسي السابق عضو الجبهة والهارب أيضاً إلى إسطنبول أيمن نور، حيث اتهم عبدالهادي، نور بأن له علاقات وصفها بالمشبوهة مع إيران وحزب الله اللبناني.
وفي ظل الانقسامات التي يشهدها التنظيم الدولي للإخوان، تتوتر الأوضاع الداخلية؛ حيث يكشف خبراء الحركات الإسلامية والمتخصصون في الشأن الإخواني عن مزيد من التفكك في هذا الهيكل والتسلسل الهرمي للجماعة الأقدم بين تنظيمات الإسلام السياسي؛ حيث يستعد "إخوان تونس" للحاق بالأردنيين وإعلان الانفصال عن التنظيم الأم في القاهرة، والذي يعاني من تشققات حادة بين أجياله، و"انفصال شبكي" بين القيادات والقواعد.
وفي حال ادراج الإخوان على قوائم الإرهاب في أمريكا، ستكون هي النهاية الفعلية للتنظيم الدولي على وجه الإطلاق.

شارك